المخطط الإجرامي لإبادة أمة الإسلام تحت مسمى خروج المهدي عليه السلام .. الجزء الثاني

 

أعمال المهدي الرافضي الكذاب:

***************************************
فهذا المهدي يعمد أول ما يعمد فيقتل خطيب المسجد الحرام يوم الجمعة، ثم يبايعه مجموعة من الأشرار الفجار الذين يأمرهم بقتل الناس هرجاً دون تمييز، ويُوَلهِّم ويرسلهم إلى جميع الأقصار، ويأمر الرافضة كل في بلد أن يخرجوا دفعة واحدة وفي وقت واحد فيبيدوا من حولهم من أهل الإسلام والقرآن، ويأمرهم أن يخونوا الأمانة والعهود، وأن يسبوا النساء والذرية، ولا يرحموا أحداً إلا من حمل السيف معهم لقتل المسلمين، ثم يهدم المسجد الحرام، ويبطل جميع توسيعاته، ثم يأتي المدنية المنورة فيبيد أهلها ويسبي نساءها وذريتها، ولا يقبل من تائب توبة، وكل من لم يكن يؤمن به بهذه الصفات الإجرامية فإنه يقتله.

ثم يقدم الناس للقتل بذنب لا يقيم بينه عليه، فيرجم الرجل منهم متهماً إياه بالزنا ولا يستطيع أحد أن يسأل البينة، والشهود، لأن هذا المهدي يعلم ما في قلوب العباد ويقتل الرجل منهم مدعياً عدم إخراجه الزكاة دون بينة، ويرسل للرجل في منزله فيقتله وهو معتزل عن الناس لأنه يعلم ما في قلبه، ويأمر القتلة الذين معه ألا يدعوا سيوفهم عن عواتقهم، وأن يظلوا يقتلوا الناس هرجاً ثمانية أشهر حتى يفني أهل الإسلام جميعاً إلا من يمارس القتل معه.

بل إنه يقتل من يستيقظ قلبه من أتباعه، وينكر عليه شيئاً من أفعاله.

وأنه سيحكم بشريعة مخالفة في كل فروعها لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا رأى بعض أتباعه هذا منه أنكروا عليه فيقوم بقتلهم ويخبر الباقين أنه يحكم بشريعة آدم !!، ثم يحكم أحكاماً أخرى تناقض ما حكم به أولاً فيعترضون عليه فيقتل المعترضين ويخبرهم أن يحكم الآن بشريعة نوح... وهكذا.

فيبدل الأحكام كما يشاء، ويقتل كل ما يعترض ويخبر الناس أنه يعلم جميع شرائع الأنبياء وأنه يحكم ما يشاء، ويقتل من يعترضه، ويخرج للناس قرآناً جديداً يزعم لهم أن هذا هو القرآن الحقيقي الذي جمعه علي بن أبي طالب وأخفاه عن الصحابة. وفي أثناء مكثه في المدينة المنورة فإنه يهدم المسجد النبوي ويرجعه إلى حجمه الأول، ويخرج الصديق والفاروق من قبورهما ويحرقهما أمام الناس... ثم ينقل عاصمة ملكه إلى الكوفة ويرسل سراياً القتل إلى كل مكان.

هذا قليل جداً من كثير من إجرام هذا المجرم الأكبر (والمهدي الدجال) كما صورته أقلام الرافضة، والزنادقة الحاقدين على أمة الإسلام من المسلمين.

والعجيب أن هذا المجرم الذي نحته هذا العقول المريضة، والنفوس الخبيثة قد ألبسه هؤلاء المجرمون لباس النصوص الشرعية التي نطق بها الرسول فجعلوا المهدي الحقيقي الذي يبعث رحمة في آخر الزمان هو هذا (المهدي الكذاب)، وحولوا معاني الرحمة أنها هي هذا القتل والإبادة – ومعاني العدل أنه هو هذا الظلم والإجرام – ومعاني الإيمان والهداية أنه هو هذا الكفر والقتل والإجرام وإحراق المصحف وهدم مساجد الإسلام، بل قالوا إنه ما سماه الرسول بالمهدي إلا أنه يطلع ويهتدي إلى ما في قلوب خصومه وأعدائه فيقتلهم لأنه يعلم ما في قلوبهم.

أهل السنة ينتظرون مهدياً عادلاً رحيماً والرافضة ينتظرون مهدياً مجرماً مبيداً.
*************************************

وهكذا بينما ينتظر المسلمون المهتدون من أهل السنة والجماعة رجلاً من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يكون رحمة لهم وراحة ليضع سنوات من عناء الظلم والقهر، ويرفع عنهم ظلم الحكام والطواغيت، ويعيشون في ظل عدله وأمنه ورحمته مجتمعين مطيعين، إذا بالشيعة الرافضة ينتظرون مجرماً عابثاً، وسفاحاً ظالماً، يضع السيف في رقاب المسلمين ثمانية أشهر كاملة ويبيد خضراءهم بل ويحي من مات من آبائهم فيقتلهم ويدمرهم.

وإذا كان اليهود المجرمون قدضوا عن المخلص الحقيقي محمد بن عبدالله، والممهد له عيسى بن مريم فكفروا بهما جميعاً، وانتظروا مخلصاً غيرهما ن فإذا أتاهم المسيح الدجال آمنوا به، وساروا في ركابه، وعبدوه فإن الشيعة الرافضة – كفروا بالمهدي الحقيقي الذي يأتي في آخر الزمان – وقالوا بل هذا هو المهدي الذي ولد قبل أربع وستين ومائة من السنين، وأنه حي موجود وأنه سيخرج فجأة دون إنذار ليهدم المسجد الحرام، ويقتل المسلمين حوله، ويحرق الشيخين ويحرق المصاحف، ويدمر المساجد، ويبيد خضراء المسلمين.

والشيعة اليوم يصيحون في كل مكان أن هذا زمان المهدي قد اقترب، وأن دولته التي يعتمد عليها قد قامت في إيران، وأن أنصاره الذي جردوا السيف حاضرون جاهزون وأن قلوبهم ليس فيها رحمة لمسلم وأنهم سيقتلون ذرية قتلة الحسين بفعل آبائهم، وأن صيحتهم في القتل سيكون (يالثارات الحسين. وأن يوم الفتح العالمي قد اقترب، (ودولة الحق الإلهية) المثالية قد حان وقتها وأن ساعة الصفر قد اقتربت...)
وبينما يقول الشيعة الرافضة هذا كله ويوردونه في كتبهم ويبيتون الآن كل ليلة وهو يتوقعون وينتظرون خروج هذا المهدي الدجال في صبيحها ويوقنون أنه سيخرج يوم السبت العاشر من المحرم ليبدأ ثورته العالمية من مكة المكرمة، وقد أعدوا العدة، كل العدة لها الدجال الكذاب المبين.

