في جو تلبد بقرع طبول الحرب المستمر لسنوات ننقل لكم أخي القارئ الكريم هذا الحدث الجلل:
الحدث: الكويت المعطاء ترفض تأجير جزيرتي وربة وبوبيان للولايات المتحدة الأمريكية.
مصدر الخبر: صحيفة كويتية تفوح إباء وقومية
الزمان منتصف العقد التاسع من القرن الميلادي البائد (منتصف الثمانينات)
الإنطباع العام لدى العامة: خطوة حكيمة للقيادة الرشيدة تعزز بها الإباء القومي والإستقلالية الوطنية
الإنطباع العام لدى الخاصة: مطابق لما رآه العامة
وفي جو لم يلبث أن ينسى ايقاع طبول الحرب فإذا به سامعها ثانية ننقل لكم أخي القارئ الكريم هذا الحدث الجلل:
الحدث: الكويت المعطاء تغلق ما يزيد عن ثلث مساحة الكويت المعطاء لتجهيز القوات الأمريكية لغزو العراق الشقيق
مصدر الخبر : نفس الصحيفة الكويتية التي كانت تفوح إباء وقومية يوما ما
الزمان مطلع العقد الأول من القرن الميلادي الحادي والعشرين
الإنطباع العام لدى العامة: خطوة حكيمة للقيادة الرشيدة تعزز بها الأمن القومي والإقليمي بتحرير العراق الشقيق من النظام البعثي الكافر
الإنطباع العام لدى الخاصة: حيص بيص ما بين مؤيد مبارك ومعارض متحفظ وصامت حائر.
والله كاد قاطبي أن يتداخلا من فرط العجب من تناقض الحالين في فترة لا تساوي ساعة من عمر الأمم (أقل من عقدين من الزمان). أتساءل أي تغير دراماتيكي استطاع أن يغير ثوابت شعب بأسره في فترة وجيزة كهذه؟! وأتساءل ثانية: هل جاء هذا التغير مرسوما أم أنه نتاج صدفة بحتة؟
للإجابة على ما استشكل علي لجأت إلى اسلوب السؤال المباشر فسألت العوام عن إجابة تفك طلاسم المعضلة. فكانت الإجابة الفورية: الغزو العراقي الغاشم (نهاية القصة).
لم تسعفني هذه الاجابة ولم تروي غليلي. فهذه الاجابة وإن كانت منطقية للوهلة الأولى لم تجيب على التساؤلات التالية:
1. هل بالغزو العراقي الغاشم ارتضى الكويتيون التنازل عن الإباء والوطنية؟
2. هل تغيرت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية 180 درجة من إمبريالية إستعمارية تريد نهب مقدرات الأمة في الثمانينات إلى إنسانية محبة للسلام في مطلع الألفية الثالثة؟
3. هل كانت القيادة الرشيدة مصيبة في كلا الموقفين؟ إذا كان الموقف الأول صحيحا فلا يحسن أن نتخذ الثاني دون سبب منطقي وإن كان غير ذلك فحري بنا الإعتذار من الولايات المتحدة الأمريكية عن الموقف الأول.
4. هل كان النظام البعثي الكافر في العراق الشقيق مسلما قبل الغزو لندعمه وكفر بعد الغزو لنحاربه؟
5. لماذا حافظ العوام على نفس الموقف إزاء المتناقضة أعلاه مع العلم أن الشعب الكويتي المعطاء من أكثر شعوب المنطقة وعيا وحنكة؟
لجأت إلى ذوي الإختصاص لحل المعضلة فزادت المعضلة غموضا وأضحيت في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها من كثرة التعقيد.
فعلماء السياسة أسهبوا في الظروف الجيوسياسية فأدخلوا البعد القومي العربي ومخاوف تصدير الثورة ونتائج الحرب الباردة (النظام الدولي القائم على القطبين) إلى المعادلة لتفسير الموقف الأول وعللوا الموقف الثاني بانكسار البعد القومي العربي (نتاج المواقف المخزية لبعض الدول العربية من الغزو العراقي الغاشم) وانكماش الهيمنة الفارسية في المنطقة إثر التواجد الأمريكي والنظام العالمي الجديد ذو القطب الأوحد.
