يا أيها البطل المغوار - قصيدة |
|
هذه قصيدة لشيخنا ابو محمد عصام البشير حفظه الله
يا أيها البطل المغوار
(خطاب لمجاهد بأرض العراق)
كفكِف دمـوعًا جرت في الخد كالوادي *** وارفعْ جبينَك، إذ تُنمى لبغدادِ
وانس المــراثيَ، قـد ولّت مجالـسُها *** واقرأْ من الفخر ما يحلو لإنشاد
ما ذا زمان البُكا ! فانفض دموعك وانـْـ *** شُر في الفضاء لحونَ القائد الحادي
أنت الإمامُ لنــا، تروي محافلُــنا *** من طِيب ذكرِك ما يزهو به النادي
أنت الضياء الذي من نوره قبــسٌ *** للسائرين، وأنت الكوكبُ الهادي
يا قدوةً للـذين استُضعفوا حِـقبًا *** ملُّوا من القهر، واشتــاقوا لأمجادِ
عدتْ عليهم ضباعُ الأرض قاطبـةً، *** وهم أسودُ الشرى تغلي بأحـقاد
حتى رأوا فيك – والديجورُ يكنفهم - *** نارا على عَلَــم، تبـدو لمُرتاد
علّمتهم أن عيش الذل ما اكتملتْ *** رَيّاه قـطّ، ولا دامت لمنقــاد
علمتهم أن طعم العزّ في أســل *** ظمأى، وجرد عتاق تملأ الوادي
النصر في مدفع تُرمى الحتوف به، *** وليس في صحُف تُتلى وأورادِ
الفتح في ساعدٍ يكدُّ، لا خُطَب *** تَروي حكايات آباءٍ وأجــداد
المجد في سهَر الليل البهيم على *** ثغرٍ يُعَدُّ التَّوى فيه لأوغــاد
يُرمون فيه بضربٍ لا انكسارَ له *** يُصمي الأعادي، ويروي غُلة الصادي
وتلتقي فيهمُ الأسياف مُصلتةً *** فيها انفصالٌ لأرواحٍ وأجساد
علّمتَهم رفع هامٍ طالما انبطحتْ *** للظالمين، لأحقابٍ وآبــــاد
علمتَهم شرب كأس العز مترعةً *** وإن أديرت بتشريد وإبــعادِ
علمتهم أن توحيد الإله يُنا *** في ذلةً لطواغيت وأنـــداد
هذي المهانةُ معْ توحيد خالقنا *** - عند التدبر – جمعٌ بين أضـداد
أسمعتَهم بلسان الفعل تذكرةً *** تغنيهمُ عن مواعيظٍ وإرشـــادِ
حتى مضَوا ينشدون الفجر مؤتلقًا *** تنزاح من نوره غفْلاتُ(1) رُقّاد
وأقبلوا ينثرونَ البِشرَ في أمــلٍ *** واستبدلوا بالبُكا، ترنيمة الشادي
يا أيها البطل المغوارُ: دُمتَ لهم *** ليثا هِزبرا، وطودًا فوقَ أطـوادِ
البشير عصام
شوال 1428
(1) بتسكين الفاء للوزن.