إلى الأمة وفتيانها الأبرار! قد احتفلت أمريكا اليوم على أمر، واحتفلنا نحن أيضا عليه

 

د:نوري المرادي


قد احتفلت أمريكا اليوم على أمر، واحتفلنا نحن أيضا عليه.
إنما شتان بين الاحتفالين.
فنحن احتفاءً بما من الله به على الشيخ الجليل أسامة بن لادن فلم يقض أجله على فراش المرض وإنما وهبه الشهادة البارة على يد أشد أعداء الله والبشرية حقدا وإجراما. أما هم فاحتفلوا تنفيسا عن رعب مهول زرعه الأسامة في نفوسهم، افترضوا أنهم اقتلعوه، باستشهاده.
أيتها الأمة الناهضة، أيها الفتيان الغر الميامين!
قد ذاقت أمريكا مرّان العذاب في منطقتنا وما عاد جبروتها الذي كان، يخيف الدجاج. وجيشها الذي زرع الرعب في العالمين لم يعد يبرر حتى أصباغ الحرب على وجوه جنوده وتحولت بطولاته وإرمادته إلى ستوديوهات هوليود. كما انهار اقتصاد أمريكا وعجزت عن تمويل حروبها بغير القروض. ومذ أن غزت أفغانستان والعراق وحتى اليوم لم تستطع أن تسجل نصرا ولو دون شروى النقير. وأمريكا التي لم تحتفل باحتلالها اليابان واستحواذها على مستعمرات كنصف مساحتها في محيطات الأرض وأصقاعها، تصاغرت اليوم لتحتفل بقتل شخص كان أصلا يحتضر على فراش الموت. وكل هذا الانهيار الاقتصادي والعسكري والمعنوي الذي أصابها كان على يد الأسامة وتلامذته ومن سار على دربه من فتيان الأمة البواسل. أما الأسامة فقد عاش مجاهدا نال من دنياه ما لم ينله غير الأنبياء والصالحين حين تحصل على ديّة نفسه أضعافا مضاعفة من عدوه. والغارة التي يفترض أن الأسامة قتل فيها حدثت قبل شهر تقريبا، إنما أجلت إعلانها إلى اليوم لضرورات انتخابية، ولتبدو وكأنها ثأرت لمقتل كبار قيادات مخابرات أمريكا قبل خمسة أيام على يد مجاهد أفغاني. والشيخ بن لادن، ونتيجة لثقل المرض عليه تقاعد عن العمل الميداني منذ 6 أعوام وأوكل مهماته إلى إخوته في الجهاد. وهو قد أسس مدرسة مؤهلة لأن تواصل خلاياها العمل منفردة، مسترشدة أو منفصلة. وهو لم يكن زعيم نظام لينتهي نظامه بموته، ولم يحلم بالخلود حيا. وقد استشهد في وقت تساقط فيه غلمان الاحتلال وعملائه الواحد تلو الآخر، وبدأ عهد، إن لم يكن أسامة هو الذي بناه، فقد سار عليه. لذا فليقبض الأمريكان من استشهاده ما قبضوه من استشهاد الزرقاوي وغيره من المجاهدين، وليسألوا العالمين أينا أصدق احتفالا بالحدث وأبرك نتيجة وأجل عملا!
يا ثوار الأمة، أيها الأحرار!
إن أسامة إذا استشهد، فبكرم من الله عليه ومنّة. فاذكروه بالخير وترحموا عليه مرة وحسب. فليس الجزع من شيمة الثوار، ولا يحزن على مجاهد رحل إلى ربه مؤمنون. أما ديته فقد أخذها مضاعفة في حياته، وما تبقى منها سيأخذه أخوتكم الفتيان المجاهدون! فواصلوا الثورة والاقتصاص من الطواغيت غلمان المحتلين وعملائهم، والسلام!
المجد للأسامة!
المجد لفتيان شنعار!
المجد لطير الله الأبابيل!
المجد لكم أيها الثوار الميامين!
وحيث ثقفتموهم!


الكاتب: ابومحمد العراقي
التاريخ: 02/05/2011