معاناة الأسر ى الفلسطينيين في أقبية التحقيق النازية .. تجربة شخصية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
معاناة أسير في سجون الصهاينة .. ونصائح تفيد المعتقل عند التحقيق
الحمد لله ناصر المجاهدين معز المؤمنين ، مــذل الكافرين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد قائدنا وقدوتنا عليه افضل الصلاة والسلام ، وعلى آله وصحبه ، ومن سار على دربه، وجاهد جهاد المخلصين حتى يلقى الله رب العالمين وبعد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إخواني إننا لا نكتب بالمداد ، ولكن بدم القلب فعذرا إذا ظهرت الجراح في سطورنا .
(( معاناة الأسرى الفلسطينيين في أقبية التحقيق النازية)) .
كيفية اعتقال الصهاينة للفلسطينيين:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادة يأتي اليهود الصهاينة لاعتقال الفلسطينيين في ساعات متأخرة من الليـــل ، فيداهمون البيوت ، ويخرجون منها ساكنيها ، ويعيثون فيها فسادا لعدة ساعات ,ثم يعصبون العينين ، ويكبلون اليدين ، والقدمين ، لكي يحرم الشاب من حواسه ، وبعد الضرب المبرح على الوجه ، وباقي أعضاء الجسم أمام أعين الأهل ، كي يتم سماع صرخاته لأم ، أو لأب ، أو لأخت ، وذلك لكي يتمرس الصهاينة في إجرامهم ، وليتفننوا في حقدهم ,ثم يتم نقل الشباب إلى مراكز تدعى مراكز توقيف خلال هذا النقل .
تعذيب أثناء النقل :
ـــــــــــــــــــ
وكما حصل معي يجبر الأسير على خفض رأسه ، وحني ظهره لفترات طويلة حتى يزيدوا في
معاناة الأسير ، عندما يصل الأسير إلى هذه المراكز لابد من أن يأخذ ما كتب الله له من الضربات على البطن والظهر ، ومثال ما حدث معي انهم وضعونا في الشمس في أقفاص من الحديد ، لفترة تزيد عن عشر ساعات ، وكان هذا في شهر … وكانت درجة حرارة الشمس محرقة ، والقيود تضغط وتحبس الدم والعصبات تضغط على العيون.
الضرب في الغرف :
ـــــــــــــــ
وبعد هذه الفترة أدخلوني مكبل اليدين معصوب العينين إلى أحد الغرف وبدؤوا بضربي على عنقي بشيء حديدي ، بحيث سبب آلام حادة في عنقي ، ناهيك عن الضربات على الظهر والبطن ثم زجني الجندي الحاقد إلى أحدى الزنازين الموجودة في هذا المركز , وكما قلنا إن هذه المراكز مراكز توقيف ينتظر فيها الأسير المرحلة التالية بحيث تكون هذه المرحلة إما تحقيق واما أن تكون سجن مباشرة.
أما بالنسبة لي كانت المرحلة التالية تحقيق والحمد لله رب العالمين ، تم نقلي الى مركز تحقيق مركزي يدع مركز تحقيق … ، و……. هي اسم قرية تدعى …. طرد أهلها الفلسطينيون عنها عام 1948 قســـــرا ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم .
أما هذا المركز هو أحد مراكز تحقيق موجودة في فلسطين ولاشك انه المركــز الأقوى
من حيث ضباط المخابرات ووحشية الأساليب القمعية المتبعة فيه .
أما هذا المركز فهو بناء من عدة طبقات طابق تحت الأرض ويحتوي زنازين ومكاتب
وغرف للتحقيق في الطوابق العليا.
أما الزنزانة فهي عبارة عن غرفة معتمة لاتدخلها الشمس نهائيا قاتمــة مليئة
بالرطوبة جدارها ملئ بالبروزات الحادة ,مساحة الزنزانة 180سم عرض 200سم طول .
وضمن هذه المساحة الضيقة دورة مياه ومغسلة حديدية بالية ,لا يوجد في الزنزانة أي شباك أو أي شئ يجلب الهواء إلا ماسورة تسحب الهواء وأخرى تعطي هواء .
تتسع الزنزانة لشخصين بصعوبة بالغة ولكنهم كانوا يضعوا فيها ثلاثة لكي يحرموا الأسرى من النوم ولزيادة الضغط عليهم حتى يملوا ويعترفوا.
