النص الحرفي لخطبة الجمعة في المسجد العمري بغزة على لسان رئيس الوزراء إسماعيل هنية |
|
دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية في المسجد العمري الكبير في خطبة الجمعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد رسول الله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين. اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وارض اللهم عن سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وصدق الله القائل "ومكروا مكراً ومكرنا مكرا فكان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين".
أيها الإخوة المؤمنون يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان يا أبناء الأمة العربية والإسلامية عشنا وعاشت الأمة معنا وأحرار العالم أياماً هي من أيام الله، عشنا قدراً ربانياً عظيماً من أقدراه سبحانه وتعالى الذي ظهر جلياً خلال هذه القافلة المباركة قافلة الأحرار الذي تصدى لحركتها ومسيرتها المباركة الصهاينة المحتلون مكروا للقافلة ولغزة ولشعب فلسطين كان الله من وراءهم محيط ، مكروا مكراً عظيماً توجهوا ببوارجهم وطائراتهم نحو هذه القافلة المسالمة الآمنة قافلة الحرية ، قافلة الإنسانية وكانوا يتصورون قدرتهم العسكرية والأمنية على محاصرة القافلة أو جعلها جزيرة عائمة لعدد من الأيام حتى تستلم القافلة ومن في القافلة، لكنهم ارتكبوا هذه الحماقة وواجهوا هذه القافلة الآمنة المسالمة بالطائرات والبوارج البحرية وارتكبوا مجزرة في عرض البحر الأبيض المتوسط، مكروا مكراً ومكرنا مكرا أرادوا أن يستمر الحصار على غزة وأن يمنعوا قوافل الرحمة من الوصول فحاصرهم الله، ودمرناهم وقوهم أجمعين، دماراً سياسياً تدميراً إعلامياً تدميراً أخلاقياً وتدميراً معنوياً حتى بث الله الفرقة في جمعهم وشتت كلمتهم وطاش أحلامهم وسهامهم فصحافتهم وكتابهم بدلاً من أن يدافعوا عن قراراهم أو يمتدحوا جيشهم وقادتهم خرجت هذه الصحف لتهاجم القرار والعملية لتبكي على هذه النتائج وعلى هذه الورطة، فشل ذريع قالت صحافتهم إسرائيل بين مزدوجين بلا زعامة اتركوا غزة لماذا هذا الحصار على غزة ، لماذا ندفع مصالح الغير ممن يريدون استمرار الحصار على غزة، افتحوا لها الموانئ ليس لنا علاقة بمعبر رفح، ولا بالحدود المصرية مع غزة، هذه قضية فلسطينية عربية ومن هذا الحديث والتوصيف على باراك أن يستقيل إسرائيل بلا زعامة، إسرائيل أمام فضيحة عالمية، هذا ما قالته صحفهم واقلامهم ومكروا مكرهم ومكرنا مكرا، كان عاقبة أمرهم أنا دمرناهم سياسياً ومعنوياً وأخلاقياً وقومهم أجمعين، أي من يقف مع الاحتلال ومن يتحالف مع الاحتلال ومن يتواطأ على حصار غزة مع الاحتلال دمرناهم وأحلافهم، دمرناهم وقومهم أجمعين.
