بغض النظر عن سبب تسريب صور التعذيب التي نشرت عن الأسرى في أبوغريب ، أهو مقصد أمريكي لكسر عزيمة المسلمين التي بدأت بالجهاد ومقارعة المحتل ، أم تسربت بالخطأ المحض ،أم أنها سُربت لأجل الإطاحة بالأحمق المطاع بوش الابن..
فكل هذا لا يعنينا كثيراً ولا أثر له في الموقف الشرعي تجاه أسرانا في أبوغريب أو غونتنامو أو غيرها من السجون .
.
إنما الذي يعنينا ويهمنا هنا أن نعرف من المسؤول عمّا يجري ..؟
وعلى من تقع المسؤولية عما يحدث للأسرى عموماً وأسرى أبوغريب و غونتنامو خصوصاً ..؟
وإلى من يوجه اللوم فيما يحدث لإخواننا الأسرى هناك من أنواع الأذى والإذلال ؟
أيلام بوش وعصابة البيت الأبيض الذين لا يألون جهداً في خدمة الصليب وأهله ، وبسط هيمنته على أراضي المسلمين واستعبادهم ونهب ثرواتهم ، وتسليط عملائه سادةً لهم .. أيلامون وهم يكدحون ويسعون في سبيل دينهم المحرّف المبدّل ..؟!
أم يلام أفراد المشاة البحرية الأمريكية وسائر الجنود المرتزقة من الأمريكان وغيرهم الذين أتوا وهم حاملوا الصليب على أعناقهم ، لا يألون جهداً في مسح الهوية الإسلامية وطمسها ليس في أرض الرافدين فحسب بل يريدون طمسها من العالم الإسلامي بأجمعه .. أيلامون أم أنهم همج رعاع لا يعقلون .
أم يلام السفاح رامسفيلد الذي لم تزل كلتا يديه تقطر من دماء المسلمين في أفغانستان والعراق ..ويبارك سراً وعلناً خطوات القوات الأمريكية التخريبية في أراضي المسلمين .. أيلام أم أنه متفانٍ في خدمة قومه والنار مثوىً له ..
أم يلام حكام الدول العربية الذين من عندهم خرجت القوات الغازية باعتراف كبار سفاحيها ، والذين سخروا البلاد وخيراتها وإمكاناتها للأمريكان من أجل احتلال العراق وإفساده ...أيلامون أم أنهم عبيدٌ لدى الأسياد وليس لهم من الأمر شيء بل أمرهم بأيدي أسيادهم ولا يملكون الخروج عن أوامرهم قيد أنملة ..
أم يلام العلماء الذين سعوا سعياً حثيثاً في التكتم على إعانة حكام العرب للقوات الأمريكية – التي تقوم اليوم بتعذيب الأسرى في أبي غريب و غونتنامو – وسعوا في كتمان الحكم الشرعي لتلك الخيانة وعدم تنزيله على أرض الواقع ، وفي ثنيهم الشباب عن الجهاد في أفغانستان والعراق ومنعهم عن الدفاع عن حياض المسلمين وحمى الإسلام وادعاء أن ذلك من نقص الحكمة والعقل..!!
أيلام هؤلاء العلماء الذين سكتوا عن ما يحل بإخواننا في أبوغريب و غونتنامو ولم يتكلموا عن مصابهم ولا حتى ببيانات الكلام التي لا تتأخر عندما يضرب الصليب في عقر داره أو تضرب قواعده في جزيرة العرب ..!! وكأن الأسرى في الاسلام لا تجب نصرتهم ولا الحديث عنهم وبيان الواجب تجاههم .
أيلام هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم للأمة وقيادتها وهم يرون ما يحل بإخواننا في أبوغريب و غونتنامو ولا يحركون ساكنا فلا للجهاد نفروا ولا حرّضوا ، ولا عن المجاهدين سكتوا وعن أعراضهم ذبوا ..!!
أم يلام المسلمون الذين قرأوا خبر التعذيب في أبوغريب و غونتنامو ورأوا صور الإهانة .. ثم لم يتغير في حياتهم اليومية شيء .. فبرنامجه هو هو لم يتغيّر ..!!
يسعي كل يومٍ لدراسته ..أو وظيفته .. ولا كأن عرضاً ينتهك ولا حمى يُستباح ..!! ليس في العراق وغونتنامو فقط بل فيهما وفي سائر البلاد في أفغانستان وفي الأردن والشام والجزيرة ومصر وغيرها من البلاد التي يقع المسلمون فيها أسرى ومساجين ..
أيلامون أم أنهم في غيهم سادرون ، وعن الذي يحل بإخوتهم غافلون ومتناسون ..
أم يلام تجار المسلمين الذين يأكلون ما لذَّ وطاب ويكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل فكاك الأسرى وفدائهم سواء بالفداء مباشرة أو بدعم المجاهدين الذين يسعون إلى فكاك أسرى المسلمين .. أيلام هؤلاء الأثرياء أم أنَّ حبَّ المال قد أعماهم عن واجبهم تجاه الصور التي شاهدوها لإخوانهم في أبوغريب و غونتنامو ..
أم يلام المجاهدون الذين بذلوا نفسهم لله رخيصة نصرة للدين وللمستضعفين ولا يهنأ لهم عيش وإخوانهم يعانون ما يعانون من البلاء والاستضعاف من أعداء الملّة والدين ..أيلامون أم أنهم قد أعذروا إلى الله والجود بالنفس أقصى غاية الجود ِ ..
أيها المسلمون إنَّ اللوم الحقيقي إنمَّا يوجه للمسلمين عامة ولأهل العلم والشأن منهم خاصة، لأن الأسرى أسراهم ولأن التعذيب إنَّما يقع على إخوانهم ، ولأن الأمر الشرعي بفكاك الأسير ونصرته خاصٌ بهم لا بغيرهم من الكفرة والصليبيين والمرتدين ،وإن المسؤولية كما قرر أهل العلم من السلف الصالح إنَّما تنصب على القادرين من الأمة على النصرة و إغاثة الملهوف.
أيها المسلمون : لقد قرأنا كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فلم نجد أن الانشغال بالدراسة عذراً في نصرة الأسرى ، ولا أن الارتباط بوظيفة وجمع لقمة العيش عذرٌ في ترك نصرة المستضعفين من المسلمين ، ولا أنَّ انشغال العالم بتدريس دقائق الفقه وتفاصيل مسائل الاعتقاد مبيحٍ له ترك نصرة المستضعفين فلا واجب بعد الإيمان أوجب من دفع العدو الصليبي الصائل الذي أسر إخواننا في أبي غريب و غونتنامو أحد جرائمه.
ألا فانفروا يامسلمون إلى الجهاد نصرة للمستضعفين ، وفكاكاً لأسر المأسورين وها قد سبقكم إلى ذلك المجاهدون فبركبهم فالتحقوا ، وإلى سراياهم انضموا ، ولهم انصروا وادعموا وأنفقوا فبجهادكم يا قومِ تنصرون وتعود لكم العزة .. فالله الله بالنفير .. فقد دعا داع الجهاد .. وقامت سوق الجنّة .. فأين المشمرون ..؟!الكاتب: مجاهـــــد غازي التاريخ: 01/01/2007