الإمارة // رسالة أمير المؤمنين بمناسبة عيد الفطر المبارك (عربي) – 8/9/2010 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بیان تهنئة أمیر المؤمنین بمناسبة عید الفطر المبارك لعام 1431 هـ
نحمد الله الذي له الملك كله وبيده الأمر كله ـ الخالق والبارئ والمحي المميت ـ نخلص له التوحيد ، وندين بالعبودية له وحده لا شريك له ـ ونصلي ونسلم على رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين ـ ونشهد بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ورفع عنها الغمة وتركها على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك ـ فجزاه الله عنا خير ما جزى الرسول عن أمته ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله و أصحابه المصطفين الأخيار .
أمّا بعد ! إلی شعبنا المجاهد، إلی أسر الشهداء والأ سری، و إلی المجاهدین الأبطال علی درب الجهاد والاستشهاد، و إلی أسری الحرّیة في سجون الأعداء ، وإلی الأمة الإسلامیة جمعاء !
السلام علیكم ورحمة الله و بركاته
أقدّم إلیكم جمیعاً تهنئتي بحلول عید الفطر المبارك داعیا المولی عزوجل أن یتقبل منكم الصیام والقیام وجمیع تضحیاتكم فی سبیل الله تعالی . استغلالاً لهذه الفرصة المیمونة أودّ أن أتحدّث إلیكم فیها حول مواضیع معیّنة ترتبط بالجهاد القائم والأوضاع السیاسیة الراهنة فی أفغانستان، و سیاساتنا المستقبلیة لهذا البلد فی نقاط تالیة :
( الف ) إلی الشعب الأفغاني المجاهد!
إن الجهاد الجاري اليوم فی أفغانستان ضد الغزاة الأجانب وعملائهم من هذا البلد هو جهاد حق ومشروع للدفاع عن الدین والوطن الإسلامی ، وإن توسع هذه المقاومة الجهادية من يوم إلى آخر، وسرعتها ونجاحها لتدل على أن هذه مقاومة دينية وشعبية عامة ومستقلة ، حيث اقتربت الآن كثيرا إلى مرحلة النجاح النهائى بنصرة من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل تضحياتكم غير المحدودة، لذا احرصوا في هذه الأوقات الحساسة على ترك جميع الخلافات الداخلية، والمنازعات على الأراضي والمناطق، والمشاحنات القديمة، واحرصوا على توجيه جميع طاقاتكم، وتدابيركم نحو طرد المحتلين من البلاد وإعادة الاستقلال إليها؛ و قد أثبتت التجارب التاریخیة أن الغزاة المحتلین إذا واجهوا الهزیمة في البلد المحتل زرعوا فیه بذور الفتنة والخلافات والتفرق قبل أن یرحلوا عنه ، وهذا الذي یفعله الأمريكيون الآن، فانتبهوا إلی جمیع مؤامرات العدوّ سواء كانت في شكل زعزعة الثقة وإحداث الفجوة بین الشعب و المجاهدین ، أو كانت فی شكل إشعال نار الحروب الداخلیة عن طریق إیجاد الملیشیات المحلیة والقومیة المرتزقة ، وسواء كانت فی شكل إجراء الانتخابات المزعومة التی حُددت نتائجها مسبقاً من قِبَل واشنطن، أو كانت فی شكل مجالس الشوری السلام التی یجتمع فیها عدد من العملاء لذرّ الرماد فی أعین الناس، أو كانت في أيّ شكل آخر من الفتن و المؤامرات . فاجتهدوا لإفشال جمیع هذه المؤامرات كما فعلتم فیما مضی من تاریخكم من إبطال مؤامرات الأعداء، و خذوا بید من انخدع بدعایات العدوّ و مؤامراته بسبب الجهل ، أو الطمع فی المال والمكاسب، وأفهموهم ، وامنعوهم بجدّیة عن الانسیاق فی صف العدوّ.