تعرية الأسير من كل الملابس :
ــــــــــــــــــــــــ
عند دخول الأسير إلى هذا المركز يتم تعريته من كافة الملابس من إلى دون أن يبقى
على الأسير شئ ، وذلك ليزيدوا في إذلال الأسرى وبعد التفتيش الدقيق يعطوا الأسير ملابسه بكل وقاحة ونازية.
من أساليب التحقيق المتبعة في هذا المركز:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من اصعب مراحل التحقيق ، المرحلة الأولى منه حيث يكون الأسير يعاني من قلة النوم لتغير الوضع عليه ، فهو يحتاج إلى بعض الوقت كي يهيئ نفسه على هذا الوضع الغريب ، الذي لاشك انه صعب ,يستغل المحققون هذه النقطة ويتم استدعاء الأسير من أول ساعة يدخل فيها المركز ، وتستمر هذه الجولة التي هي من اصعب الفترات كما قلنا حوالي 42 ساعة ، دون أن يتمكــــن الأسير من النوم والراحة.
وفي هذه الساعات الطوال يتبادل المجرمون المحققون الأدوار ، بحيث أنى رأيت خلال هذه الفترة اكثر من 8 ضباط ، كل واحد بأسلوب معين وبفن إجرامي فريد.
يكون الأسير مكبل اليدين والقدمين مثبت في مقعد صغير حتى يزيد ذلك في الضغـــط
عليه .
بعض أساليب المحققين :
ـــــــــــــــــــ
ومن أساليب المحققيين كما قلنا منع الأسير من النوم لمدة زمنيــة طويلة والشبح
على المقعد الصغير البلاستيكي مما يسبب الأمر في الظهر.
ومن أساليبهم مسك العنق حتى يتخيل الأسير ، أن رقبته ستكسر ، والتهديد بالضرب ، وبعض الركلات وذلك محاولة من هؤلاء الجبناء ، أن يمارسوا الضغط النفسي والجسدي على المعتقل حتى يعترف ويمل بشكل سريع.
ومن الجدير ذكره أن الإنسان متى تغلب على هذه المرحلــة ، فان شاء الله انه انتصر على هؤلاء الجبناء.
ومن أسباب النصر أن يستشعر الإنسان كلام الله ، (( انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين )) ، وقوله تعالى ((ولايستخفنك الذين لا يوقنون)).
فهم والله لا يملكون إلا أسبابا مادية ، والمهم أن لا تتأثر الروح فلو تأثر الجسد
فلا ضير.
أساليب أخرى :
ــــــــــــــ
ومن الأساليب الأخرى استغلال نقاط ضعف الأسير بحيث يتم فحص الأسير طبيــّا وينقل
هذا التقرير إلى عناصر المخابرات ويستغله ضباط المخابرات .
ومثال ذلك أنني كنت أعاني من الربو في تلك الفترة ، وذلك من الرطوبة التي تملأ الزنازين فوضع طاقم التحقيق عندي أحد العملاء المدخنين ، الذين يدخنون اكثر من علبة سجائر في اليوم الواحد ، حتى أنى لم اقدر أيامها على التنفس ، وكنت أعاني من ضيق تنفس قريب إلى الاختناق ، بحيث أنى كنت اطوي قميصي واضعه على انفي وفمي حتى لأشم الروائح .
ولكم أن تتخيلوا الزنزانة بأبعادها ورطوبتها وهذه الروائح بداخلهـــــــا ، ولاشك انه فن إجرامي ليس غريب على قتلة الأنبياء ، ولكن رب ضارة نافعة فقد كانت جولات التحقيق تستمر 12 ساعة .
ومن الجولات كانت : إما في المكاتب ، أو في الغرف ، وفي هذه المكاتب نعم هناك صعوبة لكنها كانت أقل من صعوبة ضيق التنفس وشم رائحة التدخين.
زرع العملاء في السجن :
ـــــــــــــــــــ
والغريب أن هذا العميل كان يتظاهر بالوطنية وكان ….. ومكثت على هذه الحال …. يوما ، وبعد هذه الفترة ذهبت الى محكمة عسكرية ، وتم تمديدي … يوم إضافية ، وكان لي … معتقلـ فرجعت من المحكمة عازم عل التخلص، من هذا الواقع بغض النظر عن النتائج ، فافتعلت مشكلة مع هذا العميل وتضاربنا ، حتى تم إخراجه من عندي والحمد لله رب العالمين وذلك بتوفيق الله سبحانه.
