مقال مهم >> المؤشر الخطير المتعلق بموضوع ” حق التعبير ” المتسبب في إقالة الشيخ سعد ! |
|
نقله لكم : زائر متابع .. مقال جريء ويثير تساؤلات فعلا!!
الحرية حلمنا الفاسد !
بقلم سلطان الجميري
الم تسألوا أنفسكم ! كيف نبني جامعة متقدمة ذات أهداف علمية متطورة تبحث في شتى العلوم الإنسانية والتقنية في بيئة لايملك أفرادها ” رأي ” .. مجرد “رأي” ياجماعة ..!
أكبر من موضوع الإختلاط ..وأكبر من موضوع العراك الفارغ بين التيارات الكرتونية .. ذلك المؤشر الخطير المتعلق بموضوع ” حق التعبير ” المتسبب في إقالة الشيخ سعد !
ولو شئتم أن نكون أكثر دقة .. فالمسألة ليست فقط ” حق تعبير” .. وإنما حق ” العالم ” وواجبه .. !
ماحدث لا يمكن اعتباره إنتصار ليبرالي .. ولا انهزام إسلامي ..!
بل هو انتصار ” القمع ” .. انتصار ” الكبت ” وعودة للمدرسة الإبتدائية في مسألة ” حقوق الإنسان ” وحماية ” الفرد” ومستقبله المهني !
إلى من يشتكي الشيخ سعد الآن !
هل هناك مؤسسة تحميه حين يعفى لمجرد رأيه .. !
بالطبع ” لا ” .. ولا يمكن أن نطمح بمثل هذه الأمور على الأقل في المستقبل القريب .. لكننا كنا نحلم .. مجرد حلم! بأن ” الرأي ” المخالف يمكن على الأقل السماح بنفثه في الهواء الطلق ! ليس لإعتباره ولا لقبوله أو التعايش معه..معاذ الله ! لكن مجرد بثه في الفراغ حتى لا يخنق الناس .. إضافة لما في ذلك من مصالح يعود نفعها على المواطن الصالح !
كان لدي حلم فاسد .. هذا الحلم يأتيني به شيطاني الرجيم .. يقول لي : أننا انفتحنا على الحياة .. وأصبحنا في مجتمع يتعايش مع النقد والآراء المخالفة … ليس بالضرورة أن تكون هذه الآراء ذات قيمة على الواقع لا لا .. ! لكنها كما ذكرت تعفي صدور الناس من مثاقيل ” الهم ” .. وتزيح شيء من ” الكآبة” التي تغشاهم بالليل وتجثم على قلوبهم في الصباح ..!
كنت أرى في حلمي الفاسد .. أننا تجاوزنا مرحلة ” العصفورة “التي تخبر عن أرقام سراويلنا القصيرة .. ولم يعد هناك بعبع يقيس ظلنا ويرصد خطواتنا !
في حلمي الفاسد أيضاً .. كنت أعتقد أن الحائط الذي طلبت مني أمي أن أسير بجواره سنوات قد “سقط “.. وعلى ركامه خلعنا من أجسادنا ثياب العبودية .. !
حلمي الفاسد هذا ..
“فاسد” … والزيادة هنا مهمة!
لإنها تخفف على قلبي وتحول بيني وبين أن أزيغ وأشتم أحلامي كلها.. بما في ذلك حلم ” الكرامة ” !
” الحرية ” لا شك أنها من الأحلام الفاسدة .. والتي يجب أن نستعيذ منها نحن السعوديون كل صباح مع إستعاذتنا من الفقر .. وقمل الفقر الذي يأكل رؤوسنا !
الم تسألوا أنفسكم ! كيف نبني جامعة متقدمة ذات أهداف علمية متطورة تبحث في شتى العلوم الإنسانية والتقنية في بيئة لايملك أفرادها ” رأي ” .. مجرد “رأي” ياجماعة ..!
الجامعة تشجع البحث العلمي بلا حدود .. والعلوم الإنسانية إحدى هذه البحوث .. ” والإنسان و ” حريته ” من أبجديات هذه العلوم .. فهل تستثنى من الجامعة !
لقد كان الأمر يسير جداً .. قيل ما هو أجدر منه بالغضب في موضوع توسعة الحرم مثلاً والخلاف الكبير حينئذ.. لكن شيئاً لم يحدث من هذا !
وتعايش الناس مع الخلاف بين ” الحاكم ” و” العالم ” ومرت القضية بأكثر من سلام ..!