إنني أطمئنكم أنّ لیالینا العصیبة سوف لا تمتدّ - إن شاء الله تعالی - وعمّا قریب سوف تَقرّ عیوننا بإذن الله تعالی بهزیمة العدوّ و إقامة النظام الإسلامي في البلاد ، و أن جمیع المواطنین الشرفاء سواء كانوا مهندسین أو أطبّاء أو كانوا من دارسي و مدرّسیی علوم الدین أو الدنیا ، و سواء كانوا أساتذة الجامعات أو كانوا شیوخ علوم الدین بغضّ النظر عن انتمائهم إلی أیة لغة أو قومیة ، فإنهم جمیعا سوف یعملون جنباً إلی جنب متآخين متكاتفین في حكومة إسلامیة حرّة قویة یرضونها جمیعاً إن شاء الله تعالی- (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) { النور / 55 }
( ب ) إخواننا المجاهدون !
إنّكم استطعتم بفضل الله تعالی ثم بعزمكم القویّ وعقیدتكم الراسخة أن تبطلوا مؤامرات الكفر العالمي، و بسبب ثباتكم و استقامتكم علی طریق الحق نصركم الله تعالی علی جمیع الغزاة المعتدین و أبطل الله تعالی بجهادكم و تضحیاتكم الصادقة هیبة العدوّ الظالم ورعبه من صدوركم . و هاهي أمریكا باتت في العالم تواجه الذلّ والعار والكراهیة من الجمیع، إننا نشاهد الیوم أنه بقدر ما تزدادون غلبة علی العدوّ تتصدع صفوف أعدائكم و تهترئ أنظمته ، و أن الخبراء العسكريين الذین كانوا بالأمس یضعون الإستراتیجیات الحربیة أو لا زالوا یضعونها فإنهم بأنفسهم أمسوا یعترفون بفشل إستراتیجیاتهم العسكریة و القتالیة ، و أن الجنرالات الذین كانوا قد جاءوا لقیادة الحرب كقادة من ذوي التجارب والتخصصات الحربیة العالیة فإنهم الیوم یُطردون من میدان المعركة بكل خزي و مهانة، و یلقبون بأرذل الألقاب و أخسّها .
أمّا حلفاء أمریكا الذین جاءوا تحت مظلتها لاحتلال أفغانستان فإنها الیوم بسبب الخسائر الكبیرة في المعركة وانجرارهم إلی معركة لیس لهم من روائها من طائل أصبحوا الیوم تحت ضغوط شعوبها، و بدأوا یبحثون لهم عن مهرب بكل توّتر واضطراب .
فیا إخواني المجاهدین ! إن كنتم ترغبون في مزید من النصر ، فأصلحوا أعمالكم ، و احترموا أهداف جهادكم ، ولا تتوانوا عن تقدیم الخدمة الشاملة لشعبكم الأبيّ المنكوب. و شدّدوا من أواصر الوحدة و الأخوّة فیما بینكم ، ولا تسمحوا لأحد أن یزرع الفرقة و الخلاف في صفوفكم ، و أن یُضیّع أوقاتكم وجهودكم الفكریة في الكید من بعضكم لبعض .
و وجّهَوا جميع مساعیكم لخدمة الشؤون الجهادیة ، والدفاع عن الدین والوطن، و توجیه الضربات الممیتة للعدوّ ، و ركزوا علی خدمة شعبكم المظلوم والحفاظ علی مصالحه .
انتبهوا بجدّیة تامّة للحفاظ علی أرواح الناس وأموالهم ، و لا تتركوا الفجوة بینكم و بین أفراد الشعب.
واحترموا الصالحین من المجاهدین القدامى ، و طبقوا بكل ما أوتیتم من وسع وقوة اللائحة التي صدرت لكم لتسیروا تنظیم الشؤون الجهادیة ، وانتهجوا في قتالكم للعدوّ أنجح الطرق والأسالیب وأكثرها جدّة وتعقیداً ، ولیكن اهتمامكم كبیراً بالحفاظ علی أرواح المجاهدین ، و طاعة المسؤولین ، و تسییر الأمور بالتشاور والتناصح، وحاولوا أن تبطلوا مخططات العدوّ الجدیدة وإشاعاته الماكرة قبل أن تعطي مفعولها، ولا تسمحوا لأحد كائنا من كان للقیام بالأعمال و التصرفات التي تسيء إلی سمعة المجاهدین، واحذروا من أن یتضرر منكم عامة الناس بناءً علی التقاریر والمعلومات الكاذبة التي تصلكم ، لأن من مخططات العدوّ أن تحدث بینكم و بین عامة الناس الفجوة ، والمشاكل ، وأن تتزعزع بینكم الثقة القائمة .
