إن مات أحمد ياسين فإن الله حي لايموت

 

فإن الله حيٌ لا يموت

يقولون عنه الشيخ المقعد والشيخ الأسير ولكني أقول إنها الأمة المقعدة والأمة الأسيرة تلك التي سمحت لنجاسة يهود أن تلوث مشهد فلسطين، أما ذاك الذي كان نور وجهه يشع يقيناً بالله وجهاداً في سبيله فلا والله ما هو بمقعد وما هو بأسير، إنما المقعد الذي تثاقل عن تمزيق جسده في ساح القتال وإنما الأسير من استعبدته الأماني والأهواء وسار في ركب الذل والاستخذاء، رحمة الله عليك يا علماً أضاء لنا سبيل الجهاد وحرك كتائب الفتح بلاحظيه وأرق حياة كفرة بني صهيون بخفقات قلبه وتسبيحات لسانه، وبشراك هذه الخاتمة التي لا تقل نوراً وضياءً عن مسيرة جهاد قد خطت لنا الطريق، ولا نزكي على الله أحداً.

ولكن الكلام لا يكفي، ومتى كان الكلام كافياً، ولذا أقول لأعداء هذه الأمة إن أمة الإسلام لم ولن تفجع يوماً بمثل فاجعتها بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولكننا اليوم هنا بفضل الله، نجثم على صدر الكفر ونؤرق حياة أتباع إبليس ونسدد الثمن أقساطاً ولو قليلة من دماء الشهادة ما بين طفلة تلعب وشاب يستحيل القرآن في صدره حمماً على حملة الصليب وعبدة العجل وشيخٍ لو قلت إن التفدية بالأرواح اليوم تكاد تنصرف إليه لما بالغت، وأقول لأمة الإسلام والعظيمة ما قاله الله تعالى :\" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين.

وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤتها منها وسنجزي الشاكرين. وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين\"، وأقول ما قاله الصديق أبو بكر رضي الله عنه: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت، وأقول لهم لنفسي ولأمتي ما قال الصحابة رضوان الله عليهم: قوموا فموتوا على مثل ما مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم،

قلت: نعم فلنمت على مثل ما مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم وكل المحمديين من بعده وها هو حفل زفاف الشيخ المجاهد أحمد ياسين قد انطلقت فيه مواكب السماء مسابقةً لمواكب الأرض، أما نحن فلنرثي حالنا أو لنقم ونأخذ بأسباب الوصول إلى مثل هذه الخاتمة المشرفة المضيئة، وإني وإن كنت لا أطيق فراقاً لن أحزن عليك يا شيخنا الحبيب لأني أعلم أن هذا ما كانت تتوق إليه نفسك، ولكني أحزن على من سمع النبأ ثم عاد لبتابع قنوات الدعارة السياسية والدعارة الأخلاقية والدعارة الإعلامية التي تدفع لها وتروجها حكومات التدجين والاستخذاء ...

فإلى كل من أحب الشيخ أحمد ياسين إن كنت تحبه في الله فوثق هذه الرابطة بمثل ما قضى به؛ ولا تتلفت يمنة ولا يسرة بل انظر إلى أولادك من حولك ثم انظر إلى أحبهم إلى قلبك وأشدهم تعلقاً في نفسك وتميزاً في علم وفهم وقوة ثم عاهد الله تعالى في نفسك: هذا ابني فلذة كبدي بضعةٌ مني نذرته لله مجاهداً وشهيداً إن شاء الله ، هذا هو أحمد ياسين القادم، حتى إذا فعل كل منا ذلك استحال اغتيال شيخنا المجاهد الحبيب لعنةً على بني صهيون وعبدة الصليب ولنعلن من هذه اللحظة ميلاد مائة بل ألف بل عشرة آلاف بل مائة ألف أحمد ياسين، ولقد عينت ولدي في نفسي فهل أنت ملبي النداء أخي...

وبعد، فلن أجعل من هذه الكلمة رثاءً لشيخنا فإني لا أستطيع أن أفيه حقه، ولكني ألهج وأتضرع إلى الله تعالى أن يتقبله وأن يثبتنا بعده وأن يوفقنا للمضي على العهد الذي قطعناه في أنفسنا، وأبشركم بأنه قد ولد اليوم أحمد ياسين جديد ، قد لا يكون قادراً على حمل السلاح بعد ولكن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

الفقير إلى رحمة ربه
وسيم فتح الله

الكاتب: د. وسيم فتح الله
التاريخ: 01/01/2007