خصوصية أم المؤمنين

 

(لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم‏)

سبحان ربك رب العزة عما يصفون

 ليتأمل الأريب كيف سبح الله تعالى نفسه المقدسة في موضع الإشراك به أو وصفه تعالى بصفات النقص وفي موطن التعرض لعرض أم المؤمنين ,وفيه نكتة بليغة تدل على ما اتفق عليه علماء الإسلام من وقوع من يمس شرفها في الكفر الأكبر المخرج من الملة ,وكذلك يدل انتهاك مقامها الشريف على أنه يعود بالذم على الله عز وجل ,لأنه طعن في حكمته سبحانه وتكذيب لكلامه..إلخ .والإجماع الذي ينقله العلماء عادة محله اتهامها بما برأها الله تعالى منه قال الحافظ ابن كثير:وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه يكفر ، لأنه معاند للقرآن .

لكن ينبغي التنبيه أن مجرد اتهامها بالفسق فضلا عن الكفر ,كفرٌ أيضا ناقل عن الملة, لقوله سبحانه\"النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم\" وقد تقرر عند العقلاء كافة أنه حين يقال:أبو الأطباء ,أو أبو الفيزيائيين فإنما هي كنية تشريف تدل على علو كعب هذا المنسوب لأبوة الشيء أو أمومته في المصدر المشتق من المضاف إليه وهو هنا الطب والفيزياء,وإنك غير واجدٍ من قيل فيه أبو الطب وهو في علم الطب بليد..وعليه فقس ,

فأم المؤمنين عالية المقام جدا في الإيمان بنص القرآن فكل وصف يقتضي مخالفة هذا الذي تقرر =موقعٌ صاحبه في جريمة الكفر,ومن جهة أخرى تقرر أيضا بالعقل أن من يطيل لسانه القذر في النيل منها فقد أخرج نفسه من بنوته لها ولما كانت أمَّ المؤمنين ,

دل ذلك على كونه من الكافرين فاللهم عليك بالخنزير ياسر الخبيث..هو ومن والاه أو رضي عن قوله أو تقاعس عن نصرتها مع القدرة. وصل اللهم على سيدنا محمد وحبيبته عائشة وسلم عليه وعليها تسليما مزيدا 


الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 15/09/2010