الفلوجة .. وبشر المؤمنين |
|
مدينة لا تتجاوز مساحتها خمسة كيلومترات في خمسة كيلو مترات..
تحيطها من الشمال الدبابات ومن الجنوب الدبابات ومن الشرق ومن الغرب..الدبابات أيضا..أما من فوق..فسخائم القذائف..وأما من تحت..فخيانة الشرطي والجندي الذي هو في الغالب رافضي الاعتقاد..لأن ما يسمى بـ"فيلق بدر" انتظم في سلك هذه الشرطة العميلة وقل مثل ذلك عما يسمى بالحرس الوطني..ثمنكوص الكثرة الكاثرة من عالمنا الإسلامي عن نصرة هؤلاء..لهذا كله أقول كما قال الله "وبشر المؤمنين"..
لقد استمر هطول الأمطار المباركة من لدن رب العزة..بضعة أيام..أبطل خلالها سبحانه سلاحهم الكيماوي الذي بثته يد الغدر الأمريكي على إخواننا في الفلوجة..وهذا خبر موثق..وليس تطبيلا وتزميرا أو تهويلا على شاكلة مفرقعات الجرائد الصفراء..
ولهذه المعارك الفلوجية..عرق ينتسب في الأعماق إلى معركة بدر الأولى..فاستمع كيف من الله على عباده إذ ذاك"وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام"
وإن معركة الفلوجة اليوم..تمثل مفصلا تاريخيا لا يقل أهمية عن حطين أو عين جالوت مثلا..ووالله العظيم..لن ينتصر ألئك العلوج..على هؤلاء النفر المجاهدين..الذين فجروا في قلب كل حي..أمجاد الصحابة مع كل قنبلة أو طلقة يفجرونها في العدو الخسيس الذي ينازع الله في ردائه وإزاره..أما رداؤه فالعظمة..وأما إزاره فهو الكبرياء..وفي الحديث القدسي أخبر الجبار عز شأنه أنه من نازعه فيهما ..قصمه الله العزيز القهار..
إنها ليست كليمات للترفيه والتسلية أو التسرية..مع أننا مأمورون بالتفاؤل..لكنها الحقيقة بإذن الله وهي ماثلة لكل من تمعن في سنن الله..
وإنما النصر صبر ساعة..
ومع التكتيم الإعلامي الرهيب..يأبى الله إلا أن يفضحهم..بأيديهم..كما قال الله تعالى"يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين"
فلقد شاهد الناس ذلك العلج الداعر وهو يجهز على أخينا المسلم في بيت الله..وما كان لهذه الصورة أن تتسرب إلا بموافقتهم هم..ليحققوا بذلك هدفين..:-
الأول-بث الرعب في قلوب الناس وترسيخ معاني الذلة والمهانة..في نفوس المسلمين في الفلوجة والعراق خاصة..وفي العالم الإسلامي عامة..
الثاني-استغلال الحدث عالميا لإثبات نزاهة أمريكا!..وذلك بمسرحية محاسبة الشخص الذي فعل!..وهذه من طرائق اليهود والصليبيين
وكأن الأصل أن المعركة أخلاقية..لكن لكل قاعدة شواذ..ولهؤلاء الشواذ عقاب مصطنع!..مع ما ينسجم مع "القيم الأمريكية"..
"ويمكرون ويمكر الله"..فانظروا عن أي مكر تنفرج!
ولست أقول ذلك تجنيا باندفاع العاطفة أو إيمانا مطلقا بنظرية المؤامرة..بل لأن المكان لا يسمح فيه أصلا بالتصوير لغير الأمريكان..
لقد شاء الله برحمته أن تكون العشر الأواخر من رمضان ميقاتا لبدء العمليات الأمريكية..لتنهال صواريخ الدعاء..فتاكة بهم..ولو لم نلمس أثرها في وسائل الإعلام..أفيظن ظان أن الله لا يعبأ بهذه السهام الليلية وهو القائل سبحانه"قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم"؟
ما أبأس حاله من ظن ذلك..حتى لو كان حال الأمة ما كان..فإن أكف الضراعة..مع دموع سخينة..لابد أن تكون صادفت ساعة إجابة على لسان أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره..
لنكن في جو المعركة..معهم..بدعائنا..حتى يكون الدعاء صادقا..
وليكن سلاحنا مع ذلك..إصلاح ذواتنا..والتزود بالتقوى وقيام الليل
وما أدراك ما قيام الليل؟!
وليعد كل واحد منا نفسه..ليوم ..فإن أعين الجبناء لا تهدأ وللإسلام نفس يتنفس به..
ومما يجدر ذكره في زحمة الأخبار..التي حاصلها أن الأمريكان كالقطط- بسبعة أرواح-..فلا يموتون حتى لو تفجرت السيارة التي يركبها أحدهم تفجيرا كاملا!
أن أخبار المجاهدين..وهم عند كل مسلم عدول ثقات..بخلاف العداة..تناقض بالكلية الصورة الكئيبة على شاسات التلفاز..
فإنهم وإن كانوا حطموا المدينة وسووها بالأرض..لكنهم عزوا أن يمسوا كبرياء أهلها بشيء..ناهيك عن الكذب المفضوح في نقل الوقائع..
وقد كلمني أحد المجاهدين النبلاء وأقسم يمينا مغلظة أن الواقع المنقول يخالف الحق بشكل كبير
وعلى هذا تواترت الأنباء ..وأكدتها هيئة علماء المسلمين..بل بعض الصحف الأمريكية اعترفت بذلك..واعتبر بعض الخبراء العسكريين أن هذه الحرب أسوأ من مستنقع فيتنام..ولك أن تعلم أن في السنتين الأوليين من حرب فيتنام قتل ملا يقل عن ثلاثين ألفا من الجيش الأمريكي..
ناهيك عن التضارب فيما تنقله صحف القوم..