ضل اليهود عن المخلص فكفروا بمحمد وآمنوا بالمسيح الدجال، فضل الرافضة عن المهدي محمد بن عبد الله بكذاب ظالم سفاح.
**********************************

وكما أن الله قد أضل اليهود ولعنهم يكفرهم (بالمخلص) الحقيقي وابتلاهم بمخلص كذاب دجال يأتي في آخر الزمان فيؤمنون به ويتبعونه ليكون هلاكاً لهم، فإن الله قد أضل هؤلاء الكذابين الغشاشين فعموا عن (المهدي الحقيقي) الذي يأتي رحمة في آخر الزمان، واعتقدوا بدلاً من ذلك بمهدي مكذوب كذاب دجال نحتوه بعقولهم، وتصوره في خيالاتهم، وآمنوا به وعبدوه من دون الله ودعوه ليلاً ونهاراً، وما زال كل مكروب ومهموم منهم يستغيث به، ويلجأ إليه في الملمات وكل مضطر يدعوه، ليكشف عنه ضره، وكل محتاج فيوجه إليه في سردابه الذي يزعمون أنه اختفى في سنة 253 هـ في سامراء فيقف على باب السرداب ويدعوه ويسأل منه كل ما يسأل من الله، أو يتوجه إليه من أي مكان يكون
فيه في جنبات الأرض وهو يعلم أنه يسمعه ويراه.

لقد كان هذا عقوبة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الضالين الذي افتروا على الله الكذب وألبسوا المهدي الحقيقي هذه الحلة الخبيثة ونسبوا إليه كل هذا الشر والإجرام وشوهوا صورته فأعماهم الله عنه وأقام لهم هذا الخيال الكاذب الذي تعلقوا به على مدار ألف ومائتين من السنين. هل يخرج مهدي الشيعة الكذاب.

وفي ظني وقد رأتُ مخططات المجرمين المحترفين، أن الشيعة الرافضة عازمون على إخراج هذا المهدي غداً بكل سبيلُ وأنه سيأتي مجرم أثيم يزعم أنه هو (المهدي الموصوف في كتب الرافضة) وتكون فرصة عظيمة لهدم الإسلام واستئصال المسلمين.

ولعل هذا إن حدث وأظنه اليوم قاب قوسين أو أدنى من الحصول... إن هذا سيكون فتنة لهؤلاء الضالين المجرمين، وعقاباً لأهل السنة والجماعة الغافلين والذين ما زال كثير منهم يحسنون الظن في هؤلاء الزنادقة المجرمين المفترين.

-----------------------------

وفي فصول هذا البحث تفصيل كامل للمخطط كما دونه المعاصرون من هؤلاء المجرمين.

ثالثاً: كيف سيخرج هذا المخطط إلى حيز التنفيذ؟
**************************

وقد يقول قائل إن هذه ما هي إلا نفثات مصدور، وحقدُ حقودٍ مكبوتٍ، وأنها ستظل كذلك في الصدور وبطون الكتب، وصدور وبطون أصحابها، ومروجيها، ولن تخرج إلى عالم الواقع لأن المهدي هذا خرافة لم توجد، ومولود لم يولد، فالحسن العسكري وهو الإمام الحادي عشر عندهم :

– مات عقيماً ولم يعقب ولداً، وبالتالي فلن يخرج هذا المهدي المنتظر...

وهذا القول أعني أن هذا المهدي لن يخرج لأنه لم يوجد، وبالتالي فلا خوف من هذه العقائد قول ساذج غبي وذلك أن هذه العقائد الخبيثة ستخرج إلى التطبيق في عالم الواقع على النحو التالي:

أ ) ادعاء النيابة عن هذا المهدي الغائب، والقيام بأعماله التي سيعملها في غيبته لتمهيد الأرض لمجيئه.

الصورة الأولى من تطبيق هذه العقائد من قتل المسلمين، وهدم الحرمين، وإبادة الأمة، وخيانة الأمانة، وإعلان المفارقة والمزايلة لأهل الإسلام بعد الإدعاء أنهم كفار مشركون – سيكون بادعاء النيابة عن المهدي والقيام بأعماله، وتمهيد الأرض لمجيئه، وقد اخترع الخميني هذا الأمر: النيابة الكاملة، بل إن قيامه بإقامة ما سماه بالدولة الإسلامية ما تم إلا باسم هذه النيابة، وإلا فإن الفكر الشيعي والعقيدة الرافضية هذه تقوم على عدم جواز تحريك ساكن، وإعلان حرب، واظهار معتقد مخالف لأهل السنة إلا بعد خروج المهدي، وأن على الشيعة أن يعملوا (بالتقية) مع أهل الإسلام حتى يخرج المهدي وعند ذلك يظهرون عقائدهم، وينفذون مخططهم في إبادة العالم الإسلامي، ومصالحة أمم الكفر والشرك.

والنصوص التي ألصقوها عن من يسمونهم بالمعصومين وزعموا أنهم يأمرونهم بعدم جواز الخروج حتى يخرج المهدي كان يقصد من ورائها إيقاف الحركات الجزئية، والانتفاضات المحدودة التي كان يقوم بها بعض الشيعة بين الحين والحين، ثم تتسبب هذه الانتفاضات المحدودة في قتل الشيعة، وهزيمتهم وفضح أسرارهم، وبيان ما يضمرونه لأهل الإٍسلام، فأراد واضعو هذه النصوص التي تأمر (بالتمسك) بالتقية ومصانعةأهل الإسلام حتى يخرج المهدي أن يتم التخطيط الشامل للإبادة الكاملة، ويخرج الاستئصال دفعة واحدة >

ففي كتاب الغيبة للنعماني: (كونوا أحلاس بيوتكم فإن الفتنة على من أثارها)(1)

وفيه : (أوصيك بتقوى الله وأن تلتزم بيتك، وإياك والخروج، والخوارج منا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء) وقد علق المجلسي على هذا في النص بحار الأنوار فقال: (الخوارج منا أي مثل زيد وبني الحسن) (1)

وقد أفادتهم هذه النصوص في الماضي أن يبقى عملهم السري قائماً بين المسلمين مع ما تنطوي عليه قلوبهم من الغيظ والحقد وانتظار الفرصة المواتية للانقضاض السريع والإبادة الشاملة، مع تسمية هذا الانفجار المنتظر لإبادة العالم الإسلامي بالفرج، وانتصار الحق، وقيام الحكومة الإلهية التي خلق العالم جميعاً من أجل قيامها، والتي فشل جميع الرسل والأنبياء، بما فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إقامتها ولكنهم في هذه الفترة الماضية كذلك لبقاء هذا الفكر الخبيث، والعقيدة الإجرامية اخترعوا قضية النيابة عن الإمام المهدي الغائب، وأن نوابه يجب أن يقوموا ببعض أعماله حتى يخرج، وقد انحصرت هذه النيابة.

