المرأة و الديمقراطية |
|
بسم الله الرحمن لرحيم
المرأة و الديمقراطية
إن للمرأة في الإسلام شأن عظيم و مكانة عالية ، فقد أعطاها حقوقها كاملة بعد أن كانت مهانة عند العرب و الأمم الأخرى في الجاهلية ، و أزال كل أشكال التمييز ضدها و جعلها في منزلة واحدة مع الرجل من حيث قبول الأعمال الصالحة .
و عاشت المرأة في ظل العهد الأزهر منعمة مكرمة ، كيف لا و قد حكموا الإسلام في شتى أمورهم ، و كان الرسول صلى الله عليه و سلم بينهم يقيم شرع الله في الأرض ، فلا ظلم و لا عدوان بل و لا رفع أصوات للمطالبة بحق المرأة في تولي مناصب تتصل بالولاية العامة ، كما تصرخ بذلك حداثويات عصرنا .
إن هؤلاء الحداثويات – كما تحلو لهن التسمية – ما هـن إلا امتداد لمشروع الهيمنة الحضارية المعاصرة ذات البعد الغربي المادي فكريا و ثقافيا و سلوكيا ، و الذي حمل على عاتقه مسؤولية حقوق المرأة و الدفاع عنها بترويج قيم الحضارة المعاصرة .
و قد رضي قوم من بني جلدتنا أن يكونوا سفراء هذا الفكر و حاميه في بلادنا الإسلامية ، وظيفتهم الانتقاص من الدين وتشويهه ، و يعمدون إلى أساليب ملتوية غير مباشرة أحيانا ، ذلك أن الهجوم على أصول الإسلام و الانتقاص منها مباشرة يلحق بهم هزيمة منكرة و وصما بالذل و العار و الشنار و أحيانا بالكفر و الردة ..
و لا كرامة !
فتراهم يعزون منع حق المرأة السياسي إلى العادات و التقاليد و ظروف المجتمع ، و ليتهم أفصحوا و صرحوا بما يملأ قلوبهم من البغض لدين الله .. و ما هم بفاعلين .
أتساءل كيف سيمثل هؤلاء الشعب في المجلس النيابي ؟
إن أهدافهم و برامجهم واضحة و على مرأى و مسمع العالم ، وفي خضم معركة (الانتخابات) ، يتسابقون و يتنافسون في الشر و الفساد و الإفساد .
إن الهجمة التي يتعرض لها الإسلام من قبل حثالة قومنا تتوجب منا وقفة جادة و عمل و جهد مستمر ، فالدين أعظم أمانة حملها الإنسان
قال تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا "
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا و ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..