بعد ان قتلوا الولد .. اليوم يقتلون امه ! |
|
عبد الله الفقير
يروى ان بعض النساء خرجن للرعي على عهد نبي الله سليمان,وانه كان من بين تلك النسوة امراتين لكل منها طفلها الرضيع,وقد تركتا الرضيعين عند متاعهن ثم ذهبتا للرعي مع باقي النسوة,وصادف ان هجم ذئب جائع على متاع تلك النسوة فالتهم احد اولئك الاطفال الرضع وفرّ هاربا, فلما ان عادت النسوة من رعيهن ووجدن الذئب قد فعل فعلته ادعت كل من المرضعتين ان الطفل الذي بقي هو ابنها ,
فلما ان اشتد النزاع احتكمن الى نبي الله سليمان,فلما سمع بقصتهن وادعاء كل واحدة منهن حقها بذلك الرضيع قال, اذا, فلنشطر الطفل الى نصفين,تاخذ كل منكن نصف منه,فأما الوالدة المزيفة فوافقت على الفورعلى هذا المقترح, واما الوالدة الحقيقية فرفضت المقترح بشدة وفضلت ان تحتفظ الام المزيفة به كاملا على ان يمسه اي اذى,ولعلمها ان بقاء الطفل حيا عند غريمتها اولى من احتفاظها بنصفه وهو جثة هامدة !.
يخبرنا التاريخ القديم والحديث بان العراق الذي فتحه سيدنا عمر ابن الخطاب لم يكن فيه شيء اسمه"شيعة" منذ ان طهر ارض الرافدين من نجس المجوس والى ما قبل يومنا هذا,وانما كان العراق "عمريا" منذ ان منّ الله على العراق بالاسلام الى ان غضب الله عليه بالامريكان والمجوس!,
بل يخبرنا التاريخ انه حتى الذين ادعوا تشيعهم الحق لسيدنا علي فانهم ذابوا وتلاشوا مباشرة بعد وفاته بعد ان استلم الحكم بني امية, وبعد ان كان الحسن ابن علي اول من تخلى عن "تشيعه" لابيه بعد ان راى ان المصلحة العامة للمسلمين تقتضي تنازله عن الحكم خصوصا وهو يرى كيف ان الفتوحات الاسلامية توقفت كليا في عهد سيدنا علي.
يقال ان الفتنة الشيعية كانت تطل على العراق براسها المجوسي بين الحين والاخر خصوصا في تلك الازمان التي يضعف فيها سلطان الدولة او يتسلط عليها اعداءها,لهذا ظهر اول راس للتشيع بنسخته المجوسية بعد احتلال هولاكو لبغداد,بعد ان تحالف مع الشيعة من اجل اسقاط الدولة الاسلامية,
ثم اعقب ذلك ظهور البويهيون في بلاد فارس والذين وطدوا التشيع المجوسي بعد ان بذلوا الاموال من اجل "التنظير" للدين الشيعي خصوصا بعد ان اهالوا على راس "ابن سينا" الكنوز من اجل ان يسخر فلسفته لنصرة "التشيع"المجوسي انطلاقا من جبال "الحشاشين".
كان الصراع القومي بين الاتراك"السلاجقة" والفرس"البويهيين" من اهم الدوافع التي رسخت اقدام التشيع المجوسي في بلاد فارس خصوصا بعد ان اصبح التشيع هو "العقيدة" الوحيدة التي يستطيع من خلالها من تبقى من طبقة الكهنوت المجوسي الحفاظ على هيبتهم وسطوتهم,
ويكفي ان نعلم بان خامنئي ومن قبله خميني ومعه شيعة ايران كانوا يحتفلون بعيد نوروز المجوسي اكثر من احتفالهم باعياد المسلمين,بل ويكفي ان نقرا ما نقله الشيعة زورا وبهتانا عن سيدنا جعفر الصادق بخصوص الاحتفال بنوروز وتقديسه لنعلم حقيقة الكهنة الذين وطدوا للتشيع واهدافهم منه.
