عناصر خطة التضليل في عملية اغتيال الحريري: الجزء الخامس من مقال: ماهو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري؟ |
|
عناصر خطة التضليل في عملية اغتيال الحريري: الجزء الخامس من مقال: ماهو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري؟
عبد الله الفقير
لا نعرف لحد الان ما هي تلك الصفقة "السرية" التي تم بموجبها اطلاق سراح انيس النقاش من السجون الفرنسية وهو الذي كان متهما بقتل شرطي وامراة فرنسية وحكم بالمؤبد بسببهما (بالاضافة طبعا الى التهمة الاصلية وهي محاولة اغتيال شهبوري)؟,
فبينما يقول البعض انه افرج عنه بعفو رئاسي,فان البعض الاخر اشار الى ان الافراج عنه تم بعد ان تحرك الراي العام "الايراني" للمطالبة باطلاق سراحه!!
(يقول المحامي الفرنسي جاك فرجيس ((ورفيقي أنيس النقاش وهو كذلك حكم عليه بالسجن مدى الحياة، اعتبر مجرم حرب لكنه الآن حر لأن الرأي العام الإيراني تحرك من أجله.))!!).
ثم ان انيس النقاش نفسه يعترف في احد البرامج مع غسان بن جدو حول "جورج عبد الله" المسجون في فرنسا بتهمة الارهاب ومعاداة السامية والذي عاشره انيس النقاش لمدة سنة في السجن ,يعترف انيس بان جورج عبد الله رغم انقضاء مدة محكوميته فان السلطات الفرنسية ترفض اطلاق سراحه بحجة انه لم يغير قناعاته بخصوص معاداته للصهيونية ,فيقول:
((الحكم بتمديد بقاء جورج في السجن يصدر عن القضاء الفرنسي الإداري الذي يقول إنه لم يغير قناعاته ضد الإمبريالية والصهيونية يجب أن يبقى في السجن)),المحامي الفرنسي "جاك فرجيس" يقول ((في فرنسا السجن المؤبد كما في حالته هو 15 سنة يحق له بعد 15 سنة المطالبة بالإفراج المشروط، الإفراج المشروط تم رفضه، وبأي حجة؟ فوزارة الخارجية الأميركية تجرأت في مذكرة خطية القول إن حكومة الولايات المتحدة الأميركية ترفض بحزم أي إمكانية للافراج المشروط عن جورج إبراهيم عبد الله، أميركا تعاطت وكأنها دولة انتداب لفرنسا)),بمعنى ان امريكا هي من رفضت اطلاق سراح "جورج عبد الله" بالافراج المشروط !!.
والسؤال الان:
لماذا اعترضت امريكا على اطلاق سراح "جورج عبد الله" بينما وافقت على اطلاق سراح "انيس النقاش" مع ان انيس النقاش كان اشد خطرا من الاول ؟؟,
هل لان انيس النقاش لم يكن ليشكل خطرا على المصالح الامريكية والاسرائيلية ام لانه عميل لها؟؟,
واذا كان الافراج المشروط يقتضي على السجين ان يغير قناعاته تجاه الصهيونية والامبريالية,فهل يدل هذا على ان انيس النقاش قد غير قناعاته من الامبريالية والصهيونية مما دفع الحكومة الفرنسية والامريكية بتعجيل اطلاق سراحه حتى قبل ان يقضي كامل المدة؟؟, ام ان اطلاق سراحه تم بصفقة بين ايران وامريكا ومن بينهما فرنسا؟؟.
من هذه المقدمة البسيطة نستطيع ان نعرف عددا امور ,
الاول هو اهمية انيس النقاش بالنسبة لايران ولمشروعها في المنطقة بحيث سخرت له كل دعاياتها الاعلامية والراي العام الايراني لاطلاق سراحه ,وقد ذكرنا كيف ان انيس النقاش كان هو صاحب فكرة تشكيل الحرس الثوري الايراني.
وثانيا ان نعرف بان انيس النقاش ليس بذلك الشخص العصامي الذي يفضل الموت او السجن على ان يغير مبادئه او ثوابته كما يفعل عادة اصحاب المباديء الراسخة وذوي الشخصيات الصلبة او على الاقل كما فعل زميله "جورج عبد الله"!,
و هذه نقطة مهمة جدا سنعرف اهميتها عندما نعرف كيف غير انيس النقاش تصريحاته لاحقا بخصوص اغتيال الحريري,وانا على يقين بان القضاء الفرنسي يحتفظ اليوم بوثيقة وقع عليها انيس النقاش تحتوي قبوله بالصهيونية والامبريالية وان معاداتهه لهما كان "خطاءا".
