لماذا اغتيل هذا القاضي؟

 

لماذا اغتيل هذا القاضي؟


عبد الله الفقير

هل هنالك من لا يزال يصدق فعلا ان بامكان من تربى في حضن خامنئي وملالي المجوس ان يكون "عادلا" او على الاقل ملتزما بادنى شروط المساواة بين ابناء الوطن الواحد وان يتخلى ولو قليلا عن طائفيته وتمييزه لابناء البلد وفق الطائفة والمذهب؟؟؟.

ما لا يعلمه البعض هو ان المشروع المجوسي يجري تنفيذه في العراق بنفس الطريقة التي جرى ويجري فيها تطبيق المشروع اليهودي,احتلال على يد الامريكان والانكليز,تقوية الشيعة ومساندتهم للقضاء على اهل السنة وامدادهم بالسلاح والمال,ثم تسليم الشيعة مقاليد الحكم قبيل الانسحاب, ثم عمليات التغلغل واقامة البؤر الاستيطانية في المدن والمناطق السنية,وتهديد التجار والسيطرة على الشورجة وجميلة ومراكز النشاط التجاري,بل والسيطرة حتى على مراكز النشاط الثقافي كشارع المتنبي الذي شهد اكبر عملية تصفية للمكاتب والمطابع السنية تحت نطاق الصمت المطبق!, ثم السيطرة على العصب المالي في البنوك والمصارف, ثم عملية تفريغ البلد من اهل السنة والقضاء على الكفاءات العلمية والادارية السنية ,كل ذلك لا يتم اعتباطا او وفق حركات عشوائية, وانما يجري ذلك ضمن مخطط كبير وشامل يجري تنفيذه منذ عشرين سنة وسط غفلة اهل السنة وانشغالهم بـ"الوحدة الوطنية" و"كلا للطائفية" و"اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة",رغم ان الشيعة كانوا قد باعوا الوطن بارخص من سعر التراب ,وانهم نحروا اهل السنة في سكين مكتوب على جبهتها "كلا للطائفية"!!.

بالامس,

ومثلما توقعنا ,فقد اعادة خضير الخزعلي الكرّة مرة اخرى بارتكابه مجزرة جديدة بحق طلبة السادس الاعدادي ,وتحديدا طلاب المدن والمناطق السنية,فرغم انه كان من المقرر ان تعلن نتائج الامتحانات يوم غد الخميس,الا ان الخزاعي وابتهاجا بولادة مهديهم المزعوم ,ولكي يدخل الفرحة في صدر المهدي من خلال ذبح طلبة اهل السنة من دون سكين,لذلك فقد قرر اعلان تلك النتائج في نفس يوم ولادة مهديهم!!!.,

ومن مطالعة بسيطة لنتائج الامتحانات وكيف حضيت النجف وكربلاء و"بابل" باعلى نسب النجاح بينما حظيت المدن والمحافظات السنية باقل نسبة نجاح حتى وجدت فيها بعض المدارس لم يتعد عدد الناجحين عن طالب او طالبين فقط!!,

كيف حل الالهام فجاة على رؤوس طلاب ذي قار والنجف؟؟,

وكيف اصبح طلاب الموصل والاعظمية كسالى فجاة ؟؟,

وكيف كانت نسبة النجاح في مدينة الثورة تفوق الستين بالمائة؟؟,

وكيف تكون نسبة النجاح في الاعظمية للبنات(ذات الاغلبية السنية) 26%,بينما تكون نسبة النجاح في اعدادية القاهرة للبنات(ذات الاغلبية الشيعية) 52% بما يفوق نسبة النجاح في اعدادية مشهورة بالتفوق كاعدادية الحريري (السنية) والتي لم تحظ سوى بنسبة نجاح 48% فقط؟؟؟.