في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين
كان العراق يخضع بالكامل تقريبا الى سيطرة الدولة العثمانية"السنية",ولهذا كان اغلب سكان العراق من شماله الى جنوبه هم من اهل السنة الا نزر يسير ممن كانوا يصنفون على انهم "تبعية"(اي تعود تبعيتهم لايران),وهم اعداد قليلة يسكنون النجف وكربلاء ومدينة الكاظمية وبعض احياء بغداد (كانت كربلاء الى وقت قريب مجرد صحراء فيها قبة ذهبية ,
بل ما زال عدد نفوس محافظة كربلاء الى اليوم لا يتجاوز المليون نسمة رغم كل الوافدين اليها من ايران ,واما النجف فكانت عبارة عن مدينة صغيرة تحيط بقبر سيدنا علي تحوي بعض البيوت القديمة ومقبرة !!),
وعلى خلاف ما تروج له قنوات خبيثة كقناة الشرقية وغيرها من التي تخصص ملايين الدولارات من اجل انتاج مسلسلات تظهر وكان الشيعة كان لهم نفوذا ما في بغداد او البصرة (منذ الاحتلال الامريكي للعراق والى اليوم تعكف قناة الشرقية على انتاج مسلسلات تتحدث عن تاريخ العراق الحديث تركز فيه وبشكل مثير للريبة على العمامة السوداء ودورها في العصر الملكي وما بعده في محاولة لطمس اي هوية سنية للعراق وتماشيا مع الترويج الايراني الامريكي لشيعية العراق!) ,
فان اغلب المؤرخين ومن ضمنهم المؤرخ الشيعي علي الوردي يعترف بان الشيعة كانوا اقلية صغيرة يسكنون الاهوار والمناطق النائية في العمارة والناصرية ,وان مدينة كالبصرة التي كانت تفوق مدينة بغداد من حيث اهميتها السياسية والتجارية والعمرانية كانت الاغلبية العظمى فيها لاهل السنة,وان السبب في تعاظم نفوذ الشيعة في البصرة تحديدا وجنوب العراق عموما يعود الى عاملين,
الاول هو كثرة عدد "الهنود" الذين اتى بهم الاحتلال الانكليزي للعراق كجنود مرتزقة ثم تركهم في العراق ليستوطنوه ,وهؤلاء اغلبهم من الطبقات المعدومة المال والثقافة ,وكان اغلب هؤلاء من البوذيين او الهندوس وقليل منهم من المسلمين,وقد تشيعوا بعد ان استدرجهم كهنة المجوس بواسطة التمن والقيمة و"الهريسة" التي كانوا يقيمون ولائمها في المناسبات الشيعية .
اما العامل الاخر فهو كثرة معدل تناسل الشيعة مقارنة بباقي مكونات المجتمع العراقي,فاذا كان جميع علماء الاجتماع يقرون بان الفقر وضعف المستوى الثقافي احد اشد العوامل المؤدية الى كثرة الانجاب في المجتمعات الفقيرة,فان الشيعة ومن خلال ابتكارهم لزواج المتعة وتحريضهم المستر على ممارسته يعتبر عامل اكثر فعالية في تضخم عدد الشيعة في المجتمع (وهذا ينطبق على الشيعة في البحرين ولبنان ايضا).
يعتبر "الشروگ"(او الشروگية او المشارگة وكلها لقب يطلق على الشيعة الذين قدموا من جنوب العراق واستوطنوا بغداد على عهد عبد الكريم قاسم,حيث كان اكثرهم يمتهنون الاعمال الوضيعة كتنظيف البيوت والشوارع او الحراسة ,فيما كان كثير منهم يمتهنون الجددية (التسول) كعمل اضافي !) من اشهر الدلائل على اصول الشيعة في العراق,فملامحهم الهندية بشعرهم الاسود "الدهني" وبشرتهم السوداء المصفرة وعيونهم السوداء تظهر بشكل واضح حقيقة انتمائاتهم الاصلية (يكفي ان تنظر لصورة "ابراهيم بحر العلوم" لتعرف حقيقة اصول هؤلاء الشروك ومن اي ارض هبوا علينا!),
الطريقة التي استوطن فيها الشروك بغداد والبصرة هي نفس الطريقة التي استوطن بها الشيعة البحرين ,ونفس الطريقة التي استوطنوا فيها لبنان,وهي نفس الطريقة التي يحاولون اليوم استنساخها للهيمنة على مناطق في السعودية والكويت !!,
ياتون بصفة عمال,ثم تنهال عليهم الاموال من كهنة المشروع المجوسي,ثم وبوجود المتعة يتكاثرون بصورة تفوق المعدلات الطبيعية,ثم وبصورة تدريجية يتغلغلون في المجتمع وفي مرافقه الاجتماعية والسياسية مستغلين اما ضعف الدولة او انشغالها باعدائها,ثم ومع وجود اليهود والصليبيين المتربصين بالامة الدوائر يشتد طرق الشيعة لابواب هؤلاء عارضين عليهم سيناريو "هولاكو الطوسي" كما فعلوا في العراق ويفعلون في البحرين,او سيناريو "خوفني لكي اتسلح",كما فعلوا في لبنان والسعودية,
ثم ومع انشغال اهل السنة عنهم وبتربصهم للفرص وتحينهم لها,تجدهم فجأة وقد علا صوتهم وكثر نباحهم, حتى ينتهي بك المطاف لتجهم ينافسون اهل البلد على ارضهم واملاكهم وتاريخهم,كما هو حاصل في بغداد اليوم, وكما هو "سيحصل" في البحرين بعد ايام!.