اما الميزة الثالثة التي نثبتها له بجدارة هذا اليوم فهو انه يمتاز بنظرة عوراء تنفي عنه أي مستوى من الحياد او الرصانة العلمية التي يجب ان يمتاز بها أي محلل يمكن ان يصف نفسه بالموضوعي ,
فمثلا في حلقة مع غسان بن جدو حول تداعيات تفجيرات بلوشستان التي تبنتها حركة جند الله السنية,وبعد ان استمات في الدفاع عن ايران منتقدا تلك التفجيرات ناسيا بانها ردة فعل لاناس مضطهدين تحت حكم عنصري, وفي ضوء الحديث عن العراق وكيف دخلت القوات الامريكية المحتلة اليه يقول:
((لم يدخل أي جندي أميركي من إيران أو لم تتعامل إيران مع هذا الاحتلال, بل دائما أدانت هذا الاحتلال وحرضت الشعب العراقي ضد هذا الاحتلال، هناك دولة مذبوحة يوميا في أفغانستان وحرب مفتوحة في أفغانستان دخلت بمساعدات عربية وبتأييد عربي)).
وهذه الفكرة لا يرددها انيس النقاش وحده,
بل يرددها جميع عملاء ايران قاطبة,ولا اعرف ان كانت ايران "حرضت الشعب العراقي ضد هذا الاحتلال" فعلا فهل كانت تحرض عبد العزيز الحكيم والجعفري وبحر العلوم واحمد الجلبي "ضد الاحتلال "ايضا؟؟,
واذا كان احمد الجلبي يعترف بان قواته "العميلة" عبرت الى الاراضي العراقية عن طريق ايران وان ((السلطات الإيرانية أقامت لنا وداعاً رسمياً، دخلت من إيران واجتمعنا مع القيادات المعارضة التي كانت موجودة هناك)),ويقول انه اجتمع هنالك في ايران قبيل الاحتلال بكل من ((وزير الخارجية في ذلك الحين كمال خرازي، ومع العميد قاسم سليماني مسؤول «قرار غاه القدس» )), ويقول ايضا انه ((اجتمعنا مع العميد محمد جعفري، الذي كان في مجلس الأمن القومي الإيراني ومع الشيخ هاشمي رفسنجاني. واجتمعنا أيضاً مع العميد سيف الله الذي كان مسؤول قرار «غاه نصر»، يعني قيادة نصر التي كانت تدير علاقات الجمهورية الإسلامية مع المعارضة العراقية)),
فهل يجد انيس النقاش فرقا بين ان تدخل القوات الامريكية من السعودية والاردن,وبين ان تدخل جيوش عملاء امريكا من ايران وسوريا؟؟؟,هل يمكن ان يجد فرقا بين "ابرهة الحبشي" وبين "ابو رغال"؟؟, ثم هل كان نظام صدام "عميلا" للامريكان والصهاينة حتى تحرض ايران على اسقاطه ؟؟,الم يكن نظام صدام داعما للمقاومة الفلسطينية بل وحتى اللبنانية؟؟, فلم اذا جندت ايران عملائها لاسقاطه ولمساعدة الاحتلال الامريكي وهي التي تدعي انها ضد الشيطان الاكبر وضد مشاريعه في المنطقة ؟؟,
للنفرض انها لم تكن لها السيطرة المطلقة على الحكيم والجعفري والجلبي,
لكن كيف يفسرون لنا تواجد جيوش هؤلاء العملاء على اراضيهم وتوديعهم توديع "الابطال" كما وصف الجلبي؟؟,
هل يجهل الخبير الستراتيجي "انيس النقاش" دور احمد الجلبي في التحريض على احتلال العراق؟؟؟,
وهل كان من قتل على يد عملاء ايران كفيلق بدر جيش المهدي اقل ممن قتل على يد الامريكان؟؟, وهل الحرس الوطني والشرطة التي كانت تحارب المجاهدين في العراق وتدافع عن الامريكان,هل من شكل هؤلاء هم السعودية والاردن ام عملاء ايران كالمالكي والحكيم ؟؟.
المجرم يحوم حول "العربية"!!:
في (14\3\2009),أي بعد خمس سنوات من اغتيال الحريري,
وفي حلقة اخرى من برنامج "حوار مفتوح" الذي يقدمه غسان بن جدو, عاد انيس النقاش ليستعيد امجاد تفجير مقر قناة العربية في بغداد دون سابق انذار !!,
فرغم ان عنوان الحلقة كان يناقش " المصالحة العربية والانفتاح الأميركي على سوريا",الا ان اول ما تكلم به انيس النقاش هو قوله :
((الذي جرى هو كما تفضلت انتكاسة لمشروع أميركي سابق بدأ بالحرب على العراق وعندما فشل في العراق حاولوا أن يصلحوه بمعارك جانبية لعلها تسنده كما حصل في حرب تموز في لبنان، وحاول البعض كما سهل الحرب على العراق بإعطاء أراضيه ومطاراته للقوات الأميركية في الهجوم على العراق أن يستعين بإعلامه ويستعين بحلفائه في المنطقة ومن يدور في فلكه لمساعدة المشروع الأميركي. ألفت النظر أن انفجار المبنى الإعلامي السعودي مثلا في بغداد كان ردا من المقاومة العراقية على هذا الدور السعودي، الصراع الذي جرى في لبنان بين قوى سياسية مختلفة كان نتيجة هذا الصراع أن قوى عربية تريد أن تدعم المشروع الأميركي وقوى أخرى تريد أن تناهض هذا المشروع وتصارعه فكانت نكسة أيضا في لبنان.)).
غريب فعلا انه بعد خمس سنوات من الحادثة وما زال انيس النقاش يستشهد بها وكانها العملية الوحيدة التي استهدفت وسائل الاعلام في العراق؟؟؟,
والغريب انه ما زال يصر على انها كانت موجهة ضد الدور السعودي في المنطقة وكان السعودية هي من يحتل العراق وليس امريكا او ايران!!,
استحضار انيس النقاش لاستهداف مقر قناة العربية ,وذكره له في كل شاردة وواردة ,لا يدع لنا مجالا للشك في ان له ضلعا فيه,فـ"المجرم يحوم دائما حول مكان الجريمة",وسايكولوجيا فان الانسان الذي يقوم بعمل يعتقد بانه "بطولي",يحاول دائما ان يتكلم عن ذلك العمل او يلمح له مهما حاول ان يكتم سره او يخفي مسؤوليته فيه !!.
لكن تقرير سامنثا شابيرو لم يكن دقيقا!!!:
في التقرير الذي كتبته "سامنثا شابيرو" ونشرته "نيويورك تايمز" والذي استشهد به انيس النقاش على ان "الجهاديين" سوف يستهدفون الحريري,تقول الكاتبة بان الامريكان صنفوا قناة العربية على انها قناة "معادية", حيث ((في مؤتمر صحافي عقد في ذلك الشهر وصف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد «العربية» بأنها معادية معاداة عنيفة للتحالف.
وقال في حديث مستقل «كثير من الأشياء غير الحقيقية يذيعها صحافيون غير مسؤولين وقنوات تلفزيونية غير مسؤولة ولاسيما الجزيرة والعربية وهذه الأشياء تجعل العراقيين يكونون صورة غير متوازنة لما يحدث في بلادهم»)).وكذلك كان موقف مجلس الحكم "العميل" الذي شكله الاحتلال,فقد ((أوقف المجلس الحاكم في سبتمبر 2003 تغطية «العربية» لنشاطات الحكومة الرسمية لمدة أسبوعين، وقال إن القناة تؤيد هجمات المقاومة)).
لكن بعد ذلك,
وبعد ان عين "عبد الرحمن الراشد" مديرا لقناة العربية بعد استقالته من صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ,تغيرت اهداف القناة 180 درجة, واصبح جليا انها تتجه صوب الارتماء الكامل في حضن الترويج للمشروع الامريكي وعملاءه في المنطقة,
تقول كاتبة التقرير:
((وبتوجيهات من الراشد، صار مراسلو «العربية» ومذيعوها يصفون الآن القوات الأمريكية في العراق بـ «القوات متعددة الجنسية»، وليس «قوات احتلال». وأمر منتج «السلطة الرابعة»، وهو برنامج يعرض اهتمامات الإعلام الغربي، بالتوقف عن ذكر «The Guardian » و«The Independent»، وهما صحيفتان بريطانيتان ذات ميول يسارية اعتاد البرنامج على التركيز عليهما في مواده. أخبرتني إحدى مقدمات البرامج في «العربية» بأنها أمرت بأن تقاطع الضيوف الذين يخرجون عن الموضوع ويطلقون كلاما معاديا لأمريكا، فيما قال مقدمون آخرون تحدثت إليهم انهم كانوا «يتلقون تشجيعا من أجل طرح أسئلة أكثر صعوبة في مقابلاتهم».)).
وكلنا نتذكر ذلك الانقلاب المفاجيء للعربية والذي نقلها من ضفة الى ضفة اخرى!!!.
الغريب ورغم ان قناة العربية قد نشرت ترجمة هذا التقرير نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية التي ترجمته للعربية, ورغم ان العربية كتبت في مقدمة عرضها لهذا التقرير تشيد بموضوعية المجلة التي نشرته حيث قالت : ((في بادرة غير عادية، نشرت مجلة "نيويورك تايمز" الشهيرة بتحقيقاتها الرصينة والعميقة (والتي تصدر مع الجريدة المعروفة) موضوعا صحفيا مطولا عن قناة العربية)),ورغم انها عادت لتقول ((ورغم أن مدراء العربية قد يتحفظون على بعض عناصر تلك الرؤية، إلا أن التحليل يبقى قيما في فهم أبعاد متعددة في الإعلام الإخباري العربي.)).
الا ان التقرير بقي بعيدا عن الدقة في اهم نقطة الا وهي عندما تعرض لحادثة تفجير مقر القناة في بغداد والذي هو محل اهتمامنا.
فهي تنقل عن التفجير القول:
((ولقي، إلى ذلك، عدد من مستخدمي «العربية» في العراق حتفهم على يد المقاتلين الأجانب. ففي أكتوبر الأخير فجر أحد الانتحاريين سيارة مفخخة بالقرب من مقر مكتب القناة في ضاحية المنصور في بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح ما يزيد على عشرة إلى جانب تدمير مكتب المحطة في بغداد.)).
وهذا خطا جسيم ما كان يجب ان يبدر من مراسلة جريدة توصف بانها "دقيقة" او "رصينة"!!,
فقد بينا في الاجزاء السابقة وباعتراف الامريكان بان التفجير لم يكن "انتحاريا"!, كما عرضنا بيان الجماعة التي تبنت العملية وكان جليا اعترافها بان العملية لم تكن "استشهادية",وان السيارة كانت مركونة في المراب!. واما ادعاءها بان الهجوم نفذ من قبل "مقاتلين اجانب" في اشارة الى المجاهدين العرب, فرغم انها كانت تلمح الى انهم من القاعدة ,الا اننا بينا في الاجزاء السبقة بان العملية من تنفيذ جماعات شيعية قد تكون غير عراقية,وتحديدا لبنانية.
ثم ان تقرير المراسلة يقول بان عبد الرحمن الراشد كشف بان:
(( مجموعة تطلق على نفسها اسم «المؤتمر العربي لحزب البعث» بدأت تصدر بيانات على شبكة الإنترنت تهدد فيها نجوى بالاسم.وقد اتهم أحد هذه التقارير الذي صدر يوم 13 نوفمبر نجوى قاسم بأنها الشخصية الرئيسية في في التنظيم المسؤول عن «نشر وبث الأكاذيب ضد المقاومة» معتبرا إياها «المحرك الرئيس لمثل هذه السياسة في الوقت الحاضر». وبعدما اطلع الراشد على هذا التقرير وكذا على تهديدات أخرى نقض تعليماته السابقة لقاسم. وطلب منها من دون أن يقدم لها تبريرا التوجه إلى بيروت وإلا سوف تطرد من العمل. وانتظر حتى وصلت إلى بيروت ليخبرها بأن حياتها كانت في خطر.)).
ورغم اني بحثت عن تنظيم بهذا الاسم فلم اجد, ورغم اني لمحت في الاجزاء السابقة بان نبرة بيان التهديد الذي وصل الى مقر العربية كان يحمل لكنة شيعية وبعض المفردات "البعثية" كاستخدام اسم "القيادة العليا",الا ان تصريح عبد الرحمن الراشد بان هنالك بيانات تهديد صريحة تحمل اسم حزب البعث,سوف يجعلنا نتسائل اذا كان البعثيون مسؤولون عن ذلك التفجير فلم اخفوا هويتهم في بيانات التبني وبيان التهديد؟؟,واذا كانوا يريدون التخفي فلم اذا عنونوا تهديدهم لنجوى قاسم بانه صادر عن حزب البعث؟؟؟.
اعتقد ان القصة اصبحت اكثر وضوحا الان ,
فتخبط تلك الجهات الشيعية بين ان تلقي بتبعة تفجير مقر العربية مرة على القاعدة ومرة على حزب البعث,ثم تغيير اسمها في كل بيان ,فتارة تسمي نفسها "سرايا الشهداء",وتارة باسم "جند الاسلام الجهادية", ثم هنا يظهرون باسم "المؤتمر العربي لحزب البعث" ليظهر بما لا يقبل الشك بانهم كانوا يحاولون ابعاد الشبهة عن التنظيم الشيعي المسؤولة عن ذلك التفجير اكثر من رغبتهم في تحديد الجهة التي سيلقون باللوم عليها ,ولهذا كانوا يتنقلون كل مرة من قناع الى قناع!!!,و نحن لا ننفي احتمالية ان يقوم حزب البعث بمثل هذه العملية خصوصا وان العملية لم تكن "استشهادية" بما يفتح الباب لكثير من الاحتمالات ,
لكن نعود لنسال نفس السؤال السابق : اذا كان حزب البعث وراء التفجير فلم اخفى هويته في بيان التبني؟؟.واذا لم يكن لحزب البعث دور في التفجير فلم ارسل يهدد ببيان يحمل اسمه الصريح؟؟.ثم وهو الاهم ايهما كان اكثر الحاحا في الاستهداف من قبل حزب البعث في ذلك الوقت (ان كان له وجود اصلا في تلك الفترة),قناة العربية ام قناة العالم الايرانية؟؟(علما ان قناة العربية كانت اول من يبث رسائل صدام حسين بعد الاحتلال,ولاجل لذلك قام جلال الطلباني باغلاق مكتب القناة لبعض الوقت!).
هل كانت ايران بحاجة الى تفجير العربية؟؟!:
لكن اذا نفينا مسؤولية القاعدة وحزب البعث عن استهداف مقر العربية في ذلك الوقت,واذا وافق الجميع على ان من استهدف القناة كانت جهة شيعية,هنا قد يسال البعض:الم يكن بمقدور عملاء ايران في الحكم كالحكيم والجعفري والمالكي قادرون على اغلاق مكتب قناة العربية وطرد مراسليها من العراق كما فعلوا مع قناة الجزيرة بدلا من تفجيرها؟؟.
ونحن نقول نعم كان بامكانهم اغلاق مكتبها في بغداد,وقد فعلوا ذلك فعلا, فقد فعلها الطلباني عندما كان رئيسا لمجس الحكم, وكذلك فعلها نوري المالكي عندما اغلق مكتب القناة سنة 2006 بحجة التحريض على الطائفية!!!,بل لقد كان بامكان اتباع ايران ليس تفجير مقرها فقط وانما اختطاف مدير المكتب والعاملين فيه من المراسلين الى المصورين الى السواق والفراشين, وقد تعرض فعلا مدير المكتب "جواد الحطاب" الى عملية اغتيال,وكذلك تعرض "جواد كاظم" احد اشهر مراسلي القناة,
وقد كتبت قبل سنوات ما يلي :
((ان قناة العربية تعتبر القناة العربية الاولى الداعمة للحكومة الشيعية وللشيعة عموما في العراق,فاغلب الدعايات واللقاءات والاخبار تصاغ لدعم الحكومة والشيعة في العراق,وان قناة العربية هي القناة الاولى المحرضة على الارهاب(الوهابية اعداء الشيعة ),اي انه لم توجد اي عداوة بين الحكومة الشيعية وميليشياتها وبين قناة العربية,بل ربما كانت الحكومة الشيعية اشد الناس حرصا على سلامتها وتوفير اجواء عملها المناسبة من خلال تسهيل عمليات التصوير واجراء اللقاءات مع عناصر حساسة طالت حتى عبد العزيز الحكيم نفسه.اذا اما هذه الحقيقة نتسائل: منذا الذي حاول اغتيال مدير قناة العربية واسكات صوتها ؟,تلك المحاولة التي ذكرنا في مقال سابق انها كانت مجرد انذار وتهديد و"جرة اذن" وليست محاولة للتخلص من"جواد الحطاب" فعلا.واذا ما تذكرنا الخلاف الحاد الذي نشب مؤخرا بين ايران وقناة العربية على خلفية برنامج بثته العربية ينتقص من الخميني وثورته,واذا ما تذكرنا قبل ذلك الخلاف الكبير بين قناة العربية وحزب الله اللبناني على خلفية تغطيتها للحرب الاخيرة بين حزب الله واسرائيل,والبرنامج الذي بثته قناة العربية واظهرت فيه تناقضات حسن نصرالله في خطاباته التي على شاكلة قوله انه كان يعرف بحجم الرد الاسرائيلي ومرة يقول انه لو كان يعرف بحجم الرد الاسرائيلي ما كان اقدم على خطف الجنديين!!,ذلك البرنامج الذي جعل حزب الله يمنع قناة العربية من تغطية نشاطاته او التواجد في الجنوب اللبناني او حتى ظهور اي من عناصره على شاشتها,من ذلك نستطيع ان نبريء قوات بدر او الحكومة او الاطراف الشيعية العراقية من محاولة اغتيال قناة العربية لنحصر التهمة في ايران وحزب الله اللبناني تحديدا.)).
في ذلك الحين لم اكن اعلم بما قاله انيس النقاش ودور تفجير مقر العربية باغتيال الحريري,ورغم ذلك توقعت بان يكون لحزب الله وايران دور فيما تعرض له مدير مكتب القناة ليس لان القناة تقف بالضد من حكومة الشيعة في العراق,وانما لانها مست احد رموزهم في ايران ولبنان بسوء, ولهذا ربطت في حينها بين استهداف مراسلي قناة الشرقية وبين استهداف مدير مكتب العربية,وبين استهداف قناة الشعبية الليبية.
اذا فقد يكون احد اسباب استهدافهم لمقر العربية في بغداد هو مجرد "جرة اذن" او تحذير او انتقام من الحكومة السعودية كما صنعوا مع قناة الشعبية الليبية ,خصوصا وان المقر الذي استهدف لم يكن يضم قناة العربية فقط,وانما ضم ايضا قناة "الاخبارية" السعودية ايضا.
وقد يكون احد اسباب استهدافهم للقناة في تلك الفترة هو انهم لم يكونوا قادرين على طردها من العراق بعد ان غيرت منهجها واصبح الامريكان اول الداعمين لها خصوصا بعد ان منحها "بوش" اول لقاء صحفي مطول معه ولذلك لم يجدوا سوى استهدافها واستهداف كوادرها .
والسبب الثالث يقول بان الجماعات الشيعية ليست كلها على راي واحد, فمثلا ما زالت ميليشيا عصائب الحق الشيعية تجد عداءا كبيرا لها من قبل اتباع الحكيم والصدر, وكذلك فان ميليشيا حزب الله في العراق تعتبر من اكثر الميليشيا الشيعية المعادية للمالكي وقد هددت اكثر من مرة باستهدافه اذا وقع المعاهدة الامنية مع امريكا (رغم انها عادت ورحبت بالمعاهدة بعد ان وافقت ايران عليها),وبالتالي فقد يكون استهداف القناة جاء من قبل ميليشيا شيعية على خلاف مع المالكي واحزب السلطة الشيعية وانها تتحرك خارج ارادتهم.
اما السبب الرابع والذي دفع تلك الجماعة الشيعية (واظنها هي نفسها ما يعرف اليوم بحزب الله العراقي),فهو لان استهداف مقر القناة في بغداد كان احد عناصر خطة التضليل التي وضعت من قبل ايران لاغتيال الحريري.
عناصر خطة التضليل التي اتبعت لاغتيال الحريري:
عملية معقدة وخطرة وذات تاثيرات سلبية غير محسبة العواقب ما كان لها ان تتم من جهة لا تعرف كيف تحول تبعاتها لصالحها,او على الاقل كيف يمكن ان تبعد عن نفسها أي تبعات سلبية يمكن ان تلحق بها,ولهذا فان الجميع يتفق على ان من قام باغتال الحريري كان قد خطط للعملية بشكل معقد ,وتضمن التخطيط ليس فقط تنفيذ العملية,وانما شمل التخطيط لما قبل واثناء وبعد تنفيذ العملية,ولهذا وصفت العملية بالمركبة او المعقدة.
احد اجزاء الخطة تضمن عملية التضليل او مسح اثار العملية وتشويش التحقيق والقاء تبعة العملية على جهات اخرى,وقد شرحنا لكم في احدى المقالات بالتفصيل كيف ان احدى بصمات الميليشيات الشيعية هي انها تحاول دائما القاء تبعة ما تقوم به على جهات اخرى**,وبصورة مختصرة فان عناصر خطة التضليل التي اتبعت في عملية اغتيال الحريري تضمنت التالي:
اولا\استهداف مقر قناة العربية والادعاء بان من استهدفها هي جماعات جهادية سنية.
ثانيا\ استخدام انيس النقاش لحادث استهداف قناة العربية لايصال رسالة تحذير الى الحريري مفادها بان هنالك جهات جهادية "سنية" تحاول اغتياله من اجل الاستشهاد بتلك الرسالة لتثبيت الاتهام على الجماعات الجهادية السنية .
ثالثا\ اختطاف احمد ابو العدس وتسجيل شريط مصور له يدعي فيه مسؤوليته عن اغتيال الحريري.
رابعا\ ظهور انيس النقاش بعد عشرة ايام من اغتيال الحريري على قناة الجزيرة باعتبارها اكبر واشهر وسيلة اعلام عربية للترويج لفكرة ان اغتيال الحريري تم بواسطة سيارة مفخخة يقودها "انتحاري",وان شريط تبني العملية من قبل القاعدة كان صحيحا,ثم الربط بين تفجير مقر العربية وبين تحذيره للحريري من امكانية استهدافه على يد نفس الجماعة التي استهدفت العربية.
خامسا\ اذا فشلت هذه الخطة في القاء تبعة العملية على القاعدة,فلا باس بالقاء تبعتها على سوريا ,ولهذا فان حسن نصر الله لم يعلن عن "القرائن" التي قال ان بامكانها ان تثبت تورط اسرائيل في اغتال الحريري الا بعد ان وجهت الاصابع الاتهام نحوه,مما يعزز السؤال عن السبب الذي منع حزب الله من عرض تلك القرائن في الفترة التي كانت جميع الشبهات تحوم حول سوريا!!.
وقد نجحت خطة التضليل هذه نوعا ما في ابعاد الشبهة عن ايران وعن حزب الله ولو لفترة معينة,ورغم انها فشلت في القاء تبعتها على القاعدة بعد ان تبين للجميع ان تسجيل احمد ابو عدس كان مفبركا,الا انها نجحت ولعدة سنوات في توريط سوريا بدلا عن ايران وتابعها حزب الله,وكان ذلك يعد كاخف الضريرين بالنسبة لايران,رغم ان البعض قد يذهب الى ان اتهام سوريا وطرها من لبنان قد تكون احد اهداف ايران وحزب الله في تلك الفترة,خصوصا بعد ان ضعف دور حركة امل,وبعد ان تقرر قتلها سريريا(ذكرنا لكم ان علاقة حزب الله بحركة امل لم تكن ودية دائما,بل هي اشبه بعلاقة العداء بين اتباع الصدر واتباع الحكيم,فهم يتحدون ظاهريا فقط عندما يتهددهم خطر خارجي,كما ان العلاقة المتوترة بين مرجع حركة امل "محمد حسين فضل الله"وايران,كانت سببا وجيها لان تحاول ايران اضعاف تلك الحركة) .لكن يبدو ان الرياح اليوم تسير بما لا تشتهي السفن, والخطة التي ارادوا ان تخفي اثارهم يبدو انها فشلت في ذلك بعد اول زخة مطر!!!.
سنكمل معكم التفاصيل في اجزاء لاحقة باذن الله,فما زلنا بعيدين عن ذكر "الزلة" التي دفعتنا لتتبع دهاليز انيس النقاش والبحث عن دوره في ملف اغتيال الحريري!!.
والسلام عليكم
الهامش:
*تقرير صحيفة نيويورك تايمز"الحرب داخل غرفة الأخبار العربية" حسبما نشر على موقع قناة العربية:
http://www.alarabiya.net/articles/2005/01/08/9394.html
**مقال نشرح فيه بعض بصمات الميليشيات الشيعية في ارتكاب جرائمها " طارق الهاشمي هل تعرف من قتل اخاك؟" :
http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=134026&page=1
***الجزء الرابع من هذا المقال:
http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=21601:2010-08-30-01-43-13&catid=4:2009-05-11-20-54
-04&Itemid=5