رغّبوا جنود العدو وشرطته والأفراد الآخرین في صفوفه إلی ترك صفوف العدوّ ، والوقوف إلی جانب شعبهم المؤمن، وشوّقوهم للقیام بما قام به الشباب من أمثال ( طالب حسین ) و ( قلب الدین ) و ( غلام سخي ) والأبطال الذین قاموا بقتل عدد من الغزاة المحتلین من داخل صفوف العدوّ في (جرشك ) و( نادعلي ) و ( بادغیس ) و ( مزارشریف ). احتضنوا أمثال هؤلاء من الأبطال وافتحوا لهم صدوركم، واستفیدوا من أمثالهم للضرب في داخل صفوف العدوّ، ولا تنسوا إصلاح النیّات في جمیع ما تفعلونه، ولیكن رضا الله تعالی نصب أعینكم في جمیع شؤونكم الجهادیة .
( ج ) إلی العلماء ، والساسة ، والأساتذة والكتّاب والشعراء !
أیها الأكارم ! إنكم اللسان الناطق لمطالب الشعب وآماله ، و من مسؤلیاتكم الإسلامیة والوطنیة أن ترفعوا الستار عن جرائم المعتدّین ، و أن تقدّموها أمام العالم ، وأن تضعوها مكشوفة أمام ما یسمی بمؤسسات حقوق الإنسان، نوّروا أذهان الناس ببیان الحق ضد الظلم الأمریكيّ وعدوانه، وأخبروهم عن المخططات السرّیة والعلنیة للعدوّ، ووضّحوا للناس مصالح نظام الإسلام ومزایاه، وقوموا بدوركم في تربیة الجیل الجدید علی نهج سلیم ، واحفظوه من العقائد الأجنبیة الدخیلة وآثار الفتن الواردة ، ولقّنوه دروس الوحدة والوفاق، و قوموا بإبلاغ الرسالة المتبادلة بین الشعب ومسؤولي المجاهدین، لأنكم بمثابة جسر بین الشعب والمسؤلین ، فلتكونوا كما یراد منكم حتى تنجبر كل الكسور، و تزول جمیع النقائص قبل أن یتفاقم خطرها، إنني أناشدكم جمیعا أن تكونوا ید عون للإمارة الإسلامیة في إیجاد بیئة إسلامیة وجهادیة سلیمة .
( د ) إلی المجاهدین القدامى وجمیع الموظفین في إدارة كابل .
إننا في هذه الأیام المباركة نوجّه إلیكم الدعوة مرّة أخری لتشتركوا مثل بقیة المجاهدین القدامى الأبطال في مفخرة صدّ العدوان الأمریكي وتحریر البلد منهم بالوقوف إلی جانب شعبكم المسلم، تعالوا وانظروا بنظر البصر والبصیرة في ضوء التعقّل والدرایة المعاملة التي یعامل بها الأمریكیون رئیسكم (الدمیة) وأعضاء مجلس شعبكم المزعوم، والتي تلقونها أنتم بأنفسكم أیضاً والشعب الأفغاني بأجمعه، إنهم یسّمونكم مجرمي الحرب تارة، والأشخاص اللامسؤلین تارة أخری .
لقد سمعتم جمیعا أن معظم رجال القصر یتقاضون مباشرة راتب العمالة من C.I.A ، فكیف تسمح لكم ضمائركم أن تعملوا تحت قیادتهم .
فإن كنتم تعتبرون مجوّز وقوفكم في صف الأمریكیین بعض النقائص لدی المجاهدین ( الإمارة الإسلامیة ) فاتركوا مناصرة الأمریكیین ، و تعالوا و اعملوا لإزالة تلك النقائص بالوقوف الصادق إلی جانب إخوانكم المجاهدین ، و ساهموا في طرد الكفار المعتدین ببناء الصف الجهادي المرصوص.