في العراق كان اهل السنة هم "ام الولد",
بل لم يكن هنالك "ضرّة" او "غريمة" تفكر مجرد التفكير في ان تدعي انها ام الولد او ان تلمس ذلك الولد مجرد لمسة!!,
لكن ومع وجود سياسيين حمقى يتسيدون على اهل السنة وعلماء دين اكثر غباءا من الغباء نفسه,فقد تنازل اهل السنة شيئا فشيئا عن الولد لصالح تلك الدعي الماكرة,تارة بحجة انهم ضعفاء لا خوف من الرافة بهم او الاعتراف بوجودهم ,كما حدث عندما افتى احد شيوخ الازهر قبل عقود بجواز التعبد بالدين الشيعي مع علمه بمنكراتهم وشركياتهم التي تفوق التصور وحجته في ذلك "وحدة الاسلام"!!,
او بعد ان خدعوهم بانهم سوف ينتهون عن لعن ابي بكر وعمر وباقي الصحابة ان تم الاعتراف بالشيعة كمذهب خامس (كان اكثر ما يطمح اليه الشيعة هو مجرد الاعتراف بهم كملسمين,واليوم اصبحوا يعتبرون المسلمين كفارا لانهم لا يؤمنون بعصمة علي او ولاية خامنئي الفقيه!!,في مؤتمر النجف الشهير الذي قيل انه وحد الشيعة والسنة ظن علماء اهل السنة ان مراجع الشيعة سيصدقون معهم ويوفون بعهدهم حين ادعوا بانهم سينتهون عن لعن الصحابة,فما ان مرّ اقل من شهر حتى عادوا لنفس اللعنات في اول مناسبة من مناسباتهم!!,
قبل اشهر قيل ان خاتمي امر بعدم التعرض لرموز اهل السنة,
لكنك لا تجد وسيلة اعلام شيعية واحدة تطيع خامنئي في تلك الفتوى (ان صحت) رغم ان الجميع يقولون بان طاعته واجبة!!),لتكون تلك بداية ظهور راس الشيعة ,ولينتهي المطاف بهم اليوم وهم يهددون باحتلال السعودية وطرد "الوهابية" من الكعبة وسدانتها بعد ان اصبحوا اليوم يدعون انهم ليس فقط "ام الولد" في العراق,بل وانهم "ام الولد" في الكعبة ايضا!!!!,
فقد بات الشيعة اليوم يصورون للعالم انهم هم المسلمون
وان كل ما عداهم "كفار" بل اشد من الكفار جرما وهم"نواصب"!!,
وما زال ياسر الحبيب وامثاله ينظمون المسيرات في لندن وواشنطن يستجدون فيها دعم "الكفار" لـ"تحرير الكعبة" من ايدي "الوهابية" الارهابيين!!.
واليوم فقط يكتشف القرضاوي ان الشيعة "ليسوا" اخوانه كما كان يصرح سابقا!!,
واليوم فقط يكتشف بعض "عملاء" المسلمين ان الشيعة الذين حرّموا على علماء المسلمين مجرد الدعوة لنصرة اهل السنة في العراق وهم يبادون على يد الامريكان والمجوس,يكتشف هؤلاء اليوم ان مقتدى الصدر "العراقي" يهدد ملك البحرين و"يامره" باطلاق سراح"جميع" الشيعة "البحرينيين" فورا والا فانه سوف يفعل كذا وكذا (قبل سنوات عندما كانت حرب الابادة ضد اهل السنة تجري على قدم وساق,كان الشيعة يثورون بوجه كل من يطالب بنصرة اهل السنة ويعدونه تدخلا بالشان العراق!!,اما اليوم حين يستجير السيستاني باردوغان من اجل نصرة شيعة البحرين فلا نسمع من ينتقد ذلك الكاهن على تدخله السافر ذاك في الشان البحريني!!) !!!!!.
علت قبل ايام فكرة "الاقليم السني" في العراق,
ورغم ان الفكرة موجودة منذ سنوات,بل منذ ايام الاحتلال الانكليزي للعراق,الا ان ظهورها اليوم اثار حفيظة اربعة اصناف من الناس,
الاول هم اناس طيبوا القلب وسليموا النية هم يؤمنون بانهم "ام الولد" الحقيقية كما في قصة نبي الله سليمان, ففضلوا ان يهبوا العراق كاملا لغريمتهم"المجوسية" وان يتحملوا كل اشكال العذاب والاهانة والظلم على يد الشيعة يحدوهم الامل بان لا يقسم العراق فيفقدوه الى الابد.
