مكان تحت الشمس |
|
مكان تحت الشمس
أجلس والمطرقة فوق الأزميل المنغرس في أعصابي أهيئ الطقوس المناسبة لحضورها , طقس مناسب لطغيان الولادة أو خيبة الإجهاض هل بعد الانتظار يا ترى سأتعمد بأنوار الحقيقة !؟؟ أرتكب جريمة الكتابة عامداً متعمداً 00! فما هو العقاب يا ترى
كم هائل من الأسئلة القديمة الجديدة تقفز في رأسي دفعة واحدة 000! لمن أكتب ؟ ولماذا؟ هل ثمة آذان صاغية؟ هل من قيمة للكلمات في عالم محكوم بلغة الأرقام ؟ قال لي أحدهم ذات يوم : عليك أن تغني للحياة ولو بصوت أجش , اكتب عن الحب في عالم معجون بالكراهية 0!!
اكتب الحقيقة وسيكون لك مكان تحت الشمس
تخرج الكلمات صادقة ولكنها مصبوغة باللون الأحمر والأسود , حرب , حصار ,هوان ,استنكار وشجب , براميل من الدم العربي تراق كل صباح , بنادق العدو تأكل الصغير والكبير , المعالم الدينية والتاريخية تنتهك السكوت العربي الذي جعل الدم أرخص من الماء , الجدار الفولاذي يجعل البلاد سجناً لبشر ينتظرون دورهم في الموت
قتلى وجرحى في صفوف طوابير تعويض المحروقات , جرائم سرقة وقتل واغتصاب في وضح النهار , البطالة تجعل معظم الشباب مجرد متسكعين على قارعة الطريق
نزيف مصاحب لحالة الولادة وأخيراً في سلة المهملات 000!!!
قال رئيس التحرير : يا أستاذ الناس تريد ما ينسيها همومها , استفتاء رأي عن ظاهرة التلطيش ,مقالة عن المطرب الأكثر شعبية عند البنات , استطلاع ضخم وموسع عن توقعات جمهورنا لنتائج كأس الأمم الأوربية ولا تنسى تغطية الكلمة التي سيلقيها المحافظ بمناسبة تدشين مسرح العرائس
كيف تصبح الكتابة نوعاً من الترف الفكري في ظل هذا الكم الهائل من السواد الذي يغلف حياتنا
كيف نستطيع أن ندير ظهورنا لما يهدد وجودنا برمته 000
قال المعلق الإذاعي : قوات العدو تستمر في عمليات الهدم والخطر يهدد مسجداً من أهم المعالم الدينية على الأرض , حصار غزة والجدار الفولاذي مسرح للموت
كنا حينها غاضبين ,حوار ساخن وصل إلى حد الاقتتال !! من سيربح برشلونا أم ريال مدريد
انتهت نشرة الأخبار والأصوات تعلو وتعلو على أنغام أغنية بوس الواوا
عمر ضياء الدين