أولاً: في جمع الأموال من عوام الشيعة، ونشر المذهب سراً مع وجوب البعد عن الجهاد مطلقاً، وتحريمه مع أي إمام منهم أو سائر المسلمين غيرهم، وأن كل خارج بجهاد فهو كافر حتى إن جاهد الكفار الأصلين، وبذلك أبطلوا جهاد الخلفاء الراشدين جميعاً، وجميع فتوحات أهل الإسلام، وخلافاته أموية، وعباسية وعثمانية... كما نسبوا إلى جعفر الصادق أنه قال: (كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت) (1)

دور الخميني :
*********************

ولكن الخميني جاء أخيراً وطور هذه العقيدة، وادعى أن نواب الإمام إذ كان فيهم المجتهد الجامع لشرائط الاجتهاد فله كذلك أن يقوم بالقتال، ومن أجل ذلك فإنه ألف (كتابه الحكومة الإسلامية) قبل ثورته على الشاه، وقيام حكمه الذي سماه إسلامياً في إيران، حيث يقول في كتابه (الحكومة الإسلامية): (واليوم في عهد الغيبة لا يوجد نص على شخص معين يدير شؤون الدولة، فما هو الرأي؛ أم نقول إن الإسلام جاء ليحكم الناس قرنين من الزمان فحسب ليهملهم بعد ذلك؛ أو نقول إن الإسلام قد أهمل أمور تنظيم الدولة؛ ونحن نعلم أن عدم وجود
الحكومة يعني ضياع ثغور الإسلام وانتهاكها، ويعني تخاذلها عن أرضنا، هل يسمح بذلك في ديننا؛ أليست الحكومة تعني ضرورة من ضرورات الحياة ) (2).

ويقول في موضع آخر: (قد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر في طول هذه المدة المديدة، هل تبقى أحكام الإسلام معطلة؛ يعمل الناس من خلالها ما يشاءون؛ ألا يلزم من ذلك الهرج، والمرج. القوانين التي صدع بها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وجهد في نشرها، وبيانها، وتنفيذها طيلة ثلاثة وعشرون عاماً، هل كان كل ذلك لمدة محدودة؛

هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلاً؛ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الإعتقاد بأن الإسلام منسوخ)(1).

ثم يقول: (إذن فإن كل من يتظاهر بالرأي القائل بعدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية فهو ينكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام، ويدعو إلى تعطيلها، وتجميدها، وهو ينكر بالتالي شمول وخلود الدين الإسلامي الحنيف)(2)، ويقول أيضاً: (إن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم )(3)، بل إنه يذهب إلى أبعد من ذلك حتى يجعل هؤلاء النواب هم في منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: (وهم الحجة على الناس كما كان الرسول حجة الله عليهم، وكل من يتخلف عن طاعتهم فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك )(4).

ويقول أيضاً: (إن هؤلاء النواب عن الإمام قد فوض إليهم الأنبياءُ جميع ما فُوُضَ الله إليهم، واؤتمنهم على ما اؤتمنوا عليه ) (1)

وهكذا جعل الخميني للنائب عن الإمام، والمهدي أن يقوم بكل أعمالهم، بل بجميع ما أسند للأنبياء حيث قد فُوُضَ إليهم جميع أعمال الأنبياء، والقيام بما أسند للمهدي كذلك، وعلى هذا الأساس قامت حكومة إيران حيث ينص دستورها على أن جيش الجمهورية الإسلامية لا يتحمل فقط مسؤولية وحفظ الحدود، وإنما يتكفل في الجهاد في سبيل الله في كافة أرجاء العالم .

(2)، وينص الدستور كذلك أن دولة إيران قد أصبحت هي دولة المهدي، فيقول: (في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه تعتبر ولاية الأمر وغمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه) (3).

ولا شك أن الخميني بهذه البدعة الجديدة، والنقلة الهائلة للفكر الشيعي من جوب التقية والإستتار، وانتظار المهدي إلى إظهار المعتقد، والبدء بالحرب والإستيلاء على كل صلاحيات المهدي الغائب، وقد خالف ما اتفق عليه أصحاب هذا المذهب في جميع تاريخهم الطويل، وخالف النصوص القطعية عنهم بأن الخارج قبل المهديكافر، ولكن لأن الخميني نجح سياسياً، وأقام دولة بالفعل تحمل العقيدة، والفكر الشيعي، وانتصر على خصومه فإن معظم مفكري الشيعةوقادتهم تحولوا لإعتناق آرائه، والتزام ما تعارفوا عليه (بخط الإمام) فأصبح عند الشيعة المعاصرة ما يسمى اليوم بخط الإمام الخميني، ومعناه أن يقوم الفقيه بالنيابة عن المهدي في جميع أعماله من إقامة الدولة، وحرب المخالفين، والبراءه علانية مما يسمى بالمشركين، وهم غير الشيعة الإمامية الإثنى عشرية... والبدء باستئصال أهل السنة، والجماعة، وعدم انتظار المهدي للقيام بهذه المهمة... وأكثر الذين انتقلوا إلى هذا الخط الجديد هم الشباب المتحمسون، والعلماء الحركيون منهم المتأثرين بجهاد أهل السنة... وأما من كانوا في طبقة الخميني فإنهم عارضوه تمسكاً بما عندهم من النصوص، ولكن سياسة دولة الخميني كانت التخلص البطيء منهم كما فعلوا بشريعة مداري وغيره، وكان من هذه السياسة التجميد والحصار حتى الموت...


اتفاق مفكري الشيعة المعاصرين بعد قيام جمهورية إيران الإسلامية على أن الخميني، ودولته (الإسلامية) في إيران هي المكلفة بالنيابة عن المهدي.
*************************************************************

واليوم تكاد تتفق كلمة مفكري الشيعة المعاصرين على أن دولة إيران التي أقامها الخميني هي دولة المهدي المعاصرة، وأنها هي جاءت بها البشارة، وهي التي لها الحرية المطلقة بالنيابة عن المهدي، يقول علي الكوراني في كتابه (الممهدون للمهدي ):

(هل أن أهل رايات المشرق هم الإيرانيون؛ يسأل هذا السؤال نوع من المسلمين سمعوا بوجود أحاديث النبي عن المهدي وعن رايات المشرق التي تظهر قبله، فإذا قرأت عليهم قسماً من هذه الأحاديث ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق، يقولون صدق الله، وصدق رسوله.

