اتصالٌ هاتفيٌ صارخٌ بيني وبين والد بشار ستار أكاديمي ..

 

اليوم مقالي ليس كسائر المقالات ولا عباراته كباقي العبارات.. ولن أمتشق القلم كي اسلَّه كعادتي على أهل الضلال والمنكر والخور ولن أسن الذؤابة كي أنقش بها ما أدين الله به من الحق الذي اؤمن به ومن اجله أقدم نحري دونه..

لأني بايجاز شديد سأنقل للعالمين مشاهد حية وكأنهم يسمعوننا على الهواء مباشرة.. نعم ستسمعون الاتصال الهاتفي الذي تم بين كاتب هذه السطور وبين والد الفائز بمسابقة ستار أكاديمي (بشار) .. وأعني به السيد يعقوب علي الشطي.

في عصرية يوم الاربعاء فوجئت باتصال من عمي العزيز (ناجي المليفي) يحدثني بنبرة حزينة راجياً مني ان اتحدث مع صديقه أبي يوسف الشطي..! وكانت المفاجأة انه يقصد والد المدعو (بشار الكويت) كما يحلو للبعض المسكين انه يسميه! كنت أحسب ان السيد أبا بشار سيحدثني معاتباً على مقالي الذي انتشر انتشار النار بالهشيم والذي كان بعنوان (هكذا يخنثون الشباب) والذي تناولت فيه ما يدور داخل الماخور الذي
يسمونه زوراً وبهتانا بالأكاديمية..!

ولكن المفاجأة كانت انه حزينٌ للغاية على ما يكُتب حول ابنه (بشار) على شبكة الانترنت, وخصوصاً بعدما قام بعض المتحمسين والغيورين من الشباب بكتابة مواضيع وعناوين قاسية تتحدث عن ستار أكاديمي.. وقد جعلوا في مواضيعهم رابطاً موصلاً لمقالاتي التي تحدثت فيها عن هذه المسابقة الساقطة والتي جعلت سمعة شباب العرب والمسلمين تنحدر الى الحضيض ..

وصوروا شباب المسلمين بأنهم لا يعدون سوى مجموعة من المائعين الخائبين الذين ينتقون معشوقاتهم على الهواء مباشرة ثم يبكون على صدور بعضهم بعضاً كلما خرجت احدى فتياتهم (الصالحات!).

ولقد قلت لوالد بشار يا أستاذ يعقوب الشطي أنا مسؤول عن كل كلمة تكتب في زاويتي في الجريدة.. أما انك تريد ان تحملني وزر كل ما يكتب على الشبكة بحجة ان كاتبيها يذيلون مواضيعهم باسمي فهذا لا يجوز البتة خصوصاً وان عالم الانترنت عالم مستباح فيه كل شيء, وعلى هذا: هل إذا قام أحد من أشباح الانترنت وكتب موضوعاً يشتم فيه أحد الحكام في أحد المنتديات..

ثم كتب في أسفل الموضوع أو أعلاه الكاتب يعقوب الشطي.. فهل يحق لأحدهم أو للمحكمة التي يحكمها ذلك الحاكم المشتوم أن تقاضيك او تجرمك لأن كاتب الموضوع قد كتب اسمك أسفل الموضوع أو فوقه?

ثم قال: إن الذي أحزنه هو أن ما كتبوه في الانترنت عن ابنه قد امتلأ تعييراً لعائلتهم الكريمة وحملوا طائفتهم وزر ما فعله بشار, ثم اخذ يحدثني عن نسبه وأنهم من اصول عربية..

ألخ, ثم تحمس والد بشار كثيراً وأخذ يتحدث عن قصص سمعها عن أئمة بعض المساجد وقد وقعوا بأفعال مشينة .. قاصداً بذلك أن يفهمني أن فعل المنكر ليس محصوراً في أحد.

وأنا أؤيده بالقول: ان الفساد والفسوق ليس لهما جنسية, وانما هي صفات سيئة وافعال مشينة حيثما وجدت في شخص ما .. فهو فاسد وسيئ ويجب ان يجرم ويدان بقطع النظر عن جنسيته او عقيدته او اقليمه او مذهبه او طائفته .. وهذا أمر بدهي لا يختلف عليه اثنان وما كتبه
المتحمسون باسمي يجب ان يفهموا ذلك جيداً وان لا يزروا وازرة وزر أخرى.

انطلق بعدها (أبو بشار) يحدثني عن نفسه ويقول: أنا تربوي كبير وقد كنت أعمل ناظر مدرسة لمدة سبعة عشر عاماً وأنا لدي أكثر من أربعة آلاف كتاب في بيتي وأنا تخرج علي يدي اساتذة كبار..ألخ ما حدثني به عن نفسه, فقلت له يا أيها المربي الكبير: ألم تسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)?!

