إن أمة فيها مثل أبا الوليد لها ان تحيي ذكره وان تسطر له في سجل الخالدين صفحات كما سطر بدمه صفحات من التاريخ الحديث ...سيظل اسمك خفاقاً وإن زال طيفك..
ان امة فيها مثل عبدالعزيز جديرة ان تعلي ذكره في الخافقين ستظل حياً بيننا وإن فني جسدك.. يا أبا الوليد ...!
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
((اذا احب الله العبد نادى جبريل ان الله يحب فلانا فأحببه , فيحببه جبريل , فينادي جبريل في اهل السماء ان الله احب فلانا فأحبوه , فيحبه اهل السماء , ثم يوضع له القبول في الارض ))
((((( ولو سُفكت منا الدماء بحبكم لطِرنا مع الأشواق من لذة القتل )))))
هؤلاء :
هم الأفذاذ ، هؤلاء يكونون غرباء في مجتمعاتهم ولكن المجتمعات بهم تحفظ وبأمثالهم تنصر وترزق
هم الأذكياء .. لأنهم عرفوا طريقهم إلى الله وإن كان غيرهم يرثي لحالهم ويسخر من تفكيرهم
هم السادة .. وإن كان أهل الدنيا المحرومون من لذة العيش الحق يردون هؤلاء عن أبوابهم ويدفعونهم من مجالسهم
هم القادة .. لأنهم يملكون نياط القلوب ويأسرون الأفئدة بحبهم ... نعم وقادة الدنيا هم المنبوذون حقا .
لأنهم كما قالت أم هارون الرشيد عندما رأت الآلاف المؤلفة تجتمع حول رجل فقالت : من هذا ؟ قالوا : هذا عبد الله بن المبارك عالم خراسان .
فقالت : هؤلاء هم الملوك وليس أمثال هارون الذي لا يستقبل الناس إلا بجنود وشرط
هم الملوك .. كما قال ابن المبارك عندما سئل من الملوك ؟ قال : هم الزهاد ، فقيل له : فمن السفلة ؟ فقال : هم الذين يصلحون دنيا غيرهم بإفساد دينهم
هم الذي يخطون تاريخ الأمم .. لأن صروح المجد لا تبنى إلا بالجماجم والأشلاء
هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوي .. لأن شجرة هذا الدين لا تروي إلا بالدماء
هم الخالدون بذكرهم في الأرض والسماء .. لأن بذكرهم تحيا القلوب وإذا رؤوا ذكر الله
وفوق هذا كله جنة عرضها السماوات والأرض تنتظرهم ، وحور تشتاق للقائهم وتتحرق للقرب منهم
هم المجاهدون في سبيل الله يأتون في المرتبة بعد النبيين والصديقين ، بل تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله ..
ففي الصحيحين : والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل
وفي الصحيحين : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها
يافدا ناظريك كل زعيم ..!
تبسّم بوجــه الردى يافتى فإنّك ماض لجنّــات خلد
ما أبهى تلك الملامح التي نطقت بصمت.. ما أعذب تلك الألسن التي صرخت بأصوات التكبير..
نعم تذكرت ربعيا وسعد بن ابي وقاص والمثنى وخالد بن الوليد رضي الله عنهم ! تذكرت خالدا حين قال في احدى وقائعه لبني عم الامريكان !!
حين قال لقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة قال خالد لهم لو لم تنزلوا الينا لحملنا الله اليكم فلقاتلناكم ولقتلناكم !!
وهل احب\" أبوالوليد \" سوى الموت الذي يفر منه الناس بل يخرجون من جلودهم فرقا منه لو استطاعوا
ولم لا.. وأمثالك يفتخر بأمجادهم التاريخ.. مضى الى الموت ثابت العزم متقد الهمة باسم الوجه !
ولم لا.. وأمثالك يشهد بعرق جهوده بصمات النصر.. وكأني ببن الوليد خالد يرى مؤخرة جيشه ذاك في عصرنا هذا !!
كأني بخالد ابن الوليد تكشف له سجف الغيب ويزوى له الزمان فيرى \" أبوالوليد \" واخوته يعلون رقاب الكفار !!
سيظل موقفكم فخراً لأمتكم وإن اضمحل ذكركم..
نعم حملهم الله الى القوم فقاتلوهم وأثخنوهم وشدوا وثاقهم ثم مضوا سراعا يلحقون بخالد واخوته !!
فليس غيركم في نظري يستحق التحية ومن هم بأمثالكم.. وكل من يخدم دين الله تعالى.
ومن يبك فليبك ابا الوليد.........بدمع الرصاص جرى أحمرا
فقوموا بنا واقروأو الذاريات.........وهيا أقرأو سورة الزمرا
قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله عز وجل يحب الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وان حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة عمياء مظلة )) ....
