لنصنع المجد (1) ..

 

سم الله الرحمن الرحيم

لنصنع المجد (1)بقلم مبارك المري

الحمد لله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، حامل لواء الحمد يوم الحشر المبين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،،،

ليس هناك أعز على المسلم الصادق من دينه وعقيدته ، وإن علا الكفار وطغوا ، وإن سادوا وتجبروا فإن ثبات المسلم نصره ، والإسلام عزيز وإن ذل من انتسب إليه ، مصداقاً لقوله e من حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ.رواه الأمام أحمد.
فمن حمل هذا الدين كما ينبغي يصيب من عزه ، والا فهو عزيز بذاته ، والأمر كما يقول هذا الصحابي الجليل راوي الحديث.

ولن أتكلم عن هذا الجيل الذهبي الذي لم تشهد البشرية مثله وإنما نريد أن نشخص أولاً ماذا حدث للمسلمين وكيف جرت الأمور ، وقطعاً أنه لم يصيبهم ما أصابهم وهم يحملون هذا الدين كما حمله أسلافهم .

ونريد أن نقرر قبل أن نبدأ أمور منها :

· أن من يحارب الإسلام اليوم ليسوا أفراداً بل أمة ، والأمة لا تواجهها إلا أمة ..!!

·الهزيمة النفسية هي الهزيمة التي تأتي بعدها الهزيمة الفعلية.

· استعجال النصر قد يؤدي إلي التخلي عن الكثير من التعاليم التي يدين بها أصحابها.

الحقيقة أن موضوعاً كهذا لا يمكن أن يوفى حقه في هذه السطور القليلة ، وإنما قصدت رسم بعض الخطوط العريضة ، وأتمنى أن أوفق في ذلك بعد توفيق الله.

نقول لأحبتنا وكل من يحب أن يرى عز ونصر المسلمين واقعاً ، لا تحزن ، فمنذ مائة سنة وحتى الآن لم تقاتل أمة مسلمة متكاملة أمة كافرة ، وإنما ما يحدث هو على مستوى الأفراد ومع ذلك فقد سطروا ملاحم لن ينساها التاريخ والله لا يضيع أجر المحسنين ، هذه هي النقطة الأولى ، أما الثانية فعلى رغم من الضعف والوهن الذي أصاب الأمة فإن أعداءها لا يتقابلون معها وجها لوجه حتى يتأكدوا ، من أن الهزيمة النفسية قد وقعت موقعها وهم ينفقون على هذا الملايين ، والأمثلة الواقعية المريرة تشهد على هذا ، والثالثة فقد لاحظنا أن الكثير من الجماعات الإسلامية قد تنازلت عن الكثير من مبادئها وهي لا تشعر أو شعرت وليس عندها بديل وذلك في سبيل المضي قدماً وحتى تكون على مستوى الحدث ..!!

الدروس العملية المستفادة مما يحدث في هذا العالم فيها إشارة واضحة للمسلمين بأن لا يهملوا جانب الأخذ بالأسباب ، والنصوص واضحة وصريحة في ذلك ، كقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} ، قال النبي e بعد أن تلا هذه الآية على المنبر ( ألا إن القوة الرمي ) ثلاثاً ، والحديث رواه عقبة بن العامر عند مسلم ، الآية تأمر المسلمين بالاستعداد الذي يرهب الأعداء وليس مجرد الاستعداد ، الناظر في الواقع اليوم يجد بأن هذه النصوص وكأنما أنزلت على الكفار فاستعراض القوة الإرهابي اليوم هو من نصيب الكفار ولا حول ولا قوة إلا بالله.

انظر كيف فعل هذا الاستعراض في قلوب بعض المسلمين اليوم حتى تعرف كيف تصنع العوامل النفسية التى لم تهملها شريعتنا الغراء بالناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

نريد أن نعرف ما هي هذه الأسباب التي يجب أن تسعى إليها الدول الإسلامية حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه ( إذا وجد ) ، لعل أهم هذه الأسباب ما يلي :

·عقيدة تدعو إلي الاحتكاك بالعالم الخارجي عند السلطة.
·اقتصاد قوى.
·جيش قوى.
·نظام حكم مستقر.

