إنها نعم الله |
|
إنها نعم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء المنعم له الحمد و الثناء و صلى الله على نبيه الذي اجتباه محمد و على آله و صحبه و سلم و لمن والاه
أما بعد
إنها نعم الله المتفضل علينا بالعطايا و غراسها تقواه و ثمراها الحمد و الصبر على البلايا فكم من نعمة و لطفا خفي وهبها لعباده تأججت من بعد شدة و ضنك فكانت أنس و سعادة بعد حلول ليل الرزايا, فأين العبد ذالك منها و أين حمده بعد بزوغ الفجر و إنجلاء الغيم فهل تناسى ما كان يدعو في تلك الزاوايا يوم إنه دعا ربا رحيما في ظلمة الليل و ناجاه يا الله فأستجابه له و نجاه , هذه هي أطوار البشر و هذه بعض أفعالهم ينعم عليهم المنان بالنعم و ينجيهم من كل كرب و نصب فينسونه لحضات و لحضات و بهذه النعم الجمة كالأبحر سلكوه بها طريق الضلال أستعملوها لسخط الرحمن فلم يعرفوا قدرها ولا منزلتها فكم من نعم أنعمها لهم لطاعته وعبادته ففروا إلى أهوائهم و شهواتهم و لم يفروا إلى خالقهم, قال الحق تبارك و تعالى في آياته {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}
قد ابتلى الله عباده بالشر و الخيرات بالفقر و الغنى و الموت و الحياة فمنهم إذا حلت به النقم لجأه لربه و استكان ومنهم بيده أرتكب كل ما يسخط الرحمن , و آخرين يرزقهم ربهم نعما استعملوها لعبادة الشيطان و لم يذكروا فضل الواحد الديان بسبب شهوة نفس سلكوا دروب الضلال أي جحود ذالك و استكبار شتان بين ذالك العبد الذي سجد لربه بالأسحار و حمده و أثناه و استغفر لذنبه بخوف ووجل مستشعرا عظمة خالقه و فضله عليه .
أيها العبد إنه الله فهل استشعرت لعظمته و ملكوته و فيض نعمه وواسع رحمته , فإنها بصيرة من الله لا يصل نورها لغافل فإنها نورا لكل عبدا لربه منيبا عابدا له و ساجد
قال تعالى :{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴿٣٤﴾} [ابراهيم :34]