خطاب لفضيلة الشيخ أمير الجيش الإسلامي في العراق بعنوان ( استراتيجيات النصر الشامل )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يسر إخوانكم في هيئة الإعلام المركزي في الجيش الإسلامي في العراق أن يقدموا لكم خطاب فضيلة الشيخ أمير الجماعة


بمناسبة انتصار المقاومة العراقية المسلحة وانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق بصوت الأخ (فاضل حمد ) عضو المكتب السياسي في الجماعة ، بعنوان :

( استراتيجيات النصر الشامل )


للاستماع المباشر :

http://www.archive.org/details/iai-6-1-12b
http://www.archive.org/details/iai-6-1-12

روابط التحميل :
http://www.archive.org/download/iai-6-1-12/66.mp3
http://www.megaupload.com/?d=XTGHQQWR
http://www.uploadking.com/7IERYTB8Q4
http://www.uploadhere.com/X31TLM5K0J
http://hotfile.com/dl/140325748/b0bcfbf/66.mp3
http://www.filesonic.ch/file/yLrm4JQ
http://www.megaupload.com/?d=7STFBANB
http://www.4shared.com/mp3/L16EtSa1/66_online.html
http://depositfiles.com/files/ctwcli17i
http://www.2shared.com/audio/wJK6uY2K/66_online.html
http://www.wupload.co.uk/file/2636641197
http://www.filefactory.com/file/c107d31/n/66.mp3
https://hotfile.com/dl/140329668/95a647a/66.mp3
http://www.mediafire.com/?070wrxucpda61du
http://rapidshare.com/#!download|899...6601099|66.mp3
http://www.archive.org/download/iai-6-1-12b/66.mp3


__________________


نص الخطاب

..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حتى يرضى والحمد لله إذا رضي والحمد لله بعد الرضا، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وجنده ومن اهتدى، أما بعد:

فيا أيها الأبطال، أيها الأخيار، أيها الأحرار، أيتها الفاضلات الصابرات، أيها الشعب الكريم:

هنيئا لكم نصركم الذي تحقق وشهد له الأشهاد، بتوفيق الله تعالى وحده ثم حسن الجهاد، فرغمت لكم أنوف الطغيان والعناد، وانهزمت جيوش الظلم والفساد، وقد نصرتم دين الله تعالى ونبيه، فنصركم وثبتكم، قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُالْمُؤْمِنِينَ) كرما منه سبحانه وفضلا، وقال عز وجل: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْأَقْدَامَكُمْ).

لقد كانت مصيبة الاحتلال الأمريكي مضاعفة ثقيلة، ومن أعظم ذلك، شراكتها ودعمها للاحتلال الإيراني، إذ أهلكوا الحرث والنسل بحربهم القذرة، وأقاموا صروح الظلم والشرك، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق الإنسانية، وبنوا إرعابا مؤسسيا حكوميا وأشعلوا نيران الفتن، وأثاروا الأحقاد وقيدوا الإعلام الحر، كل ذلك باسم الحرية والديمقراطية، وتواطأ الاحتلالان على تقسيم البلد إلى قسمين: واحد للكرد وآخر للشيعة، ولم يتركوا للسنة شيئا، وافتتحوا مشروع تقسيم الأمة المقسمة، فتنادى الأبطال من أهل السنة والجماعة حصرا دون من سواهم، وتواثق النشامى من أهل الدين والإيمان أبناءُ الحرائر، فصنعوا ملحمة الشرف، وملئوا ميادين التحرر، ووضعوا أهل السنة على الخريطة رغم أنوف الأشرار، وحفظوا الأمة من التشرذم، وحموا دولا من الاحتلال والدمار، وأعادوا لشعوبها العزة والكرامة، فدارت على المحتلين والظالمين الدوائر، وكانت الهزيمة الكبرى والخسارة العظمى، لأعظم امبراطورية في التاريخ الحديث، ولم يكن للمسرحيات السياسية والاتفاقيات الأمنية أي دور في إخراج الاحتلال.

لقد انتصرت المقاومة العسكرية الباسلة، وهزمت أكثر من مليونين ونصف المليون جندي محتل، دنسوا أرض العراق، فقتلت منهم أكثر من أربعين ألفا، وأصابت أكثر من سبعمائة ألف إصابات متنوعة، من خلال أكثر من مائتي ألف عملية وهجمة، وصلت حصيلتها في بعض الأيام: إلى أكثر من ألف ومائة هجمة، كما اعترف بذلك الأمريكان في تقاريرهم، وخسر العدو بسببها عشرات آلاف الآليات، ومئات الطائرات، وتريليونات الدولارات، كانت أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية، كما قال الرئيس الأمريكي أوباما.

