وئام وهاب و تغييب مشاركة مدينة السويداء في الثورة

 

من المعلوم لدى أبناء سورية الحبيبة أن الثورة السورية هي ثورة جميع أفراد الشعب ويشارك فيها ويناصرها كل مواطن سوري حر لأن السورين توحدوا جميعا – بعد المواطنة -في الآلام التي سببها لهم النظام القمعي الجائر الذي يحكم سورية منذ أكثر من أربعين عاما عجافا , وفي الآمال المنبثة في عقول كل فرد منهم في إسقاط هذا النظام قريبا و تنشق نسيم الحرية و إبصار شمس الحق تسطع في سماء الوطن0
لكن مما يلفت النظر ويثير الدهشة سكوت إخواننا الدروز في مدينة السويداء وصمت هؤلاء عن مناصرة إخوانهم في ثورتهم المباركة وعن المشاركة في الانتفاضة ضد نظام الأسد وكأن هذا النظام لم يسقهم من كأس المر التي سقاها غيرهم من فئات المجتمع السوري وكأنهم ليسوا مواطنون سوريين عاشوا في ليل أسود طول حكم نظام الأسد وذاقوا من الويلات ما ذاقه الشعب بأسره.
هذا ما يبدر للذهن من أول وهلة عند النظر لحال أهل السويداء وصمتهم عن المشاركة في الثورة ولكن الحقيقة تتجلى واضحة عند الكشف عن ملابسات هذا الصمت المطبق وحينها يبرز للعيان دور رجل يدعى وئام وهاب وهو رئيس حزب يدعى حزب التوحيد وهو لبناني عميل للنظام السوري الذي جنده هذا النظام لحرب إخواننا في السويداء فبدأ هذا الرجل بزيارتهم عدة مرات زيارات كان ظاهرها الود والصداقة ولكن باطنها يهدف إلى تجنيد العديد من المنتفعين من أهل السويداء في صفوف حزبه العميل حزب التوحيد بغرض تسليحهم واتخاذهم وسيلة للضغط على المتظاهرين السلميين وفي زيارته الرابعة حمل وئام هذا لأسر معينة صناديق معونات زعم تقديمها لهم بحجة فقرهم وكانت الخطة أن وضع ثلاث قطع من الأسلحة في كل صندوق لتسليح هؤلاء وهم من اللذين انخرطوا في صفوف حزب التوحيد.
وكانت الفقرة الثانية من هذه الخطة إطلاق سراح مجرم خطير من شيوخ المهربين وتجنيده بنفس الهدف الذي يعمل من أجله وئام وهاب.
هذه الخطة كشفت عنها قناة أورينت منذ عدة أيام ونظنها سببا من أسباب عديدة لإنحياز أهل السويداء عن الثورة ونحن نأمل من أهل السويداء أن يكونوا أكثر وعيا ويتجنبوا الصدام مع هؤلاء المتآمرين لأن هذا ما يهدف إليه النظام الذي ما فتأ يغرس بذور الفتن والنعرات الطائفية والدينية بهدف وأد هذه الثورة المباركة.
وكذلك ندعوهم إلى ترك التقوقع و الانضمام إلى جموع الشعب المنادية بالحرية و الكرامة لأن هذا هو المأمول منهم و ليتذكروا مشاركتهم من قبل في الثورة السورية ضد الفرنسيين و ليرفعوا رؤوسهم عالية بسلطان باشا الأطرش الذي كان قائد تلك الثورة وواحدا من الآلاف من أحرار السويداء0
بقلم : محمد الشامي


الكاتب: محمد الشامي
التاريخ: 29/10/2011