هل انتهت مسؤلیتكم في الدفاع عن الدین و الوطن بالجهاد ضد الروس فقط ؟ أمّا الیوم و قد أعدت أمریكا علی البلد ومعها 48 دولة كافرة أخری و یذیقونكم أنتم والشعب الأفغاني كله الذلّ والمهانة والتعذیب، فإنكم بدل أن تقوموا بمقاومة الغزاة المعتدین فقد وقفتم علی العكس في صفوف المعتدین مناصرین لهم ضد شعبكم المؤمن ، أهذا الذي ترضاه نخوتكم الأفغانیة، ویحكم به ضمیركم؟
اعلموا جیداً أن الغزاة الأمریكیین ماجاءوا إلاّ لاحتلال البلد وسرقة خیراته وثرواته الطبیعة وإنهم لن یكونوا لكم أصدقاء، فإن لم یلحقهم الخوف من المجاهدین لعاملوكم بأسوأ مما تلاقونه من معاملة الذلّ والهوان .
ولیسمع جمیع العاملین في إدارة ( كابل ) العمیلة بأذان القلب! أن البساط مسحوب من تحت أقدام المحتلین بفضل الله تعالی وثمّ بجهاد الشعب الأفغاني المؤمن . فقبل أن یحاكموا مثل (نجیب ) و ( بابرك ) و ( شاه شجاع ) من قبل شعبهم بجریمة خیانة الوقوف في صف الأعداء ، و یلقوا نفس المصیر، یجب علیهم من الآن أن یتركوا مناصرة الغزاة المعتدین ، و أن یُظهروا ندمهم بالوقوف الصادق مع المجاهدین. فإن كانوا لایجدون فی أنفسهم همة الوقوف مع المجاهدین فلیستغلّوا عفو المجاهدین بالجلوس الآمن مع ذویهم وأولادهم في بیوتهم . و لیحفظوا أنفسهم بذلك من خزي الدنیا و الآخرة .
حول النظام المستقّبلي :
إن انتصار شعبنا المؤمن علی الغزاة الكافرین أصبح أمراً محتوما بإذن الله تعالی، والعامل الأساسي في هذا النصر هو الإیمان بنصر الله تعالی والحفاظ علی وحدة الصف، فإننا نسعى بناءً علی هذه الأسس لإقامة النظام الإسلامي الحرّ السلیم والقوي الذي تُسیَّر شؤونه في جمیع أبعاده الاقتصادیة ، والحقوقیة، والعدلیة وغیرها وفق الشریعة الإسلامیة من قِبَل أناس من أهل الخبرة والعلم والاختصاص في إطار آلیة وتنظیم یسوده الشوری، وسوف یحتضن ذلك النظام الكوادر الصالحة من أفراد المجتمع الأفغاني، من أهل الخبرة والتجربة والاختصاص بغضّ النظر عن انتماءاتهم السیاسیة والقومیة أو اللسانیة ، وستفوَّض إلیهم المسؤولیات الإداریة في ضوء التدیّن والصدق والكفاءة.
وستحترم الحقوق الشرعیة لجمع فئات الشعب بما فیها حقوق المرأة الشرعیة، و لكی یتوفّر الأمن في المجتمع و یتم القضاء علی الفساد الخلقي و الظلم و الفحشاء وبقیّة المنكرات ستطبق الحدود الشرعیة في ضوء التعالیم الإسلامیة السمحة ، وسینفذ قانون المحاسبة والمجازات والمكافاة بكل جدّیة في جمیع الإدارات الحكومیة بقصد إیجاد الشفافیة الإداریة فیها، وسیُتعامل مع المجرمین والناقضین لهذه القوانین وفق أحكام الشریعة الإسلامیة .
( و ) حول السیاسة الخارجیة والعلاقات المتبادلة :
إن سیاستنا الخارجیة المستقبلیة حیال الدول المجاورة والدول الإسلامیة وغیر الإسلامیة ستقوم علی أساس التعامل المتقابل .
إننا سنبني سیاستنا الخارجیة علی أصل دفع ضرر الغیر وعدم إضرار الآخرين، وسیساهم نظامنا المستقبلي وفق المقررات الشرعیة في جمیع الجهود التي تبذل في المنطقة والعالم بقصد إحلال السلام وإيجاد الرفاهیة الإنسانیة ، والتنمیة الاقتصادیة.
وسیساعد نظامنا دول المنطقة في القضاء علی المشاكل الإقليمية مثل مشكلة المخدارت ، والتلوث البیئي ، والمشاكل التجاریة والاقتصادیة .