فلكم جميعا تحية احترام وتقدير، واعتزاز بكم أيها الأبطال البواسل، والشباب الأحرار، والخيرات الفاضلات، من الأمهات والزوجات والبنات والأخوات، وذوو الشهداء والأسرى والمجاهدين جميعا، فإن ما صنعتموه هو من أعظم مفاخر الأمة.

أيها الغيارى النشامى:

إن سلاح المقاومة نيشان الشرف، وعلامة الرجولة وصمام الأمان، وهو الضمان للحفاظ على المكتسبات ورد العدوان ورفع الظلم، وإلا فمن يحمي أهل السنة، والنصارى، والتركمان، وغيرهم ممن لا يملكون مليشيات؟ لذا فإن الحديث عن إلقائه، إنما هو ضرب من العمى عما يجري في الساحة العراقية، وما فعله بعض المفلسين بما سموه إلقاء السلاح، إنما هو مشهد هزلي هزيل، ليست لنا أية علاقة به لا من قريب ولا من بعيد.

وقد كان للقائمين على العملية السياسية في العراق، الدور الأبرز في محاربة المجاهدين، وملاحقةِ البواسل وخدمةِ الاحتلال ومشاريعه، وانتهاكِ الحرمات، والتفننِ في الإرعاب والقتل والتعذيب، وهُم من أغرى العدو وأتى به، وسموه محررا واستقبلوه بالورود، واعتبروا يوم احتلال بغداد عيدا وطنيا، بل عبَر كبيرهم القارات، ليضع أكاليل الزهور على قتلى الأمريكان، الذين عبروا القارات ليقتلوا شعبنا ويدمروا بلدنا، فكيف يدعون أنهم أخرجوا المحتل؟

وما فعلته أحزاب السلطة، إنما هو تنغيص على المجاهدين، كي لا تتم لهم فرحة النصر، إذ افتعلت أزمة سياسية، وواصلت التعسف والإعدامات والمداهمات، لتجعل من يوم هرب الأمريكان، يوم اجتثاث وحرب طائفية، لطالما شنتها من طرف واحد، وازدادت خبثا إلى خبث، إذ عملت على تلميع المليشيات، وضمها إلى تشكيلاتٍ حكومية، وبعد أن لطخت أياديها بدماء الأبرياء، سمتها –زورا- مقاومة، لتغطي على جرائمها البشعة ضد الإنسانية.

وفي الوقت الذي شنت مليشيات الأحزاب الحاكمة حروبا طائفية، فإن المقاومة قامت بحماية كل العراقيين من دون تمييز، ولم تستهدف إلا أهل الإجرام الذين ثبت تورطهم بالقتل بيقين دون شك، ولم تستهدف العراقيين إلا من جاء حاميا مدافعا مشاركا للأرتال الأمريكية، مهما كان انتماؤه، ولهذا السبب لم يقتل من القوات العراقية إلا القليل، وكان القتل والإصابات في صفوف العدو، ومع كل ما سبق، فلم تقابل أحزاب السلطة الخير العميم الذي حصل بسبب المقاومة، إلا بأسوأ الأخلاق والأقوال والأعمال، وحرّموا على أنفسهم قول الحق والقيام بالعدل، ولو لمرة واحدة.

إن من أهم أهداف المقاومة: حفظُ دماء الناس وأموالهم، والذودُ عن الحرمات، ورفعُ الظلم عن المستضعفين، وكانت ولا تزال تقدم العفو على العقوبة، والمسامحةَ على المؤاخذة، والرفقَ والرحمة على العنف، وهي بريئة من التفجيرات العشوائية، والأعمال الانتقامية التي يذهب ضحيتها الأبرياء، سواءٌ كانت قديمة أو حديثة أو مستقبلية.

إن المقاومة سنية بامتياز، ولا يحق لأحد أن يدعي فضلها ما لم يكن منها، فهي استحقاق عملٍ لا دِعايةٍ إعلامية، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، وكنا قد سمينا بعض التشكيلات باسم: (كتائب الإمام الحسين) و(كتائب الإمام العباس) لثلاثة أسباب: أولها: حماية المجاهدين الذين يعملون في مناطقَ ذاتِ أغلبية شيعية، وهم معروفون، فلو كان باسمنا لاستهدفتهم قوات الحكومة بسهولة، وثانيا: تشجيع عوام الشيعة، عسى أن تتحرك في عروقهم الغيرة والتنافس، وثالثا: المساهمة في إفساد شيء من العِلاقة الحميمة بين الأمريكان والشيعة، ثم لما رأينا أنهم ادعوا المقاومة، تركنا العمل بهذه الأسماء، وفضلنا القيام بالعمليات في تلك المناطق دون تبنيها.

