نصارى مصر: مطرقة الصليبية العالمية في جسد الأمة /أبو عبد الله أنيس

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

فإن الأمة اليوم محاصرة على جميع الأصعدة وباتت أراضي المسلمين مسرحاً وثغوراً لمعارك عديدة ومتنوعة، منها العسكري ومنها الاقتصادي والثقافي والسياسي.

وصارت جموع المسلمين – إلا من رحم ربي – حائرة وتائهة وسط معمعة المعارك لا تنصر حقاً ولا تخذل باطلاً، مما دفع بأعداء الأمة إلى التركيز عليها (أي على الشعوب المسلمة) لتظل بعيداً عن مسرح الأحداث والحرب، أو يستقطب منها من يكون لهم عوناً وسنداً في المجال الأمني كما يحدث على سبيل المثال لا الحصر في كل من فلسطين والعراق وباكستان وأفغانستان والشيشان والصومال، وهذه أهم مواقع التدافع مع أعداء الأمة والساحات الساخنة التي ينفق فيها الأعداء الجزء الأكبر من الإمكانيات المادية والبشرية،والتي يبرز فيها الجانب العسكري أكثر من الجوانب الأخرى التي سبق الإشارة إليها.

هناك مواقع أخرى يكثف فيها الأعداء من تواجدهم الثقافي والاقتصادي كتمهيد للتدخل العسكري والسياسي البحت، وسوف نركز في مقالنا هذا على أهم هذه المواقع على الإطلاق، ألا وهي بلاد الكنانة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من انفجار سياسي وشيك سوف يأكل الأخضر واليابس وينبئ بتغيرات عميقة على كل المستويات وفي كل المجالات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي ستليها الانتخابات الرئاسية في ظل الظروف الراهنة المتشابكة.

حقيقة مصطلح الأقباط – لمحة تاريخية

كلمة قبطي تعني تاريخيا" مصري"، فالأقباط هم أهل البلد الأصليين ويُطلق على المصري إجمالاً، ولا يمكن أن نسقط في هذا التزييف التاريخي لهذا المصطلح حيث احتكره نصارى مصر الذين مثلوا ولا يزالون أقلية مطلقة عبر التاريخ.

يقول المسعودي في كتابه "مروج الذهب و معادن الجوهر" :- ذكر جماعة من الشرعيين أن بيصر بن حام بن نوح لما أنفصل عن أرض بابل بولده وكثير من أهل بيته غرب نحو مصر، وكان له أولاد أربعة: مصر بن بيصر، وفارق بن بيصر، وماح وياح، فنزل بموضع يقال له منف، وبذلك يسمى إلى وقتنا هذا،" إلى أن قال : " وكان لمصر أولاد أربعة، وهم قبط، وأشمون، وإتريب، وصا، فقسم مصر الأرض بين أولاده الأربعة أرباعا، وعهد إلى الأكبر من ولده - وهو قبط - وأقباط مصر يضافون إلى النسب إلى أبيهم قبط بن مصر، وأضيفت المواضع إلى ساكنيها، وعرفت بأسمائهم، فمنها أشمون وقبط، وصا، في تريب، وهذه أسماء هذه المواضع إلى هذه الغاية، واختلطت الأنساب، وكثر ولد قبط، وهم الأقباط، فغلبوا على سائر الأرض، ودخل غيرهم في أنسابهم؟ لما ذكرنا من الكثرة، فقيل لكل قبط مصر وكل فريق منهم يعرف نسبة واتصاله بمصر بن بيصر بن حام بن نوح إلى هذه الغاية.[1]

الدور الحقيقي لنصارى مصر وكنيستها

لاشك أن الدور في الساحة العامة المصرية لما بات يُسمى زوراً بأقباط مصر وهم في الحقيقة (كما أسلفنا القول) مجرد نصارى صليبيين حاقدين ، أصبح يتنامى بسرعة فائقة وسط ذهول المسلمين وغفلتهم، بل لنقل وسط غيابهم القسري عن طريق إبعادهم عن مراكز القرار ومحاصرتهم اليومية عبر تجويعهم أو إسقاطهم في عبودية الوظيفة والركض وراء لقمة العيش، حتى لا يبقى ثمة وقت وجهد لتفريغه في الأمور العامة التي تخص مستقبل البلاد فضلاً عن مستقبل دينهم.