( ز ) إلی العالم الإسلامي والأمة المسلمة :
أیتها الأمة المسلمة !
أحب أن أستغلّ هذه المناسبة المباركة في التذكیر ببعض الحقائق المرّة وهي : أن المسلمین الیوم یعیشون في أنواع من الضغوط من قبل بعض الدول المتعصّبة ، فمنهم من یُهَدّدُ في دینه وثقافته، و منهم من یواجه الأخطار في حیاته ، و ماله ، و حرّیته الوطنیة. إن المسلمین الیوم یعانون من أنواع العذاب وعنصریة الأعداء في العالم بسبب إسلامهم ، تحتل بلادهم و تُملأ منهم أسوأ أنواع السجون لتعذیبهم والنیل من كرامتهم .
أمّتنا الإسلامیة !
إن المحنة التي یواجهها الیوم شعوب أفغانستان و العراق و فلسطین هل هي مشكلة تخص هذه البلاد فقط؟ هل یسمح لنا قرآننا بالسكوت و عدم التحرك حیال هذا المحن ؟
اعلموا جیداً أن خطّة أمریكا لا تنحصر في احتلال أفغانستان و العراق فقط ، بل یسعون لتغییر الخارطة السیاسیة للمنطقة في قلب العالم الإسلامي من خلال السیطرة علی أفغانستان و العراق . ولكن الشعب الأفغاني الأبيّ عرفَ علی مرّ الزمن في التاریخ بمن دافع عن الأمة الإسلامیة وأبطل المخططات الاستعماریة للأعداء، وله تاریخ حافل في تقدیم التضحیات العظیمة في طرد المعتدین بدءاً من الاسكندر المقدوني إلی العدوان الأمریكي في القرن الحادي و العشرین. و كانت هذه التضحیات بفضل الله تعالی سبباً في الانتصار علی الأعداء و إنقاذ الأمّة الإسلامیة .
فیا إخواننا المسلمون ! كما أننا نشترك في الدین والعقیدة والقیم والثقافة والمصالح ، فلنشترك كذلك في الآلام و الآمال و الأفراح و الهموم و الموالاة والمعاداة . فتعالوا و ساهموا في التخفیف من آلام إخوانكم المسلمین بالنفس ، و المال ، و ساعدوهم باتّخاذ السیاسات المخلصة تجاههم .
( ح ) إلی حلفاء أمریكا في أفغانستان وشعوبها :
إن هجوم الأمریكیین الغاصبین علی أفغانستان هو عدوان بقصد تحقیق مصالحهم الخاصّة، و تنفیذ سیاساتهم الإمبريالية ، و قد أدخلوا معهم 48 دولة في حلفهم العدواني ، ولكنهم جمیعاً و مع إمكانیاتهم العسكریة و السیاسیة و المالیة و المناصرة العالمیة لهم عجزوا عن القضاء علی جهاد شعبنا الأخذ في التصاعد. إن هذا یدلّ علی أنّ جهاد شعبنا هو جهاد حق ومقاومة مشروعة، وأنّ هجوم الأمریكیین وحلفائهم هو عدوان همجي جائر .
إن الحجج التی تنحتها أمریكا لتوریطكم في هذه الورطة هي في الحقیقة حِیَل خبیثة تتمسك بها للحصول علی المكاسب الغیر مشروعة ، و لیست لها أیة حقیقة و لقد اتّضح لكم طوال السنوات التسعة الماضیة ماهیة الإدّعاءات الأمریكیة الكاذبة ، و ظهر لكم جلیا كیف أنهم یستغلّون قوّتكم لتحقیق أهدافهم الاستعماریة الخاسرة، فلا ینبغي لكم أن تضحّوا بأبنائكم في سبیل تحقیق المصالح الأمریكیة الغامضة بقتل الشعب الأفغاني الأعزل البريء ، و أن تسطروا بذلك في تاریخكم صفحات العار، و تندرجوا في سلك مجرمي الحرب، لأنهم یقتلون یومیا مئات الأبریاء، و یهدمون عشرات البیوت، و یستخدمون ضدهم الأسلحة الممنوع استعمالها عالمیاً، والتي ستكون لها آثار سلبیة للمدى الطویل علی صحة الأجیال المقبلة لشعبنا في المستقبل .
