الأخطاء المنهجية عند الطائفة الغبية !

 

              بسم الله الرحمن الرحيم 
        الأخطاء المنهجية عند الطائفة الغبية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد : 
فإني أذوب خجلا وأنا أكتب في بيان منهج طائفة غبية تائهة وسط هذه الثورات والأحداث العظام في واقع الأمة .. لكن مما دفعني لذلك هو رفض هذه الطائفة الضالة للثورات المباركة واقتناص الفرص للمز الشعوب الثائرة وتغليطها فيما شرعت فيه ،
  وفي مقابل هذه المعاكسة الغبية لمسيرة التاريخ وسنن الله في خلقه وتدبيره والمشاكسة المريبة ضد نهضة الأمة نرى تعاطفها المخزي المثير للشكوك مع رؤساء النظم الفاجرة !!!
فأقول - مستعينا بالله تعالى-  : إن مما ظهر لي من الأخطاء المنهجية لهذه الطائفة الغبية ما يلي :
الخطأ الأول : الغيبوبة السياسية فهؤلاء يعانون حالة فقدان للوعي فيما يتعلق بأحوال الأمة والأحداث الذي تعصف بها .. ولا أدل على ذلك من فتوى أحدهم بأن التعاطف مع حركة حماس - إبان القصف اليهودي عليها- يُعَد خدمةً للمشروع الإيراني حيث أن حركة حماس - في فهمه - ليست سوى ذراعا فلسطينيا للدولة الإيرانية نظير الذراع اللبناني " حزب الله "!! أين العقل ؟! 
الخطأ الثاني : تكييف المستجدات السياسية بحملها على مطابقة المصطلحات الفقهية الشائعة في التراث الإسلامي دون مراعاة المسافة الفاصلة بين مدلول المصطلح الفقهي  
وحقيقة الواقع السياسي .. ومن أمثلة ذلك ما كتبه أحدهم من اعتبار الجيوش الصليبية المنتشرة في بلاد الإسلام شرقا وغربا "مستأمنين " في بلاد المسلمين .. وهذا التائه لم يطلع على العقود المبرمة بين الدول المتعاونة مع الجيوش الصليبية وبين الدول التي تتبعها تلك الجيوش ولا يعرف من بنود تلك الاتفاقيات شيء ولا يعي شروط تلك التحالفات ولا يفقه المصطلحات السياسية التي يُعبّر بها عن تلك التحالفات ولا يدرك مدلولاتها السياسية والعسكرية ولا ينظر حتى في منطلقاتها ولا في واقعها ولا في آثارها ولا في ما يتصل بها من علاقات وصفقات سياسية واقتصادية .. هكذا يحكم هذا المعتوه ببادئ النظر أن هؤلاء "مستأمنون " بحسب المصطلح الفقهي المعهود ثم يرتب على ذلك حرمة غيبة الجندي الصليبي المدجج بالسلاح !!!  
الخطأ الثالث : عدم الاعتداد بالتغير الطارئ على جوهر الدولة في ظل النظم العلمانية ولا ملاحظة الفوارق الجوهرية بين هذه الدولة بمصدر تشريعها وسلوك مؤسساتها المختلفة وبين الدولة الإسلامية بمصدرها ونظام الحكم فيها فتصرّ الطائفة الغبية على أن الدولة العلمانية في الصميم هي ذاتها دولة الخلافة وأن الحاكم بالدستور المضاد للشريعة هو عينه الخليفة للمسلمين !!! فأي غباء فوق هذا الغباء؟!
الخطأ الرابع : تجزئة التدين بحيث يُقبل من النُظم الحاكمة الالتزام ببعض الدين ورد البعض الآخر لأغراض سياسية وتكسبات دولية وغير ذلك ثم تُعتبر تلك النظم - رغم ذلك - نظما إسلامية ويُعتبر حكامها مسلمين "جدا" ثم يُسمح بفتح النقاش ( السري ) بين أعيان الطائفة الغبية حول درجة صلاح الحاكم وينتهي النقاش يتوصية مجملة بتحبيذ توجيه نصيحة وعظية لفخامته !!