·السيطرة على الميدان السياسي

فقد استطاع النصارى في مصر أن يتسلقوا المناصب الحساسة في الدولة ويضعوا لأنفسهم مواضع أقدام ثابتة وراسخة في مختلف مؤسسات الدولة، ويستحوذوا على مراكز القرار المهمة والحساسة في النظام، إما بتنصيب أشخاص منهم أو بشراء ذمم المسئولين لكي يتعاطفوا مع قضاياهم ويصبحوا ألعوبة في أيدي اللوبي النصراني المتحكم في اقتصاد البلاد والمدعوم دولياً من طرف الكنيسة العالمية والصليبية العالمية وجميع مؤسساتها الاقتصادية النافذة.

·السيطرة على مفاتيح الاقتصاد

ما هي نسبة تمثيل النصارى في الاقتصاد المصري ؟؟

إليكم يا سادة هذهالإحصائية المعتمدة أهديها إلى أصحاب النغمة السقيمة نغمة الاضطهاد، ليعلم الجميع من الذي يضطهد من في مصر الكنانة؟ مصر الإسلام والأزهر والعلم والعلماء؟

- 22.5% من الشركات التي تأسست بين عامي 1974و 1995 مملوكة لنصارى

- 20% منشركات المقاولات مملوكة لنصارى

- 50% من المكاتب الاستشارية مملوكةلنصارى

- 60% من الصيدليات مملوكة لنصارى

- 45% عيادات طبية خاصة مملوكة لنصارى

- 35% من عضوية غرفة التجارة الأمريكية و غرفة التجارة الألمانية للنصارى

- 60% من عضوية غرفة التجارة الفرنسية (منتدى رجال الأعمال المصريين و الفرنسيين) للنصارى

- 73 % من العمالة في السفارات الأجنبية في مصر من النصارى

- 20% من رجال الأعمال المصريين نصارى

- 20% من وظائف المديرين بقطاعات النشاط الاقتصادي بمصر نصارى

- 20% من لمستثمرين بمدينتي السادات و العاشر من رمضان نصارى

- 15.9% من وظائف إدارة المالية نصارى

- 25% من وظائف المهن المتميزة من أطباء و صيادلة و مهندسين ومحاميين و بيطريين للنصارى .

- أغنى عشرة في مصر ستة منهم نصارى منهم أربعة من أغنى أغنياء العالم ..



ومن أشهر العائلات النصرانية في مصر سواءالتي عملت في السياسة أو التي كانت لها مراكز مرموقة داخل الوطن:

- عائلة بطرس غالي ومنها الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية أحد أهم وزراء المجموعة الاقتصادية في الحكومة المصرية ومن رشحته مصر لتمثيلها في صندوق النقد الدولي ليرأس لجنة تحديد السياسات المالية داخل الصندوق ، أهم وأكبر جهة اقتصادية وتمويلية في العالم ، وينتمي غالي إلى عائلة مسيحية كبيرة معروفة بالعمل السياسي والعام وتقلد معظم أفرادها مناصب هامة وحساسة ، مثل عمه الدكتور بطرس بطرس غالي وهو أحد أبرز رجال السياسة الخارجية المصرية في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، ورشحته مصر أيضا ليكون أمين عام الأمم المتحدة، ثم إن عميد عائلة غالي بطرس باشا غالي كان رئيس وزراء مصر أوائل القرن العشرين.

وأيضاً نشرت في بدايات هذا العام التقرير السنوي للفوربس عن قائمة أغنى أغنياء العالم وكان في التقرير وضمن القائمة أربعة من مصر والمفروض طبقاً لإحصائية عدد السكان التي نشرها ال CIA يكونوا كلهم مسلمين أو حتى على الأكثر يكون واحد منهم نصراني ولكن النتيجة كانت كالآتي .:

- الأول هو نجيب ساويرس إمبراطور شركات الاتصالات ورئيس «أوراسكوم تيليكوم ـ فقد صعد إلي المركز الـ60، بثروة تقدر بنحو 12.7 مليار دولار في قائمة «فوربس» لعام 2008، وكانت ثروة نجيب ساويرس قد قفزت فيعام واحد بنسبة 27%

- والثاني هو ناصف ساويرس ـ رئيس شركة «أوراسكوم للإنشاء والصناعة ـ ثروته تضاعفت ثلاث مرات تقريباً، ليصعد بسرعة الصاروخ في ترتيب قائمة فوربس 2008، إلي المركز 68 بثروة تقدر بـ11 مليار دولار بزيادة قدرها 320%

- والثالث أنسي ساويرس الذي قفز إلي المرتبة الـ96 في القائمة بثروة تقدربـ 9.2 مليار دولار بزيادة 82% .

