السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6917 السؤال: شروط الإمامة ؟
جواب الشيخ: السؤال:
شيخنا الفاضل - حفظكم الله -
ما هي شروط الإمامة ؟
و هل يعتبر الملا عمر - حفظه الله - أميرا للمؤمنين ؟
و جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
*********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ــ
شروط الامامة معروفة ، وقد ذكرها العلماء في كتب الفقه
,وقسموها إلى قسمين :
أحدهما :
حال الاختيار والسعة .
والثاني حال الاضطرار ، كمن يتغلب بالقوة ويقبض على صولجان الحكم بالشوكة ، وتصبح له المنعة ، ولايمكن إزالته إلا بتفرق الامة وضرب بعضها ببعض ، فالحفاظ على وحدة الامة ، وصون الدماء ، ومنع الفتنة ، أولى من التمسك بكل شروط الامامة .
ـــــــــ
ففي حال الاختيار حيث يكون أهل الحل والعقد هم الذين يختارون الامام ، ويبايعونه .
في هذه الحالة له أربعة شروط أولها أن يكون من قريش من صميمها من ولد قريش وهو النضر بن كنانة ، لحديث الصحيح الائمة من قريش .
والثاني أن يكون على صفة يصلح بها أن يكون قاضيا من الحرية والبلوغ والعقل والعلم والعدالة .
الثالث أن يكون قيما بأمر الحرب والسياسة وإقامة الحدود لاتلحقه رأفة في ذلك ، قادرا على الذب عن الامة .
الرابع أن يكون من أفضلهم في العلم والدين .
ـــــــــــــ
وأما في حال الاضطرار أي من تغلب وصار حاكما بالقوة ، وصارت له الشوكة والمنعة ، التي بدفع بها عن أهل الاسلام ، فإنه يكتفى من الشروط ، أن يكون مسلما مؤديا للصلاة ، فإن تركها فليس له إمامة .
وأن يجعل أساس حكمه التحاكم إلى الشريعة ، حتى لو خالفها في نفسه دون أن يستحل ، فإن إمامته لاتسقط في حال الاضطرار.
ويحرم الخروج عليه ، ما لم يأت بناقض من نواقض الاسلام ، فمن أتى بناقض ولم يتب منه فلا إمامة له ، باتفاق العلماء ، فإنه لايحل للمسلمين أن يقروا إمامة الكافر عليهم ، بالإجماع.
ـــــــــ
والاصل أن يكون لكل المسلمين إمامة واحدة يجتمع بها أمرهم ، وتقام بها شريعتهم ، وتعقد ألوية الجهاد ، ويذب بها عن الامة ، وتجتمع بها الامة في أخوة الايمان ، ورابطة الاسلام ، لايحل للمسلمين غير هذا بالاجماع .
فإن كانت الامة في حال من التفرق ، ففي هذه الظروف الاستثنائية ، يكون كل إمام شرعي إماما لمن تحت سلطانه ، فإن كان سلطانه على بعض الامة ، كما هو حالنا اليوم ، فإمامته علي من تحت سلطانه .
ـــــــــــــــــــــــــــ
وكان الملا محمد عمر إماما لمن تحت سلطانه في بلاد الافغان فسار فيهم بالعدل ، وأقام الشريعة ، وذب عن الدين ، حتى ابتلي هو ومن معه بغزو الكفار لبلادهم ، وتسلط عليهم الاعداء من كل مكان ، ولازالوا في بلاء عظيم ، نسأل الله تعالى أن ينصرهم .
وقد كان في حكمه ، من أئمة العدل الذين لم يات في الزمان مثلهم منذ أمد طويل ، لكنه اليوم من أئمة الجهاد وليس إماما ذا سلطان وحكم والله اعلم |