همسة..لرواد مواقع الزواج والقائمين عليه.. م

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد

،،

إخوتي في الله ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى : ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء ) البقرة /235 .

انتشرت هذه الأيام البدع في الزواج والخطوبة، فلم نتقيد بمنهج أهل السنة والجماعة، وبعض الناس نراهم يقلدون اليهود والنصارى ويتهاونون في العلاقة ما بين الزوجين، ولا شك أن قلة الوعي الديني والتقليد الأعمى من أهم الأسباب التي جعلت الناس تغفى عن شرع الله تعالى، نسأله الصلاح والهداية...

ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، بل ما نراه في الشبكة العنكبوتية لأمر أخطر وأعظم ، حيث انتشرت المواقع للتعارف تحت شعار الزواج، فباتوا أصحاب القلوب الضعيفة تتسابق لهذه المواقع التي قد وضعت شروطا للمشاركين فيه، فيتطلب من كل مشارك أن يضع صفاته وهواياته وإسمه بل وهناك من يطلب صور شخصية للتوفيق بين الرجل و المرأة..

أين حياءك أختي المسلمة عندما تصفين نفسك ويطلع على أوصافك رجالا غرباء عنكِ!
ما بالك لو اشتهاكِ أحد القلوب الضعيفة بينما تصفين نفسك فيرسمك في مخيلته!!
أين عفتك يا من تعرضين نفسك على أناس لا تعرفينهم !!
هل تُخادعين نفسك بعرضك على رجل صالح !
هناك سيدة قد عرضت نفسها على الرسول صلى الله عليه وسلم تسأله ألك حاجة مني ! كانت ترغب بالزواج منه، من أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم..
بينما هناك فرق عندما تعرضين نفسك على موقع ولا تدرين قلب الرجل إن كان صالحا تقيا أم كاذبا مخادعاً.
وهل تعتقدين أن في هذه الطريقة خيرٌ لكِ !
مما قرأته على الشبكة، لأخت أتحفظ بإسمها، أنها عرضت نفسها على شخص وكان يظهر لها أنه تقي صالح،فتزوجا ولديها أبناء، بينما إلى اليوم يعايرها بأنها عرضت نفسها عليه ولحقت به، ويضربها ويهددها بالطلاق..
فتقول أنها تطيعه وتغسل قدميه في ماء فاتر وتلبي طلباته، بينما لا يعاملها بالمعروف كما قال الله عزوجل ( وعاشروهن بالمعروف )

تلك المواقع قد يشارك فيها المخادع، فيوهمك بطيبة قلبه والتزامه بالدين الإسلامي، بينما هو لا يصلي..
حتى وإن أقسم بالله، فما يدريك إن كان صادقا!

فالشبكة مليئة بشخصيات وأناس تتخفى صفاتهم الحقيقية خلف الشاشة. كوني على حذر، وإياكِ أن ترسلي صورتك وصفاتك لأي شخص كان...واحفظي نفسك وصوني شرفك وحافظي على حياءك..
فإن خلعت ثوب الحياء، لتجردتِ عارية...وبقيت رخيصة، بينما ديننا الإسلام حفظ حقوقكِ وفرض عليكِ الحجاب فالتزمي بما أمركِ به الله عزوجل، حتى تكوني كالجوهرة التي لا تقدر بثمن.

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏‏" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين ‏ ‏تربت يداك ‏ "
جمال الروح والأخلاق وتقوى الله هو الجمال الحقيقي، فحافظي عليه..حيث أن الجمال المظهري يزول مع مر السنين.

فإن كان هناك توفيق في الزواج عن طريق الشبكة فلا يُقاس عليها، حيث أن نسبة النجاح والتوفيق قليلة..

وأنتَ يا رعاك الله يا من ترغب بالزواج، فإن صدقت في نيتك بالزواج، لطلبت من والدتك أن تبحث لكِ عن فتاة صالحة، ولك بعدها أن تراها رؤية شرعية بحيث لا تخلوا بها فإن أعجبتك يكون التوفيق من عند الله تعالى، حيث أنك لجأت لطريقة شرعية لا تغضب الله تعالى...ماذا لو وجدت صورة أختك في هذا الموقع، التي تصغرك بسنوات، هل ستسعد أم ستغضب...أين غيرتك على أمة الله !!
اتقي الله يا أخي، فإن كنت تخلوا بالجهاز وحدك في بيتك، فاعلم أن الله عليك رقيب....

أما لأصحاب تلك المواقع، قد تكون نواياكم في تقليل شأن العنوسة والتوفيق ما بين الرجال والنساء في تزويجهم، فإن كان هناك من النساء من فاتها القطار وتحاول بقدر الإمكان أن تعرض نفسها وصورها للزواج، فتكون مخطئة وواجب إدارة الموقع أن تحذر تلك الفتيات بدلا من نشر صورهم وصفاتهم..

لقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأمر بغض البصر وتحريم النّظر إلى المرأة الأجنبية طهارة للنّفوس وصيانة لأعراض العباد واستثنت الشّريعة حالات أباحت فيها النّظر إلى المرأة الأجنبية للضرورة وللحاجة العظيمة ومن ذلك نظر الخاطب إلى المخطوبة إذ إنّه سينبني على ذلك اتّخاذ قرار خطير ذي شأن في حياة كل من المرأة والرجل

فما هو هدفكم ، وهل تعتقدون أنها طرق سليمة ومرغوبة لدى الناس!
ماذا لو كان بين روادكم من المراهقين والمراهقات وأخفوا حقيقة أعمارهم !
أو يكون بعض منهم من المخادعين والمخادعات..فمن المسئول يا ترى !

فإن كان غرضكم التوفيق بنية الزواج وتقليل العنوسة، لماذا لا يتم وضع قيود وضوابط، دون أن تتطرق الفتاة في وصف نفسها وإرسال صورتها، ويتم مراسلة وليها بعد إرسال المواصفات وإسم الرجل.

ماذا لو تم التوفيق بين رجل وإمرأة بينما كل منهما في بلد...فهذا يصعب عليكما التقريب بينهما!

تميزوا واسعوا في تطوير موقعكم للأفضل، أن يكون في موقعكم زوايا عن أسباب العنوسة وحلول لها، بحيث يتم توعية الفتيات في عمر الزواج، وما المواصفات التي ترغبها كل فتاة بعرض استبيان على سبيل المثال..بعد وضع قيود وضوابط والموافقة عليها من أحد الشيوخ.
وعرض دورات لتفادى المشاكل الزوجية في السنوات الأولى، فإن نسبة الطلاق في ازدياد ..
وكيف يراعي كل من الزوجين واجباته تجاه الآخر..
فإن الحديث عن الزواج والحياة الزوجية يطول، ويلزمنا أن نرسم خطة سليمة لحياة زوجية سعيدة..
فلماذا لا يتميز موقعكم برسم هذه الخطة ويعالج فيها قضايا الطلاق ويحث الفتيات على الزواج بمقالات توضح لهن خطورة رفضهم للزواج في عمر العشرينات بحجة التعليم والعمل...

أعيدوا النظر يا رعاكم الله في موقعكم واتقوا الله وتوبوا إليه فإن الله يقبل التوبة
أسأل الله أن يغفر لنا جميعاً ..فإن أصبت فمن الله تعالى، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

أختكم في الله/ أم رزان

منتدى سفينة النصح