التربية والتعليم والداخلية والشرطة والنفط والمالية ليست هي الوزارات او المحاور الوحيدة التي يركز الشيعة اهتمامهم عليها وفق الخطة المرسومة سلفا, بل هنالك محور اخر سعوا للاستحواذ عليه منذ سنوات لكن دون ان يلتفت اليه احد الا لاحقا,الا وهو محور "القضاء",

واهتمامهم في هذا المحور ليس لانهم يقدسون القضاء!,

بل لانهم يريدون من خلاله ان يعطوا الشرعية للظلم الذي يمارسونه بحق اهل السنة خصوصا وبحق العراقيين عموما,وليس الدستور واستماتتهم في اقراره سوى نموذج "مشرق" يفضح بجلاء سعيهم الحثيث للحصول على قناع قانوني يغطون به وجه الظلم البشع الذي خلقوا عليه !!,

وربما كان المالكي وزمرته اشد من ركز على هذا المحور حتى بلغ به المطاف ان يطلق على كتلته اسم "دولة القانون", مع علمهم بان قانونهم هو قانون "الظلم" الذي لا يعرفون سواه, وان الظلم يبقى ظلما حتى ولو لبس الف قناع من اقنعة القانون!!.

وانسياقا مع خطة الاستحواذ على حقل القضاء,ولمعرفتهم بان اغلب رجال القانون في العراق هم من اهل السنة, لهذا فقد جرت عمليات تصفية رهيبة لرجال القانون في العراق تارة تحت ستار الميليشيات والعصابات المنظمة,وتارة تحت ستار الاعتقال,وتارة تحت ستار التهديد والطرد من الوظائف,فيما لم يسلم من حملة التصفية تلك الا بعض المداهنيين من القضاة الذين ساروا في ركبهم او منحوهم ما يريدون من الظلم مقابل بقاءهم في مناصبهم, ونسي اولئك ان هؤلاء الذين طعموا حليب المجوس لم ولن يرضوا عن اهل السنة حتى لو سلموهم انفسهم,فهؤلاء لا يرتضون ان يروا السني سوى قتيلا او مهجرا مهما ابدى لهم من خدمات,ومهما كان منصاعا لهم.

اخر جرائم اتباع المجوس في تصفية رجال القضاء من اهل السنة والتي تثبت صحة ما ذهبنا اليه,هي عملية اغتيال القاضي " حسن عزيز كفرلي" التي حدثت قبل فترة في منطقة اليرموك,

حيث ((افاد مصدر في الشرطة العراقية، اليوم الأربعاء، إن "عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب أحد الطرق في منطقة اليرموك غرب بغداد، انفجرت، عصر اليوم، لدى مرور سيارة القاضي حسن عزيز كفرلي نائب رئيس المحكمة التمييزية العراقية، مما أسفر عن استشهاده في الحال")).

فما هي خلفيات عملية الاغتيال هذه ؟؟.

حسب المعلومات المتوفرة لدينا من مصادر خاصة ,

تتكون محكمة التمييز الحالية من 28 عضوا, 24 عضوا منهم من الشيعة,اما الاربعة الاخرون فهم من اهل السنة!!(بمعنى ان اغلبية الاعضاء هم من الشيعة!!), ورغم ذلك فان هذا العد لم يشبع النزعة الطائفية للشيعة وذلك لان رئيس هيئة التمييز هو "نعمان الراوي" وهو من اهل السنة, وحيث ان الحل والربط كله في يد رئيس المحكمة, لذلك سعوا حثيثا لتخلص من هذا "الراوي" سواء بالاغتيال او التهديد او التلويح بالاجتثاث!!,لكن وحيث تبين لهم مؤخرا بان السن القانوني لهذا القاضي شارف على الانتهاء, وانه سوف يحال على التقاعد بعد فترة وجيزة لكبر سنه, لذلك فقد اطمئنوا الى ان خطره سينتهي تلقائيا,لكن ما ارعبهم هو ان نائب رئيس محكمة التمييز هو القاضي "حسن عزيز" التركماني الاصل والسني المذهب,والذي هو المرشح الاكثر حضوة في ان يخلف القاضي "نعمان الرواي" في منصبه وفقا للنظام الداخلي للمحكمة ,لذلك وسعيا من اتباع المجوس في تقليد منصب رئيس المحكمة التمييزية لاحد القضاة الشيعة,وحيث ان عملية تصفية "حسن عزيز" وهو نائب المحكمة اهون من تصفيته بعد ان يصبح "رئيس" المحكمة حيث تكثر حراساته ,لذلك فقد اتفقوا على ان تتم تصفيته منذ الان , وهكذا كان, فقد تم استهدافه بعبوة لاصقة وقتت لتنفجر في منطقة اليرموك "السنية" غربي بغداد,ليقال بان "الارهابيين" السنة هم من قتله!!!.