وعلماء الإقتصاد فسروا المعضلة بنتائج العولمة واستراتيجية المنطقة كشريان حياة لأي نهضة اقتصادية فكان الغزو لتبرير التدخل الأجنبي في المنطقة وتأمين ضخ النفط لأرباب الصناعة والإنتاج.
وعلماء الإجتماع برروا تغير الموقف الشعبي في الحالين إثر الصدمة السيكولوجية المترتبة عن الغزو العراقي الغاشم. فجل ما كانت ترتكز عليه الهوية الكويتية تعرض للغربلة بعد الغزو العراقي الغاشم. فلا الأخ الشقيق راعى حق الأخوة والجوار. ولا هو تذكر "الجميل" بدعمه المستمر في سنوات حربه الضروس. ولا العرب وقفوا وقفة الأخ الأكبر الحنون الذي ينتصر للمظلوم من الظالم. ولا هم تذكروا الجميل بعد الجميل فكفوا أيديهم عن ايذاء الشعب المغلوب على أمره. لذا استساغ العوام المساكين استبدال ما ارتكزت عليه هويتهم (إثر الصدمة) بما يناقضه كلما للجراح وإرضاء للكرامة الجريحة.
وعلماء الدين تناولوا المعضلة بطرح نظرية المؤامرة فأدخلوا اللوبي الصهيوني في المعادلة الغامضة وبرروا التغير الحاد في المواقف بفساد الأساس الأول الذي بنيت عليه هويتنا (القومية العربية) مستشهدين بقول الفاروق رضوان الله عليه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". وأسهبوا في أن الغزو العراقي الغاشم ما جاء إلا موعظة وذكرى للذاكرين علنا نرجع إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا.
لا أخفيك سرا أخي القارئ الكريم أن كل من استشرت أصاب بعض الحقيقة بناء على تصوره. ولكن مع هذا كله لم نخلص لنتيجة محددة كوننا لا ندري ماذا نريد أن نحل. حينها أجبت منادي الذكريات الخوالي في أروقة الجامعة وحننت إلى استخدام الإسلوب العلمي لحل المشاكل لسبر طلاسم المعضلة.
أولا: لنحدد سوية أخي القارئ الكريم ما نريد حله فذلك أدعى لتركيز جهودنا فيما يصب في حل المعضلة بدلا من زيادة تعقيدها. أستميحك عذرا أخي القارئ الكريم في أن أتطفل وأستوحي من ذهنك ما نريد حله:
لماذا كان التواجد الأمريكي في المنطقة أمرا مرفوضا وطعنا في الوطنية في الثمانينات في حين أنه مرحب به في أيامنا هذه؟
للإجابة على هذا السؤال الغامض يجب أن نؤطر أسس البحث بالإجابة على الأسئلة التالية (وأستميحك عذرا ثانية أخي القارئ الكريم في عدم الخوض في تفصيل الإجابات في هذه العجالة. فكل إجابة تحتاج الى بحث مطول والله المستعان):
1. هل كان الغزو العراقي الغاشم محبوكا في أروقة الادارة الأمريكية لتبرير التدخل الأمريكي في المنطقة أم أنه جاء محض الصدفة؟
نعم كان محبوكا بشهادة الإدارات الأمريكية السابقة أمام الكونغرس الأمريكي
2. إذا كان محبوكا ، هل تلعب نظرية المؤامرة الدور الذي نتخيله بأن كل شاردة وواردة كانت مرسومة طبقا لخطة معدة مسبقا من اللوبي الصهيوني مثلا؟
لا. النظام السياسي الأمريكي قائم على تبادل المصالح المشتركة بين مرشحي الأحزاب والناخبين (الممثلين بالجمعيات المتخصصة التي لها تأثير واضح على أصوات الناخبين). وبالتالي ليضمن أي مرشح رئاسي مقعده يتحتم عليه تبني أجندة ترضي أكبر قدر من الجمعيات المتخصصة (الدينية والإقتصادية والعمالية والسياسية). ومن ضمن هذه الجمعيات المتخصصة ما يسمى اللوبي الصهيوني وجمعيات اليمين البروتستانتي المسيحي المتطرف .
