قبل ايام اقيم المخيم الربيعي الثامن عشر لجمعية احياء التراث الإسلامي وهي مخيمات جيدة، اذا مست الواقع وعالجت مشاكل الأمة. غير انه ركز تركيزا شديدا على الفكر الخارجي المعاصر، واصول المخالفين لمنهج السلف ومنهج السلف في التلقي وامن البلاد ووسائل تحقيقها.
واستقطب المخيم مجموعة من المشايخ من خارج الكويت للمشاركة، لكن ثمة سؤالا وهو: هل هذا الطرح هو واقع المجتمع الكويتي او الامة الاسلامية وان فتن الخوارج الجدد كما يسميهم مشايخ المخيم قد رفعوا السلاح في كل زاوية واثاروا الامة وقسموا البلاد؟ ومن هم خوارج العصر؟
وبعد ثلاثة ايام من التنظير والتفسيق تبين ان الخوارج الذين عقد لهم المخيم هم من تسميهم اميركا بالإرهابيين وان اميركا تزعمت الحرب على الصعيدين العسكري والسياسي على من يقف في وجهها ومثل هذه المخيمات تأصل التدجين الشرعي والانبطاح العملي والركوع المأصل للغرب عبر من تطوع لخدمته.
ان هذا الطرح يصلح في بعض الدول التي تعاني من وجود هذا الفكر اما الكويت فالحمد لله تعالى لا نعلم فيها وجود من يحمل فكر قتل المدنيين، ولا تكفير المسلمين، ولا اسقاط آيات الكفار على المؤمنين، ولا التكفير بالكبيرة لا على مستوى الواقع ولا على مستوى الرصد الأمني وهو ما لا نرضاه ولا نقره ديانة لا محاباة.
وان وجد وهو نادر فيتحقق من كونه يحمل معتقد الخوارج يقينا لا ظنا، وينصح ويناقش وينظر في سبب ظهور هذا الفكر عبر دراسات علمية واقعية متزنة القصد منها معالجة كل الظواهر الطارئة على المجتمع.
او ان الخوارج الذين عناهم المخيم الربيعي هم المخالفون والمناوئون لجمعية احياء التراث الاسلامي وجماعة المدينة التي تعيش تزواجا فكريا مع اصحاب المخيم.
فلم يشغل الشباب الكويتي في قضايا ليست ذات اهمية وتعطى اكبر من واقعها في ظل معالجة احادية غير عملية ولا هي واقعية، القصد منها التنظير والتحذير، وقد يكون هذا الطرح مهما في السعودية او مصر او الجزائر مع النظر في الاسباب وطرق العلاج نظرا للحاجة والواقع. واما الكويت ففشل المخيم دليل على عدم الرغبة في مثل هذه القضايا ويا ليت الاخوة في الجمعية سخروا هذا الجهد لمعالجة القضايا التي تمس المجتمع الكويتي سواء على مستوى الهوية العقدية وايضاح مفاهيم الولاء والبراء اذ اننا في عمق الحديث.
او على المستوى الاخلاقي وبيان حجم الخطر التغريبي.
او على مستوى التخلي عن القيم والعادات.
او طرح الرؤية الإسلامية السلفية حول تطويق العالم الإسلامي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا.
او الهجمة على ثوابت الامة والبدء بتغيير المناهج واسقاط مفاهيم الجهاد والولاء والبراء.
او قضية الحريات في العالم الاسلامي وضوابطها او المرأة وحقوقها بين الممكن والممنوع وغيرها كثير مما تعج به الساحة.
والعجيب ان مثل هذه المواضيع التي اقترحتها تتطرق لها مجلة الفرقان الناطقة باسم جمعية احياء التراث الاسلامي بل وقابلت احد اعضاء مجلس الامة الكويتي ممثلا عن احياء التراث الاسلامي فقال: يا دكتور لا بد من التركيز في طرحنا على الحملة الشرسة على امتنا من قبل الغرب بدأ بالتطبيع مع اليهود ونهاية بمسخ الامة وخلع هويتها وايجاد الاسلام المهجن المعدل.
غير ان واقع التطبيق للأخوة بخلاف ذلك.
وختاما لم اجد تفسيرا للتعارض بين النظرية والتطبيق عند الاخوة اصحاب المخيم والفكر الخارجي إلا احد امرين:
اما ان الذي يفكر ويخطط لهم خارج البلاد فلا يعلم عن حاجتنا شيئا وانما ينقل مشاكله حيثما حل.
او ان المخططين خارج التغطية فليسوا معنا في هذا العالم فلا يرون ما نرى ولا يحسون بما نحس واتمنى ان تكون الأولى. الكاتب: د.طارق الطواري التاريخ: 01/01/2007