هزلت ورب الكعبة متبرجة تستهزئ بمحتشمة!

 

في مجلس من مجالسنا الغريبة والتي تضم جملة من المتناقضات...


متناقضات لم ولن تجتمع في مجلس سوي أبدا..


لن تجتمع في مجلس قائم على التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛


في مجلس يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر؛ أبدا لا تجتمع


وإنما تجتمع في مجلس مثلوم؛ وثلمته كبيرة أيضا وأكثر مجالس اليوم هذا حالها والله المستعان.


..


وكان في صدر هذا المجلس فتاة في الثلاثين من عمرها جمعت بين كثير من المعاصي


فجزء من جسدها عاري والجزء الآخر لحم مضغوط بلبس الضيق



وقد قال صلى الله عليه وسلم في فعلها :
( صنفان من أهل النار لم أرهم ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , وإن ريحها توجد من مسيرة كذا وكذا)


!!


ورائحة عطرها تسبقها وهي تركب مع السائق وتمر الأماكن العامة


وقد قال صلى الله عليه وسلم:
( أيما امرأة استعطرت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)


!!


وحواجبها منتوفة يُتقزز منها


وقد لعن رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الواشمات ‏ ‏والمتفلجات ‏‏والمتنمصات‏ ‏المغيرات خلق اللهعز وجل


!!


الشاهد أنها جمعت القبح من أطرافه وأصرت عليه؛؛ حتى أظافرها:


كأنها مخالب هرة وهذه معاكسة صارخة منها للفطرة السليمة، والسنة الكريمة معا.


وأما شعر رأسها فله هيئة غريبة وكأنها قامت بعملية نسخ ولصق من إحدى فاسقات الإعلام الماجن.


و أما عيناها فكأنها عيني مدمن فساد من عدسات ترتديها..



تذكرني هيئتها الرديئة بوصف العشماوي لها حين قال:


زماننا والناس في غفـــــــــلة* قد ضيعوا فيه الموازينا
ليلى والتي أعرفها أصبحت* ياضيعة الأحلام كارينا!


..


فتاة لا أحد يجرؤ على نصحها في هذا المجلس فضلا عن ردعها..


وأحسن الأخوات حالا فينا أن هجرتها في المجلس وأعرضت عنها تماما


لا توجه لها حديثا ولا تسمعه منها؛


وهذا أقل درجة إنكار المنكر، وأضعف الإيمان؛ وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال ذرة.


..


وفي المجلس نفسه وفي زاوية من زواياه تقبع فتاة أخرى في العشرين من عمرها؛ كأنها شمس شارقة:

جمال ووضاءة، وحشمة وأناقة؛ وحياء تزينت به فتوّجها هيبة ووقارا؛ لها منطق حسن مألوف، وتتمتع بظرافة في نطاق المشروع؛ لقد تمنيتُ والله أن أحمل هذه الفتاة على رأسي تقديرا لاستقامتها، وتمسكها بأمر ربها، وصمودها أمام صيحات المفسدات؛ المنحرفات، وأمام أسواق أغرت الكثير على التنازل، وأمام شاشات فضائحية معولها ينحت في الصخور الجامدة!


كثر الله من أمثالك يا فاضلة


إي وربي فرؤيتها تسر عين المؤمن، وتسر قلبه بحديثها، وطهارة تفكيرها فلله درها ما أسعدها وما أسعد جلسائها


..

نعود لبيت القصيد هنا والذي هز القلم هزة فسطّر ما تقرءون:

فحين جاء موعد انصراف هذه الفتاة الملتزمة


قامت وارتدت عبائتها الوافية المستكملة للشروط الشرعية؛


عباءة هي ورب الكعبة أفضل من عباءة محدثتكم؛ ثم خرجت مع والدتها؛ لا يفرق الناظر بينهما ولا يدري أين الأم من الفتاة؟!


نعم هكذا خرجت صاحبتنا ـ ولهذا شرع الحجاب ـ


وحين توارت عن المجلس ما كان من جليسة السوء هذه إلا أن:


لمزت وهمزت وسخرت منها ومن حجابها؛ وضحكت بملء شدقيها، وتندرت بها وعيرتها بالتخلف، ونعتت حجابها بحجاب العجوز!


!!


ما أتعسك من متبرجة وما أشقاك من عاصية؛ فإن كانت عيوب صاحبتنا هي محاسن حازتها فقولي بالله كيف تعتذر؟!


ينطبق على هذه قوله تعالى:


(أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
يا إلهي كيف رأت هذه الكاسية العارية المجاهرة بكبائر ذنوبها أن عملها عملا حسنا؟؟


حتى تعيب على من لا يعمل مثل عملها؟ مسكينة هذه وشقية؛


و يا إلهي أنست هذه الفاسقة الله؟ فأنساها نفسها:


(..نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ }

يا إلهي كيف تجرأ وتسخر من عباد الله الصالحين؟ ألم تقرأ القرآن؟ ألم تتلو قوله تعالى وهو يصف حال المجرمين المستهزئين بالملتزمين:

َ(قالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ* رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ* قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ* إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ* فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ) !!!

...



لقد أدركت يومها وفهمت بعض الأسرار في ماهية الشاب الناشئ في طاعة الله لماذا هو من السبعة الذين يضلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؟
ففي زهرة الشباب والنفس توّاقة لجذب الأنظار إليها وداعية للهوى ومع ذا آثرت رضا الله وطاعته فثمة إذن إيمان كالجبل الراسي؛ ساكنا مهجتها حجبها عن فعل القبيح، وعن قول القبيح، وعن لبس القبيح؛ حتى تندر بها السفهاء، وبدت غريبة الأطوار، مطمورة في مجالس المترفات المسرفات؛ فأصبحت وأمست بينهنّ كالغريبة؛ فغدت كالقابضة على جمرة!

فــ:


يا الله ما أكرمك حين جعلت ثوابها الاسترواح في ظلك يوم لا ظل إلا هو لتنعم به وتأنس به وينسيها مرارة الدنيا ووحشة الطريق وقل المعين ومجالس الغربة.. فياله من نعيم وسرور وظل وحبور؛ وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.



والحمد لله رب العالمين.


..


كتبته سلمى القحطاني


مجلس حواء العام


الأربعاء17/3/1431هـ


حقوق النشر متاحة لكل مسلم ومسلمة.


الكاتب: سلمى القحطاني
التاريخ: 04/03/2010