وكذلك سماسرة النفط والإقتصاد (الوول ستريت). وبالتالي نخلص إلى أن الإدارات الأمريكية بذاتها لا تسير ضمن برنامج مرسوم يملى عليها من جهة واحدة فحسب وإنما سياساتها تملى عليها بنظام المقايضة وتبادل المصالح مع من يضمن استمراريتها. ولا ننكر بذلك التوجهات الشخصية لأفراد الإدارات الأمريكية في صياغة السياسة الأمريكية بشكل عام. ولكن هذه التوجهات ليست بالقدر الذي تصوره نظرية المؤامرة.
3. ما هو بعد الحبكة الديني والإقتصادي للغزو العراقي الغاشم؟
من مخالطتي الشخصية للشعب الأمريكي أستطيع الجزم أن الحبكة كانت إقتصادية أكثر منها دينية بالنسبة لعموم الشعب الأمريكي. فبالنسبة للشعب الأمريكي تأتي لقمة العيش أولا (المتمثلة في البرنامج الإقتصادي للمرشح الرئاسي ونظام الضرائب وفرص العمل وسياسة التعامل مع الإتحادات العمالية وغيرها). فإذا ما أشبعت هذه الحاجة يأتي البرنامج الديني ثانيا. هذا لا يعني أن الجمعيات الدينية المتخصصة التي تريد ترويج معتقداتها (كأهمية كسر العراق لتمهيد عودة المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم) تحجم عن دس برامجها الإقتصادية التي تستقطب أكبر شريحة من الناخبين في مقابل فرض برامجها الدينية على الإدارات الأمريكية دون تصريح مباشر للشعب الأمريكي بماهية هذه البرامج. فخلاصة القول أن الحبكة إقتصادية في الظاهر ، إقتصادية دينية في الباطن.
4. لماذا ارتضى الشعب الكويتي الأبي تغيير ثوابته بهذه السرعة إثر الغزو العراقي الغاشم؟
يقول علماء الإجتماع أن الأحداث الجلل ترسخ المبادئ الصحيحة في نفوس من يتعرض لها وتمحو المبادئ المعلولة. فبذلك يحسن اعتبار بعض ثوابت الشعب الكويتي المعطاء معلولة.
فمن هذه الثوابت المعلولة القومية العربية العمياء التي كانت نتاج معترك الأفكار الناصرية والقومية والإشتراكية والليبرالية في حقبة راجت فيها هذه الأفكار المريضة. فالغزو العراقي الغاشم كشف الوجه البغيض لهذه المبادئ السقيمة وبين مدى افلاسها كحل أمة.
5. لماذا لم يفطن عموم الشعب الكويتي المعطاء لفساد هذه المبادئ من قبل؟
أولا وقبل كل شيء حق الإسلام لأفراد الشعب الكويتي المعطاء يفرض التماس العذر للعوام المضللين بوسائل الإعلام التبعي التي تملي عليهم ليل نهار تلك الشعارات الجوفاء. فتقوم وسائل الإعلام التبعي بعلم أو بغير علم بخدمة مخططات من نسميهم نحن باللوبي الصهيوني بإتاحة الفرصة للأجنبي بالتدخل في شؤوننا. فكانت هذه الوسائل التبعية تمجد لصدام (حامي البوابة الشرقية زعموا) وتغفل عن جرائمه بحق شعبه وجيرانه. وللأسف الشديد لم تواجه هذه الهجمة الإعلامية الشرسة بحملة تبصيرية مضادة من علماء الدين والسياسة والإقتصاد والإجتماع وغيرهم ممن يتحملون عبء المسؤولية. فالكل (إلا من رحم ربي) كان يخشى السباحة ضد التيار الجارف.
