الشيخ علي بلحاج: خطاب بوتفليقة مخيب للآمال

 


الجمعة 12/5/1432 هـ - الموافق 15/4/2011 م

س : لقد ألقى رئيس الجمهورية خطابا للشعب الجزائري تطرق فيه إلى عدة نقاط فما هو تعليقكم على مجمل ما جاء في الخطاب
ج : الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين.
باختصار شديد نستطيع أن نقول أن مجمل ما جاء في الخطاب لا يرقى إلى طموحات الشعب الجزائري وخاصة الشباب الراغب في التغيير السياسي الجذري العميق الذي يحدث قطيعة مع النظام السياسي المتعفن والذي أصبح بإصراره على البقاء في السلطة خطرا على أمن البلاد والعباد فقد سكت دهرا ونطق خلفا وتجاهل عن عمد وسبق إصرار جذور الأزمة السياسية في البلاد المتمثلة في الانقلاب على اختيار الشعب في جانفي 92 والذي خلف آثارا خطيرة وعميقة على جميع المستويات ، والتي مازال الشعب الجزائري يعاني منها إلى يومنا هذا وكان الواجب عليه أن يعترف بأن أزمة الجزائر هي أزمة تتعلق بالشرعية السياسية للنظام القائم ، أما فيما يخص تنديده بالفساد المستشري فهي لغة أكل عليها الدهر وشرب فمنذ سنة 1999 وهو يندد بالفساد و المفسدين ولكن الجميع في داخل البلاد وخارجها يدرك أن الفساد بجميع أشكاله وألوانه بلغ القمة خاصة في العهدات الثلاث دون أن يحرك ساكنا والملاحظ لأول وهلة أن خطابه إقصائي مائة في المائة ، كيف لا وهو يقصي أكبر شريحة من حقها في المشاركة السياسية فلم يتطرق خطابه إلى إعادة الاعتبار إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ لتشارك في الشأن العام كبقية الأحزاب ولم يتطرق إلى ضرورة اعتماد الأحزاب السياسية التي ما زالت تنتظر الترخيص منذ 1999 ولم يتطرق أيضا إلى التعددية النقابية الحقيقية ولا التعددية الإعلامية المستقلة أما الزعم بأنه سيدخل إصلاحات سياسية عن طريق البرلمان وتعديل الدستور عن طريق لجنة معينة فتلك كارثة سياسية ، ذلك أن البرلمان القائم فاقد للشرعية وهو أضعف برلمان عرفته الجزائر منذ الاستقلال ولا يمكن إحداث أي إصلاح سياسي حقيقي عن طريق آلية فاسدة وهذا بشهادة الجميع ، أما فيما يخص تعديل الدستور بالطريقة المذكورة في خطابه فلن تجد قبولا عند الطبقة السياسية الحقيقية فضلا عن الشعب الجزائري الذي مل من الوعود الكاذبة والكلام المعسول منذ 1999 لاسيما والرئيس بوتفليقة لم يعلن عن عدم ترشحه لعهدة رابعة رغم مرضه وصعوبة إلقاء خطابه لما يعاني من الإجهاد والتعب وإن كنا نتمنى له العافية كشخص من الناحية الأخلاقية ، ونحن نقول إن الدستور ليس لعبة تفصل على مقاس السلطة حسب الظروف والتطورات.
والحاصل أن الخطاب دون مستوى طموح الشعب الجزائري على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والإعلامي ولا شك أن الخطاب سيصدم عموم الشعب الجزائري وقادة الفكر والرأي والسياسة والإعلام المستقل في البلاد ذلك أن بوتفليقة لم يضع يده على الأزمة السياسية التي تفرعت عنها سائر الأزمات ، باستثناء طبعا قادة أحزاب الديكور التي لا تملك من أمرها شيء وكذا أصحاب المصالح الخاصة والأجراء عند النظام والمنتفعين من ريع النظام المتعفن الذين لا يحسنون إلا التطبيل والتزمير وتضليل الرأي العام وللحديث بقية .
والله الموفق لكل خير


الكاتب: محمد الجزائري
التاريخ: 17/04/2011