بيان نصح وإرشاد.. للشيخين الفاضلين -عبد الفتاح زراوي حماش - و-الشيخ الهاشمي سحنوني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

" بيان نصح وإرشاد "


الحمد لله القائل في كتابه:"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل:"لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق،ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير متعتع"رواه الطبراني و البزار عن معاوية رضي الله عنه ،أما بعد: فإننا نعتقد أن الهبة الشعبية التي انطلقت من تونس ثم انتقلت إلى مصر فاليمن فالأردن والبقية ستأتي سببها تذمر هذه الشعوب من فساد الحكام و الأنظمة البالية التي ثبت فشلها ولفظتها هذه الشعوب ، فبلادنا من أغنى البلاد وشعوبنا من أفقر العباد!الشيئ الذي مكن شبكة "الفايس بوك"و"تويتر"من تحريك الملايين من أبناء الأمة، ذلك أن الحكام عندنا تحصنوا داخل بروجهم العاجية وأوصدوا الأبواب والنوافذ و وضعوا أمام أبوابهم الحراس حتى لا يصل أحد إليهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته" رواه الحاكم أبو داوود والترمذي عن أبي مريم عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه ، وقال أيضا "من ولي أمر الناس،ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم وذي الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها"رواه أحمد و أبو يعلى عن أبي الشماخ الأزدي رضي الله عنه ، فلو أن الحكام عندنا جعلوا أنفسهم في خدمة شعوبهم التي لها الفضل بعد الله في وجودهم في تلك المناصب وفتحوا أبوابهم واستمعوا لانشغالات المظلومين والمحرومين والبائسين لما اضطرت هذه الشعوب إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات واعتصامات فيها كثير من المخاطر.

أيها الحكام اتقوا الله عز وجل في شعوبكم واتبعوا الخطوات التالية لإرضاء ربكم ثم إرضاء شعوبكم وإياكم أن تثقوا في الدول الغربية فإنها أول من يرمي بكم ويتخلى عن دعمكم وما حكام مصر وتونس عنكم ببعيد :

الخطوة الأولى : اتخذوا بطانة صالحة تأمركم بالخير وتحثكم عليه حتى لا يحدث لكم ما حدث لحاكم تونس الذي فهم شعبه واعترف ان أعوانه قد كذبوا عليه ولكن بعد فوات الآوان

الخطوة الثانية : افتحوا أبوابكم أمام المظلومين والمستضعفين وأصغوا إلى انشغالاتهم وابذلوا جهدكم في حل مشاكلهم.

الخطوة الثالثة : ولوا المناصب الحساسة من ترونة أصلح الناس وأتقاهم وأقدرهم على خدمة مصالح الرعية فقد قال صلى الله عليه وسلم :" الإمارة أولها ندامة وأوسطها غرامة وآخرها عذاب يوم القيامة " رواه الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه .

الخطوة الرابعة : اتركوا للناس حريتهم في التعبير والتجمع والتنقل وكافة الحقوق

التي يضمنها الدستور وقوانين الجمهورية وافتحوا الباب أمام الدعاة إلى الله عز وجل ليتعلم الناس أمور دينهم لأنه لا يمكن لشعب أن يرقى أخلاقيا وثقافيا واجتماعيا وحتى اقتصاديا وسياسيا إلا إذا كان ملتزما بأحكام الدين الذي يأمر بالوحدة والأخوة والتعاون على البر والتقوى والتراحم والصدق والإخلاص.

الخطوة الخامسة:اعملوا على إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين بالعدل والسوية دون حضوة ولا محسوبية ومكنوا أفراد هذا الشعب من الوصول إلى مستوى الحياة الكريمة كل حسب كفاءاته فقد قال فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يرشد أحد ولاته :"إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير" رواه مسلم، وختاما فإننا قد تشاورنا مع بعض الصالحين والوطنيين الصادقين الذين يحبون الخير لهذه البلاد وهذا الشعب وإن لنا مقترحات عملية تخرج البلاد من هذا الإحتقان السياسي والإقتصادي والإجتماعي ونحن على أتم الإستعداد لطرحها إذا كان في حكام هذا البلد من يريد الإستماع إلينا ويقبل النصح منا، فالجزائر بحمد الله تعالى تعج بالطاقات الهائلة والكفاءات العالية التي همشت في بلادها وأجبرت على إبراز إمكانياتها في دول أخرى فهي تصنع أمجاد هذه الدول والجزائر في أمس الحاجة إليها وهذا هو الغش الأكبر من الحكام للرعية فعن معقب ين يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يسترعيه الله عز وجل رعية يموت يوم يموت وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة " رواالبخاري ومسلم .

ملاحظة : حرية التعبير لا بد أن تكون وفق قواعد الإسلام العامة وهوية وثوابت وقومية الشهب الجزائري للمادة الثانية من الدستور " دين الدولة الإسلام ".

إمضاء :


1 : الشيخ الهاشمي سحنوني عضو مؤسس للجبهة الإسلامية لللإنقاذ سابقا وإمام وخطيب وشيخ وداعية كبير في الجزائر .

2: الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش عضو الحملة العالمية لمقاومة العدوان

وعضو المنتدى العالمي لمقاطعة الصهاينة ، والمشرف على موقع ميراث السنة الجزائري ، والناطق باسم الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر .


الكاتب: أبو مريم العايدي السلفي الجزائري
التاريخ: 14/02/2011