نعم أيها الإخوة والأخوات، هذه أيام الله سبحانه وتعالى العدو الصهيوني تعرض لثلاث موجات عاديات، كانت القافلة هي الموجة الرابعة ، خلال وقت وجيز، فترة قليلة من الزمن من تاريخ الصراع، الموجة الأولى العاتية هي الحرب على غزة، التي خرجوا من أجل تدمير غزة وتقويض مكانتها بين الأمم، وإسقاط الحكومة وضرب وتقويض قواعد المقاومة في غزة، فكانت الحرب موجة عاتية، فضيحة كبرى للاحتلال الصهيوني والموجة الثانية تقرير غولدستون هذا التقرير الذي صاغه يهودي ينتمي للديانة اليهودية كان التقرير فضيحة لهذا الاحتلال لعدوانيته وسياساته وأولئك الذين حاولوا أن يغيبوا التقرير عن طاولة التداول العالمي، غولدستو ما زال يلاحق المحتلين، ثم جاءت الموجة الثالثة اغتيال الشهيد المجاهد محمود المبحوح دبروها بسرية تامة، فكانت يد الله تعمل ضدهم في الخفاء، وأظهر هذا الكيد للعالمين، وكثير من الدول الحليفة لإسرائيل قررت طرد ما يسمى بالملحق الأمني الإسرائيلي من عواصمها نتيجة هذه العملية الجبانة، ثم جاءت الموجة الرابعة العاتية، موجة الهجوم على قافلة الرحمة، موجة الهجوم على هؤلاء المتضامنين، موجة الهجوم على أولئك الذين ينتقلوا من التضامن بالكلام إلى الأفعال، فضحوا الاحتلال وتحولت مواجهتهم من غزة ومع الشعب الفلسطيني إلى مواجهة بينهم وبين المجتمع الدولي، اصبح هذا الاحتلال في موجهة مع العالم، ضرب الله وجوههم وأخزى الله مواقفهم وفضحهم الله على رؤوس الأشهاد، أربع موجهات عاتيات تعرض لها هذا الاحتلال، بدءاً بالحرب على غزة ومروراً بغولدستون واغتيال المبحوح ثم بقافلة الرحمة، وهذه الموجات العاتيات في أغلبها محورها غزة، غزة التي حاصروها ليغيبوها عن الخارطة ويجعلوها في غياهب النسيان،غزة التي حاصروها ليضربوا مشروع الإسلام وتحرير الأقصى ومشروع الرجال ومشروع الصبر. سبحان الله العظيم، غزة هذه التي لا تتجاوز الكيلوامترات ولا يتجاوز وجودها على خارطة الجغرافيا إلا سنتيمترات، هي اليوم التي تصنع الأحداث، غزة اليوم هي الفاضحة للاحتلال وأعوان الاحتلال ومن يتواطأ مع الاحتلال.
نعم أيها الإخوة الأحبة، نحن نعيش أياماً من أيام الله، نحن نستشعر معية الله ويد الله التي تعمل وتضرب هذا الباطل الظالم، هذه القافلة أيها الأحبة، التي أرادت أن تصل غزة لتكسر الحصار عن غزة، في هذا السياق التي تحدثت فيه نقول ونتوجه إلى الله بالحمد والثناء أنه جعلنا من أهل غزة ومن أهل فلسطين والقدس، ومرابطين على هذه الأرض المباركة، لك الحمد يا ربنا أن شرفتنا بالانتساب لغزة وفلسطين، لك الحمد يا ربنا أن جعلتنا من أهل غزة نقطة الانطلاق نحو القدس، الرافعة لهذه الأمة الكاشفة للمخبوء، غزة كشفت الطابق الذي غاب عن الأمم ردحاً من الزمان. من هنا تحية لشعبنا في كل مكان ولشعبنا في غزة، غزة التي صبرت على الحصار أربع سنوات. ثلاث سنوات مطبقات من الحصار. استعنا بالصبر والمصابرة وانتظار الفرج من الله سبحانه وتعالى، لأننا تلونا قول الله " يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" استعنا على هذا الحصار باستراتيجية الفرج من الله. كنا أيها الإخوة قلة لوحدنا فلم نصب باليأس والإحباط واليوم كل العالم لا ينبغي علينا أن نصاب بالغروب "ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس"، نقول وتحدثاً بنعمة الله إن استراتيجية العدو قد فشلت في غزة، واستراتيجية الصبر انتصرت في غزة، غزة لا تمثل نفسها إنها تمثل الأمة وأحرار العالم وتمثل الديانات فعلى مد القافلة كان المسلم والمسيحي واليهودي على متن القافلة كانت اللغات المختلفة، لا يعرف بعضهم لغة الآخر، اختلاف ألسنتهم وألوانهم، توحدت على هذا الصبر والصمود لهذه السياسات الصهيونية، من هنا فإننا نحمد الله عز وجل أن سخرنا أن نكون سبباً في تغيير المعادلة الإقليمية والكونية، اليوم هناك تحولات كبرى تجري على ساحتنا وتحولات على صعيد الأمة وتحولات على صعيد المجتمع الدولي سيكون لهذه التحولات ما بعدها بإذن الله، نصرة للمؤمنين ونصرة للصابرين والمجاهدين ونصرة للشهداء الأبرار ودماء فلسطين وشهداء الأتراك المباركين، ودماء الشهداء من مختلف الجنسيات والذين ارتقوا شهداء ووقعوا جرحى وأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، نقول إن هذه القافلة وما أحاط بها من تطورات وما تعرضت له من هجوم إرهابي سفاح، من قبل هذا الاحتلال أسفرت عن حقائق كثيرة، أختصر القول في التركيز على بعض هذه الحقائق.
