القلم الشجيّ ! |
|
فقدت قلمي فليس يكتُب .. ليس يُطرب..
ليس يَـغضب .. كان إن غبت لعذر صاح يَـعتَـب .. ..
ليس يَسـُطر ..ليس يُمطِـر ...
ليس يُرشِد .. ما له قد صار يَخمُـد ..
ليس يشكو .... ليس يزكو !!
ليس يبكي بعز .. كان يبكي ..
ليس يحكي جروحي .. كان يحكي ..
ليس يفدي همومي .. كان يفدي ..
ليس يدعو لربّـي ... كان لؤلؤ مجدي ..
ليس يسمع قلبي .. ليس يكشف سقمي .. غاب قلمي ..
أين خطّي ؟؟ أين سطري ؟؟ راح قلمي ؟؟
نبض حسي ..و دوائي عند عجزي ..
صرت مُـحتارا ..
و قد كان عندي :
خير صحبي ..و أنيسي عند كربي .. و منيرا عتم دربي ..
ما خطبه ؟ ما سره ؟ ما لغزه ؟ ما حكايته ؟
لست أدري.. لست أدري ..
و أراه اليوم يفتر ... و عن الكلم تكبّـر .. ما له ليس ُيعبِّر ..
هل أصابته عُيون الحاسدين ؟؟
أم تدثـّـر من شرار ناقمين ؟
أم تزمّـل من صغار حاقدين .... !
أيها الطّرف المـعـين.. أيها المُتدثر و المُتزمّل .. إنني لا زلت أنتظر و أسأل ...
بعد يوم من بكائي .. و أنيني و عنائي ..
طلّ يبكي من ورائي .. و يقول أيا حيائي .. لن أُرائي ..
إنني غبت لكيْ ألقى دوائي .. شوقكِ اليوم عزائي ..
قلت أقبل و تقدم من ورائي .. هل علمت بعظم دائي .؟
..فلتجاوبني و تشفي سوء ظنّي .. و جنون العقل مني..
كيف ترميني لوحدي ؟؟ .. لو رأيت الأمس وجدي .. !!
......آآ..آ..آ..آ..هـ ...
اعذريني يا لآلئ .. و استري منّي المساوئ ..
إنني مثلك أشعر .. إنني و الله أصبر ..
إنّـني خلق كمثلك .. إنّ لي حسّا كحسّك ..
..و أسبّح وجه ربّي .. و أقرّ بصدق حبي ..
لست أنسى ضمّ كفّـك لي .. و أصوغ من الجُمان لطيف حسّـك بي ..
إنني بالأمس احتجت لقربك .. إنني و الله قد غبت لحبك ..
.........
إنني بالأمس أشجاني صبي ...
يرفع الأحجار بالكف الطري ..
لو رأيتي ذا الغضي ..
إنه الشعب الشجي ..
إنه القدس المبارك و العليّ ..
إنني بالأمس آثرت الفراق..
رغم أني كنت أرجو من يمينك ذا العناق ..
قد بكيت لظلم ناس في العراق ..
قد عجزت لعجز أهلي و العرب.. أين غابت عنكمُ هذه الكرب ..
كل قلب غير قلبك ليس يدري .. و أنا مثلك قدري ..
كل أقلام الحضارة أخرست عن تلك الخطوب .. و أهمتها من الدنيا شروق و غروب .. .
و نسوا أن المسلمين قد رجعوا القهاقر و الوراء .. هل تريدون العزاء ؟؟
إنني أعجز عن صمت و همس .. إنني أصرخ هل من يُحِس..
إن هذا العمر قد ولى و راح.. إن حبري قد فنى مني و باح ..
إنني لله اليوم سأرجع .. فاصبري بعدي و كوني خير مرجع..
إنني اليوم قتيل لا محاله ..
ذقت من نوح اليتامى و الثكالى ..
فاسمحي لي يا درر .. و اغفري لي يا لآلئ .. و اعذريني يا جمانه ..
ستعود إلى الرفيق الأعلى ذي الأمانه ْ ... فالسلام بملء أفواه المحابر يا جمانه ْ..
قلت قد أبكيت نفسي.. و شللت اليوم حسي..
لست أدري.. لست أدري .. لست أدري ..
لكن ِ النصرَ قريب .. وعد ربّي لا يخيب ..
ستعود ُ إلى العهود .. و ستـُوفي بالوعود ..
و سترجعُ من جديد .. بين كفّي و الوريد ..
لست أيأس..
إنما اليأس عيوب .. لست من أهل الهروب..
إنني أقسمت أن أشرب ذاك الشخص كأسا من أمل ..
إنه اليأس و إني نبع فيض من أمل !
أنا لا أيأس حتما ْ .. أنا يا قلمي الأمل ْ..
أنا نور و سرورْ .. أنا بستان نضيرْ ..
فيه كل المسلمين .. و الجراح ستسكين ..
أنا لا شك بصيرْ .. أنا مع سني الصغيرْ.. أنا و الله خبيرْ ..
و النفوس ستستريح ..
و أهم من النفوس : راحة النبض القلم .. راحة النبض القلم ..
قال مهلا يا أخيه ْ .... إنني ما زلت حيّا ..
عانقيني بيديك .. و اكتبي مني إليك
(( .. كل من نادى لموت فليراجع ذي الوصية :
كل من عرف اللآلئ عنده الآمال حيه ْ.. عنده الآمال حيه ْ.. عنده الآمال حيه ْ ! ))
جمانة ( 3 )