وداعا للشيخ أحمد ياسين ..
وداعاً للشيخ احمد ياسين
الكاتبة : سعاد جبر
بسطت الصباحات النورانية اشراقاتها في كبد السماء ،
واطلت في وضاءة فضاءاتها البهية
على بيت صغير في بقعة مباركة حمراء ،
تتدفق حمرتها اللامعة في بحر زاخر من سرمدية العطاء وبذل الأرواح ،
فتراءى لي بساط أرواح ساكنيها في الق دمعة عطرت سماءات الكلمة ،
وعنفوان الإصرار ،
فكشفت هناك قمرية الحكاية حجاب عزها من خلف بيارق زمان منكسر مترع بالتضحيات ،
تشدو لي بالحان هداهد سليمان البعيدة ،
وتعزف بحراك أغصان سندسية منكسرة حكايا الخالدين في رفعة ذكر الأخيار ،
تتلألأ في عيني في طاقات نورانية عبيرية النكهة في الإصرار،
وقد سكن الجسد وتأججت طاقات الفكر في بث لغة الوجود رغم قهر سكون الجسد ،
وغيبوبته عن الحراك ،
وتقترب الدمعة مني اكثر ،
فأغدو في بصيرة يمامة الحي الحرة ،
فأقترب منها اكثر
فتحتضن أوراقي الدامعة اكثر
فتقطر من ثناياها في حلة طهر أعذب
فأسكن في قلبها في مساحات اكبر
وانبض الما في أحشائها ، حبا ..
فأولد في قلبها وانبض بثورة ثائر ،
تفجر أرضاً ،
فتهز الكون في كفة واحدة
وتعلن نداءات الأحرار الصادحة في السماء الحرة ،
فتتراءى لي الأرض من بريق عينيها سواعد حمراء تقطر عزا
وتحمل على بساط سماءها جسد ماسي ،
تسكنه روح ملائكية الإخبات في الق سجدات طاهرة ،
وأسطورة الشموخ في حكايا الأحرار
وفطنة الفكر في وعي الأفهام
تتفتق أوراقها الوردية بين يدي في لغة التذكار
فأذكر شمس العقول في رسم حقيقة الحقائق
ولسان البيان في بلاغة الإفصاح
وجرأة الفؤاد في تحدي همجية البغاة
فأدنو قليلا لأتقيأ في ظلال لغة تحنانها الزنبقية
فأؤؤل ثمرة في شجرة الإصرار
وأولد "احمد ياسين" ما تعاقب الليل والنهار ،
في مهجة براءة الأطفال
وأرحام عزة الأمجاد
وسماءات الحرية الحمراء
في دنيا الشهداء
فياهداهد الحب اقبلي
وياقمرية الحي انشدي
ها هي ورود بهية تتألق شموخا في دنيا الأحرار
وهاهي قارورة الأجداد الملائكية واقفة على عتبات نافذة الزمان ؛
تداعبها أشرعة البيوت العتيقة ؛
تبث روحها السرمدية العابقة،
في درر ندية متناثرة حبا على جسد الشهداء ،
فتعانق غيمات الميلاد ،
في لغة المقاومة الحرة الأبية ،
فتعطرنا برذاذ ثلجي من حكايا الشهداء ،
وأسطورة خالدة تحكي أبجديات شيخ أغر في الجهاد ،
فأحلق في سماءات أجوائها ،
وأعانقها في جسد الفؤاد وأطير بعيدا في أثير مسكها السرمدي ،
فأتنفس الصعداء ،
وأبث فتات جسدي المتناثر عطرأ للأرض ،
ومداداً في لغة الميلاد وأرقى في بساط علوي يتعالى شموخا في عنان السماء ،
فأولد من جديد ،
من رحم قارورة الأجداد في الكفاح ،
وأغدو في صمود ألف متعالية في كبرياء المبدأ
تسكن درة حامدة لله تعالى على شدة البلاء
وتبث ابتهالاتها في دارة العزم والجهاد
وتتلو من حناجر هداهد سلميان " يس " ليل نهار
فتعانقها قمرية الحي في ترداد شدوها على الأغصان
ما اشرق ليل الرهبان
وتفتحت أزاهير فرسان النهار ،
في لغة تذكار " احمد ياسين " ،
عزما وشهادة على ارض الأحرار .
الكاتب: الأديبة سعاد جبر
التاريخ: 01/01/2007