حدث مثل ذلك في موضوع بنت القطيف وجلد المزيني .. ولم يقل أحد ولم يعف أحد من منصبه .. !
إنها مجرد ” فتوى ” كان بإمكانها أن تلحق أخواتها .. وأقول ” مجرد ” لإن كثير من الفتاوى لم يعد لها قيمة .. ولا اعتبار ..!
رأي يقوله الشيخ ويركن في الدرج .. إذاً دعوا هذا الرأي يمر ” بحرية ” !
أقل مايمكن أن نفعله هو أن نقول ” رأيك نحترمه لكننا لن نعمل به ” !
وينتهي الموضوع .. وتغلق القضية !
دون الحاجة الى ” إعفاءه ” ودرس الثور الأبيض !
أكثر مايسخطنا في الموضوع هو هذا التناقض .. جامعة تسابق الزمن .. وشعب في ” الف ” ” باء ” الحريات! كيف تنجح الجامعة إذا !
دعونا من الشعب ….! الشعب إذا افترضنا أن من حقه أن يرعى فقط .. ! فهذا عضو في هيئة كبار العلماء ... الذين سُخرت لأجلهم عشرات البرامج الحكومية والغير حكومية لتوعية الناس وحثهم على إحترام العلماء .. وإجلالهم .. وتقديرهم .. وعدم الخروج عن آرائهم !
هؤلاء العلماء أنفسهم الذين يجب أن نحترمهم .. أعفو من مناصبهم لإنهم أجابوا على مسألة ” قديمة ” لا جديد فيها ..! ورأي حملهم الله أمانته لتبيانه !
إذا لم يكن من حق عضو هيئة كبار العلماء أن يقول رأيه في مسألة دينية .. فلماذا لا يكون لدى ” الهيئة” كتاب مطبوع .. يحفظوه مع صحيح البخاري ومسلم وكتاب ” إعلام الموقعين عن رب العالمين ” .. يحوي هذا الكتاب المطبوع جميع الإجابات التي يجب أن يقولوها للمستفتين .. دون الحياد عنه ! وبذلك يكون إقيمت عليهم الحجة من قبل الحاكم !
ودعوني بالمناسبة أسأل: مافائدة ” الحوار الوطني “ !
اليس ليتعلم الناس الحوار مع بعضهم .. وأن يتقبلوا آراء بعضهم طالما يظلهم سقف وطن واحد .. ! إذا لماذا لاتتقبل قيادتنا اختلاف وجهات النظر .. !
لماذا لايسع الإختلاف في وجهات النظر القيادات العليا .. طالما الموضوع ليس فيه إساءة لأحد .. لا لشخص ولا منظمة !
الملك عبدالله طمعنا في الإنفتاح والنقد .. أبدى إبان توليه لمقاليد الحكم ترحيبه بالنقد .. وقال لاحقاً ” «بالحرية نصون حريتنا ونحدد معالمها ونقول للعالم هذه قيمنا وتلك مكارم أخلاقنا».!
وفوق ذلك كله هناك أمر مهم يجب أن يؤخذ بالإعتبار .. هو أن الشيخ الشثري لم يتبرع من نفسه ويبدي وجهة نظره حيال مسألة ” الإختلاط ” هكذا تطوعاً من نفسه !
الشيخ أجاب على سؤال في قناة لم يكن موضوعها ولا مادتها ” جامعة الملك عبدالله ” ولم تكن أيضاً محاضرة عن الإختلاط !
وقال الشيخ رأياً ليس جديداً في مسألة “الإختلاط” ولم يكن في كلامه تحريض ولاتهييج ولا إساءة للملك ولا للوطن ولاللجامعة ..!
أكثر من ذلك ..
صدقوني لو تأخر كتاب الصحف ” حمالة الحطب ” قليلاً .. لخرج علينا آخرون يلومون الشيخ على لغته الناعمة .. وكلامه السهل اللين .. !
لإنه فعلاً كان هادىء النبرة .. صادق اللهجة .. قال ماجال في قلبه ..لإن ببساطة لم يجرب أن يكون شيخاً سياسياً بعد !
هو رأي عابر .. إذن دعوه يعبر .. !
كم هو محرج لنا جداً .. حين يناقشنا الناس والغرب الذين انتشر خبر إقالة الشيخ في كل وسائل الإعلام .. لإنه قال رأياً يؤمن به .. !
إنهم يسخرون منا .. ويتندرون بحالنا ..!