وقد سجل التاريخ بمداد من نور، الإنجازاتِ البطولية، والمواقفَ الرجولية، والسياساتِ الحكيمة، والأعمالَ الإنسانية للمقاومة، ولم يعد تزوير التاريخ سهلا، فقد وُثقت الأحداث بالصوت والصورة، ولم يعد ممكنا لكاتب كاذب أو أديب ماكر، تحريفُ الحقيقة، كما زوروا طائفة من تاريخ الأمة.

أيها القمم أصحاب الهمم تاج الأمم:

إن ما تم من ملاحمَ قتالية هي إنجاز عسكري هائل بكل المقاييس، وعلامة مميزة في تاريخ الأمم كلها، ولا يحل لأحد أن يزايد على أحد، أو أن يبخسه حقه قليلا أو كثيرا، فطيبوا نفسا أيها الغيارى، وقروا عينا أيها المجاهدون في كل الفصائل، وأمّلوا خيرا أيها الخيرون، في كل مجالات العمل دون استثناء، وأقيموا الـمِهرجانات واحتفلوا جميعا بهذه الأيام التاريخية، من أيام أمتنا المجيدة، بالنصر العظيم للمقاومة على الاحتلال العسكري الأمريكي، الذي تتحقق بفضل الله ونعمته، إذ أرغمته على الهزيمة، وأفشلت مشروعه في المنطقة، ورفعت أبطال الجهاد على منصة النصر، ولما كان الصراع عظيما، والحربُ شديدة، فإن النصر لم يتم بكل أنواعه وأحواله وصوره، ومسيرته لم تكتمل بعد، فطريق العز طويل، فلابد من مواصلة العمل بجد، وإن لكل العبادات مقاصد، بين الشرع كثيرا منها، وكلها تندرج تحت عنوان: تحقيق العبودية للقدير الوهاب، وبعض المقاصد لا تتحقق إلا على مراحل، لعظيم أمرها، أو لعظم التداعيات التي تحيط بأسباب تحصيلها، ولا تزال المقاومة في كل مرحلة تقترب من أهدافها.

إن للمقاومة استراتيجيات، أبرزها ثلاثة: التكوين، والتمكين، والتحصين، فالأولى تتحقق بالنصر العسكري، والثانية بجني ثماره، والثالثة تحفظ بها تلك الثمار، وإننا إذ نمر بمرحلة جديدة من العمل، نعلن الشروع في إستراتيجية التمكين، التي تعمل على توظيف استحقاقات النصر في المجتمع بكل الوسائل، وأبرز مميزاتها:

1- تقديم العفو والتسامح والتغافر، على المؤاخذة والعقوبة.

2- العمل على إرجاع هوية العراق العربية والإسلامية.

3- بذل كل الجهود لجمع كلمة أهل السنة، فهو الطريق الوحيد لإبراز قضيتهم، واستعادة هويتهم واسترداد حقوقهم.

4- المحافظة على القوة، وصيانة سلاح المقاومة وتطويرُه، والعمل على جاهزيته لرد أي عدوان.

5- توسيع طاولة الحوار، لتشمل جميع أبناء البلد.

6- نشر الخير والحق لجميع الناس، والعمل على تحقيق العدل ورفع الظلم عنهم، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.

7- التركيز على العمل المدني بكل أشكاله، والتعاونُ والتكافل والتكامل وتوزيع الأدوار.

8- العمل بكل الوسائل لتقديم أرباب الخيانات العظمى والجرائم الكبرى إلى المحاكم.

9- توظيف الطاقات كافة، وفسح المجال للعلماء والفضلاء والكفاءات، لصناعة حياة كريمة.

10- العمل على استخدام الثروات على وفق رؤية راشدة، لتحقيق التنمية المستدامة في مناطقنا.

إن الحقوق تنتزع انتزاعا ولا توهب، وبخاصة حينما يكون الشريك في البلد موغلا في حب الانتقام، ومستغرقا في الخداع والكذب، وصانعا لدكتاتورية الظلم حتى مع شركائه، لذا يتوجب على أهلنا جميعا الالتفاف حول المقاومة، ودعمُها بكل الوسائل، وعلى كل شريحة من المجتمع القيامُ بواجبها، فلا جهاد بلا دعوة، ولا سياسة بلا قوة وعملٍ مدني رصين، ولا عدل إلا بمؤسسات مؤهلة ومنظمات واعية، وعلى الدعاة الجِد في نشر الحق ورد الباطل، وعلى التجار وأهل الأموال أداء الواجب في أموالهم، فإن المأكول للبدن، والموهوبَ للمعاد، والمتروكَ للعدو، ومن استكثر ولم يؤد الحق، فإنما يستكثر من شدة الحساب وسوء العقاب، وعلينا أن ننزل الناس منازلهم، ونعرف للكبير شأنه، وللعالم منزلته، وللصغير حقه، ومن أعظم الناس حقا: الأرملة واليتيم، ومن أعظم الفرائض: فك الأسير.