وحين انقلب علينا صدام (أخزاه الله تعالى) انقلبت وسائل الإعلام التبعي أيضا وأضحت تنشر غسيل صدام ونظامه الكافر أمام الملأ متناسين ملحماته البطولية التي سطرتها وسائلهم (زعموا)!
وسطحية التداول الإعلامي للحدث الجلل (الغزو العراقي الغاشم) بشخصنة الحدث وتناسي الأسباب الرئيسة للحدث قدمت سانحة الفرصة للأجنبي للتدخل في شؤوننا ومن خلفه من نسميهم نحن باللوبي الصهيوني لتطبيق مخططاتهم الشنيعة بحق الأمة. فما نسميه نحن باللوبي الصهيوني لا يتحكم في كل شاردة وواردة كما يظن البعض وإنما يحسن هذا اللوبي استغلال الفرص وتوظيفها لصالحه. يقول الله عز وجل فيهم: "لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون".
6. بعد أن وقعت الفأس في الرأس هلا ذكرت لنا أساليب وسائل الإعلام التبعي في تضليل العوام المساكين كي تفسر المعضلة ونحذرها مستقبلا؟
تتلخص أساليب التعمية الإعلامية في الآتي:
أ. التذبذب وعدم وضوح الأهداف والهوية: لا تجد وسائل الإعلام التبعي حرجا في التصفيق للشرق ولعن الغرب تارة والإنقلاب على الشرق وتلميع الغرب تارة أخرى. فوسائل الإعلام التبعي لا تحمل أهدافا أممية واضحة المعالم تعمل على خدمتها بصورة موضوعية. وإنما تجوب العالم الفسيح بحثا عن ما قل نفعه وعظمت إثارته لتحقق الكسب السريع الرخيص ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتبعا لهذا القياس يهمش دور الشعب الكويتي المعطاء في خدمة الأمة الإسلامية ويركز على سفاسف الأمور.
ب. تمييع الثوابت الأصيلة: وبما أن الثوابت الأصيلة (كالهوية الإسلامية) عدوة بضاعة الإعلام التبعي الرخيص ، تشن وسائل الإعلام التبعي هجماتها المتلاحقة على الثوابت الأصيلة بعرض النماذج السيئة لمن تدثر برداء الدين والدين منه براء كممثل عن الدين الحنيف لتنفر العوام المساكين عن الدين الحنيف. وتقوم بمهاجمة الثوابت الأصيلة تكرارا ومرارا وتمييعها بعرض المذاهب الفاسدة كبديل يجب تقبله. وتبعا لهذا القياس يكون الإسلام الصحيح غير واضح المعالم بالنسبة لغالب الشعب الكويتي اذ أن هناك في الساحة العديد من المذاهب العقدية الباطلة التي يجب تقبلها كمعتقد صحيح أو على الأقل شبه صحيح.
ت. شخصنة القضايا ونسيان الحيثيات والمسببات: حينما تصد الهجمة التمييعية لوسائل الإعلام لقضايا الأمة من قبل أهل الحل والعقد تقوم هذه الوسائل التبعية بشخصنة القضايا ونبش الزلات متناسية بذلك (عن عمد) القضية الأساسية ومحور النقاش حالها كحال فرعون –لعنه الله- حين أعيته الحجة. فحين بهت فرعون لجأ الى الطعن في كليم الله موسى عليه وعلى حبيبنا أفضل الصلاة والتسليم:
وتبعا لهذا القياس رضي الشعب الكويتي الأبي تناسي أسباب الغزو العراقي الغاشم والتركيز على الجاني (نظام البعث الكافر).