على قدر توفر هذه الأسباب في الأمم ، على قدر ما تكون النهضة والقوة وسيطرة ، أما العامل الأول فإن توفره في العالم الإسلامي دون غيره ضروري جداً وسوف نبين ذلك في حينه ، والاقتصاد هو عصب الحياة فلن يكتب لأمة الاستمرار والنهوض بدون اقتصاد قوى قادر على تمويل مخططاتها ومشاريعها المستقبلية فضلاً عن حاجة الشعب ، والجيش القوى القادر على حماية هذه الدولة من الأطماع الخارجية أمر لا يقبل التفكير ، فأمة بلا جيش إذا لم تحتل من دولة أخرى فسوف تعيش تبعاً لغيرها مدى الحياة وسوف تسلب مقدراتها وتذهب لتمول اقتصاد الدول الأخرى ، ولن تظهر شخصية الدولة أو معتقداتها بل ستكون مسخاً للدولة الأخرى التي تحميها ولن تخرج عن ذلك قيد شبر ، ولو كان عندها حدود ودستور وعلم ولو زعمت أنها دولة ..!! ، ونظام الحكم المستقر أمر مهم أيضاً فلك أن تتصور دولة عندها العوامل الثلاث وليس عندها هذا الأخير فسوف تأكل ثرواتها بنفسها ، وتنفق اقتصادها على الحروب الداخلية وسوف تبقى على هامش الحياة حتى يستقر نظام الحكم فيها ، إذا نظرنا إلي الواقع من خلال هذه الرؤية فسوف يظهر لكل مستبصر كيف تسير الأمور ، ولنأخذ على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية المتصدرة في هذا الزمان ، رغم أنها من أكبر أعداء الإسلام اليوم ولكن من باب قوله تعالى " يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم " ..الآية ، فإن نظام الحكم في هذه الدولة يعتبر مستقراً ، بل ومثالي جداً لمن ليس عنده هدى من الله ( الشريعة الإسلامية ) وكذا الاقتصاد الأمريكي يعتبر أيضاً قوياً حتى الآن ، ورغم الهزات التي يتعرض لها بسبب التخبط السياسي من الحكومة الحالية ، إلا أن النتائج التأثر المتوقعة لم تحدث حتى الآن ، أما فيما يتعلق بالجيش الأمريكي فإنه في صدارة جيوش العالم من حيث المعدات والأسلحة المتطورة ، والتقنية الحديثة ، وكذلك على المستوى الأفراد من حيث التدريب والمهارة ، أما فيما يتعلق بالنقطة الأولى والتي كان يختلف حولها بعض المحللين من أن السلطة الأمريكية ليس لها علاقة بالدين ..إلخ ، نقول نعم هذا كان في بداية الأمر للتخلص من سلطة الباباوات الذين كانوا ينتهبون مقدرات الأمة في أوربا ، أما في أمريكا (وأغلب سكانها من أوربا ) فلقد لعب اليهود الدور الأكبر في إيهام العالم بأن هذه الدولة سوف تقوم على اللادينية بهدف إبعاد الكنسية عن سده الحكم ، ثم الجميع يعلم الآن بأنه حيثما ذكرت أمريكا ذكرت إسرائيل ولعل هذا موضوع الطويل قد تحدث فيه الكثير من المحللين وطلبه العلم ، لذا فسوف نتجاوز هذه النقطة ونقول فليعلم الجميع بأن الولايات المتحدة الأمريكية الآن دولة دينية ، لأن اليهود قد تغلغلوا في هذا الصرح حتى النخاع ..!! ، ونجحوا في تسخير هذه الدولة العظمى في خدمة مخططاتهم الشريرة ، ولا أدل على ذلك من محاربة كل ما هو مسلم على هذه البسيطة ، فمن هجومها السافر على أفغانستان ونجاحها في تكميم أفواه العالم بل وبعض الدول المسلمة للأسف الشديد ، واستباحة هذه الدولة المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة نبيه e ، وأبى الله إلا أن يكشف ذلك على لسان كبيرهم حيث قال قولته الشهيرة ( إنها حرب صليبية ) ثم رجع واعتذر ..!! ، ووالله إنا لنعلم ذلك قبل أن يقول وبعد أن يعتذر أنها كما قال ، ثم اختلاق الأعذار والمبررات لغزو العراق المسلم ، نسأل الله العلي العظيم أن يحقن دماء المسلمين في هذا البلد الشقيق ويفرج عنهم ما هم فيه ، مما جعل بعض المحللين يجزم بأنها سوف تدخل العراق قبل أن تفعل ثم انظر في المقابل إلي دولة مثل اليابان ، هذه الدولة التي بدأت من الصفر بعد الحرب العالمية ، حيث دمرت البنية الأساسية لهذه الدولة بشكل جعل أكثر المتفائلين يصنفها ضمن دول العالم الثالث ..!! ، فما هي إلا سنين معدودة وقفزت هذه الدولة إلي التنافس مع دول العالم الأول ، بل وبلغت القمة في التكنولوجيا والصناعات الالكترونية ، وباعتراف الخبراء والمتخصصين أن التقنية التي يستخدمها الأمريكان في حروبهم هي تقنية يابانية ، بل إن الاقتصاد الأمريكي في فترة من الفترات تعرض لهزة عنيفة أثر اقتحام السيارات اليابانية السوق الأمريكية وإقبال المستخدمين عليها لجودتها وتوفيرها للوقود ، ومع ذلك فهي ليست كأمريكا في السلطة والنفوذ العالمي ، ولعل السبب هو العامل الأول ، فليس عند اليابانيين عقيدة تدفعهم للاحتكاك بالعالم الخارجي ، كما أن العوامل الثلاث الأخرى قد تتوفر لهذه الدولة بشكل أقل من توفره عند الدولة الأمريكية وقس على ذلك باقي الدول .