وقسم اخر اثارت تلد الدعوة حفيظته خوفه على مصالحه الخاصة لا اكثر ولا اقل,فانفراد اهل السنة باقليمهم يعني ان تضيع املاكه ومصالحه الخاصة في مناطق شيعية سوف يكون من الصعب عليه رعايتها.
وصنف راى ان ظهور هذه الدعوة من قبل النجيفي والمطلك والهاشمي يعني انهم سوف يتسيدون "سياسيا" ذلك الاقليم مما يعني فقدانه لاي امل في المنافسة لاحقا,وفي نفسه امنية بان يكون هو اول من دعى لانفصال اهل السنة!!.
واما القسم الرابع فهم الذين يخافون ان يكون الاقليم السني عبارة عن دولة سنية قوية ومتطورة تستطيع ان تستقطب كفاءات اهل السنة العلمية والادارية و"العسكرية" ,مما يعني انها يمكن ان تنمو تدريجيا لتكون دولة قوية عسكريا وعلميا و يمكن ان تفكر بعد فترة في اعادة ضم الاقليم الشيعي والكردي اليها من جديد بغزوات كغزوة اعادة الفرع "الكويت" الى الاصل!!, لذلك اصبحوا اليوم هم اول من ينتقد اهل السنة على تفكيرهم بالانفصال بعد ان كانوا هم اول من توسل بالامريكان ادراج امكانية انفصال الاقاليم ! (قبل اكثر من اسبوعين صرح جلال الصغير بان المقبور عبد العزيز الحكيم كان وهو على فراش الموت يحث اتباعه على ضرورة تنفيذ فكرة اقليم الشيعة" الجنوب",وها هو الصغير اليوم اول من يتهجم على النجيفي لدعوته تلك!!).
يسألني بعض الاخوة عن رايي الشخصي في انشاء اقليم لاهل السنة,, وهل انا مع دعوة النجيفي ام لا؟؟,
ولا اخفيكم سرا فاني كنت ومنذ اشهر اعد لمقال بعنوان "سوف تنتهون الى ما ابتدأت به القاعدة عملها في العراق",اضع فيه بعض وجهات النظر المخالفة لراي البعض من حسني النية في ضرورة انفصال اهل السنة لثلاث مبررات
الاول هو انعدام اي احتمالية لان يعيش اهل السنة مع الشيعة في وطن واحد خصوصا مع وجود ايران ومراجع شيعة لا يفكرون سوى بالانتقام من اتباع ابي بكر وعمر!!,
وثانيا فان تعامل الحكومة الشيعية مع اهل السنة وكانهم مواطنين من الدرجة العشرين (وليس من الدرجة الثانية) سوف يبيد تدريجيا اهل السنة مما يجعلهم "جنس منقرض"!!,
وثالثا فان تحرير العراق لا يمكن ان يتم دفعة واحدة,بل يجب ان تحرر مناطق اهل السنة اولا ثم الانتقال بعد ذلك لتحرير الشمال والجنوب,وتلك كانت بعض فقرات ذلك المقال.
فيما اختزن بذاكرتي ومنذ اكثر من ثلاث سنوات بمقال اخر بعنوان"تفكيك الدولة بداية لتكوين الامة" اضع فيه الخطط الممكنة لافشال المشروع الامريكي لتقسيم المنطقة من خلال الاستفادة من الفرص المواتية وليس مواجهة الفرص المضادة,وسوف نورد تفاصيل ذلك لاحقا باذن الله.
واما المقال الثالث الذي احتفظ بمراجعه التاريخية منذ ان كتبت المقال المعنون"مستر خمسة بالمية حلم كل عميل!!"قبل سنوات ,وتحدثت فيه عقود النفط التي وهبت لليهود والامريكان بدون رقيب ولا حسيب,وكيف روجوا لنفط الشيعة على حساب "نفط السنة"!!.
سوف احاول في الايام القادمة ان اكتب هذه المقالات لاوضح فيها بعض ما قد يخالف راي البعض,يحدوني الامل بان تفهم المقالات جيدا,خصوصا وان الولد الذي يريد البعض ان يهبه للشيعة خوفا من "شطره" قد مات منذ قرون,وان الاحتفاظ بنصف جثة نسال الله ان يعيد اليها الروح خير من ان تهب الجثة كلها لعدو ماكر سوف يلقيها في البحر او يرميها في المزبلة او يحرقها في اقرب نار للمجوس,فيما اقصة اهدافه هي ان يقتل ام الولد بعد ان قتل ابنها!!.
والسلام عليكم