إن استعمال هذا النوع من الأسلحة جریمة ضد الإنسانیة لا تُغتفر، ولكن جنودكم یستخدمونها یومیا بأمر من الأمریكیین ضد السكان الأبریاء العزّل .
و إلی جانب آخر یفرض الأمریكیون الخطر علی الإعلام المحاید، ولا یسمحون بنشر المعلومات إلاّ التي ترید نشرها قوّات أمریكا و ( الناتو )، و لیست هناك أذن صاغیة لشكاوي المتضررين من الأهالي الأبریاء ، لا من الغزاة المعتدین ولا من عملائهم من أهل البلد . إنهم یفرضون الحصار علی إعلام الإمارة الإسلامیة في الإنترنت و الصحافة المطبوعة .
وهناك عدد كبیر من أفراد شعبنا الأبریاء في السجون الأمريكية مثل سجن ( غوانتانامو) و معتقل (باغرام ) الرهیب، و یعانون فیها من أنواع التعذیب و الهوان، و فیهم من الشیوخ و الكهلة من یفوق عمره ثمانین سنة . لا هم یُعامَلون معاملة قانونیة ، ولا هم یُقدَّمون للمحاكم ، و قد حرموا من جمیع الحقوق الإنسانیة . و ملخّص القول فی هذا المجال هو أن أمریكا بمساعدتكم احتلّت بلادنا، و احتجزت شعبنا ، و قد أدركت هذه الحقیقة مؤخراً بعض أعضاء التحالف الأمریكي وشعوبها ، و لذلك بدأت بعضها بسحب قواتها ، و بعضها الأخری في سعي للانسحاب، ورسالتنا للدول التي لازالت تواصل احتلالها العسكري لبلدنا مقتنعة بالحیل والحجج الأمریكیة الكاذبة هي : أن تفكر بشكل فوري في طرق سحب قواتها من أفغانستان ، و أن تخرج من هذا البلد .
إلی المسؤولین الأمریكیین و شعبهم المخدوع !
لقد جرّبتم خلال السنوات التسعة الماضیة كل قوتكم العسكریة ، والسیاسیة، والاقتصادیة للسیطرة علی بلدنا الإسلامي الحرّ ، ولكنكم لم تجنوا سوی الهزیمة المطلقة بید المجاهدین الأفغان الذین یتمتعون بالخبرة والتدبیر، إننا نشاهد أن جنودكم الیوم یقعون في أسر المجاهدین مثل جندیكم ( بوبرغ دال) الذي لا هو تُبدي حكومتكم أيّ استعداد لمبادلته ، ولا هي تهتم به كمواطن أمریكي ، أو مثل اثنین من جنودكم الذین وقعا في أسر المجاهدین في ولایة ( لوكر ) فبدل أن تفكر حكومتكم في إطلاق سراحه من یدل المجاهدین بالطرق السلمیة المعروفة سعت فی إیجاد أوضاع جرّتهما إلی القتل.
وإلی جانب آخر فإن أرقی أنواع طائراتكم الاستكشافیة والتجسسیة بدأت تسقط بنیران المجاهدین، و تتحطم معدّاتكم الحربیة ، و یزداد عدد قتلاكم مع مرور كل یوم، فبدل أن یعترف قادتكم بالجرأة بخطأ سیاساتهم، و یفكروا في حلّ معقول للمشاكل يلجئون لجبر هزائمهم العسكریة و صرف أنظاركم وأنظار الناس عنها إلی تطبیق مشاریع وسیاسات فاشلة أخری بشكل مّكرر مثل إیجاد الملیشیات القومیة ، أو عقد اجتماعات الشورى المزعومة ، أو التسلي باستخدام التسمیات الجوفاء للمجاهدین وتقسیمهم بزعمهم إلی الأصولیین و المعتدلین، أو عقد المؤتمرات التي لا فائدة منها ، أو إطلاق حملة إعلامیة واسعة ضد المجاهدین عن طریق الإعلام و الصحافة ، أو وضع الجناة و المجرمین و المفسدین في المناصب الحكومیة الهامّة بشكل متكرر.
إنهم اعتبروا كل هذه الإجراءات حلاً للقضیة ، و لكنها جمیعاً بفضل الله تعالی ثم ببركة التدبیر الجهادي للمجاهدین باءت بالفشل مثل فشلهم في الجهود العسكریة .