في ضوء ما سبق نأتي الآن إلي عالمنا العربي ولنلقي نظرة ، ماذا نرى ..!! ، ولنأخذ مثلاً دولة مثل السودان وهي من الدول الزراعية ذات التربة الخصبة ، وبل ومن خلال الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية ثبت بأن السودان يعوم على بحيرة من النفط ..!! ، نعم والولايات المتحدة الأمريكية أول من علم بهذا ، لذلك سعت كما نعلم إلا عزل السودان عن العالم الخارجي ، والتكتم على الخبر ، لتجعلها بديلاً للخليج في مرحلة قادمة ، ومع ذلك فإن الشعب السوداني يعاني من فقر ..!! ، ومن المضحك أن بعض المحللين يرجعون ذلك إلي أن الشعب السوداني شعب كسول ، ويذكر بعض الأخوة الذين ذهبوا إلي ذلك البلد الشقيق بأن الدوائر الحكومية تبدأ العمل في الساعة التاسعة صباحاً ..!! .

وقد لا يبدأ العمل الفعلي إلا في العاشرة وعلى أي حال ، فإن الاقتصاد في السودان رغم ما ذكرنا ليس بقوى ، وكذا الجيش من ناحية التسليح والتدريب ، وبما أن هناك عاملين لم يتوفرا فليس هناك داعي أن نأتي على البقية ولعلنا الآن ننطلق شرقاً إلا الخليج العربي وسوف نتكلم كما لو كان هناك دولة واحدة ( كما نتمنى أن يكون ) أسمها الخليج العربي نظام الحكم في هذه الدولة مستقر ، أما من ناحية الجيش فلنعترف بأنه ليس في هذه الدولة جيش قوى فهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها ..!! ، بالرغم من وجود الشباب العاطلون عن العمل .

وكذلك توفر الأموال الكافية لأن تغذي جيوش العالم ..!! ، فإن هذه الدولة تلجأ للمعاهدات مع الدول العظمى لحمايتها ومن المؤسف بأنه ليس هناك خطة على المدى البعيد بأن يكون لهذه الدولة جيش يحميها من أعداءها وما أكثرهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولعل هذه النقطة تثير الشجون للحديث ودراسة أسباب هذه الظاهرة الشاذة ، فإن كل دولة في العالم تسعى لأن يكون لها جيش يحميها إلا هذه الدولة ..! .

ولسنا في معرض الحديث عن هذا ولننتقل الآن إلي نقطة أخرى الاقتصاد في هذه الدولة يعتمد بشكل أساسي على النفط كمورد وحيد ، لذا لا يمكن القول بأنه بذاك القوة على الرغم من توفر السيولة المادية والقدرة الشرائية بدرجة تجعلها في المقدمة وبدون منافس قريب ولكن الاقتصاد القوى هو الذى يعتمد على أكثر من مورد ، ومع ذلك فلنعتبر بأن اقتصادها قوى ولو بشكل مؤقت ، النقطة الأخيرة والمهمة بأن هذه الدولة ليس عند سلطتها عقيدة تدعوها للاحتكاك بالعالم الخارجي .