ث. تسمية الأشياء بغير مسمياتها: ومن وسائل الإعلام التبعي في مهاجمة الثوابت الأصيلة تسمية الأشياء بغير مسمياتها لتنفر العوام المساكين. فالربا فائدة والزنا والخنا حرية وفن والإلتزام تزمت وأصولية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتبعا لهذا القياس استساغ الشعب الكويتي المعطاء مفهوم وجود الأجنبي كمحرر صديق بدلا من مستعمر مستغل.
ج. الإستدراج: تستخدم وسائل الإعلام التبعي اسلوب الإستدراج متأسية بذلك بإبليس -لعنه الله- اذ تبدأ وسائل الإعلام التبعي بعرض عشرة آراء موافقة للثوابت ورأي هامشي مخالف مثلا. ومع مرور الوقت تزيد الوسائل التبعية جرعتها في دس الخبيث في الطيب كما ونوعا إلى أن يألف العوام المساكين الخبيث كون جل أهل الحل والعقد (وأخص بالذكر علماء الدين) تأكل من رؤوسهم الطير لعدم انكارهم المنكر في حينه. وبذلك تمرض الأمة مرض "إلف المعصية العضال" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتبعا لهذا القياس ألف الشعب الكويتي المسكين وجود الأجنبي ومناقضة موقفه السابق بفعل الإستدراج الإعلامي الموجه.
ح. السلبية والتواكل: وآخر وسائل الإعلام التبعي لتضليل العوام المساكين السلبية والتواكل. فحين تناقش القضايا الأساسية تضخم وتعقد بتكلف لتنفير العامة ونخلص إلى العودة الى المربع الأول. وتبعا لهذا القياس رضي جل الشعب الكويتي بالتسليم للحال والتواكل بانتظار حل مشاكلنا من السماء متناسين قوله عز وجل: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
بما أن كثرة الكلام ينسي آخره أوله ، يحسن بنا تدارس الخلاصة المرجوة من هذا المقال:
1- العلة في تذبذب مواقفنا هو عدم وضوح الثوابت الأصيلة وافتقار الهدف العام الذي نصبو إليه.
2- ساهمت وسائل الإعلام التبعي بصورة أو بأخرى في تغييبنا عن واقعنا وقضايانا الأساسية.
3- يتحتم علينا التحرر من سطوة الإعلام التبعي أولا إذا ما أردنا الرقي والتطور.
4- يكون التحرر من سطوة الإعلام التبعي بمعرفة وسائل إغوائه ومواجهتها بما يتناسب مع الأدب الإسلامي الرفيع: كالتوعية والنصيحة والتماس العذر للأشخاص (محاربة الأفكار الباطلة دون الأشخاص).
وفي الختام أتمنى أن نكون قد فككنا طلاسم المعضلة وعرفنا لماذا انقلب الحال من رافض مناهض لوجود الأجنبي إلى مؤيد مرحب لنفس الأجنبي في ليلة وضحاها.
وأسألك أخي القارئ الكريم هل لا زلت تعتقد أن الأجنبي ولي محرر؟!
عذرا يــا ضاد عن عجمــة القلـم فالقوم قدموا غيرك من ألســـن الأمم
والله ما سطرت من عجز منطق العجم ولكن عل كليمـــي يهز مهجـة القوم
أنت البحر في أحشائــــه الدر كامن ما أخطأ حافظ عن وصفك يا أبلغ الكلم
كان هذا ما جال في الخاطر واسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. إن كان ما قلته حقا فمن الله عز وجل وحده وإن كان غير ذلك فمن نفسي المقصرة والشيطان. هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم:
د. أيمن عبدالله العوضي
بوسطن – ماساتشويوستس
فجر الثامن من صفر لعام 1425 للهجرة -على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم- الموافق للتاسع والعشرين من آذار لعام 2004 للميلاد
aal-awadhi1@babson.eduالكاتب: د. أيمن عبدالله العوضي التاريخ: 01/01/2007