إنها رايات قوم سلمان التي رفعها الخميني وأصحابه، وقد طلبوا من العالم أن يتركهم وشأنهم في إيران فلم يعطهم، وها هم يقاتلون)، ويقول أيضاً: (ويسأل هذا السؤال فقهاء المسلمين، أمناء الرسل الذي لم يدخلوا في الدنيا، ولم يتبعوا السلطان، ومثلهم المثقفون المسلمون الذي لم يتلوثوا بفكر الغربيين، ولم يقعوا في حبائلهم، وما أن يقرءوا أحاديث النبي حتى يخشوا الله تعالى ويقولوا: (سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) إن الله تعالى قد أعد هذا الرجل من قم، وأعد قوم سلمان لدور كبير، لقد بدأ الإيرانيون بحركتهم في صناعة مستقبل العالم (1)،

ويقول في موضع آخر وهو في معرض تفسير رواية شيعية تقول:

(وتُقُبِل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان، ولا حرير مختومة في رأس القناة بخاتم السيد الأعظم) (2)،

ويقول الكوراني: (إن هذه الرواية تنطبق بشكل دقيق على ثورة الإمام الخميني وأصحابه دن غيرهم) (3).

ويقول: (إن احتمال أن ينطبق هذا الحديث على رجل آخر غير الخميني يأتي في المستقبل بعيداً جداً ) (4)، ويقول أيضاً: (إن الإيرانيون هم قوم سلمان الذين لم تصف الأحاديث الشريفة غيرهم بأوصافهم هم الذين يمهدون للمهدي ويسلمونه رايتهم، ويواصلون جهادهم بين يديه حتى يتحقق وعد الله تعالى، ويورث الأرض لمن يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين (5).

ويقول في موضع آخر عن الشعب الإيراني وأنه هو المؤهل الآن لحمل رسالة الإسلام، (إن رأس الأمر في هذه القضية أن يطيعوا الإمام الخميني ليس فقط فيما يأمر بل فيما يشير ويوميء، ويرغب، ويحب 000 فهو المجتهد الجامع للشرائط، وهو المرجع المقتدر والحاكم الواجب الإطاعة، وهو نائب الإمام عليه السلام) (1)، وهكذا أصبحت دولة إيران الآن هي دولة المهدي، وأصبح معلوماً عند اتباعها أنها يجب أن تقوم بما سطر في العقائد المدونة من الأعمال التي يقوم بها المهدي من إبادة أهل السنة، وهدم مساجدهم، وإزالة قرآنهم، ولإستبلاء على الحرمين الشريفين،... الخ.

وهذه هي الصورة الأولى التي بدأت هذه العقائد تخرج بها إلى حيز التنفيذ، أعنى ادعاء النيابة عن المهدي في جميع ما أسند إليه.



ب) ادعاء المهدية، والخروج المفاجيء للمسلمين جميعاً لتنفيذ هذا المخطط.
خروج كذاب يدعي أنه مهدي الشيعة وينفذ هذا المخطط الإجرامي لإبادة المسلمين الصورة الثانية التي يمكن أن يخرج بها هذا المخطط الإجرامي إلى التطبيق في عالم الواقع هي خروج دجال كذاب يدعي أنه هو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد منذ ألف ومائة عام ونيف، وغاب عن الأنظار كل هذه المدة، وها هو يظهر الآن من جديد ليتسلم أمانة الحكم ويبايعه الشيعة المنتظرون على أحر من الجمر، والذين يَدُعون باسمه صباح مساء، ويسرعون إليه كما جاء في الروايات أفراداً وجماعات، وهذا أمر في الإمكان بل هو غاية السهولة واليسر على أي دجال كذاب فإن الشيعة لا يحملون صورة لهذا الغائب، ولا يعرفون عنه إلا أنه شاب وسيم، يتهدل شعره على كتفه، وقد وصفوه على هذا النحو :

(هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسبل شعره على منكبيه، ونور وجه يطو سواد لحيته ورأسه)(1)، وهذا الوصف ينطبق على ملايين الشباب في العالم فما الذي يمنع أن يتقدم اليوم إلى هذه الجموع المنتظرة للملك العالمي الذي أُعِد له التاج، والجيش والأنصار، والأموال، والأرواح، والمهج، وليس عليه إلا أن يأمر وينهي، ويدعي أنه هو الغائب الذي طالت غيبته...، ولا شـك أن الذي سيقدم على هذا الأمر لن يمارس أول صلاحياته بإعلان نفسه، وجُلُوسه للبيعة بين الركن، والمقام في مكة إلا بعد أن يكون قد رتب هذا الأمر مع كبار الشيعة الذي سيكونون هم أول من يأتي لبيعته بين الركن، والمقام،

بل سيكونون حاضرين معه إلى هناك ليعلوا هذا يوم سبت يوافق العاشر من المحرم، وهذا الكلام الذي أقوله ليس ضرباً في الخيال، ولا تخميناً وظناً، ولكنه التخطيط الذي أذاعه محمد الصدر فيلسوف الشيعة المعاصر حيث يقول في موسوعته عن المهدي: (يبايع الإمام المهدي في موقفه الأول – أي بين الركن والمقام في مكة – أصحابه الخاصون الذين كانوا يعرفونه على حقيقته في غيبته الكبرى ) فإننا سبق في تاريخ الغيبة الكبرى أن قلنا: أن هناك نفر قليل من البشرية في كل جيل، يمكن أن يكون مطلعاً على حقيقة المهدي ومكانة، وهناك من الروايات ما يدل على وجود مثل هؤلاء الأفراد، وبالطبع سيكون هؤلاء مع سائر الممحصين الناتجين عن التخطيط الإلهي العام، حاضرون خطاب المهدي في المسجد الحرام،

وقد يكونون على موعد خاص سابق بهذا الاجتماع، ولا يحتاجون في التعرف على شخص الإمام المهدي إلى أي إثبات، ومعه فسوف يكونون هم الأوائل من المبادرين إلى البيعة، والمدافعين عنه عندما يحاول المنحرفون قتله، عند سماعهم الخطبة، كما دلت عليه رواية مما نقلناه عن المجلسي في البحار، خلال أخبار الخطبة، بل سيكونون اللسان الناطق في إيضاح ما ينبغي إيضاحه في هذه الساعة الأولى (1).

