القبر الكبير .. |
|
منذ قدوم الاستعمار البرتغالي لبلداننا الإسلامية والعربية على وجهه الخصوص وتوالت من بعده عده دول مستعمره كهولندا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا اللتان حكمتا فتره طويلة من الزمن دولنا العربية والاسلاميه فكانت بريطانيا الدولة التي لا تغيب عنها الشمس من عظمها وكبر مستعمراتها وكانت فرنسا في ذلك الوقت تمتلك قوه كبيره تنافس بريطانيا في استغلال ثروات الدول العربية بعد أن ورثت تركت الرجل المريض ونقصد به الدولة العثمانية كما يحلو للمؤرخين تسميتها,
ومنذ أن شرعت هذه الدول بتطبيق مخططاتها الإستعماريه شرعت في الوقت ذاته في حفر قبر كبير يتسع لكل من تأثر بالدين الإسلامي الصحيح وبحضارة الامبرطويه الاسلاميه التي يشهد لها القاصي والداني ولم يكتف هؤلاء بحفر القبر فقط بل قيدوا كل من له صله بالإسلام أو حضارته وألقوه داخل القبر وبدؤوا يحثون عليه التراب فكيف تم لهم ذلك؟!
كانت أول حثوه لهم قبل دخولهم إلى مناطق الدولة العثمانية(المناطق العربية على وجهه الخصوص) تلك الدولة التي يشهد لها التاريخ الإسلامي بقوتها وحفاظها على مقدرات المسلمين وكذلك نشرها للدين الإسلامي وكانت إمبرطويه قويه لا يستطيع هؤلاء المستعمرون الدخول دون إيقاع الدولة العثمانية في مستلزمات مالية صعبه سهلت دخولهم من خلال بعض القوانين التي أجبروا الدولة العثمانية على إقرارها كالكلخانه وغيرها
وكذلك محاولة التأثير والتملص من القيود العثمانية بحجه التجارة وبعد أن ضعفت الدولة العثمانية وتفككت تكالبت الدول المستعمرة على تركتها فاحتلت بريطانيا مصر ودول الخليج وفلسطين وأجزاء من سوريا والعراق
واحتلت فرنسا سوريا ولبنان والجزائر وجزء من المغرب وإيطاليا انفردت بليبيا وأسبانيا بالمغرب وموريتانيا وكانت هذه الحثوه الثانية داخل قبرنا العربي الكبير.
ثم بدأ بعض من في القبر يحسون بخطورة هذه المؤامرة فقاوم القيد أناس عظام على اختلاف طرق مقاومتهم للاستعمار فأختار البعض طريق المصادمة كالمجاهد البطل عمر المختار والأمير عبد القادر في المغرب وأمين الحسيني في المشرق وأختار البعض الطرق السلمية كجمعيه علماء
المسلمين في الجزائر بز عامه المجاهد البطل عبد الحميد بن باديس وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وغيرهم كثير فبدؤوا بمحاولة نفض الغبار والنهوض من القبر وكان لهم ما أرادوا في مرحله زمنية محدده من التاريخ ,,
وبعد أن اكتشف الاستعمار أن الطرق الحربية ما عادت تجدي مع هؤلاء المسلمين أصحاب العقيدة أبقوا على القبر وبد أو يحثون التراب بشكل بطئ ولكنه كان فعالا على مدى العقود التي توالت نعم خلفت الثورة الجزائرية مليون شهيد ولكنها أيضا أنجبت الآن جيلا متأثرا بأوربا بشكل أكبر وقاد سعد زغلول الجموع المصرية نحو الاستقلال ولكنه لم يعطي الراية من بعده إلى لجيل أضاع فلسطين فالاستعمار أستشعر عظم هذا الدين وعظم المسلمين المتمسكين فيه ولذلك سلم الراية لشخص أقوى منه على حساب مصالحه ولكن في سبيل إطفاء نور الإسلام.
وتوالت الحثوات في قبرنا الكبير فاستلمت أمريكا زمام الأمور وأصبحت أكبر قوه على وجه المعمورة فدخلت على مهلها فسيطرت على منابع النفط وساهمت في طرد عدوان العراق على الكويت ولكن كل ذلك كان وفق لمخطط نرى نتائجه الآن فهاجمت أمريكا أفغانستان دون أن ينطق
المسلمون ببنت شفه واحتلت العراق بمباركه منهم وتفرض عقوبات الآن على سوريا ولا يملكون سوى الاستنكار وإذا استمر الحال على ما هو عليه فسوف يدفن الرأس المتبقي من الجسد المغمور بالتراب في قبرنا الكبير ؟!
ومنا إلى كل من يحب الحياة ويعشق الحرية !!
الكاتب: عبدالرحمن الإبراهيـــــــــم
التاريخ: 01/01/2007