هل نقول للناس ..نحن نعترض على كل شيئ .. نحرم كل شيء .. نستشهد بالآيات والأحاديث وإجماع علماء الأمة حين تكون المسألة متعلقة بالناس والدهماء والشارع البسيط ..!
لكن حين يكون الأمر يتعلق بمسألة سياسية .. يجب أن نتوقف ..! وأن نتورع عن الإجابة..!
مخافة الزلل والتوقيع عن رب العالمين !
الورع في الإفتاء مسألة مهمة هنا !
ياليت الأمر والموضوع كان مسألة سياسية .. لنقول أن الشيخ تعدى الخطوط الحمراء المرسومة أمام عينيه أثناء قبوله العمل في الهيئة .. أقول ياليت.. حتى تخف علينا هول الصدمة .. وفاجعة العودة إلى المربع الأول .. ومصادرة الحريات والرأي .. !
الفروقات الزمنية .. والتغيرات التأريخية وانفتاح الناس .. مسألة لابد من أخذها في الإعتبار حين يصدر قراراً ” فكرياً ” كهذا !
نتغابى بشكل مقزز حين نقول ” قدم الشيخ الشثري استقالته بناء على طلبه ” !
ونتغابى حين نعتقد أن كتابات دشير الليبرالية ودشير بعض الإسلاميين أيضاً كان له علاقة بإستقالته مباشرة !
الكتابات هذه تراشق تيارات ليس لها هدف إلا إغاضة الآخر والنيل منه .. وإستعداء الحكومة عليه ..! لا تهدف لحماية الوطن ولا الرقي به ولا تسليط الضوء على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب والشارع !
كلهم ينافقون ! وكلهم يكذبون ! ” الحق ” في نظر الفريقين هو ماهو موجود في أذهانهم فقط .. والآخرين مجرد ” جهله “ وعلى الناس أن ترخي الحبل الذي في أعناقهم قليلاً ليشدوه الى رغباتهم...!
كل فريق يحاول اجترار الكلام الحكومي العابر في المناسبات المختلفة في صالحه ..! كلهم يحاول إستمالة اليد القوية .. مؤمنين بأنه حين تغلظ عليهم هذه اليد فإن واجبهم الركوع لتقبيلها !
فالليبرالي ” مجازاً” ليس لديه مشروع تنموي إلا ” المرأة ” .. والإسلامي كرس طاقاته وغزواته ضد ” الآخر ” الغير نافع .. ولا ضار ! صراع لا ينتهي .. وسيظل لا ينتهي ولا يجرأ أحد في التحدث بجرأة عن مشكلات الإنسان الحقيقية .. والتي منها ” إقالة ” صاحب رأي مخالف !
الليبرالي ينادي بالوالد الصالح المصلح صاحب التغييرات الإصلاحية .. حين تكون القرارات كما يحب ! وحين يأتي قرار في صالح التيار الإسلامي يخنس كالشيطان ولايتجرأ الحديث حتى ولا بيان وجهة نظره ... ويظل يكيل المدح وهو كذاب اشر ! لم يعجبه القرار بل ويتهمه في الخفاء !
التيار الإسلامي يستغبي نفسه واتباعه .. فعلى كثرة التغييرات التي لايرغبها ويعتقد ملأ قلبه أنها ضد ما يؤمن به ، إلا أنه يظن ويوهم نفسه ويمنيها أنه مقرب من القيادة ويعيش أوهامه التي لم يعد لها أي رصيد في الواقع ..! هذه الأوهام هي من تدفعه للنافق حتى لا يخسر ” ماتبقى ” ولا يبدو ضعيفاً أما التيارات الآخرى .. ! فإغلاق السينما تعادل فتح مكة عند بعضهم .. وسيظل يغني النشيد الوطني سنتين قادمة لأجل هذه الفتات الذي قدم له ..لكنه يخنس أيضاً كالشيطان عن قول الحق في أمور كثيرة .. ويكيل المدح في صورة أقبح من الليبرالي .. لإن هذا المديح ” الكاذب” يأتي وكأنه أمر مهم يأتي من صميم الدين وأساسه !
وحين يعجز ” الإسلامي “ عن كسب الأحياء في صفوفهم .. ينادون بالأموات .. وبحديث الأموات .. فتارة ينادون بالمؤسس وتارة بالملك فيصل .. ! يريدون من ” الموتى ” إسعاف يسند رغباتهم وظنا منهم أن ذلك يحرج الأحياء !
ويبقى ” الحي ” حقه المدح والثناء .. !