وأقولُ نعم لن يكونوا في حاجة إلى أن يثبت لهم المهدي شخصيته لأنهم قد رتبوا لهذا الأمر، ودبروه بليل، ويقول الصدر أيضاً:

(إن سائر المخلصين الممحصين – ويعني الشيعة الخلص – الذين بمكة سيبادرون إلى بيعة المهدي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر) (2)، وهذا المهدي الذي يبادر قادة الشيعة إلى بيعته بين الركن والمقام، بعد أن يكونوا قد رتبوا هذا الأمر معه قبل ذلك، لا يذكر للناس من أول وهـلة حقيقة أمره وأنه قد جاء للناس بدين جديد، وأمر جديد، وقرآن جديد. وإنما يخفي ذلك حتى يتم له السيطرة على الأمور.

يقول محمد الصدر: (إن المهدي يبايع أصحابه على الكتاب والسلطان والأمر الجديد، فالكتاب الجديد – هكذا – والأمر الجديد لا يذكره المهدي بصراحة ليكون مجهول المعنى للجمهور ) (3).

وكلمة الجمهور في إصلاح الشيعة تعني أهل السنة والجماعة، أي أن المهدي الرافضي سيقدم نفسه على أنه ابن الرسول ومن آل بيت النبوة، وهو يخفي كل ما جاء به من إجرام وسفك للدماء، وتبديل لشريعة رب العالمين وتبديل للقرآن الكريم، وذلك حتى يخدع المغفلون من أهل السنة والجماعة، ويقومون جاهلين ببيعته ظانين أنه مهدي حقاً لإصلاح الدين والحال أنه وثني رافضي خبيث جاء بهدم الكعبة ونقل حجرها الأسود إلى الكوفة، وهدم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقتل المسلمين جميعاً إلى الرافضة، وهدم مساجد أهل السنة وقتلهم
فيها مع مصاحفهم،ومصالحة اليهود، والنصارى الذين يسير معهم بالإحسان والملاينة، واستئصال العرب جميعاً بدءاً بقريش قبيلة الرسول وانتهاء بآخر عربي يعيش جاهلاً سادراً محسناً الظن بما يبيت له هؤلاء الزنادقة الملحدون.

*** *** ***

رابعاً: خطوات تنفيذ المخطط الإجرامي
**********************************

الخطوة الأولى: أعمال مهدي الرافضة في مكة المكرمة:

اغتيال خطيب أهل السنة يوم الجمعة التاسع من محرم * إعلان البيعة يوم السبت العاشر منه.*قتل جميع قريش صبراً خمسمائة فخمسمائة * تقطيع أيدي بني شيبة سدنة البيت وتعليقها على باب الكعبة * إبادة أهل البلد الحرام عن بكرة أبيهم إلا الرافضة منهم * الإعلان عن كتاب جديد غير القرآن * وعهد جديد يلغي تشريعات الإسلام السابقة.

والتخطيط أن يكون في مكة ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من الشباب من أولاد العجم خاصة، وهم الذين يبادرون إلى بيعة المهدي(1)، وهؤلاء يليفون حول المهدي الذي يذكر الصدر أن المهدي ما إن يتسامع به الناس حتى يأتوا ليقتلوه فيقوم هؤلاء الأعاجم بالدفاع عنه، وأن هؤلاء هم الطليعة الأولى للثورة العالمية الجديدة (هكذا) (2) وأنه سيكون هناك عشرة آلاف مقاتل على الاستعداد للتدخل فوراً لحمايته، وأنهم سيأتون إلى مكة في وقت سريع جداً... ولا غرابة في ذلك فنحن اليوم في عصر الطائرات.

يقول الصدر مفسراً وصول عشرة آلاف إلى مكة سراً: (وإنما يفتقدون من فرشهم فباعتبار خروجهم خلسة عن أهلهم وذويهم المنحرفين الكارهين للسفر إلى الحق، وأما السير في السحاب نهاراً فهو السفر بطريق الجو إلى مكة وهو أسلوب معتاد وطبيعي في الوصول إلى مكة) (1)

وبهذه الطريقة يفسر الصدر ما رواه عن محمد النعمان في كتاب الغيبة: (أصاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العجم، وبعضهم يحمل في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه، ونسبه وحليته، وبعضهم نائم في فراشه فيوافيه في مكة على غير ميعاد) (2).

ويضيف الصدر شارحاً جوانب المخطط فيقول: (إن ظهور اسم المهدي سيكون في رمضان من نفسالعام، أي قبل أربعة أشهر من رمضان يسافر من يريد رؤيته وبيعته إلى مكة في حج هذا العام، وبعد الحج يتخلفون في مكة حتى يظهر المهدي في شهر محرم، وهذا نص عبارته (أنه ينادي باسم المهدي في شهر رمضان، ويكون موعد ظهوره في العاشر من محرم الحرام، وسيمر خلال هذه الفترة موسم الحج في ذي الحجة الحرام، وحيث يعلم المخلصون الممحصون، حصول الظهور بمكة كما يعلمون بانفصال وقت الظهور عن وقت النداء زماناً ليس بالكثير... إذن فسوف يسافر إلى الحج في ذلك العام كل راغب بلقاء الإمام المهدي مع سائر الحجاج، وبعد انتهاء موسم الحج سيتخلف هؤلاء في الحجاز، أو في مكة على التعيين بدافع من رغبتهم الملحة في حدوثه، وسيبقون هناك حتى يحصل الظهور في محرم الحرام)(1)

وهؤلاء ينصح الصدر بأن يأتوا إلى مكةبالجو أفضل حيث يقول: (فطبقاً لاحتمال ظهور المهدي في أية لحظة يكون الوصول السريع بعد النداء أدل على الإخلاص والإيمان لأن فيه توفيراً للوقت الزائد على السفر البري، واستعداداً للظهور بشكل أسرع)(2) ويذكر الصدر بأن هؤلاء:

(سيكونون معروفين تماماً لجماعة من الناس !! ومزودين أيضاً بدفتر السفر !! الذي يحتوي على الصورة، والاسم، واسم الأدب وغير ذلك)(3) ويذكر الصدر (عن هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر شاباً من الأعاجم يمكن أن يصلوا مكة على دفعات، لكن ظهورهم عند البيعة سيكون في وقت واحد، وستكون هذه البيعة يوم السبت الذي يوافق العاشر من المحرم لأن ذلك هو اليوم الذي قتل فيه الحسن) (4)

قتل خطيب الحرم يوم التاسع من المحرم، وإعلان البيعة يوم السبت.