فيا إخواني لا يظهر الإنسان نقطة ضعف لديه لهؤلاء المجرمين الذين سيستغلونها ضده.
ويا اخوتي لتكن هذه عبرة لكم، فوالله خضنا هذه التجربة ، وصمدنـــا ، والحمد لله ولم يكن هذا صعبا علينا ، لأنا كنا نستشعر معية الله سبحانه ومخافته ، فلنتق الله سبحانه وكما قال عليه السلام وما النصر الا صبر ساعة.
ومن أساليبه الرهان على طول المدة ، والفترة المسموح بها حوالي 90 يوم أي 3 شهور تقريبا في قانونهم، ولاشك أن وضع الزنزانة وظروف التحقيق الإجرامية في نظر الصهاينة كافية حتى يعترف المعتقل.
ومن أساليبهم استخدام الوضع الانفرادي للمعتقل بحيث يوضع الأسير في الزنزانة
الانفرادية، وتكون اصغر من سابقتها بحيث مساحتها 60سم عرض وطول 175 سم دون دورة مياه ، أو ماء بحيث يتم إخراج الأسير إلى الدورة بعد الإلحاح.
وتتغلب يا أخي على هذه الوحدة ، باستشعار قرب الله إليك ، وكثرة الاستغفار والجدير ذكره أن فترة المكوث في هذه الزنزانة محدودة 7ايام مثلا.
التهديد بإبعاد أهل المعتقل وهدم بيته :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الأساليب القذرة التهديد بأنهم سيقومون بإبعاد أهل المعتقل ، أو هدم بيوته إذا استمر في الإنكار.
ومن الأساليب الأخرى ، انهم يمنعوا الأسير من الاستحمام لفترات طويلة ، ومنعه مـــــن تغيير ملابسه، بحيث أننا بقينا في نفس الملابس لفترة .. يوما ، وذلك بأن منعوا عني زيارة المحامي وزيارة ما يسمى الصليب الحمر هذه الفترة.
عرض الصفقات مقابل الأخبار عن بقية المجاهدين :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الأساليب المتبعة في التحقيق انهم يعرضوا على الشاب صفقات لكي يعترف عــن
إخوانه المجاهدين مقابل مبالغ من المال ، او يحاولون تصوير الشاب وهم يضعـون في جيبه نقود ، او تمر احد عواهر الصهاينة ، ومن امام الشاب ثم يصورونه ، وهكذا يخاف بعض الشباب الذين يفتقدون الثقة بالنفس ، ويقعون في هذا الفخ ويخسرون الدنيا والآخرة.
ونصيحتي إلى هؤلاء الشباب ، أن يثقوا بأنفسهم ، وأن يستذكروا قصة يوسف عليــه السلام، الذي آثــر البعد عن الحرام ورضي بما لاقاه من سجن وظلم ومس في شرفه.
فيا اخوة والله كل شئ يهون أمام الله ، ثم أمام الناس إلا أن يرتد المرء عن دينه, ولان إخوانك من المؤمنين فلن يصدقوا المخابرات ويكذبوك فلنتق الله ولنتعامل مع الأمور بالحكمة.
ومن الأساليب التي رأيتها انه بعد ان يستحم الشاب ويكون مكره يؤخذ الى غرفة
تحتوي على مكيف هواء حتى يتجمد الشاب ويقول كل ما لديه.
ومن الأساليب القذرة التي يجب على كل إنسان أن يحذر منها أن لا يعطي الأمان لأحد فعادة اليهود ، انهم يضعوا عملاء مع الشباب ، لكي يحصلوا على معلومات وتسجيــلات فليتق الإنسان ربه ويبقي سره في قلبه ولا يخرجه لأحد حتى لو كانت أمه معه فلا يطلعها على شيء.
الطعام مزري :
ـــــــــــــ
أما عن الطعام في هذا المسلخ فهو مزري جدا ، فمثلا كان الإفطار عبارة عن بيضة مسلوقة قديمة جدا لا تطيق أن تشم رائحتها ، وبعض الخبز والغذاء أما أن يكون مربى عنب أو لبنة وكذلك العشاء .