ولا يدرك هؤلاء المخبولون أن عدم الالتزام ببعض الشريعة شيء وعدم الامتثال في بعضها مع الالتزام المبدئي شيء آخر .. ولذا يصرّ الأغبياء على أن رد معظم الشريعة من جنس الفسق والظلم !!! وأن العصابات التي تسلطت على بلاد المسلمين واستباحت كل محرم فيها ليسوا سوى حكام ظلمة بعض الشيء !! فلنصبر عليهم !  
الخطأ الخامس : من غباء هذه الطائفة المضحك لدرجة البكاء أنهم تولوا مهمة (الترقيع) للحاكم .. فالحاكم يفعل ابتداءً ما يراه مناسبا لشخصه أو للدولة وفق المنهج البراغماتي المحض ثم بعد اتخاذ القرار والشروع في التنفيذ يظهر هؤلاء علينا بالأعذار البالية والمخارج الفقهية الشاذة .. أين الحياء؟! 
الخطأ السادس : من غباء هذه الطائفة أنها بعدما اعتبرت النظم العلمانية ولايات شرعية ألزمت نفسها بالتوافق مع مقتضيات هذه النظم ، ودخل في مكونات الفكر الفقهي عندها إذن النظام الحاكم  والسماح القانوني بهذا التصرف أو ذاك ، وقدمت هذا التوافق مع النظام والتطابق مع قوانينه على أنه دين فآل الأمر أن صارت النظم الوضعية هي الدين والدين هو ما تتطلبه النظم الوضعية !!!
ومنشأ هذا الخلط الكارثي أنهم جعلوا النظام العلماني بمقاصده المباينة لمقاصد المرسلين بمثابة الخلافة الإسلامية الذي يُفترض فيها رعاية مصالح المسلمين وتحقيق مقاصد الدين ، فصارت القوانين العلمانية المنبثقة عن فكرٍ بشري المحققة لمصالح نفعية وطنية خاصة هي عين المطالب الشرعية الصادرة عن قاعدة الوحي الخادمة لمقاصده السامية العامة .. وصار التدين هو التقيد بقوانين النظم العلمانية !!! رحماك يا رب . 
الخطأ السابع : نتج عن سوء تكييف المستجدات السياسية والخطأ في قراءة الواقع أن عومل الدعاة الرافضون للنظم العلمانية معاملة الخوارج واعتبروا كلاب النار واستُحل قتلهم واستبيحت أعراضهم وصار كل تعبير عن مخالفة خاصة أو عامة للنظام مظهرا من مظاهر الخروج ومعلما من معالم ضلال المعتقد وفساد الديانة !!! 
ومؤخرا تحسّر أحد معاتيه هذه النحلة الخربة على مقتل ابن لادن بأيدي الكفار وتمنى لو كان قتله بأيدي المسلمين لتُحسب فضيلة قتل هذا الخارجي لصالح المسلمين الأطهار لا لصالح الكفار الفجّار !!! 
وقد امتد ضلال هذه الطائفة ليصل إلى كل ساحة جهاد في العالم وكل نشاط إصلاحي في الدنيا فليس في الدنيا - في زعمهم - إصلاح حقيقي إلا ماهم عليه وليس في الدنيا مصلح صادق إلا مشايخهم هم .. ومن سواهم إما أن يكون خارجيا أو أن يكون متعاطفا مع خارجي أو ساكتا عليه مقرا له .. وبعقدة الخروج التي أتت على أخضر عقائدهم ويابسها تمنى أحد مجانينهم أن ينصر الله الأمريكان على طالبان الخارجية الآثمة !!! وتمنى آخرون هزيمة حماس الخارجية .. واليوم يموتون غيظا من ثورات المسلمين ويلمزونهم بالخروج .. 
وهؤلاء الأغبياء بعد كل هذا العبث المركب من ضلال الاعتقاد وضحالة الفقه وانعدام الوعي وجفاف العاطفة الإيمانية تجاه جراحات المسلمين يسمون أنفسهم "سلفيين" .. ألا سحقا لكم ما أضلكم عن منهج السلف وما أجهلكم فيه !! وأشهد بالله أن منهج السلف النقي برئ كل البراءة من لوثاتكم العقلية وعقدكم النفسية وهلوساتكم التي تنسبونها للعلم والدين زورا وكذبا .  
 هذا بعض ما ظهر لي ارتجالا في هذه الساعة المباركة من صبيحة يوم الجمعة .. والله الموفق ومنه الإعانة وعليه التكلان .  
 


الكاتب: حسين الخالدي
التاريخ: 01/07/2011