وفي يوم الجمعة التاسع من المحرم يقتل خطيب الحرام اغتيالاً وينص كامل سليمان على ذلك في كتابه يوم الخلاص قائلاً: إنه (أي المهدي) (سلام الله عليه) (هكذا) يقتل خطيبهم (أي خطيب المسلمين من أهل السنة، والجماعة) في التاسع من المحرم ويتخفى في الحرم حتى يجن الليل فيصعد سطح الكعبة وينادي أنصاره فيلبون من مشرق الأرض ومغربها ثم يصيح نهار السبت في العاشر من محرم فيدعو الناس إلى بيعته فإذا ثار الناس قام الثلاثمائة وثلاثة عشر نفراً الذين سافروا سراً إلى مكة، وتخفوا لهذا اليوم بالتصدي لموجة الغضب)(1) أ.هـ،

ثم يعلن هذا لمهدي السفاح بدء قتل المسلمين في كل مكان فتتحول بلادالمسلمين إلى ساحات للقتل والإبادة ويكون هذا الإعلان عبر الإذاعات والتلفزيون يقول كامل سليمان: (فلابد أنه طالع علينا في يوم من الأيام على شاشة أكبر تلفزيون في العالم يشرق وتشع طلعته كالشمس الطالعة، هذا إذا لم يكن لديه وسيلة غير عادية يشرق من حالق كما قلنا وكأن الآفاق كلها شاشة تلفزيون) (2)

وهكذا يخرج هذا القائم نقمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويروون أن الصادق قال: (إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة، ويبعث القائم نقمة) (1)

ساعة الصفــــــــــــــــــر:
***********************************

وهنا تظهر كما يقول كامل سليمان في كتابه يوم الخلاص: (تباشير ساعة الصفر المباركة) (2) وتبدأ هذه الساعة بدخول هذا المهدي، مستتراً لي المسجد الحرام بمكة المكرمة الذي يكون قد تواعد سراً مع المتآمرين معه على إبادة الأمة الإسلامية، وإزالة الحجر الأسود إلى الكوفة، وهدم المسجد الحرام وقتل أهل الإسلام في بلد الله الحرام، فيعتمد يوم الجمعة الذي يوافق في هذا العام التاسع من المحرم فيقتل خطيب المسجد الحرام، ثم تكون الفوضى، ويختفي المهدي في المسجد الحرام إلى الليل، وف يوم السبت العاشر من المحرم تبدأ ثورته العالمية التي يعلنها عبر التلفزيون والإذاعة.

ويضيف كامل سليمان مفسراً المخطط حسب وقائع العصر، فيقول: (وورد الصيحة عليهم في محاريبهم وعلى فرشهم، لا يُتعبُ حَله ذهناً من أذهان المعاصرين لزمننا العلمي الحديث، لما نمارسه من وسائل لا تجعلنا نستمجن الأمر، ومثله حضورهم بين يديه في لمحة بصر، لأنهم موجودون آنئذ في الحرم يتعبدون، وهم على موعد على ساعة الصفر هذه، يعرفونها أكثر مما نعرفها نحن وسائر الناس، ويترصدونها، بل هم مرصودون لها)(1)

البيعة يوم السبت العاشر من المحرم:

*******************************************

وفي يوم السبت العاشر من المحرم هذا يسند المهدي ظهره إلى الكعبة ويطلب البيعة لنفسه، ويكون أول عمل يبـدأ فيه (ثورته المباركة) إصدار أمره بإبادة جميع المسلمين على الأرض، إلا الذين كانوا معروفين بإيمانهم به، وحماستهم لخروجه.

ويشرح ذلك كامل سليمان مفسراً رواياتهم المدسوسة على جعفر بن محمد فيقول: ( لن يرتاح لخروج المهدي من يخاف على نفسه من حد سيف الحق، فقد نعته الصادق بأنه ولي الدم، واُلترة لآبائه وأجداده المظلومين وهو الذي يتولى الاقتصاص ممن ظلمهم ثم قال – أي الصادق – (فلا يبقى أحد ممن قاتلنا فظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم) ولذا قال في تأويل (خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذله ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) (يعني خروج القائم) فهو المفرجُ للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف...

ثم جاء عنه ما يدل على استطالة الغيبة وعلى الفرح بالفرج – (يأتي عَلَي فترةٍ من الأئمة كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث على فترة من الرسل، عند ذلك (يفرح المؤمنون بنصر الله) عند قيام القائم) وقال يصف مشاهر الظهور (رايته راية رسول الله، ما هي من قطن ولا كتان ولا خر ولا حرير... هي من ورق الجنة، نشرها رسول الله يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي فلم تزل عنده .

حتى كان يوم البصرة، فنشرها ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم فإذا قام نشرها فلم يبق في المشرق أو في المغرب أحدٌ إلا لعنها)، (ولا تعجبن من لعنها فقد علله الصادق عليه السلام بحديث قال فيه: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب للذي يلقي الناس من أهل بيته قبل خروجه، ولما يلقون من بني هاشم) (فلن يلعنها إلا أهل الباطل، وهم الناس في لسان الأخبار، أما المؤمن فيفئ إلى ظلها الوارف ويهفو إليها ليل نهار) (1) انتهى.



قتل أهل البيت جميعــــــــــــاً:
*********************************

وإذا أعمل القتل في أهل مكة فإنه يفنيهم، ويبدأ ببني شيبة من قريش فيستأصلهم بعد أن يأخذ مفتاح الكعبة منهم، ويقطع أيديهم، ويعلقها على باب الكعبة ثم يبيد قريش إبادة كاملة، حيث تعدم خمسمائة فيقتلهم صبراً بالسيف ثم خمسمائة أخرى، وأخرى، وهكذا إلى أن يفنيهم !!

