السائل: زائر التاريخ: 25/12/2008 عدد القراء: 7633 السؤال: فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل : لعمري ، وهل هي من القسم بغير الله تعالى ؟!
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه اللفظة ليست من قبيل القسم ، وإن كانت في الظاهر كذلك ، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف ، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى ، ولهذا وردت عن الصحابة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم ؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم . رواه مسلم .
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه : ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه ابن ماجه .
وقالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات ، عن عائشة قالت : لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتــم :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال : لاتقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(
وكنت قد سمعت شيخنا الشيخ حماد الأنصاري ، يقول : إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة ، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها ، كقولهم : ويل أمّك ، تكلتك أمّك ، عقرى حلقى.. ونحـو ذلك.
وقـد وجدت للشيخ العثيمين هذه الفتوى : ( أما لعمري ، فليس بها بأس أيضا ، فقد جاءت في السنة ، وجاءت في كلام الصحابة ...فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها ، وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك ) .
والله أعلــم |