أولاً : أن تاريخ 31 آيار.15 آيار 148 كانت بداية النكبة، 15/5 وبداية الشرعية للاغتصاب الصهيوني، 15 آيار 1948 كانت بداية النكبة وبداية الشرعية للاغتصاب، ولكن 31 آيار 2010 كانت وستكون بإذن الله بداية انتزاع الشرعية عن االاحتلال وبداية تقهقر المشروع الصهيوني، وبداية إساءة الوجه لإسرائيل، كما قال الله ، ليسوؤوا وجهوكم،البداية ليست عندنا لأننا نحن نخبر الاحتلال ونعرف طبيعة الصراع، طالما تحدثنا ونادينا بين الأمم، ولكنها بداية إساءة الوجه في العواصم الغربية والعربية، لذلك أيها الإخوة 31 آيار هو نقطة تحول في المسار الفلسطيني ومسار الصراع مع الاحتلال، وسيكون لهذا اليوم ما بعده بإذن الله، وسنبني عليه وسنتخذ في الحكومة وفصائل المقاومة في الداخل والخارج، من القرارات ما يستثمر هذا اليوم وما يبنى عليه بإذن الله، نحو القدس والأقصى وفلسطين وعودة شعبنا المشرد من المنافي والشتات.
الحقيقة ثانيا: إن ما جرى سيكون له تأثير كبير على الحصار على غزة إن ما جرى سيكون له تداعيات إيجابية على الحصار، اليوم مطالب رفع الحصار ما عادت تقتصر على غزة، ما عادت تقتصر على فئة معينة من الأمة ، اليوم الأمم المتحدة، مجلس الأمن، القوى العظمى والرسميين والشعبيين والنقابات الاتحادات وأرجاء المعمورة قد ضجت من هذا الحصار, قد تحدثت وترفع الصوت عالياً من أجل إنهاء الحصار عن غزة، هذه القافلة التي جاءت لتكسر الحصار وأراد العدو أن يحاصرها، اليوم هي تحاصر الاحتلال المجتمع الدولي من أقصاه إلى أقصاه يطالب برفع الحصار عن غزة هذا الذي طالبنا به وأعلينا صوتنا عالياً من أجله، هذا الذي دفعنا أكثر 1500 شهيد في الحرب الأخيرة، 400 شهيد بسبب الحصار وقلة التمريض وقلة ما في اليد اليوم بعد هذه القافلة أصبح رفع الحصار مطلب عالمي ورسمياً وشعبياً، وأقول لكم ايها الأحبة إننا نختم ثلاث سنوات أو ما يزيد على هذا الحصار، ثلاث سنوات على حصار شعب أبي طالب لقد تآكلت الصحيفة بفعل الله سبحانه وتعالى، هي أضعف خلق الله كان سبب في تآكل صحيفة التحالف، إن هذه القافلة كانت سبباً مباشراً في تآكل الصحيفة التي عقدها الأحلاف في حصار غزة ومحاصرة أهل غزة، بعد ثلاثة أعوام بزغ الفجر أيها الإخوة، وانكسر الحصار عن شعب أبي طالب، وربما في جلسات قريش واحلافها السرية، يوقولون لماذا فرضنا هذا الحصار. لأن الحصار في ذات الوقت أخرجت دعوة مكة المباركة، لتصبح بعداً . واليوم هي ذاتها النتيجة بعد ثلاثة أعوام، ستأكل قردة هذه الصحيفة التي تآكلوا عليها صحيفة الرباعية والذين وقفوا مع الرباعية ليحاصروا هذا الشعب ويتلذذوا بمعاناته. وأولئك الذين حاصروا هذا الشعب الضعيف.