تتبع الفقهاء وأهل العلم خاصة وقتلهم:
--------------------------------------

ويكون غلٌةُ وحقده الأكبر على الفقهاء وأهل العلم خاصة لأنهم الذين يفتون بكفره، ومروقه ويقول كامل سليمان: (أعداؤه مقلده الفقهاء أهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم، ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله، ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطيعونه ويخافون فيتقبلون حكمه من غير إيمان، بل يضمرون خلافه ! إذا خرج فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ! هو والسيف أخوان ! ثم جاء عنه بنفس الموضوع: يخرج على فترة من الدين ومن أبي قتَل، ومن نازعه خُذِلَ، يُظهِرُ من الدين ما هو الدين عليه في نفسه، ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم به (أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته، ورغبةً فيما لديه،

يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي) أي عن دليل لديهم مثل هذا الذي ننقله عن أسلافنا الأبرار مروياً عن النبي والعترة الأطهار صلوات الله عليهم، وقد قال هؤلاء للناس – جميع الناس، وعامتهم – فأخذه خاصة من هدى الله قلوبهم للإيمان... ثم قال: (إنه أول قائم يقوم منا أهل البيت، يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقتلكم، وهي آخر خارجة تكون) ويضيف كامل سليمان (وإذا تسارعت الأفكار إلى وضع علامات الاستفهام، وإذا حامت الأذهان حول هذا الحديث الذي لا نحتمله فلا نعدم الجواب القريب، لأن سلوكنا العملي كله مخالف للقرآن والسنة، فلو حدثنا – مثلاً – بتغيير القرآن وجعله حسب نزوله، أو بإقامة الحدود، أو بهدم المسجد الحرام ورده إلى أساسه، بل لو حدثنا بأي فرض من فروض الشرع، لقامت قيامة الناس ولجردوا جميع الأبواق ووسائل الإعلام، ولشحذواالسيوف وأعلنوا قتال من يأمر بالحق وهو هنا إنما يحدث عن شئ لم يألفه المسلمون، وعن إنهاء الوجود (اليهودي)(1) وسائر الكفار عن وجه الأرض،

لأنه ورد عنه أيضاً بلفظ: ثم لا يلبث قليلاً
حتى تخرج عليه مارقة من الموالي برميلة الدسكرة فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم حتى لا يبقى أحداً) قال في قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيمهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام) كيف يحتاج الجبار تعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه !! لو قام قائمنا أعطاه الله السيمياء، فيأمر بالكافر ثم يخبط بالسيف خبطاً) وفي هذا الحديث تصريح واضح بإعطاء السيمياء وجعله يعرف وليه من عدوه بالتوسم فلا يحتاج إلى بينة، ولا إلى شهود ليأخذ المجرم بسيفه.. ثم قال المعنى السابق.

(إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ورد المقام – مقام إبراهيم – إلى الموضع الذي كان فيه وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على باب الكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة) (وهذا من الأشياء التي لا يحتملها المسلمون بحسب وضعهم الحالي)(2) انتهى.

--------------------------------
وأقول فهذه هي أعمال المهدي (المباركة) في البلد الحرام، وهي الأعمال التي يستقبل بها عهده الميمون فهل عرف المسلمون الآن من هو مهدي الشيعة؛ وماذا سيصنع بهم في أول يوم من ولايته؛ إنه:

1) قتل خطيب المسلمين يوم الجمعة الموافق التاسع من شهر محرم الحرام.

2) جعل السيف هرجاً بين المسلمين لمدة ثمانية أشهر.

3) الإعلان عن كتاب جديد وقرآن جديد وتشريع جديد يقوم على قتل أهل الإٍسلام، وإلصاق التهم إليهم دون بينة أو إثبات، وقتل الذرية بذنوب آبائهم، ورجمه الزاني دون بينة، وقتل المسلم بادعاء أنه منع الزكاة دون بينة.

4) إبادة قريش.

5) قتل بني شيبة بعد قطع أيديهم وتعليقها على الكعبة.

6) الأمر بنقل الحجر الأسود إلى الكوفة التي ستصبح عاصمة ملكه.

7) هدم المسجد الحرام ورده إلى مساحته الأولى.

8) تعقب الفقهاء والعلماء من أهل السنة والجماعة وذبحهم لأنهم سيفتون بكفر هذا المهدي الدجال ومروقه.

ثم يصدر أوامره إلى جميع أنصاره في كل مكان من أرض الإسلام، وفي الشرق الأوسط خاصة حسب عبارة كامل سليمان، ومحمد الصدر في كتابيهما حيث شرحا بالتفصيل هذه الخطة، فيأمر المهدي أتباعه وأنصاره في كل مكان من أرض الإسلام بقتل بل بذبح من حولهم من المسلمين اغيالاً وهرجاً حيث لا يسأل القاتل من قَتل، ويستمر هذا الهرج في الأرض الإسلامية ثمانية أشهر كاملة.

وهذه أول خطوة من خطوات هذا (المهدي الكذاب) بعد ظهوره خروجه !!

*** *** ***

الخطوة الثانية: أعمال مهدي الرافضة في المدينة المنورة:
**********************************

هدم المسجد النبوي وإبطال جميع توسيعاته * ونبش القبر الشريف وإخراج الشيخين وحرقهما * استئصال من يفر من قريش وإبادة أهل المدينة إلا الرافضة منهم.

والخطوة التالية لهذا (المهدي) المجرم السفاح هي أن يتوجه بعد تخريب المسجد الحرام وهدمه إلى المدينة المنورة فيفر الناس منه، فيرسل من يتبعهم ويقتلهم ثم يعمد إلى القبر الشريف فيخرج أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من جوار النبي(ويحييهما) ثم يأمر بقتلهما وصلبهما يفعل ذلك ألف مرة ليشفي غيظ قلبه، ثم يحرقهما وينسفهما في اليم نسفاً، وكل ذلك
حتى تتم (حكومة العدل الإلهية)!

تفسير كامل سليمان لأعمال المهدي في المدينة المنورة:
****************************

يقول كامل سليمان شارحاً ومفسراً الأخبار الواردة في ذلك فقد ورد مما ألصقوه بجعفر الصادق: (ثم يسير المهدي إلى مدينة جدي رسول الله فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيها سرور المؤمنين وخزي الكافرين) (1) ثم ألقى ضوءاً خافتاً على المقام العجيب الذي يكون له في المدنية، فقال يدخل المدينة فيغيب عنه عند ذلك قريش – أي إنه يتوارى عن جيشه كل من ناصر جيش السفياني – وهو قول علي عليه السلام، والله لَوَدَتُ قريش أن لي عندها موقفاً جزر جزور – أي مدة نحر الجمل – بكل ما
طلعت عليه الشمس أو غربت !!! وجاء عنه ما يزيد إيضاحاً لموقفه من أعدائه في يثرب فقال: ثم يحدث حدثاً فإذا فعل قالت قريش: أخرجوا بنا إلى هذا الطاغية فوالله لو كان محمدياً ما فعل ! ولو كان علوياً ما فعل ! ولو كان فاطمياً ما فعل ! فيمنحه الله أكتافهم – أي أنهم يولون مدبرين بين يديه، فيقتل المقاتله ويسبي الذرية، فالله أعلم بالذي سينكره عليهم حتى يسبي ذريتهم حين إنكارهم أنه محمدي علوي فاطمي، وليس في الأرض أصح منه نسبة إلى محمد وعلي وفاطمة عليهم السلام !! أما الحدث فهو بلا شك تقتيل وتدمير، بل حرق ومحو للظالمين وآثارهم (1) انتهى.

