دخلَتْ النّار في هرة !! |
|
الحديث :( دخلتْ امرأةٌ النارَ في هرةٍ حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكلُ من خشاش الأرض ) الراوي: أبو هريرة
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3452
خلاصة حكم المحدث: صحيح
....
هذه إمرأة حبست هِرّة فآلت الى النَّار ..
فكيف بهؤلاء الذين يحاصرون غزة فيمنعون عن المريض الدواء .. وعن الجائع الغذاء !!
كيف بهم عندما يقفون غدا بين يديّ جبار السموات والأرض يعضّون على أيديهم ندما وحسرة ..
سيقول كل واحدٍ منهم وقد اُوتي كتَابه بشماله ونظر بعينيه الى مآله :
( .. يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ ) الحاقة25
{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ }الحاقة26
{يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ }الحاقة27
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ }الحاقة28
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ }الحاقة29
وقفة طويلة ..
وحسرة مديدة ..
وتَمَنِّي لو أنه لم يشهد هذا الموقف ..
ولم يُؤتَ كتابه .. ولم يدر ماحسابه
ثم يتحسّر ألاّ شيء نافعه مما كان يعتز به في هذه الدنيا الفانية :
فلا المال أغنى أو نفع ..
ولا السلطان بقي او دفع ..
...
موقفُ حسرةٍ وندم ٍ يقطعُها الأمرُ العلوي الرّهيبُ :
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ }الحاقة30
{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ }الحاقة31
{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ }الحاقة32
لماذا كل هذا الهول؟
لقد نُشِرَت الحيثيات على الجموع :
{إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ }الحاقة33
{وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }الحاقة34
نعم ..
إطعام الطعام فرضٌ ..
وحضُّ الناس على اطعام الطعام فرضٌ آخر ..
فليس من الاسلام أنْ تأكلَ ملء بطنك ..
وأن تنام ملء جفنك ..
وأن تضحك ملء سنك ..
والى جوارك أخوك المسلمُ محبوسٌ عنه الغذاء والدواء ..
( ما آمن بي من بات شبعانا وجارُه جائعٌ وهو يعلم ) حديث شريف
..
من يموت في غزة فديَّته على كل من شارك في الحصار من قريب او بعيد ..
( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )
هذا في الآخرة وهي أقرب مما نخال ..
..
يا ضِلة العقل وياحيرة المنطق ..
أليس من عين ٍ لهذه الدنيا فترى ماذا يصنع الحصار بإخوتنا في غزة .. وماذ يصنع البؤس الدفين الصامت الذي استعان عليهم بكبرياء نفوسهم فسلبهم الحس والحركة .. ومنعهم الأنين والشكوى حتى ليحسبهم الجاهلُ أقوياء من الصبر أغنياء من التعفف .
متى ياإله الناس يفيق العرب من غفلتهم فتتحقق في امتنا أخوّة الاسلام ..
وتنجلي عن اخوتنا هذه الآثام والآلام ..
واللهُ حسبنا ونعم الوكيل ..
العبّادي