الأسير العائد من جوانتانامو : محمد سرور العتيبي .. إلى رحمة الله ( للعبرة و التأمل )

 

الأسير العائد من جوانتانامو : محمد سرور العتيبي .. إلى رحمة الله

بطل من أبطال الإسلام ..
رحل يطلب الموت مظانه ..
وكان ممن حوصر في قلعة جانجي الشهيرة و التي استشهد فيها الكثير من الشباب العرب .
و لكن الله سبحانه و تعالى كتب له النجاة من هذه المذبحة العظيمة و التي كانت أليمة في أحداثها و تفاصيلها ..
و قدر الله بعد نجاته من مذبحة القلعة أن يقع في الأسر و يرحل به إلى غوانتانامو ... و ما أدراك ما غوانتانامو !!

محمد سرور العتيبي
ثبت أنه في معتقل غوانتانامو !!
ولا مجال للتشكيك فقد ظهر اسمه مع أسماء المعتقلين هناك .. و كان يحمل الرقم 100
فبقي هناك أسيراً لمدة تقارب الخمس سنوات ..
قضى خلالها تلك السنوات بين دهاليز التحقيق و قسوة التعذيب ..
سنوات عديدة مضت عليه و هو يعاني غربة الوطن و وحشة المكان ..
لا أنيس سوى الإيمان ، ولا ملجأ إلا إلى الرحمن .
تمر الأيام تلو الأيام، و الشهور خلف الشهور، و الأعوام تتلوها الأعوام.. و هو في غربته ..

هكذا هم الغرباء في زمن الغربة و هكذا هم العظماء في زمن النفاق !
محمد سرور العتيبي
شاب يحمل وقار الشيوخ ، و فتى يرفل في ثياب العظماء
كان ممن منّ الله عليه بالفرج من معتقل غوانتانامو ، و كان من أوائل العائدين ..
و لله الحمد و المنة ..
ثم ماذا ؟
رجع إلى أهله ففرحوا به و فرح بهم .. و لكم أن تتخيلوا تلك الفرحة بعد تلك المعاناة !!
كانت أسرته تقيم في الرياض ، لكنه رغب في الانتقال إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكان له ما أراد و بالفعل تمّ الانتقال و استقر هناك ..
حيث كان شديد التعلق بمسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكان يقضي جلّ وقته في المسجد النبوي
بين صلاة و دعاء و قيام و صيام و إفطار و تفطير ..
في رمضان الماضي اعتكف العشر الأخيرة
وفي الحج الماضي 1428 كان من ضمن الحجيج ..

ثم ماذا .. !!
رحل البطل رحمه الله في حادث سير
يوم السبت الموافق 7 / 3 / 1429 هـ

و إليكم الخبر كما نشرته صحيفة عكاظ :

وفاة أحد العائدين من جوانتانامو في حادث مروري على طريق عفيف

عبدالله المقاطي - ظلم

توفي الشاب محمد بن سرور العتيبي احد العائدين من معتقل جوانتانامو مساء أمس الأول إثر حادث مروري على طريق عفيف - مهد الذهب.

وكان العتيبي في طريقة لزيارة أقاربه في عفيف عندما فوجئ بأعمال صيانة على الطريق ليحاول تفاديها قبل أن تنقلب سيارته من نوع "جيب" عدة مرات لفظ أنفاسه الأخيرة على إثرها.

يذكر أن العتيبي سبق اعتقاله في أفغانستان وتم نقله إلى معتقل جوانتانامو الذي مكث فيه عدة سنوات قبل عودته إلى المملكة في التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1427هـ.


توفي البطل رحمه الله في حادث سير و إنا لله و إنا إليه راجعون ..

مات محمد سرور العتيبي رحمه الله و على مثله فلتبكي البواكي

فقد كان نعم الرجل و نعم الأخ و نعم المجاهد ..
شجاع خاض المعامع و لم يخشى الأعداء
و كريم و يشهد له بالكرم كل من خالطه رحمه الله
و عابد تشهد بذلك أرض غوانتانامو و المسجد النبوي
فقيد ٌ و أي فقيد ..
و سبحان الله ..
يخرج للجهاد ، و يحاصر في قلعة جانجي ، و يؤسر في كوبا ، ثم يعود ..
ليموت كما يموت غيره من الناس في حادث سير !!
و كأنه يقول لنا ..
إن الإقدام لا يقدّم أجلاً ولا يؤخره .. فلماذا التخاذل و الإحجام !
يا أبا سرور ..

يا أبا سرور أحزنتنا في مماتك.. * و ستبقى ذكراك تعبق ماحيينا ..
يا حظ قبر ٍ ضم غالي رفاتك * جسدك غالي وأنت غالي علينا
هلت دموعي يوم وصلت وفاتك * و بكيت واحزان الفضا تحتوينا
خلاص ما باقي سوى ذكرياتك * خلاص ابــ بقى في حياتي حزينا
و ابقى اعيش العمر حامل وصاتك * يعني أجاهد لجل الاسلام دينا ..
علمتنا دروس الفخر في حياتك * و علمتنا ان الموت فجأه يجينا ..
رحلت للافغان تحمل شتاتك * تبيع روحك ما تهاب اللعينا ..
و حاصرك بالقلعة طواغي غـُـزاتك * و انجاك منهم أرحم الراحمينا ..
و من عقبــها ما تمّ باقي نجاتك * وصرت الأسد و قونتنامو عرينا ..
و جاك الفرج يوم اجتهدت بصلاتك * و رجعت لاهلك في سرور ٍ مبينا
و بقيت فترة ثم تنهي حياتك .. * في حادث ٍ يا صعب وقعه علينا ..
ما ظن يكفي ما ظهر من غلاتك * عشرتك ماهي يوم كانت سنينا ..
ودّي أقبـّــل من غلاكم رفاتك * لكن أنا يا وين انا وانت وينا ؟

14 / 3 / 1429 هـ

كتبها : زهير بن حسن حميدات

(بتصرف يسير)

= = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقله لكم / همتي نُصرة أمتي
بلاد الحرمين
14/ ربيع ثاني /1429هـ


الكاتب: نقله لكم <<< همتي نُصرة أمتي>>>
التاريخ: 20/04/2008