رابعاً ، أن العدو أصبح في مواجهة مع العالم واليهود الذين يعرفون الصحيح مع اليهود الذين يعيشون في الخارج على قافلة الحرية كان يهود، ونحن في غزة استقبلنا بعض اليهود الذين قدموا لغزة من الغرب متضامنين ومتعاطفين، وقالوا نحن ضد الاحتلال الذين أثبتنا للعالم أننا كمسلمين حضاريين لسنا ضد اليهود لأنهم يهود، بل إننا ضد الاحتلال وضد الصهاينة الذين اغتصبوا أرضنا وانتهكوا القيم والأخلاقيات. أصبح العدو في مواجهة مع العالم ومع مؤسساته ولن يقوى على الاستمرار في المواجهة، لأنه كان وما زال يعيش على هذا الدعم والإسناد العالمي، اليوم كما قال الله "ضربت عليه الذلة أينما ثقفوا وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة" هؤلاء كانوا يستمدون بحبل من الله وحبل من الناس، ما عاد هناك حبل وما عون إلهي، هؤلاء ظل لهم حبل الناس وسينقطع عن الصهاينة المجرمين، الذين ارتكبوا المجازر في الجو والبر واليوم في البحر، لذلك هم في مواجهة مع الشعب الفلسطيني، ولكنهم في مواجهة مع العالم. نعم أيها الإخوة،
أما الحقيقة الرابعة هي انفصام ها الاحتلال وبين تركيا والشعب التركي الأصيل الذي استقبل شهداه وجرحاه بمئات الآلاف بالزغاريد لقد استمعت للمرأة التركية ترفع علم فلسطين أمام ولدها، هذا من أجله استشهد عمك سيأتي ليرفع هذا العلم على فلسطين، هذا هو لسان حال تركيا اليوم، على ما أجراه الله سبحانه وتعالى، أردوغان إذا أدار العالم الظهر لقضية فلسطين وللشعب الفلسطيني ولغزة فإن تركيا لن تدير الظهر لفلسطين وغزة، الله أكبر ولله الحمد.
نعم أيها الإخوة تركيا قبل مائة عام وقف السلطان عبد الحميد أما هرتزل، ويطلب منه السماح لليهود بالهجرة لفلسطين قال له لأن يعمل المبضع في جسدي خير من أن أرى فلسطين تقتطع من ملكي بعد مئة العام سينتهي المشروع الصهيوني بإذن الله تعالى، أيها الإخوة الرئيس التركي غول قال لن تعود العلاقات بين إسرائيل إلى ما كانت عليه. هي حقائق كبرى اثرت عنها هذه القافلة من بينها أن الأمة اثبت من طنجا إلى كل العالم أن قضية فلسطين هي القضية لمركزية وغزة هيا لرافعة أثبتت حيويتها الأمة التي غيبوها وحاولوا أن يدخلوها في إطار الاهتمامات البعيدة عن القضية وفلسطين وتنهض من جديد اليوم تقف على أقدامها وتعلي صوتها وتعلي صوتها مع الأقصى وفلسطين. هناك حقائق كانت يد الله تعمل في الخفاء مصداقاً لقوله إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
نعم أيها الإخوة إن ينصركم الله فلا غالب لكم، نعم وقفت الأمة طويلاً على أعتاب البيت الأبيض، تنتظر ما يمسى بعودة جزء من فلسطين وإذا به سراب وأوهام فاستيقظت الأمة اليوم بوعي وإدراك ونحمد الله ونشكره وندعو لشهدائنا الأبرار هؤلاء الذين كانوا سبباً في أن تستعيد الأمة وعيها ورشدها وأن نستسيد القضية الفلسطينية مكانتها بين الأمة، يا أيها الناس جميعاً نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، وعلى مشارف نصر عزيز ويسالونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد .
نحن ومنذ اللحظات الأولى لهذا الحدث ومن قبل كنا نلاحظ ما تتعرض له هذه القافلة من تهديدات وبعد ما حدث الإجرام الصهيوني أضع شعبنا في صورة الإجراءات.
