( التميّز في حفظِ الـقرآنِ الكَريـم ) قِصصٌ شَاهدتُهَا وسمعتهَا .. ! |
|
في مكة المكرمة , وتحديداً في مسجد المقرئ عبدالودود مقبول حنيف يقول صاحبي جاء أحد الأشبال ربما كان في الصف السادس إبتدائي وقال للمقرئ : أتممت ضبط القرآن , فهل أبدأ بالشاطبيّة (*) ماشاء الله زاده الله من فضله ..
(*) بالمناسبة الشاطبية : هي متن في القراءات , وتزيد على الألف بيت .. وبعض الكبار يعجز عن قراءتها نظراً , فكيف بحفظها
.
كنت أسير مع صديقي في أحد ساحات الحرم المكي , فرمقت ببصري أحد الأشبال , وأعتقد أن عمره 10 سنوات ..
المهم تبين لنا أن هذا الشبل يحفظ القرآن كاملاً .. والنماذج في الحرم المكي والمدني كثيرة من هذا النوع .. ماشاء الله زاده الله من فضله ..
.
قبل سنوات كنا في المسجد النبوي , وقد عقدنا حلقة مصغرة , نتسامر فيها , وكان معنا أحد الأشخاص قد أتم ضبط القرآن كاملاً .. وبدى له أن يتحدى جميع من في الجلسة أن يجدوا عليه غلطة واحدة , من الفاتحة حتى سورة الناس .. ووالله عجزنا . ماشاء الله زاده الله من فضله
.
كنت بجانب أحد المشايخ في أحد المساجد , فدخل رجل كبير في السن إلى المسجد , وتبين لي أنه أبًا لهذا الشيخ / فسألته عن حال أبيه وصحته
فقال لي مبتسمًا : إن أبي قد تجاوز التسعين سـنة , وهو يحفظ القرآن كاملاً إلا بعض السور .. ماشاء الله زاده الله من فضله
.
سألت أحد المشايخ عن كيفية حفظه للقرآن في أوائل الطلب فقال لي :
كنا نجلس من بعد صلاة الفجر .. نراجع فيها القرآن .. وكان بعضنا ينهي في اليوم 10 أجزاء , والبعض ينهي20 جزء , وبعضنا ينهي القرآن كاملاً ويعيد عشرة أجزاء مرة أخرى ..
ظللنا على هذه الحال لمدة ثلاثة أشهر .. حتى ضبطنا القرآن بإتقان ..
ثم نحأ برأسه إليَّ قائلاً : إني أتعجب من بعض طلاب العلم في هذا الزمان , ممن يفخر أنه يراجع في اليوم ثلاثة أجزاء .. !
بالمناسبة هذا الشيخ في بريدة .. ويشار إليه بالبنان في إتقانه القرآن .. ماشاء الله زاده الله من فضله
.
أعرف أحد الطلاب , كان إذا حفظ السورة يراجعها ويكررها أكثر مـن 80 مــرة .. وانتهى من القرآن بهذه الطريقة .. ماشاء الله زاده الله من فضله
.
يحدثنا أحد الأجداد بأنهم كانوا بالسابق , يكررون الوجه الواحد من المصحف أكثر من 100 مـرة ..وللعلم فهؤلاء ليسوا شناقطة بل من نجد .. ومن بريدة بالتحديد
.
وآخر مضى عليه سنوات وهو لم يقتح المصحف .. لأنه لايحتاج لذلك , فمصحفه في صدره ..
قال تعالى ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )
ماشاء الله زاده الله من فضله
.
في أحد الجوامع يجلس أحد المشايخ من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الجمعة , فإذا دخل الخطيب فإذا هو قارب على ختم القرآن حفظـا .. ماشاء الله زاده الله من فضله
.
في رمضان الماضي سمّعت لأحد الأخوة القرآن كاملاً وذلك في ظرف أربعة أيام فقط , ولم أرى منه تعتًعةً وتلكؤ .. ماشاء الله زاده الله من فضله
ماشاء الله . . أسأل الله أن يزيده .. ومن فضول الكلام أنني كنت أنظر إلى المصحف حال تسميعه .
.
يحدثني أحد الأباء قائلاً : ابني في الصف الثالث ابتدائي , ويحفظ عشرون جزء .. ماشاء الله زاده الله من فضله وزرقه برّه ..
هذه النماذج للأخوة , ولاأشك طرفة عين أن هناك نماذج مشرقة للأخوات , ممن قد ضبطن القرآن
ولايخفاكم أن هؤلاء الحفّاظ , لم يأتوا من كوكب المريخ أو زحل
ولم يكن لهم أكلات خاصة وخلطات سرية أكلوها , وعلى إثرها حفظوا القرآن , إنما جاهدوا وبذلوا , ونحروا كبش الرفاهيّة فداءً للقرآن
فكانت نعم العاقبة وما أحلاها من عاقبة .. ( ونعم أجر العامليـن) ..
تذكر أنه ليس أمراً سهلاً أن يكون كلام الله بين جنبيك , فتتلوه ليل ونهار وتقرأه في صلواتك المفروضة وفي النوافـل
لذا من دواعي الغبطة , أن ترى غيرك قد حفظ القرآن , ويحق أن لك أن تغبطه , وهذا مايسمى بالحسد المحمود .. الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا )
إنني أستغرب كثيراً ممن يمضي الساعات الطوال في حفظ أبيات القصيد , وترداد الأهازيج والأناشيد , ولم يألوا جهداً أو يبذل سعيًا في حفظ القرآن , بل لم يفكر في هذا الأمر بتاتًا , ولم يطرأ على باله .. !
هل تسمحوا لي أن أطرح هذا السؤال ؟!
كم عمرك ؟! وكم تحفظ من كتاب !
مازال في العمر فسـحة في أن تحفظ كتاب الله , ولو أقل القليل ..
وقد قيل :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم = وتأتي على قدر الكرام المكارم
.
.
منقــــــــــــــــــول