نعي الامام العلامة المجاهد أبو حفص الجزائري

 

وحزنت الجزائر
الحمد لله المتفرد بالبقاء والعز والكبرياء .

والصلاة والسلام على صفوة الأنبياء محمد بن عبد الله صاحب الشفاعة واللواء صلى الله عليه وسلم ما طلع القمر وأشرق الضياء وبعد :

لقد نزل على الجزائر يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر مصاب جلل ألا وهو مقتل شيخ من شيوخها وعلم من أعلام الدعوة والجهاد عبد الناصر إبراهيم الرحماني المكنى أبو حفص ، هذا الجبل الأشم الذي تقطعت الأكباد لمقتله كثير منهم لا بعرف قدره ومنزلته وزاده العلمي وجهاده .

فلقد كان رحمه الله من رجالات الدعوة إلى الله في فترة الثمانينات ، ثم من السابقين الأولين للجهاد في سبيل الله في فترة التسعينيات ، ثم سجن رحمه الله مدة سبع سنوات وأوذي فيها وعذب رحمه الله ، ثم أطلق سراحه سنة ألفين ميلادية ، واشتغل بالدعوة إلى الله وتربية الأمة وتوجيه الشباب ، والإهتمام بجراح الأمة في الجزائر وخارج الجزائر ، وكان للشيخ من الزاد العلمي ما إذا لو كان في المشرق لكان من العلماء ـــ فالمغرب معروف بتضييع العلماء وتقزيم الفضلاء كما قال ابن خلدون ـــ ، فلقد كان يحفظ الصحيحين البخاري ومسلم عن ظهر قلب ، كما كان يحفظ كذلك مسند الإمام أحمد عن ظهر قلب وكتاب الزهد لعبد الله بن المبارك وغيرها من كتب السنة مما لم يصرح الشيخ بحفظها تواضعا منه .

وقبل هذا كله كان يحفظ القرآن الكريم برواية ورش من طريق الأزرق ومن طريق الأصبعاني وبرواية قالون كذلك وبرواية حفص عن عاصم كذلك ، وكان يحفظ في النحو ألفية بن مالك مع ضبط الشرح ، وكان يحفظ في الشعر المعلقات العشر وكتاب جمهرة العرب والمذهبات ، كما كان بارعا لم يرى مثله في السيرة النبوية وسرد أحداثها .

وكان الرجل آية في هذه البلاد في الوعظ والخطابة ما سمع أحد كلامه إلا بكى وانتحب .

والمقام لا يسع لذكر فضائل الرجل فهذا فيظ من غيظ ، وبطاقة تعريف بسيطة للشيخ ، والله نسأل أن يتقبل الشيخ في الشهداء فلفد قتل غدرا رحمه الله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

كتبه الاخ نور الصبح

الكاتب: نور الصبح
التاريخ: 01/01/2007