فالجميع بالنسبة لهذه الدولة أصدقاء وأحباب ، هناك فشل سياسي ذريع في هذه الدولة بحيث لا يمكنها أن ترعى مصالحها بنفسها بدون الضغوط الخارجية التي يتذرع بها القائمين على هذه الدولة بين حين وآخر ولعل الذي فضح هذه الكذبة هو حديث السفير الأمريكي السابق لدي المملكة العربية السعودية .

في ندوة نظمها "مركز الحوار العربي/الأميركي" في واشنطن ، وحضرها عدد كبير من المثقفين العرب والأمريكيين ، وهو حديث مهم جداً كشف فيه نظرة هذه الدول التي يسميها العرب دول صديقة لأصدقائها من العرب ، في مقال تحت عنوان على العرب أن يفهموا لعبة المصالح ، قال جيمس أيكنز السفير الأمريكي الأسبق :(فالعرب أعطونا بالفعل كل ما نريد بدون أن نضطر إلى إتباع تلك السياسات ) إذا العرب المخلصين يقدمون كل شيء بدون ضغوط ، اسمع أيها المسلم كل ما ترى من التبعية والسياسات ( الانبطاحية ) هي بدون ضغوط فكيف لو ضغطوا بالفعل ..!!! .

وقال أيضاً : ( إن المشكلة الرئيسية في العلاقات العربية الأمريكية هي عدم إدراك العرب لحقيقة في العلاقات الدولية مفادها أنه لا يوجد شيء اسمه صداقة في مجال العلاقات بين الدول وإنما تحرك تلك العلاقات وتؤثر فيها المصالح حتى أن ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل كان له قول مأثور" ليس لنا أصدقاء دائمين ، ولا خصوم دائمين وإنما لنا مصالح دائمة " ، وقال إنه كان على العرب خلال السنوات الخمسين الماضية التركيز على محاولة التأثير على السياسات الأمريكية من خلال المصالح الأمريكية في العالم العربي وما أكثرها ) انتهى.

لذلك لم يمض شهر حينما فوجئ السفير أيكنز بقرار فصله من منصبه كسفير للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية.

فهل علم أصحاب هذه السياسة البلهاء ما يقول عنهم أصدقائهم الغرب .. !!.

ولسنا بصدد التقييم السياسي أو الاقتصادي ..إلخ ، لهذه الدولة فإن الأمر في ذلك يطول ، إذ هذه الدولة باختصار لديها خلل في العقيدة ، وليس لديها جيش قوى ، أما بالنسبة للعقيدة فلأن هذه الدولة لا تنفذ تعاليم دينها الذي تدين به وعرفت به بين الشعوب ، وعلى الرغم من أنها تملك الكتاب الوحيد المنزل من الله عز وجل على نبيه e ، إلا أنها فشلت في موافقة أول سورة وأعظم سورة وهي سورة الفاتحة فسلكت طريق المغضوب عليهم والضالين معاً .

والحق بأن لهذه الأمة ميزة خاصة بها ليست لباقي الأمم فبما أن الله عز وجل قد أصطفها من بين الأمم وأنزل كتابه العزيز بلغتها ، فإن ضريبة ذلك أن لا ترتفع هذه الأمة بين الأمم ولا يكون لها شأن إلا به ، هذا ما فهمه خير القرون وأفضلها حيث قال عمر بن الخطاب القرشي العدوي قولته الشهيرة لقائد جيوش المسلمين في الشام ( نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) أفلا يصدق أمير المؤمنين الخليفة الملهم ، هذا الذى لا يفهمه الكثير ممن ولاهم الله أمر المسلمين ، فغلبوا مصالحهم الشخصية على مصالح الأمة ، ولعل الشاعر قد أصاب حين قال :

لغة موحدة أمام المجرموخضوعها لعـــدوها لم تهــــزممن قبضة الدنيا وأسر الدرهممن فقرها .. من جهلها المستحكم .

