نعم انه يحزننا فراقك ابا يحى

 

نعم إنه ليحزننا فراقك .. أبا يحيى!

استشهاد الشيخ الفقيه المجاهد القائد حسن قايد

بقلم د. هاني السباعي

hanisibu@hotmail.com

مدير مرز المقريزي للدراسات التاريخية

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)

الحمد لله الذي شرع الجهاد ليفرح المؤمنون وليخزي الله الكافرين ..الحمد لله الذي اصطفى من عباده من يذود عن حياض هذا الدين العظيم ونحسب أن أبا يحيى الليبي منهم .. الحمد لله الذي اتخذ من خيارنا شهداء بررة ونحسب أن أبا يحيى الليبي منهم ولا نزكيه على خالقه .. وصلى الله على نبينا الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..صلى الله على نبينا الذي علمنا عن ربه منازل الشهداء وأين تغدو أرواحهم وتسرح وتمرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي وتسكن في قناديل معلقة تحت العرش.. ونحسب أن روح أبي يحيى من تلكم الأرواح الزكية .. وصلى الله على نبينا الذي عرفنا أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. وأن الشهيد يشفع في سبعين نفساً .. نحسب أن أبا يحيى منهم .. فهنيئاً لمن كانت لمن كان يردد إما النصر وإما الشهادة ونحسب أن أبا يحيى قد فاز بها ولا نزكيه على ربه.

ثم أما بعد:

لقد نعى أمير تنظيم قاعدة الجهاد الشيخ المجاهد الدكتور أيمن الظواهري بتاريخ 23 شوال 1433هـ الموافق 10 سبتمبر 2012م للأمة استشهاد الشيخ المجاهد المرابط المثابر الصابر الفقيه الأصولي العالم العامل والقائد الماهر المبرز والخطيب المصقع؛ صاحب السيف والقلم؛ حسن قايد الشهير بأبي يحيى الليبي في قصف أمريكي بربري وحشي غادرعن طريق طائرة بدون طيار وبتعاون مع حكومتي الردة في باكستان وأفغانستان وجيوش من جواسيس وعملاء لا يعلمهم إلا الله الملك الجبار.

آه ثم آه .. ثم آه ..

فالصدر معتملٌ.. والعينُ باكيةٌ.. والقلبُ خفقانُ..

ليتكم أيها الجبناء تواجهون خيارنا كفاحاً..

عاش أبو يحيى .. ليحيا الجهاد..

نعم لقد عاش أبو يحيى ليحيى الجهاد في الأمة .. نعم لقد عاش أبو يحيى لتحيا الأمة المنكوبة بحكامها ومن شايعهم وناصرهم من علماء خانوا الأمانة وخذلوا أمتهم وباعوا قضية الحق بثمن بخس.. نعم لقد عاش أبو يحيى عالما مجاهداً مرباطاً فقيها نصوحاً شفوقاً على أبناء أمة الإسلام لكنه بفضل الله رغم فراقه عن حياتنا الدنيا وإننا لفراقه لمحزونون .. فإنه بإذن الله سيحيى علمه وجهاده وبلاؤه وصبره وثباته وتحيا سيرته العطرة التي سطرها بدمه على أرض الجهاد .. لذلك فنحن فخورون بسيرة هذا البطل المجاهد، وفرحون باستشهاده لأنه كان يتمنى ذلك .. فأكرم بها من شهادة .. وأكرم بها من خاتمة نحسب أن الله تعالى قد أعد لأبي يحيى من نزل كريم في مقعد صدق عند مليك مقتدر!

فهنيئاً لك أبا يحيى .. هنيئاً لك فقيه الجهاد..

هكذا أعداؤنا لا يواجهون خيارنا وجهاً لوجه ..رجلاً لرجل..

إنما يقاتلونهم من وراء جدر!!

بخسة وخساسة يصوبون تصويب الجبناء..

ويطلقون صواريخ تضرب خبط عشواء .. صواريخ لا تفرق بين امرأة وطفل وشيخ!

إنهم يستحلون دماء خيارنا وأطفالنا ونسائنا! وصدق الله القائل في محكم التنزيل: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(آل عمران:75)

وداعاً ثم وداعاً أبا يحيى!

أُلام لما أبدي عليك من الأسى *** وإني لأخفى منك أضعاف ما أبدي

فتعساً ثم تعساً لأمريكا وأذنابها وأحذيتها!!

فقتلانا في الجنة بإذن الله .. وقتلاكم في النار بإذنه تعالى!

فالله مولانا .. ولا مولى لكم!

يا طيف روح أبي يحيى!

نم قرير البال .. لقد كفيت ووفيت!

اللهم إنا نشهد!

اللهم إنا نحسب أن أبا يحيى لم يخرج بطراً ورئاء الناس!

اللهم إنا نحسب أن أبا يحيى قد خرج في سبيلك.. وابتغاء مرضاتك..

اللهم إنا نشهد أنه قد نصر دينك .. ورفع راية الجهاد يوم أن أسقطها المثبطون!!

اللهم أسكنه الفردوس الأعلى واخلفنا فيه خيراً..

اللهم انتقم لهذه الأنفس الطاهرة البريئة وانتصر لهم من أعدائهم ..

اللهم احصهم عدداً .. واقتلهم بددا.. ولا تغادر منهم أحدا..

أيها المؤمنون الموحدون المصدقون بوعد ربكم!

لا تتضعضعوا .. ولا تتقهقروا ..

ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون!

فقتيلكم شهيد .. وعائدكم سعيد .. وأسيركم مأجور.. وعدوكم موزور..

نعم ! إنه ليحزننا!...

إنه ليحزننا فراق الأحبة..

إنه ليحزننا أن تفارقنا دماثة الخلق.. وصدق الحديث..

نعم! ثم نعم!

إنه ليحزننا أن تفارقنا القيادة الحكيمة شاخصة في أبي يحيى..

إنه ليحزننا أن يفارقنا العلم والعمل والفقه شاخصاً أبي يحيى..

إنه ليحزننا أن تفارقنا الرجولة في زمن عز فيه الرجال..

نعم! ثم نعم!

إنه ليحزننا .. ويحزننا .. ويحزننا ..

ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب! فإنا لله وإنا إليه راجعون!

مركز المقريزي للدراسات التاريخية

24 شوال 1433هـ

الموافق 11 سبتمبر 2012م


الكاتب: ابوطلال من ليبيا
التاريخ: 11/09/2012