جماعة صغيرة هم الذين يحملون طموح الامة الاسلامية ... هم الذين يضحون بحياتهم ومصالحهم الدنيوية ..ليحملوا ويحققوا هذا الطموح والامل .!
هم الذين يبذلون الدم والروح من اجل النصر .. ومن اجل هذه العقيدة .. وهي مجموعة صغيرة من مجموعة صغيرة ...!
وأحد رموز هذه المجموعة البطل \" ابو الوليد الغامدي \" ليث الجهاد الاسلامي صافي العقيدة ...
يقولسيد قطب رحمه الله (( فالذين يخرجون في سبيل الله والذين يضحون بأرواحهم في معركة الحق هم عدة اكرم القلوب وأزكى الأرواح واطهر النفوس ، هؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتا .. انهم أحياء .. فلا يجوز أن يقال عنهم أموات .. لا يجوز أن يعتبروا أمواتا في الحس والشعور ولا أن يقال عنهم أموات بالشفة واللسان .. انهم أحياء بشهادة
الله سبحانه فهم لا بد أحياء)) ..
وصدق سيد قطب رحمه الله ، فالذين يخرجون للقتال في سبيل الله بعد أن تركوا أوطانهم وأموالهم وديارهم وأحبابهم وخلافهم وكل ما يملكون ابتغاء مرضاة الله ورفع رأيته لا شك انهم [اكرم القلوب وأزكى الأرواح واطهر النفوس] ..!!
فهؤلاء هم الإخفاء الأتقياء الذين لا يعرفهم أحد ، همهم نصرة هذا الدين ورفع لوائه عالياً خفاقاً ، بهم تحمي الديار وتعيش الأجيال هادئة مطمئنة على أموالها وأعراضها ، هؤلاء مصابيح الهدى ...
انهم أولئك الذين (( تغلي صدورهم كالمراجل حرقة على هذا الدين وعيونهم لا تجف عبراتها حزناً على حال المسلمين فانطلقوا متخففين من حطام الدنيا ))
انهم .. فتية آمنوا بربهم وتمسكوا بهدي نبيهم وساروا على درب أصحابه رضوان الله عليهم فلم يعودوا يطيقوا العيش في بيوتهم آمنين وإخوان لهم في العقيدة يقتلون ويذبحون هنا وهناك وهم لا يحركون ساكنا
انهم الذين عقدوا البيعة بينهم وبين ربهم .. تنازلوا عن الدنيا وملذاتها وكل ما تحويه من نعيم زائل وشهوات فانية مقابل الجنة واعظم بها من منزلة وان كان ذلك في ميزان كثير من الناس هو خسارة وتضييع للمستقبل ولكن هؤلاء لا يدركون حقيقة هذا الدين ولا طبيعته ..
لان أولئك اختاروا الموت من اجل الحياة الحقيقية (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا )) بينما هؤلاء البشر اختاروا الحياة لدنيا ليموتوا كما تموت البعير فلا نامت أعين الجبناء
انهم فتية نظروا إلى واقع الأمة الإسلامية تتمزق أشلاء فآلوا على أنفسهم أن يقتلوا في سبيل رفع راية لا إله إلا الله حتى يكون الدين كله لله
ورحم الله الإمام ابن تيمية عندما قال :
[ فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله ولهذا قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فان تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله .. الآية}
انهم الذين استجابوا لأمر الله وهو يخاطبهم {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليما } و{وان تتولوا يستبد ل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } {ومالكم لا تقتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً } فقالوا لبيك اللهم لبيك
بنوا الإسلام هبوا من رقاد وقد أضناهم ليل الرقود
فلا تعجب لصحوهم ولكن تعجب أن يظلوا في همود
لقد نفروا وقالوا الموت أولى بأهل الحق في ظل البنود
فأما أن نعيش بظل دين نعز به وبالنهج الرشيد
وأما أن نموت ولا نبالي فلسنا نرتضي عيش العبيد
وأخيراً .. انهم أولئك الذين مضوا إلى الله عز وجل الذي لا يضيع سعيهم أن غمطوا حقهم في الأرض فلن يضيع لهم مثقال في الميزان الحق ، وان لم يحتفل بهم أهل الأرض فقد ابتهج بهم الملأ الأعلى واستبشرت بهم الملائكة بأرواحهم فما يضرهم بعد ذلك أن نساهم أهل الأرض أو طعنوا فيهم ، فربهم الذي وفقهم للجهاد في سبيله ورزقهم الشهادة بفضله قد منّ عليهم بالجنة والدرجات العلى ...
يا اهـله لاتـحزنـوا ...............قد باع والله اشترى
هذا الطريق سلكته.................قد خطه خير الورى الكاتب: أبو الزبير السعودي التاريخ: 01/01/2007