- والرابع هو سميح ساويرس ـ رئيس «أوراسكوم للفنادق والتنمية» ـ فقد صعد إلي المركز الـ396 في القائمة بثروة تقدر ب 9 مليار دولار، بزيادة 93%.

·النفوذ الثقافي

يتم هذا النفوذ والسيطرة على عقول الشباب والنشء الصاعد عن طريق وسائل الإعلام والسينما والمسرح والمهرجانات الثقافية المختلفة التي تقام حتى في عز رمضان باسم الترويح والتثقيف ، ثم عبر معارض الكتب المقامة داخل مصر أو خارجها، ويعتبر معرض الكتاب الدولي الذي يقام في القاهرة كل سنة من أهم المناسبات لنصارى مصر لكي يروجوا لدينهم وينشروا كتبهم ودعاياتهم.

يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب مهرجان تنصيري حيث يتم فيه توزيع أكثر من خمسة ملايين كتاب مسيحي على المسلمين وكذلك تبادل أرقام الهواتف والإيميلات بين المنصرين والشباب المسلم وينشط فيه أكثر من 100 دار عرض مسيحية تستخدم الإغراء المادي والجنسي للتعارف على شباب المسلمين ويتم متابعتهم والتواصل معهم بعد المعرض في الكنائس , ولهذا يعد معرض الكتاب موسم البذار لأكثر من50 بالمائة من النشاط التنصيري طول العام.


لا يخفى على كل ذي بصيرة الأهمية الكبرى التي يوليها النظام المصري المرتد لهذه الميادين ونجد في طليعة كبار المنتجين سواء في السينما أو الغناء أو المسرح أو غيرها من الفنون مجموعة من النصارى يملكون هذه المؤسسات الثقافية ليضربوا عصفورين بحجر واحد، الأول المساهمة في تمييع المجتمع وإفساد أخلاق المسلمين بإغراقهم في براثن هذا الفنون الساقطة ونشر الرذيلة والفسق والفجور في كل محفل من محافل المسلمين وداخل بيوتاتهم ومدارسهم . والثاني: هو در الأرباح الباهضة من وراء هذه الانتاجات الهائلة من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والتي تصدرها مصر إلى بلدان إسلامية كثيرة حتى باتت اللهجة المصرية هي السائدة في أغلب الدول العربية.

·العلاقة الوطيدة والتعاون مع الصليبية العالمية

نصارى مصر يتمنون ويحلمون باليوم الذي يأتي فيه الصليبيون وعلى رأسهم أمريكا لتحتل مصر ويكونوا لهم عوناً وردءاً كما فعل أجدادهم إبان الحملة الفرنسية على مصر في عهد نابليون بونابرت .

وفي انتظار هذا اليوم فإن أمريكا تعد لحرب طويلة المدى على العالم الإسلامي، وهي بالأساس حرب إجهاض للنمو الإسلامي المتزايد، بعد أن عجزت الأنظمة والحكومات عنقمعه تمامًا أو القضاء عليه،ومدت أمريكا يد العون للمنصرين ووفرت لهم الدعم السياسي والمادي على أمل أن يحقق لها الآتي:

1- إضعاف مقاومة الأمة للعدوان الصليبي وذلك بنزع سلاحها الأول في هذه المعركة وهو الإسلام وذلك عن طريق نزع قدسية واحترام المسلمين لدينهم بنشر الافتراءات والأكاذيب على القرآن والنبي وزوجاته وكذلك شعائر الإسلام الظاهرة كالحج والصلاة والصيام.

2- تفتيت المجتمع المسلم عن طرق تنصير بعد أفراده واستخدامهم كوقود للمعركة مع المسلمين لأن الشجرة لا يقطعها إلااحد أعضائها.

3- إلحاق الهزيمة النفسية بالمسلمين وذلك عن طرق البث المنظم والمكثف لشبهاتهم القذرة حول الإسلام وجعله دائما ً محل شك وانتقاد.

4- إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقليات (النصرانية خصوصاً) وذلك بتشجيع هذه الأقليات على انتقاد المسلمين والتشكيك في دينهم ونشر الأباطيل عنه.

5- استنزاف جهود المسلمين ولفت انتباههم عن المعركة الحقيقة الدائرة في البلاد المحتلة من قبل الجيوش الصليبية وأشغالهم بمعارك داخلية مع المنصرين لتنفرد هذه الجيوش بتلك البلاد[2] .

تواطؤ النظام المصري المرتد

يتمثل في مجموعة خطوات عملية تقوم بها السلطة الحاكمة عبر مخططات ممنهجة لها غاية محددة لكي ترجح كفة النصارى كأقلية غير معتبرة على حساب المسلمين الذين يشكلون الغالبية العظمى للشعب المصري.

1- المطاردة الأمنية المستمرة والمتصاعدة للعلماء والدعاة والتي امتدت إلى علماء الأزهر، ودعاة الأوقاف، وشملت كذلك حصار المساجد وتقليص دورها وتحديده في الصلاة فقط بما لا يزيد عن ثلاث ساعات يومًا، وقصر الخطابة والإمامة على المعنيين من قبل الأجهزة الأمنية ومراقبة جميع المراكز الخدمية والدعوية الإسلامية والتضييق عليها.

-2 تشجيع الدولة للتيارات العلمانية واللبرالية المعادية للإسلام، والغريب أن تتوطد علاقة الكنيسة مع هذه التيارات، ويستفيد كل منهم من الآخر في دعم ومساندة موقفه في الحرب على الإسلام.

3- انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة، وهذا الجهل لايتمثل في صورته البسيطة الناشئة عن سياسة تجفيف المنابع وضرب الرؤوس ومحاصرة العلماء، بل يتعداه إلى الجهل المركب والناتج عن ظهور طبقة جديدة من الدعاة والوعاظ -من غير أهل العلم- يعتمدون على زخرف القول في التأثير على مستمعيهم، ولا يطرقون سوى القصص والفروع الصغيرة؛ كي لا تثقل المواعظ على نفوس العامة فينصرفون عنهم.

4- حملة شهوانية مسعورة تملأ على المسلمين حياتهم، تقعد لهم بكل صراط وسبيل تصدهم عن سبيل الله، وتزرع في نفوسهم الدياثة وحب الفواحش، حتى صار العامة لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم، وهذه الحملة تستخدم كل وسائل الاتصال البشري المسموعة والمرئية والمكتوبة، كما أنها في متناول الجميع وبسهولة وكثافة وتنوع وتلون لا يترك فرصة لأحد أن ينفصل عن فلكها، حتى أصبحت ميزانية وزارتي الإعلام والثقافة في مصر من أكبر الميزانيات بعد الداخلية والدفاع!! وأصبحت مصر هي محط كل المغنين والراقصين من الدول العربية!!.

5- حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، والتي وصلت إلى ذروتها؛ مما دفع البعض إلى الانتحار أو قتل الأطفال لعدم القدرة على إطعامهم أو شيوع البغاء والسرقة وما يسمى أخلاقيات الفقروالعنوسة، وأصبح لا هم للعامة سوى الحصول على المال للبقاء على قيد الحياة بكل وسيلة ممكنة، دون النظر إلى شرعية الوسيلة أو عواقبها.

كل هذه الأسباب سواء كانت تم التخطيط لها من قبل أعداء الأمة الإسلامية، أو وقعت لجهل المسلمين وبعدهم عن دينهم أو لكليهما معًا، فإن المتيقن منه الآن أن مصر تجهزت تمامًا لتأخذ نصيبها من مخطط الشرق الأوسط الكبير، وأن التنصير أحد أهم الوسائل المخصصة لذلك.[3]


دور نصارى مصر في محاربة المد الإسلامي

غاية النصارى في مصر خاصة ونصارى العالم بصفة عامة هو إبعاد المسلمين عن دينهم ولو لم يعتنقوا النصرانية كدين جديد وهم بهذا يطبقون قول الحق تبارك وتعالى {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}.