إن الأفغان یتمتعون بعزم وصبر قویین في سبیل الدفاع عن بلدهم و قد ازدادت تجاربهم العسكریة والقتالیة من خلال قتالهم لجنود كم خلال تسع سنوات من الحرب ضد كم .
إن الرسالة التي نرید إبلاغها لكم بهذا البیان هي: أخرجوا جمیع قواتكم من هذا البلد في أقرب فرصة ممكنة دون أي قید أو شرط، لأن خروجكم هو وحده یؤمن مصلحتكم ومصلحة شعبكم وهو أفضل طریق لإحلال الأمن و السلام في المنطقة .
إن حربكم و حرب حلفائكم خلال السنوات التسعة الماضیة أثبتت للعالم أن منطق القوة قد فقد تأثیره ضد الشعب الأفغاني ، و أن خططكم التي وضعتموها لتسخیر هذا العشب أصبح تطبیقها من المحال ، و إن كنتم لا زلتم تصرّون علی جعل هذا المحال ممكنا فإنكم ستدفعون قیمة هذا الإصرار من حكمكم و إمبراطوريتكم الواسعة .
أیها الشعب الأمریكی المخدوع ! اعلموا أن حكامكم یكذبونكم بشكل مستمرّ من الیوم الأول من حربهم في أفغانستان حتی الیوم. إنهم ضیّعوا الملیارات من دولارات ضرائبكم وقوتكم البشرية في أفغانستان فیما لا ینفعكم شیئاً، و لا زالوا یضیّعونها، و ستواجهون مزیداً من الأزمات الاقتصادیة ، فیجب علیكم أن تُلجئوا حكامكم من خلال الضغوط البرلمانیة وغیرها أن یتوقفوا من دفع شعبكم إلی هاویة الهلاك علی المستوی العالمي ، و أن یستنكفوا عن سیاسة الهمجیة وإعمال القوّة، و إلاّ سیواجه الشعب الأمریكي الخزي والذلّ قبل غیره .
وفي الأخیر أقدّم التعزیة لجمیع متضرري السیول و الفیضانات و الآفات الطبیعیة في أفغانستان و باكستان و أماكن آخری من العالم الإسلامي، و أدعو الله تعالی أن یخفف عنا جمیع مصائب هذا الابتلاء العظیم ، وأن یرزق المتضررین الصبر والسلوان و قوة التحمّل، و أوجّه الدعوة إلی الموسرین و أهل الخیر أن یمدّوا ید العون إلی المتضررین و أسر الشهداء في سبیل الله تعالی ، و عائلات الأسری، و الأیتام . و آن یواسوا بالرحمة والشفقة أولاد هذه الأسر المنكوبة مثل أولادهم أنفسهم .
و في الختام أهنّئ جمیع المسلمین مرّة أخری بحلول عید الفطر المبارك ، و أسأل الله تعالی أن یرزقهم التوفیق و الثبات في الجهاد ضد الأمریكان المعتدین ، و أن یتقبل منهم تضحیاتهم في سبیله . و أرجو المولی عزّ وجلّ أن یمنّ علی أمة الإسلام بتحریر جمیع البلاد المحتلة و إقامة حكم الإسلام فیها، و أن یتقبّل من المجاهدین تضحیّاتهم و دمائهم الزكیة .
والسلام علیكم ورحمة الله و بركاته .
خادم الإسلام أمیر المؤمنین الملاّ محمد عمر ( المجاهد )
8/9/2010 – 29/9/1431
مواقع إمارة أفغانستان الإسلامية التي تعمل الآن على شبكة الإنترنت
صفحة (صوت الجهاد)
www.alemarah-iea.com
موقع (مجلة الصمود)
www.alsomod-iea.com
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة11)
أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (البقرة12)
معلومات: الناطق الرسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية
قاري محمد يوسف (احمدي)
للمناطق الجنوب الغربية والشمال الغربية في البلاد
ذبيح الله (مجاهد)
للمناطق الجنوب الشرقية والشمال الشرقية في البلاد
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
اللجنة الإعلامية لإمارة أفغانستان الإسلامية
------------------------------------------------------
المصدر / صفحة (صوت الجهاد) في 8/9/2010
موقع رسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية