أبجديات غرائبية" .. إهداء إلى أسيرات سجن أبو غريب "..
أبجديات غرائبية
" إهداء إلى أسيرات سجن أبو غريب "
الكاتبة سعاد جبر
زهوٌ مكتئب
تفشت " الأنا " المسعورة على مساحات جسدي في عقدة " الانفصام " الملتهبة ، فتناثر جسدي على ركام آهات أمتي ، فلم يزدهم إلا كهفية روحية في جسد معطل ،
فحتى يستيقظ الجسد الحالم ، لابد أن أولد في أمة جديدة ؛ تسترد روحي من جديد ؛ وتلملم جسدي المتناثر ، على أزقة غرائبية تزهو بعقدة " الاكتئاب ، الزهو " في هستريا راعي بقر سادي للتو بلغ مدنية الميكانيكا المفرغة من أوصال روح الحضارات ،
فغدا في فوضى اسقاطات ذاته المسعورة على أهات جسدي ، في اكتئاب مسعور زهوا على صفحات وأدي بين الأنام .
فبأي ضمير حضاري نال ذلك الوغد وسام التحضر على رفات صرخاتي الملقاة ركاما في أزقة المقابر السوداء الحزينة .
استحالة الممكن
في زاوية مكفهرة ، التصق جسدي المنسلخ من جسد المستحيل خارج أسواري الحزينة ، واخذ يجتر فراغات الممكن ، في عالم المستحيلات ، فأنسحبت من اللاشئ في غرفتي السوداء ،
لأملأ فراغات مبهمة تحوم في كثافة مسعورة حول ذاتي التائهة في اللاشئ من الأشياء ، لعلي ابلغ عبر أزيز تلك الفراغات ، إلى عوالم جسد المستحيل المعطل ،
فتناله صرخاتي ، وضجيج أنيني ، وقد انهالت علي جمعية سادية ، تلتهم روحي ، وتشرذم جسدي في عوالم سحيقة من الآهات ، التي ليس لها إلا الجدران الصامتة ،
في رد الصدى البعيد القريب ، فهلا كانت الجدران الصامتة في عوالم إمكانها ، جسد المستحيل في عوالم انتفاضة وامعتصماة ؛ فينالني بردها في كبرياء رجولتها ،
فيطفئ نار جسدي ؛ و تردد جدران الأحزان الخاوية صدى عراك سيوفها في عالمي المكفهر من جديد . فأنال شرف الوضوء من برد غبار خيولها في سماءات عز حالمة بعيدة .
انشطارات مبهمة
امتدت الأغلال في لسان الأنا المسعورة ، فكبلت روحي ، وانكسر معها ما املك من بضع آن متبقي في قبري الخاوي الموحش ،
وتأججت في بطنه نيران " هناك " تتعالي بضجر وغدوت رمادا فيها ، حتى انسلخت من جسدي المحترق ،
وحلقت في مخيلة الوهم الخضبة في طير حزين يسبح في الفضاءات الحرة ، ويعانق البساتين ، ويعلن موت آمتي في كل لحظة احتراق اجترها ،
وفي نشوة كل لحظة تحليق أسافر في وهمها ، وها أنا حرف تائه في سطور الآن وهناك ، اجدد أحلامي الواهمة في رسالة زاجل مبهم ،
يردد ضجيج انيني ،
وصرخات اغلالي ،
ويحكي قسوة الجدران الملتصقة في جسدي ،
فهلا نالت أذان صاغية من بين آمتي ،
أنين عذاباتي ،
في عوالم اللانهايات من قاموس انشطارات ذاتي في أزقة " شيزفونيا " الأنا ،
الأن ، هناك " السادية المسعورة على أبجديات وجودي المبهم الصامت الحاضر الغائب في اللاشئ من الأشياء . الكاتب: الأديبة سعاد جبر التاريخ: 01/01/2007