وهم يقومون بهذا الدور الخبيث عبر آلاف الجمعيات والمؤسسات التي تمولها الكنيسة وتسعى إلى نشر تعاليم دينهم المحرف في كل المحافل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وفي مصر وحدها يقدر تقرير أمريكي نشرته صحيفة(المصريون)بتاريخ 15-8-2007 أعداد الجمعيات والمنظمات التنصيرية بقرابة ألفي منظمة وجمعية، منها قرابة ثلاثمائة تقيم في مصر بشكل رسمي ودائم ويعمل بها ما لا يقل عن خمسة آلاف مصري وألف وخمسمائة أجنبي.

وجميعها تتلقى دعماً مالياً من المؤسسات التنصيرية العالمية مثل:
- "مؤسسة ماريتسوري".- ومؤسسة" كريتاس" التابعة" لمجلس الكنائس العالمي- "ومؤسسة" الكريستيان أيد". - ومؤسسة "ما وراء البحار".- ومؤسسة "الطفولة الأمريكية".- وهيئة "سدبا". - ومؤسسة "كاتليست".

ويمكننا سرد أهم المجالات والميادين التي تنشط من خلالها هذه المنظمات التنصيرية في البلاد وهي:

المراكز التعليمية مثل الجامعات والمدارس والمدن الطلابية، المراكز الاجتماعية
مثل النوادي والتجمعات الليلية وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة، المراكز الطبية ومنها على وجه الخصوص مستشفيات وجمعيات مرضى الكلي والسرطان، مراكز الإيداع الخاصة وتتمثل أساساً في السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين.

هل هناك علاقة مع الكيان الصهيوني

لن نبالغ إذا قلنا بأنه هنالك ثمة علاقة وطيدة واستراتيجية مشتركة بين النظام الصهيوني العالمي والنصرانية العالمية لاقتسام نفوذهم في بلداننا العربية وبخاصة أرض مصر التي تسري لعاب كل محتل نظراً لموقعها الاستراتيجي ولاعتبارها قلب العالم الإسلامي قديماً وحديثاً، فلا يمكن أن تقوم لهؤلاء قائمة ما لم يتمكنوا من تحكيم سيطرتهم على أرض الكنانة سياسياً واقتصادياً، ومن ثم السعي إلى تزييف التاريخ الإسلامي وتمييع عقيدة المسلمين ليقتلوا في الشعوب المسلمة حمية الدفاع عن دينهم ونصرة قضايا أمتهم.

طموحات لا تنتهي

ولن نبالغ أيضاً إذا قلنا بأن كل ما يقوم به نصارى مصر من أنشطة ثقافية ومحاولة الاستحواذ على اقتصاد البلد وتثبيت رجالاته أو شخصيات نافذة تكون تابعة لهم في المراكز السياسية الحساسة والسعي إلى بسط نفوذهم في شتى المجالات، كل هذا تمهيداً للمطالبة بالانفصال وطلب الحكم الذاتي على غرار ما حدث في السودان مثلاً.

وإذا ما واصل المسلمون سكوتهم وانعزالهم للمعركة الدائرة بين الكنيسة الصليبية وبين الإسلام فسوف تتحقق أحلام هؤلاء المنصرين كما حققوا أحلامهم في جزء من الفلبين وتيمور الشرقية التابعة لإندونيسا، وكما حصل من قبل في بلاد الأندلس واليوم في بلاد السودان .

هدف هذه المقالة هو تحذير وتنبيه لخطر التنصير في أرض الكنانة وضرورة النهوض من أجل التصدي له بكل الامكانيات المتوفرة، ولدى المسلمين إمكانيات كثيرة وكبيرة أهمها التوكل على الله واليقين في عون الله ونصره ووعده الحق بأن هذا الدين سيعلو وسيظهر على كل الأديان، وبأن الكافرين مهما أنفقوا من أموال وأهدروا من جهود فلن يحققوا أحلامهم حيث أن الغلبة ستكون للإسلام لا محالة والعاقبة للمتقين.

أما وسائل بلوغ هذه الغايات وكيفية التصدي لمشروع التنصير في مصر وغيرها من بلاد المسلمين فإنه يحتاج إلى مقام آخر وإلى مقالات مستقلة .


والحمد لله رب العالمين.
مجلة صدى الجهاد – العدد 37


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

[1] انظر كتاب " مروج الذهب ومعادن الجوهر" - للمسعودي

[2]واقع التنصير في مصر - مجموعة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير


الكاتب: أحمد الظاهري
التاريخ: 04/01/2011