يا قادة الدول التي لم تتخذيا قادة الدول التي لولا الهوى القمة الكبرى ، خلاص نفوسكم القمة الكبرى ، انتشال شعوبكم

والنتيجة أن عقيدة الشعوب قد تأثرت بهذه السياسات المتخبطة ، وكما يقال فإن الناس على دين ملوكهم والمقصود الأغلبية ، ولمعرفة هذا الخلل اسمع لما يقول هذا الكاتب الكويتي ( المسلم ) في جريدة الوطن الكويتية قبل الغزو الأمريكي البريطاني الغاشم على العراق يقول : ( أتمنى لو أستطيع شراء عدة براميل من أي سلاح كيماوي أو جرثومي أو بيولوجي ثم أقم بتهريبه عبر الحدود وأضعه بجانب أي منزل عراقي قرب صفوان ، أجري بعدها اتصالاً هاتفياً مع بليكس أو البرادعي لأخبرهما أن العراق يخفي أسلحة دمار شامل وأدلهما على العنوان فيقدمان الدليل إلي " كولن باول " فتقصف بغداد بعد ساعات .. !! ) انتهى .

اسألكم بالله ماذا بقي من الأخوة الإسلامية التي حث عليها الشرع الحنيف ، لم يفرق هذا الجاهل بين السلطة البعثية والمواطن العراقي المسكين ولم يضع هذه الأسلحة المزعومة عند منشأة عسكرية بل عند هذا المواطن الذي قد يكون يصلي صلوات الخمس مع الجماعة ، وإحسان الظن بأعداء الله وبأنهم لن يهجموا على هذا البلد المسلم بدون دليل ، فقد قصفت بغداد بدون هذه الأدلة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لتعرف أيها القارئ الحبيب الخلل الحقيقي الذي أصاب بعض المسلمين في عقيدة الولاء والبراء ، هل علم هذا وأمثاله بأن الولاء لأهل الإسلام كما قال الله عز وجل ) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ! ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون( والبراءة من المشركين كما قال تعالى ) براءة من الله ورسوله إلي الذين عاهدتم من المشركين ( إلي آخر الآيات من أول سورة التوبة ، هي من عقيدة المسلمين والتي تعد من نواقض الإسلام .

واسمع بالمقابل إلي كلام هذا الرجل الأمريكي الغير مسلم ، وهو أحد الدبلوماسيين الصادقين مع أنفسهم والذين قدموا استقالاتهم احتجاجاً على الغزو الهمجي على العراق يقول : ( لن أكون صادقاً مع نفسي حين أنفذ ما يريده الرئيس بوش ..!! ) ، في إشارة إلي أنه هناك أسباب غير معلنه لهذا الغزو ، في أي الموقفين نجد الأخلاق الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها المسلم ، وانظر إلي الفرح الذي يبديه إعلام دولة الكويت (دولة مسلمة) بعد غزو العراق (دولة مسلمة) من القبل الغزاة الذين خرقوا جميع الأنظمة التي وضعوها قيوداً على المسلمين بما فيها مجلس الأمن الذى انتهكت قراراته ، وهو صامت ولا يسعه إلا ذلك وأذكركم فإنهم بعد أن ينتهوا من مخططاتهم سوف يرجعون يتغنون بقرارات مجلس الأمن ويدافعون عنها ووالله إنها لخطة لا تخفى على الصبيان فضلاً عن العقلاء ، ولكن أكثر الناس يتغابون وحسبنا الله ونعم الوكيل.

والحقيقة بأن هذا الغزو قد وقع بعد أن كتبت جزءاً كبيراً من هذا المقال وإلا فإنه يستحق بحثاً منفرداً لعل الله أن ييسر ذلك في القريب العاجل ، ولا شك بأن معرفة الداء هي نصف العلاج ، وإن كان عنوان هذه المقالة لا يتناسب مع ما قدمنا فإن ذلك بسبب عدم اكتمال المادة ، حيث نريد أن نعرف ماذا يمكن أن يفعل المسلم البعيد عن السلطة إزاء ما يجري حوله ، وأين نقطة البداية الحقيقية لانطلاق هذه الأمة نحو المجد ، لذا فإن للحديث بقية إن شاء الله وقدر ، والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد.
مبارك المري

الكاتب: مبارك المري
التاريخ: 01/01/2007