المعلومات تقول بان طارق الهاشمي واسامة النجيفي واخرون طلبوا من عادل عبد المهدي التمديد للقاضي "نعمان الراوي" باعتبار ان هذا القاضي مشهود له بالكفاءة, وباعتبار ان عبد المهدي هو احد اعضاء مجلس الرئاسة وقرار التمديد يجب ان يصدر عن الاعضاء ثلاثتهم(جلال الطلباني وطارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي),

الا ان عبد المهدي واستجابة لاوامر صدرت من ايران ومن النجف رفض هذه التوسطات والمطالب وبشدة ,قائلا لهم وبصلافة منقطعة النظير : "لو اعرف استقيل من منصب نائب رئيس الجمهورية وما امدد لهذا الرجل "!!!!!.

فانظروا الى طائفية هؤلاء,

وانظروا كيف يستميتون في الهيمنة على حقل القضاء,

وانظروا كيف يتعاملون باحتقار حتى مع رفاقهم في العملية السياسية الامريكية,وكيف يردون طلبهم وبدون أي اكتراث,ثم تخيلوا لو ان عبد المهدي او شخص اخر من الشيعة جاء ليتوسط عند طارق الهاشمي او غيره من اهل السنة من اجل التمديد لاحد اتباعهم او قبوله في احدى المناصب,

هل كان الهاشمي سيجرأ على رد طلبه او ان ينطق بما نطق به "عبد المهدي"؟؟!,

وهل كان الشيعة سيسكتون على "طائفية" الهاشمي لو رفض طلبهم ام كانوا "سيشرّونه على الحبل"؟؟؟.

ليست هذه اخر جرائم هؤلاء المجوس,

ولن تكون الاخيرة بالتاكيد,

لكن السؤال هو: متى سيفيق اهل السنة من احلامهم الوردية ورقابهم تنحر تحت سيوف "اخوانهم " الشيعة؟؟,

ومتى سيسعى اهل السنة لانقاذ انفسهم ومدنهم واملاكهم ومستقبلهم من هيمنة المجوس عليه وعليهم؟؟,

بل ومتى ستكون لاهل السنة الجراة على فضح هؤلاء الذين يتغلغلون باسم "الوحدة الوطنية" و"الا طائفية" ثم يذبحونهم بها؟؟.

ملاحظة اخيرة:

قارنوا بين حصار مدينة الثورة قبل سنتين وكيف اعتصم برلمانيون من اتباع مقتدى الصدر امام بوابة المدينة,

وكيف انضم اليها "قشامر" من جبهة التوافق وساندوهم في ذلك الاعتصام في الوقت الذي كانت جحافل جيش المهدي تختطف اهل السنة وتفعل بهم الافاعيل,

ثم قارنوا ذلك بموقف برلمانيي اهل السنة الحاليين والسابقين من حصار الاعظمية الحالي, وردودهم الخجولة على ما يتعرض له اهل الاعظمية,

وكيف وقف اتباع مقتدى مع ذلك الحصار وحرضوا عليه !!.


الكاتب: ابومحمد العراقي
التاريخ: 01/08/2010