لماذا كان آدم آخر مخلوقات الله تعالى ؟ هكذا أجاب الإمام ابن القيم رحمه الله

 

سئل العلامة ابن القيم هذا السؤال :
 
 
لماذا كان آدم آخر مخلوقات الله سبحانه وتعالى ؟؟
فأجاب رحمه الله :
 
 
كان أول المخلوقات القلم ليكتب المقادير قبل كونها .
وجُعل آدم آخر المخلوقات ، وفي ذلك حكم :
 
أحدها : تمهيد الدار قبل الساكن .
 
 
الثانية : أنه الغاية التي خُلق لأجلها ما سواه من السماوات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر .
 
 
الثالثة : أن أحذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه .
 
 
الرابعة : أن النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائماً ، ولهذا قال موسى للسحرة أولاً : (( ألقوا ما أنتم ملقون)) فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده.
 
 
الخامسة : أن الله سبحانه أخّر أفضل الكتب والأنبياء والأمم إلى آخر الزمان ، وجعل الآخرة خيراً من الأولى ،
والنهايات أكمل من البدايات ، فكم بين قول الملك للرسول : اقرأ ، فيقول : ما أنا بقارئ ،
وبين قوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم))
 
 
السادسة : أنه سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم ، فهو العالم الصغير ، وفيه ما في العالم الكبير .
 
 
السابعة : أنه خلاصة الوجود وثمرته ، فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات .
 
 
الثامنة : أن من كرامته على خالقه : أنه هيّأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته ،
فما رفع رأسه إلا وذلك كله حاضر عتيد .
 
 
التاسعة : أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات ، فقدمها عليه في الخلق ،
ولهذا قالت الملائكة : ليخلق ربنا ما يشاء ، فلن يخلق خلقاً أكرم عليه منا ،
فلما خلق آدم وأمره بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة ،
فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ، ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة ،
فلما تاب إلى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة أن لله في خلقه سراً لا يعلمه سواه .
 
 
العاشرة : أنه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الإنسان ،
فإن القلم آلة العلم ، والإنسان هو العالم ،
ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خصَّ به دونهم.
 
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم

الكاتب: أختاره ابو المعالي الكويتي
التاريخ: 12/09/2007