|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 7511 السؤال: من هم أصحاب المنهج التكفيري؟!
جواب الشيخ: فتوى
السؤال:
كثيرا ما نسمع عن التحذير من أصحاب المنهج التكفيري وأنهم الوهابية أو أتباع ابن تيمية وأنهم يكفرون المسلمين خلافا لما عليه المذاهب الإسلامية ، وأنهم هم المجاهدون ، فهل صحيح أن لايجوز تكفير من نطق بالشهادتين مهما فعل ، ولماذا وضع العلماء باب الردة ، ومن هو المرتد ، وإذا كان هناك حكم الردة في الإسلام فلماذا يطلق على البعض أنهم أصحاب المنهج التكفيري ومن يقصد بهم ، ولماذا أصبحنا نسمع هذا اللقب مؤخرا ، لاسيما أنه يوصف به أهل الجهاد ، وأنهم يكفرون المتعاونين مع المحتلين ، ولماذا يسمى الحكام معارضيهم خونة ويحكمون عليهم بأقسى الاحكام ويعاملونهم معاملة الكافرين بل أشد ، ولايرضون بتسمية من يعارض المحتلين الكفار خونة وأولياء للكافرين ، لقد اختلط علينا الحابل بالنابل ، وأصبحنا الحق من الباطل ؟
******************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
من الواضح أن من يطلق هذا الإطلاق " المنهج التكفيري " إما جاهل ، أو ملبس يقصد التقرب إلى جهات سياسية لتبرئة نفسه عندهم لعلهم يلقون عليه أو على حزبه من فتات حطام الدنيا الفانيــة ، أو يطلب السلامة لنفسه ولحزبه .
فأمّـا كونه جاهلا فلأن التكفير لا يُذم بإطلاق ، كما لا يُمدح بإطلاق ، فإن منه ما يكون حقا موافقا للكتاب والسنة بل يكون فرضا لازما ، بل في بعض الأحيان يكون حدا فاصلا بين الإيمان والكفر ، كما قال القاضي عياض رحمه الله : وأن من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى أو شك في تكفيرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده أ.هـ
ومعلوم أن جميع فقهاء الإسلام ، وكتب المذاهب تعقد فصلا للردة ، وتبيّن أحكامها ، وتكفـّر من قال ، أو فعل ، أو اعتقد أمورا يكون بها مرتدا ، فمن ذم من يحكم بكفر المرتد ، فقد حكم على كل العلماء بأنهم أصحاب " المنهج التكفيري" ، بل رد حكم الكتاب والسنة ، وما أجمع عليه علماء الأمة ،فهذا لا يصدر إلا من جاهل ، أو آخر لا يؤمن بوجوب الانقياد للشريعة .
ثم أقول للسائل الكريم ، دعك من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ومؤلفات الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، ومن يطلق عليهم زورا وتلبيسا " أصحاب المنهج التكفيري" ، مع أنهم لم يتجاوزا ما قاله علماء المذاهب الأربعة قيد أنملة ، بل اكتفوا ـ في الغالب ـ بتكفير ما اجمع فقهاء المذاهب عـلى كفر فاعله ، وتسامحوا في كثير مما اختلفت المذاهب السنية في الحكم به في الردة فتركوا الخوض فيها ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
وأقرأ معي فيما يلي كلام أئمة المذاهب الفقهية المعتبرة ، فسأنقل فيما يلي كلام الإمام النووي رحمه الله ، وحسبك به إماما محققا عارفا بالأدلة ومناهج الاستدلال ، وما نقله أيضا عن أئمة الحنفية ، وما نقله عن الإمام القاضي عياض رحمه الله .
وتأمل بالخصوص ما نقل عن القاضي عياض رحمه الله في "الشفا " وهو قوله :
"وأن من دافع نص الكتاب أو السنة المقطوع بها المحمول على ظاهره فهو كافر بالإجماع.
وأن من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى أو شك في تكفيرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده .
وكذا يقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة وكذا من فعل فعلا أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان صاحبه مصرحا بالإسلام مع فعله كالسجود للصليب أو النار والمشي إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير"
وأنت إذا قرأت كلام هؤلاء الأئمة تبيّن لك قطعا ، أن من ينسبون إلى ما يطلق عليه "المنهج التكفيري" ، لم يكفروا إلا بالمجمع على تكفيره غالبا ، وقد تجاوزهم علماء الشافعية والحنفية والمالكية المتقدمون ، فكفّروا بأمور أكثر مما يكفر به من يطلق عليهم ـ إرضاءً للأمريكان ـ " أصحاب المنهج التكفيري " بكثيــر ، كما سترى ، وقد استدلوا في قالوا بنصوص الكتاب والسنة ، فهم ـ أعني علماء المذاهب الفقهية السنيّة المتقدمين ـ فيما قالوه بررة صادقون ، بالكتاب والسنة عاملون ، وللوحي المنزّل منقـــادون .
قال الإمام النووي في روضة الطالبين 10/ 64ـ 71:
الباب الأول في حقيقة الردة
ومن تصح منه وفيه طرفان.
الطرف الأول في حقيقتها وهي قطع الإسلام ، ويحصل ذلك تارة بالقول الذي هو كفر ، وتارة بالفعل والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن تعمد واستهزاء بالدين صريح كالسجود للصنم أو للشمس وإلقاء المصحف في القاذورات والسحر الذي فيه عبادة الشمس ونحوه .
ثم قال النووي عمّن زعم أن الفعل بمجرده لا يكون كفرا : قال وهذا زلل عظيم من المعلق ذكرته للتنبيه على غلطه .
وتحصل الردة بالقول الذي هو كفر سواء صدر عن اعتقاد ، أو عناد ، أو استهزاء ، هذا قول جملي.
وأما التفصيل فقال المتولي : من اعتقد قدم العالم أو حدوث الصانع أو نفى ما هو ثابت للقديم بالإجماع ككونه عالماً قادراً … وكذا من جحد جواز بعثة الرسل ، أو أنكر نبوة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، أو كذبه ، أو جحد آية من القرآن مجمعاً عليها أو زاد في القرآن كلمة واعتقد أنها منه ، أو سب نبياً أو استخف به ، أو استحل محرماً بالإجماع كالخمر واللواط أو حرم حلالاً بالإجماع أو نفى وجوب مجمع على وجوبه كركعة من الصلوات الخمس أو اعتقد وجوب ما ليس بواجب بالإجماع كصلاة سادسة ، وصوم شوال أو نسب عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة ، أو ادعى النبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم أو صدق مدعياً لها أو عظم صنما بالسجود له ، أو التقرب إليه بالذبح باسمه فكل هذا كفر.
ثم قال النووي : والعزم على الكفر في المستقبل كفر في الحال ، وكذا التردد في أنه يكفر أم لا ، فهو كفر في الحال ، وكذا التعليق بأمر مستقبل كقوله إن هلك مالي أو ولدي تهودت أو تنصرت ، قال: والرضى بالكفر كفر حتى لو سأله كافر يريد الإسلام أن يلقنه كلمة التوحيد فلم يفعل ، أو أشار عليه بأن لا يسلم أو على مسلم بأن يرتد فهو كافر، بخلاف ما لو قال لمسلم سلبه الله الإيمان أو لكافر لا رزقه الله الإيمان فليس بكفر لأنه ليس رضى بالكفر لكنه دعا عليه بتشديد الأمر والعقوبة عليه.
قلت وذكر القاضي حسين في الفتاوى وجهاً ضعيفاً أن من قال لمسلم سلبه الله الإيمان كفر والله أعلم.
ولو أكره مسلماً على الكفر صار المكره كافراً، والإكراه على الإسلام والرضى به والعزم عليه في المستقبل ليس بإسلام ، ومن دخل دار الحرب وشرب معهم الخمر وأكل لحم الخنزير لا يحكم بكفره وارتكاب كبائر المحرمات ليس بكفر ولا ينسلب به اسم الإيمان والفاسق إذا مات ولم يتب لا يخلد في النار.
فرع : في كتب أصحاب أبي حنيفة رحمه الله اعتناء تام بتفصيل الأقوال والأفعال المقتضية للكفر وأكثرهما مما يقتضي إطلاق أصحابنا الموافقة عليه فنذكر ما يحضرنا مما في كتبهم.
منها إذا سخر باسم من أسماء الله تعالى ، أو بأمره أو بوعده أو وعيده كفر ، وكذا لو قال لو أمرني الله تعالى بكذا لم أفعل، أو لو صارت القبلة في هذه الجهة ما صليت .
ثم قال : ولو قال لغيره لا تترك الصلاة فإن الله تعالى يؤاخذك فقال لو واخذني الله بها مع ما بي من المرض والشدة ظلمني، أو قال المظلوم هذا بتقدير الله تعالى فقال الظالم أنا أفعل بغير تقدير الله تعالى كفر ، ولو قال لو شهد عندي الأنبياء والملائكة بكذا ما صدقتهم كفر، ولو قيل له قلم أظفارك ، فإنه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا أفعل وإن كان سنة ، كفر ، قلت المختار أنه لا يكفر بهذا إلا أن يقصد استهزاء والله أعلم.
ثم قال النووي : ولو قال لو كان فلان نبيا آمنت به كفر وكذا لو قال إن كان ما قاله الأنبياء صدقاً نجونا أو قال لا أدري أكان النبي صلى الله عليه وسلم إنسياً أم جنياً أو قال إنه جن أو صغر عضواً من أعضائه على طريق الإهانة .
ثم قال النووي : ولو تنازع رجلان فقال أحدهما لا حول ولا قوة إلا بالله فقال الآخر لا حول لا تغني من جوع كفر ، ولو سمع أذان المؤذن فقال إنه يكذب أو قال وهو يتعاطى قدح الخمر أو يقدم على الزنى باسم الله تعالى واستخفافاً باسم الله تعالى كفر، ولو قال لا أخاف القيامة كفر
ثم قال النووي : ولو دام مرضه واشتد فقال إن شئت توفني مسلماً، وإن شئت توفني كافراً صار كافراً ، وكذا لو ابتلي بمصائب فقال أخذت مالي وأخذت ولدي وكذا وكذا وماذا تفعل أيضاً ، أو ماذا بقي ولم تفعله كفر، ولو غضب على ولده أو غلامه فضربه ضرباً شديداً فقال رجل لست بمسلم فقال: لا ، متعمداً كفر .
ثم قال النووي : ولو شد الزنار على وسطه كفر ، واختلفوا فيمن وضع قلنسوة المجوس على رأسه والصحيح أنه يكفر ، ولو شد على وسطه حبلاً فسئل عنه فقال هذا زنار فالأكثرون على أنه يكفر ، ولو شد على وسطه زناراً ودخل دار الحرب للتجارة كفر وإن دخل لتخليص الأسارى لم يكفر.
ثم قال : ولو قال معلم الصبيان اليهود خير من المسلمين بكثير لأنهم يقضون حقوق معلمي صبيانهم كفر ، قلت الصواب أنه لا يكفر بقوله النصرانية خير من المجوسية إلا أن يريد أنها دين حق اليوم والله أعلم.
ثم قا ل النووي ـ يعني عن علماء الحنفية ـ : قالوا ولو قال كافر لمسلم اعرض علي الإسلام فقال حتى أرى أو اصبر إلى الغد أو طلب عرض الإسلام من واعظ فقال اجلس إلى آخر المجلس كفر وقد حكينا نظيره عن المتولي قالوا ولو قال لعدوه لو كان بينا لم أؤمن به أو قال لم يكن أبو بكر الصديق رضي الله عنه من الصحابة كفر قالوا ولو قيل لرجل ما الإيمان فقال لا أدري كفر أو قال لزوجته أنت أحب إلى من الله تعالى كفر وهذه الصور تتبعوا فيها الألفاظ الواقعة في كلام الناس وأجابوا فيها اتفاقاً أو اختلافاً بما ذكر ومذهبنا يقتضي موافقتهم في بعضها وفي بعضها يشترط وقوع اللفظ في معرض الاستهزاء.
قلت قد ذكر القاضي الإمام الحافظ أو الفضل عياض رحمه الله في آخر كتابه الشفاء بتعريف حقوق نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه جملة في الألفاظ المكفرة غير ما سبق نقلها عن فمنها أن مريضاً شفي ثم قال لقيت في مرضي هذا ما لو قتلت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لما استوجبه، فقال بعض العلماء يكفر ويقتل ، لأنه يتضمن النسبة إلى الجور، وقال آخرون لا يتحتم قتله ويستتاب ويعزر، وأنه لو قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أسود أو توفي قبل أن يلتحي أو قال ليس هو بقرشي فهو كفر لأن وصفه بغير صفته نفي له وتكذيب به.
وأن من ادعى أن النبوة مكتسبة أو أنه يبلغ بصفاء القلب إلى مرتبتها أو ادعى أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة أو ادعى أنه يدخل الجنة ويأكل من ثمارها ويعانق الحور فهو كافر بالإجماع قطعاً .
وأن من دافع نص الكتاب أو السنة المقطوع بها المحمول على ظاهره فهو كافر بالإجماع.
وأن من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى أو شك في تكفيرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده .
وكذا يقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة وكذا من فعل فعلا أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان صاحبه مصرحا بالإسلام مع فعله كالسجود للصليب أو النار والمشي إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير وغيرها.
وكذا من أنكر مكة أو البيت أو المسجد الحرام أو صفة الحج وأنه ليس على هذه الهيئة المعروفة أو قال لا أدري أن هذه المسماة بمكة هي مكة أم غيرها فكل هذا أو شبهه لا شك في تكفير قائله إن كان ممن يظن به علم ذلك ومن طالت صحبته المسلمين فإن كان قريب عهد بإسلام أو بمخالطة المسلمين عرفناه ذلك ولا يعذر بعد التعريف.
وكذا من غير شيئاً من القرآن أو قال ليس بمعجز أو قال ليس في خلق السماوات والأرض دلالة على الله تعالى أو أنكر الجنة أو النار أو البعث أو الحساب أو اعترف بذلك ولكن قال المراد بالجنة والنار والبعث أو الحساب أو اعترف بذلك ولكن قال المراد بالجنة والنار والبعث والنشور والثواب والعقاب غير معاًنيها أو قال الأئمة أفضل من الأنبياء " أ.هـ من الروضة.
أما لماذا نسمع مؤخرا التنفير من أحكام التكفير التي نزل بها القرآن بالحق ، فهذا من متطلبات العولمة ، التي يبشر بها الغزو الغربي ، الذي غدا يخدع السذج والمغفلين من بني جلدتنا ، فيطالبهم بالترحيب كل زندقة وإلحاد ، وكفر ورفض لشريعة رب العباد ، بدعوة التسامح والبعد عن فكر "الرفض والتكفير" ، بينما هم يهاجمون عقيدة الإسلام ، ويسخرون بها من أعلى المستويات ، وينادون بالحرب الصليبية ، ويصفون المسلمين بأنهم يعبدون الأصنام ، وأنهم شياطين ، و أننا سنهزمهم كما قال " وليم كيوين " نائب وكيل البنتاغون لشؤون الاستخبارات مؤخرا ، وامتدحه رامسفيلد ، وكما قال كبار قساوسة البيت الأبيض ، وقال بوش نفسه إنها حرب صليبية ، ومعنى ذلك أنهم يقاتلون الكفرة ، أي المسلمين ، ويرسلونهم إلى نار الجحيم ، فكل هذا حلال على الأمريكان ، حرام على غيرهم ، فمتى يفيق المخدوعون من بني جلدتنا من غفلتهم ، ومتى ينتبهون من سباتهم .
ثم إن هؤلاء المحتلين ، يدعون المسلمين لملاحقة المجاهدين ، وتشويه سمعتهم بتسميتهم "تكفيريين" و"إرهابيين" ، وإلى ترك الصليبين ، بل الترحيب بهم ، وإفتاء المسلمين بأن قتالهم حرام ، وقبول احتلالهم واجب في شريعة الإسلام !! لأنهم أهل العهد الواجب الاحترام ، بينما واقع الحال أنهم يدعون إلى حرب صليبية ، وشن الهجومات الاستباقية ، ويعيثون في بلاد الإسلام فسادا ، ويفرضون مناهجهم كفرا وعنادا ، فاللهم احصدهم حصادا ، واجعلنا ممن يجاهدهم جهادا ، وارزقنا الهدى والرشادا ، إنك كنت سميعا قريبا جوادا والله اعلم
|
|
|