كيف سيحرق (المهدي) الشيخيـــــن:

***********************************************

وهذا (التقتيل والتدمير) الذي أجمله كامل سليمان هنا ولم يفصله هو ما جاء في روايتهم على هذا النحو: أخرج صاحب بحار الأنوار حديثهم الطويل المسمى بحديث المفضل بن عمرو ما يصنعه المهدي عندما يصل المدينة المنورة فقال: (قال المفضل: يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين؛ قال إلى مدينة جدي رسول الله، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين، قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؛ قال:

يَردُ إلى قبر جده فيقول: يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله؛ فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد،

فيقول: ومن معه في القبر؛ فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر. فيقول وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعاً يسمعون: من أبو بكر وعمر؛ وكيف دُفٍنَا من بين الخلق مع جدي رسول الله؛ وعسى المدفون غيرهما، فيقول الناس: يا مهدي آل محمد ما هنا غيرهما. إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله وأَبوا زوجتيه.

فيقول للخلق بعد ثلاث: أخرجوهما من قبرهما، فيخرجان غَضين طريين لم يتغير خلقهما، ولم يَشب لونهما. فيقول هل فيكم من يعرفهما؛ فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعاً جدك غيرهما، فيقول: هل هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؛ فيقولون: لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام، ثم ينتشر الخبر في الناس، ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبرين، ويقول للنقباء: ابحثوا عنهما وانبشوهما، فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما، فيخرجان غضين طريين كصورتهما، فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على درجة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحي الشجرة وتُورٍقُ ويطول فَرعُها، فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف حقاً، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما،

ويظهر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبه من محبتهما وولايتهما فيحضرونها ويرونهما ويفتنون بهما، وينادي منادي المهدي كل من أحب صاحبي رسول الله وضجيعيه فليتحول جانباً. فتتجزأ الخلق جزأين، أحدهما موال والآخر متبرئ منهما، فيعرض المهدي على أوليائهما البراءة منهما فيقولون: يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة، وهذا الذي بَدَالَنا من فضلهما، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؛ من نضارتهما وغضاضتهما، وحياة الشجرة بهما؛ بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك وممن لا يؤمن بهما، ومن صلبهما وأخرجهما وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي ريحاً سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية، ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخـلائق بالإجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور (1) حتى يَقُص عليهم قتل هابيل بن آدم، وجمع النار لإبراهيم وطرح يوسف في الجب، وحبس يونس في الحوت، وقتل يحيى وصلب عيسى وعذاب جرجيس ودانيال، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسناً، وسم الحسن، وقتل الحسين، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله، وإراقة دماء آل محمد، وكل دم سفك، ولك فرج نُكٍحَ حراماً، وكل زين وخبث وفاحشة وإثم وجور وغشم منذ عهد آدم إلى وقت قيام قائمنا كل ذلك يعدده عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر،

ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر ناراً تخرج من الأرض فتحرقها والشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليم نسفاً.

قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؛ قال: هيهات يا مفضل، والله لَيُردُنَ وليحضرنَ السيد الأكبر محمد رسول الله، والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين، والأئمة وكل من مَحَض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً، وليقتصن منهما لجميعهم، حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ويُرَدان إلى ما شاء ربهما (1) انتهى.

وأقول: وفي هذا الكذب الوضيع من الكفر والإلحاد والزندقة ما لا يخفى على من له أدنى دينأو حياء، وفيه مما يناقض عقيدة الإسلام مما لا يجهله من فهم شيئاً من الحق والخير.

وهكذا يصدق هؤلاء المجرمون مثل هذه النزهات بل الأحقاد المسمومة، والضغائن الحاقدة التي لا تصدر النزهات إلا من كافر مجرم يبغض الله ورسوله ودينه، والخلاصة الطاهرة من عبادة الذين جاهدوا في سبيله، ونصرهم الله، وأعزهم وأكرمهم في حياتهم بالنصر والتمكين، وفي مماتهم بجوار رسول الله فمنهم من مات ومنهم من نال الشهادة، وما بدلوا تبديلا:(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

أقول العجيب أن تدخل مثل هذه العقائد النجسة التي لا تنطوي إلا على الإثم والفجور والحقد والظلم، واتهام الله بأنه وضع الرسالة في غير موضعها، واتهام الرسول أنه كان مُبَاطناً ومصانعاً ومداخلاً للمجرمين والظالمين، جاعلاً إياهم أصحابه وأصهاره، وأرحامه، وخاصته يتزوج منهم ويزوجهم، ويمدحهم ويثني عليهم، ويشيد بذكرهم في كل مناسبة ولا يترك أمره وأمر أمته ودينه إلا في يدهم فهو القائل قبل موته: (مروا أبا بكر فليصل بالناس).

ثم قد كان من شأن الله تبارك وتعالى أن أعلى منازلهم وفتح هم الدنيا شرقاً وغرباً وأذل لهم كسرى وقيصر، وأدخل الناس من كل الأجناس في دين الله أفواجاً على أيديهم، ثم يأتي هؤلاء المجرمون الزنادقة فيقولون قد كان أبو بكر وعمر كافرين مجرمين، لم يؤمنا قط، ولم يسلما ساعة بل عليهما إثم كل مجرم في الأرض منذ خلق الله الأرض وإلى يومنا هذا، فلم يغصب فَرجٌ، ولم يُرق دمٌ، ولم يظلم أحدٌ إلا كان عليهما من الإثم مثل ما على فاعله، ويكون هذا دين الصغير والكبير منهم ينشئون على ذلك وَيرضَعُونَه مع ألبانهم، ويعتقد بأساطيرهم هذه كبراؤهم وعظماؤهم، بل لا يَعظُمُ العالم فيهم إلا كلما كان أكثر حقداً وغلاً على الإسلام وأهله.

ومن أجل ذلك كان انعقاد كل آمالهم في كل العصور على هذه الشخصية الخرافية الوهمية التي تببد المسلمين، وتحرق لهم مكة والمدينة، وتخرج صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبريهما من أجل أن تحرق أعظم رجلين عرفهما الإسلام، بشهادة النبي وشهادة علي بن أبي طالب نفسه الذي قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر)

وروى ذلك عنه من أكثر من ثمانين وجهاً، ويأتي هؤلاء الزن
الكاتب: منذر بن عبدالله الشريف
التاريخ: 01/01/2007