بعد أن عقدت الحكومة اجتماعها في الساعة الثامنة من صبيحة ذالك اليوم اتخذت من القرارات السياسة والميدانية وأمام المسؤولية التي استشعرناها قمنا بعمل الاتصالات العديدة مع العالم والعرب على مستوى العالم، جامعة الدول العربية وليبيا باعتبارها رئيسة القمة العربية أجريت اتصالات مع العديد من الرؤساء والأمراء والنرويج وسويسرا والسويد والأمم المتحدة والعديد من الهيئات والمؤسسات على ساحتنا الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية وتركزت هذه الاتصالات. على ثلاثة أمور
الأمر الأول أن ما جرى لا بد أن يكون نقطة تحول في إنهاء حصار غزة تقدموا أيها العرب، يا أصحاب الضمائر الحية لكسر الحصار وهؤلاء الذين ركبوا عرض البحر لو لم تكن المعابر مغلقة وحصار بري لما جاؤوا واضطروا لركوب البحر. ركزنا على قضية الحصار. آما له أن ينتهي. وأن يقف بمسؤولية أمام هذا الحصار. هذه قضية ركزنا عليها كثيراً مع الرؤساء والزعماء وتحديداً أشقائنا العرب والمسلمين والمؤتمر الإسلامي.
الثاني: ضرورة إدانة هذا السلوك والجريمة الصهيونية ويجب أن لا يفلت العدو من العقاب ويجب أن يقدموا للمحاكم الدولية للعقاب على أنهم مجرمي حرب . ما زالت أيديهم تقطر بدماء الشعب في حرب الفرقان، ثم توجوها بهذه المجزرة ، إذا لم يستشعروا بوقفة حقيقة مما يسمى بمؤسسات القانون الدولي.والمحاكم الدولية لذلك ركزنا على ضرورة إدانة هذا السلوك وضرورة تفعيل القانون الدولي وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية. نعم ثم ركزنا على ضرورة دعوة الجميع وما يقومون عليه من دول وتجمعات التضامن مع القافلة وركاب البحر وأولئك الذين أصروا على كسر الحصار والتضامن مع تركيا لأنها وقفت من خلال المنظمات الإنسانية والحقوقية لكسر الحصار عن غزة ومنها سقط الشهداء. وطالبنا الجميع بالتضامن مع ركباها ورجالها وهذا التضامن لا يمكن أن يتم إلا إذا تحولت الاستنكارات والتنديد والخطابات أن تتحول إلى قرارات عملية في مواجهة هذا الاحتلال برفع الحصار والدعوة لإنهاء الحصار والاحتلال عن ارض فلسطين والأرض الفلسطينية لأن جوهر المشكلة في المنطقة ليس الحصار، الحصار هو أحد وسائل ومظاهر الاحتلال البشعة، جوهر المشكلة في المنطقة هو الاحتلال ورفضه التعاطي مع حقوق الشعب الفلسطيني لذلك طالبنا الجميع بأن يتحمل مسؤولياته في التضامن والإدانة واتخاذ خطوات عملية لكسر الحصار، وأقول بصدق أن كل الإجابات التي تلقيناها وكل المشاعر التي وقفنا أمامها، كان كلمات قوية مشاعر صادقة وشعور بالألم لقد قال لي الكثير من قادة الأمة آن الأوان لاتخاذ قرارات حاسمة لكسر الحصار، ما عاد أحد قادر عن الاختفاء وراء الستار في الدفاع عن هذا الحصار، ثم بعد ذلك وبعد أن هيأ الله لأعضاء القافلة بالعودة لدولهم أجريت اتصالات مع الكثير منهم من الجزائر والأردنيين وكلفنا إخوة ليجروا اتصالات مع الذين كانوا من المجتمع الغربي. وكانت انطباعات عظيمة مع الذين كانوا على متن هذه القافلة.
أولها المعنوية العالية مثل الحديد، ما شعرت بخوف ولا هلع ولا ارتجاج ولا بندم على أنهم ركبوا هذه القافلة وتعرضوا لما تعرضوا له.
الثاني: أنهم جميعاً قالوا الحمد لله الذي شرفنا أن نكون على متن هذه السفن، وشرفنا أن يكون بيننا شهداء ووقعنا أسرى على طريق فك الحصار ، وطريق تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة، كان الفخر والشرف العظيم الذي ناله الإخوة، هذا الانطباع سمعته وسجلته بكل فخر واعتزاز من خلال اتصالاتنا معهم.
الثالث: الإصرار على تنظيم قافلة جديدة للعودة للبحر من جديد لكسر الحصار\ عن غزة، قال لي أحدهم من الإخوة الذين كانوا على متن القافلة، أخ أبو العبد، المرة القادمة سنأتي لكم بـ 62 سفينة عدد سنوات إقامة دولة الاحتلال. وكما قالها رجل الأقصى رائد صلاح الذي نحييه، الذي ينوب عن الأمة في الدفاع عن الأقصى، قالها ستعود قافلة ثانية وثالثة ورابعة، حتى نكسر الحصار عن غزة.