دعني أسألك بالله العلي العظيم.. كيف قبلت على نفسك وأنت ناظر مدرسة سابق وتعرف أصول التربية ان تزج بولدك في هكذا مكان أكثر من سيئ أمام العالمين جميعاً وتجعله نموذجا يقلده المساكين من تلاميذ المدارس?!.

فقال لي والله ثم والله لم أكن أريده ان يدخل هذه المسابقة ولم أكن راضياً عنها البتة ولكن في آخر لحظة.. جاءني اتصال من وكيلة التعليم العالي في وزارة التربية وقد اقنعتني بضرورة موافقتي على ادخال ابني بهذه المسابقة حيث ان الوطنية توجب علينا ان نساهم في رفع اسم الكويت عالياً.. وذكرتني بالحس الوطني الذي يجب ان نعطيه حقه ومستحقه.

قلت له: بالله عليك يا أيها التربوي الكبير هل اذا وقفت بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وسألك جبار السماوات والأرض عن زج ابنك بهكذا برنامج لكي يشارك في تخريب وتضييع كل المعاني العظيمة التي حث عليها الإسلام.. هل ستقول لله رب العالمين: ما فعلته يا ربي هو واجب وطني?! لم يجبني والد بشار وانطلق في حديث آخر..!

لا يهمنا الحديث الآخر الذي انطلق به أبو بشار لا سيما وانه حديث شخصاني وبين ثناياه تهديدٌ مبطن .. ولكن الذي يهمنا هو المفهوم المشوه والقاصر للوطنية في أذهان بعض التربويين حيث اصبح معنى حب الوطن هو مجرد البروز وإعلان الاسم بقطع النظر عن الهدف من هذا البروز وهل الصورة ايجابية أم سلبية .. مشرفة أم مخزية .. لائقة أم ساقطة ?!

ونتساءل باندهاش شديد: هل إعلان الفجور وتسليع أجساد البنات والأولاد والمتاجرة بالغريزة واغتيال عقول المراهقين واختلاط اللحم باللحم هي الصورة التي تشرف الأوطان عند التربويين?!

هكذا تريد الصهيونية أن يكون مفهومنا الوطني..!

مشاركة المدعو بشار بهذا البرنامج الماجن بحجة الوطنية ورفع اسم البلد عالياً.. هي سابقة خطيرة لا مثيل لها.. فأي تربية حميدة تلك التي يصدرها فسوق أكاديمي ومجون ستار?! الجواب تجدونه عند وزير الثقافة الاسرائيلي الذي أثنى عبر وكالة رويترز ووكالة الانباء الفرنسية على هذا البرنامج وأمثاله وأعتبره خطوة فعالة في تقريب الشعوب العربية من الشعب الاسرائيلي وسقوط الحواجز النفسية بيننا وبين الصهاينة?! نعم ولا تسقط الحواجز بيننا? ولم لا تسقط?

وقد قتل القائمون والداعمون والمشجعون لهذا البرنامج كل غيرة على دين أو اسلام أو مروءة أو فطرة.. فأي شيء يرتجى من هكذا نماذج ممسوخة من الشباب? هل يرتجى منهم ان يغاروا على الاسلام? أو انتهاك حرمات المسلمين? هل يرتجى من هكذا نماذج ان تفزع لنصرة الدين أو تذود عن قيمه ومبادئه?! وبعد هذا كله كيف لا يمدح ويثني
الصهاينة على صناعة هذه الاجيال المائعة الفارغة المخدرة?!

عجباً..! أن يكون الغرب الذي ابتكر هذا البرنامج الساقط قد وصفوه في صحافتهم الغربية بأنه برنامج »الزبالة« كما كتبت عنه كبرى الصحف الفرنسية وقمة العجب ان يكون رأي التربويين عندنا بهكذا برنامج ساقط انه يرفع اسم الكويت عالياً..!

معاشر السادة النُبلاء

لولا أن ألح علينا والد بشار بكتابة مقال توضيحي حول ملابسات ما حدث ويحدث .. لما تحمست مجدداً لكتابة مقال عن هذا البرنامج الأكثر من فاضح .. ومن أراد الاستزادة في الموقف الشرعي الواضح لهذا البرنامج فليرجع مجدداً الى مقالتنا التي تناولت ذلك وهي موجودة بأرشيف الجريدة ومبثوثة عبر أكثر من ثمانين موقعاً على الشبكة .. كان الأول بعنوان (هكذا يخنثون الشباب )

الكاتب: محمد بن يوسف المليفي
التاريخ: 01/01/2007