ومما حدث معنا ففي ……. حدثت عندنا حالات تسمم لكل الأسرى نتيجة الإهمال في إعداد الطعام للأسرى .
أما عن معاملة السجان ، فكل اليهود مجرمون ـ ومما يحدث انه إذا أصاب الإنسان ن مرض ، فإنهم لا يخرجونه إلى الطبيب ، إلا بعد أن يسمعوا أنينه وآلامه ، وعندما يخرجه السجان بكل قسوة إلى الطبيب يعامله الطبيب بكل قســـوة وهنجعية ويعطيه حبة مسكن دون مبالاة !!!!!!
ومن المواقف التي قطعت القلب وكانت اشد من سياط الجلادين ، أننا ذات يوم سمعنا صراخ أخواتنا المعتقلات المسلمات ، في زنازين مجاورة كان الصهاينة يرعبونهن ويخيفوهن ، والله إن قلب الإنسان يتقطع ألما ، وما كنا نملك إلا أن نفتعل مشاكل حتى نلهي الصهاينة فينا وفي مشاكلنا.
أتسبى المسلمات بكل ثغر *** وعيش المسلمين إذا يطيب
أما لله والإسلام حــــق *** يدافع عنـه شبان وشيـب
نصائح مهمة للاخوة المعتقلين :
ــــــــــــــــــــــــــ
وفي الختام بعض النصائح إلى الأخوة المعتقلين قبل التحقيق :
قال تعال((ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)) ، فيا أخي لا تجعل هؤلاء الجبناء يستخفون فيك وفي دينك .
أخي الحبيب اجعل الإنكار خط الدفاع الأول ولتكن الكلمة التي ترددها لا أعرف شيئا.
أخي الحبيب لسانك أيها الإنسان ، لايلدغنك إنه ثعبان ، إياك أن تطلع أحدا على سر في قلبك ، في أي مكان في الزنزانة في السجن في كل مكان.
والله يا اخوة تم نقلي خلال فترة التحقيق ، إلى سجن بكل معنى الكلمة فيه خيام وكل من في السجن وسجناء وكان مظهره جديد ، ولكنه مليء بعناصر المخابرات الذين يتنكرون برجال مشايخ ، عندما شعروا أني اعرفهم أخرجت من عندهم وخلصني الله منهم وذلك لأني لم أتكلم بكلمة واحدة .
ولم امكث عندهم اكثر من …. ساعة فقط وذلك بفضل الله افشل الله ما خطط اليهود.
يا أخي لا يملك أحد أن يسألك ما هي قضيتك أو ما قصتك فلا تصارح أحد أيا كان.
واخيرا أقول لكل من قرأ هذه المقالة أو القصة ، إن الغاية التي نسعى لها تنسينا الجراح وتفيض على أنفسنا الحبور والبشر.
وان الإنسان إذا تعرض إلى الأذى والصعاب ، فان الله يدخر لـه اجمل عزاء في دنياه وآخرته ، ويعوضه خيرا ، قال تعالى ((انه من يتق ويصبر فان ذلك من عزم الأمـــور)) .
وانه من توكل على الله فهو حسبه فوالله مكثنا في التحقيــق …. والحمد لله كان العواقب سليمة فوالله بعد الشدة والتعب ما اجمل النصر ما اجمل أن تدوس أنوفهم وتشمخ في زمن الذل والهوان .
فيا اخوة الضربة التي لا تقتلنا لاتزيدنا إلا قوة .
واشهد الله يا اخوتي فقد قرأتم انه كان عندي ربو عندما دخلت التحقيق ولكن عندما من الله علي بالخروج بعد أن صبرت واحتسبت لم أر الربو قط وبعد أن اقسم
الصهاينة أنني سأمكث في السجن … سنوات خابوا وخسروا ولم امكث سوى … شهور.
وبعد كل هذه الصعاب لم أر إلا الفرج والانتصار ، وذلك بفضل الله سبحان وتثبيته وهذا درس لكم يا أخوتي المعتقلين فما بعد الصبر إلا الفرج وما اجمل أن يتنازل هؤلاء الكلاب وتنتصر عليهم.
قال تعالى ((ولينصرن الله من ينصره ) ، ( إن الله بالغ أمره )) . الكاتب: عبدالله الفلسطيني التاريخ: 01/01/2007