الرابع: هو الوعي لطبيعة ما يجري ، الناس فهمت في وعي عظيم لماذا هوجمت القافلة ، لأنهم لا يريدوا أن تصل لغزة، تحدثت معهم بلسان شعبنا معتزاً وبفخر وعبرت لهم عن امتناننا كاهل غزة وقلنا لهم لنا عليكم النصر ولكم علينا الثباتهذا عهد غزة وعهد الشعب الفلسطيني، هناك الخير الكثير القادم لقد تخلخل هذا الحصار وهذا الحصار في الربع ساعة الأخيرة ، سينتهي ولن يبقى الحصار وستخرج غزة عن فجر عظيم بإذن الله نحو القدس والأقصى.
لذلك أيها الأحبة ربما كان من النتائج المباشرة، فتح معبر رفح، نحن نظرنا وتابعنا بارتياح، وما زلنا نؤكد بضرورة أن يكون فتح معبر رفح فتحاً حقيقي كامل دائم غير منقوص وبلا شروط. أيها الإخوة، إننا نقول باسم غزة، بقدر ما هي محتاجة للمساعدات الإغاثية والغذائية والإنسانية فهي بحاجة إلى مساعدة لمواد البناء وإعادة الإعمار نحن بحاجة إلى الغذاء والدواء ولكن نحن بحاجة إلى مساعدات وقوافل من أجل إعادة الإعمار. لأن هناك حصار وخمسة آلاف أسرة نتيجة الحرب على غزة, وهناك حصار على غزة. وقلنا لمن اتصلنا بهم لقد عقدت المؤتمرات. آن الأوان لكي يصل غزة من هذه الملايين لإعادة الإعمار، غزة بحاجة إلى مواد بناء من أجل الإعمار لما دمره الاحتلال.
من هنا كانت كرامتنا عالية لقد اتصل الإسرائيليون عبر قنوات الاتصال، أنهم قرروا في اليوم التالي أن يدخلوا مساعدات من التي كانت على القافلة، سندخل لكم ما يقارب من 80 كرسي طبي كانت على ظهر القافلة وبعد دراسة الأمر وحملنا القنوات رسالة واضحة أن غزة لن تستقبل عن هذه المساعدات إلا بعد الإفراج عن كافة المعتقلين، نحن لا ندير الظهر لهذه الدماء، بعد أن يطلق سراح الجميع، الذين كانوا على ظهر القافلة. ساعتها ننظر في قضية المساعدات، نبحث عن كسر الحصار ونحمي كرامتنا، ولا ندير الظهر من الذين ركبوا عرض البحر. الأمر الثاني أن هذه المساعدات أن تدخل غزة بتنسيق مع الإخوة قادة القافلة، وهذا ما قلته للسيد رئيس الوزراء أردوغان في اتصال هاتفي. عقب الخطاب وعبرت له عن ثلاث أمور.
الأول. أرسلت تعازينا الحارة وتعازي شعبنا للشعب التركي بشهداء القافلة. وتضامننا مع الشعب التركي.
الثاني. اعتزازنا بالخطاب الذي ألقاء أردوغان أمام البرلمان التركي. وما جاء في الخطاب.
الثالث: لتستمر هذه القوافل بشكل دائم حتى يكسر الحصار عن غزة بشكل كامل. وقلت له دولة الرئيس نحن قررنا أن لا نستقبل هذه المساعدات إلا بعد قراراكم. هذا قرارنا، وأبلغنا الإسرائيليين بهذا الأمر. يجب أن تستلمها مؤسسة الإغاثة التركية في غزة IHH، لكي نؤكد ضرورة إبقاء قادة القافلة حاضرة في استلام المساعدات. هذا تعبير أهل غزة لأهل القافلة ولذلك اختم بالقول لنقول للقافلة . رسالتكم وصلت ومساعداتكم، رسالتكم وصلت وكسرتم السكوت الإعلامي عن غزة ، وستكونون بصبر وثبات أهل غزة، سبباً في كسر الحصار عن غزة.