لقد رفضنا وبكل وضوح، العملية السياسية التي صنعها المحتل، وما نتج عنها من دستور وحكومات، لما تضمنته من الباطل والشر الغالب، والطائفية وخدمة الاحتلال ومشاريعه، وتمزيق البلد وطمس هويته، ولسنا ضد العمل السياسي المنضبط، الذي يجعل من أولوياته: تحقيقَ العدل والحكمِ الرشيد، ونشرَ الخير وإعطاءَ كل ذي حق حقه، بغض النظر عن انتمائه وهويته، وعلى من دخله اعتبار هذا، وأن لا يكونوا وبالا على أهلهم وقضيتهم، ومطيةً لعدوهم، وأن لا يجعلوا ما أبيح للضرورة، ميدانا لتحقيق المصالح الشخصية فقط.

إن ما يسمونها المصالحة الوطنية، كذبة نفينا الاشتراك فيها مرارا، ولو كان مدّعوها جادين لهيئوا أجواءها من: نشرِ العدل، وإطلاقِ الأسرى والمعتقلين، وبخاصة النساءَ والأطفال، ووقفِ المداهمات، وتعويضِ المتضررين من أموال بلدهم، وإعطاءِ حقوق الناس جميعا، وإلغاءِ القوانين الظالمة التي سنوها، ومذكراتِ الاعتقال التي صنعوها.

إلى السنة المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية:

إن واجب القوات الأمنية من الجيش والشرطة وغيرهم: حفظُ أمن الناس ورفعُ الظلم عنهم، وعلى أهل السنة منهم واجبُ حماية المناطق السنية من المليشيات الصفوية، وليحذروا من العار وسخط الجبار، إن هم تركوا الطائفيين يفعلون ما يريدون، وعليهم نصرُ المجاهدين والوقوف معهم، وإن أية مغامرة طائفية لأحزاب السلطة، ستجعل قواتهم هدفا مشروعا، وأسرى بأيدي نشامى المناطق كلها، أوَلا يعلم المعتدون الطائفيون، أن الله يملي للظالم حتى إذا أخذهلم يفلته، وأن الظلم ظلمات، والبغيَ أسوأ الآفات والغدرَ من أكبر الكبائر، وأن صوت الحق أعلى من طبول الشيطان، وأن سقوط الطاغية، مرهون بسقوط هيبته من نفوس الناس، والله يقول: (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،


مَتَى تُطْفِي كَبِيرَ الشَّرِّ يُطْفَا ****** وإنْ أَوْقَدْتَهُ كَبُرَ الصَّغِيرُ


أيتها الأمة الكريمة:

إننا ندعوكم إلى وقفة معنا تبرأ بها ذمتكم، حتى يتحرر العراق من كل أنواع الاحتلال ومشاريعه، فإن إيران تريد أن تصل بأهل السنة في العراق، إلى حال السنة في إيران بل أسوء، لكنها تعلم أن البواسل والأبطال، الذين هزموا إمبراطورية الشر، قادرون على هزيمة أذيالها بإذن الله القوي العزيز.

ولأمتنا العهدُ أننا ماضون على طريق الكرامة، حتى تتحقق الأهداف من العدل والأمن، والحرية والعيش الكريم.


من لم يعش حرا على وجه الثرى ****** فليتخذ في جوفها أخدودا


أي عباد الرحمن:

إن حسن اللجوء إلى الله تعالى توبة وتوكلا ودعاءا وافتقارا، والثقةَ بالنفس، والوثوقَ بالقدرة على النصر، وإعدادَ العدة، من أعظم متطلبات الوصول إلى الهدف، ومنها الثبات والحزم والعزم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يتردد في معركة بدر ولا في صلح الحديبية، (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).

احفظوا العبادات بالمداومة عليها، وصونوا الأقوال والأعمال وجودوها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وعليكم بإصلاح ذات البين، فـــ (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟]، قَالُوا: بَلَى. قَالَ:[صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ]، [لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ]. وارجعوا إلى أهل العلم كل في شأنه، وتفقهوا في كل العلوم النافعة، والقوا إخوانكم بوجه طلق، وبِشر ومحبة، وعاملوهم بحسن الظن وسلامة الصدر و[مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]، وإن المواساة من أخلاق الصالحين و[مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ]. ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وأفشوا السلام وعمموا الخير والدعوة إلى الهدى والعفو والصفح، [وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا] وارعوا حرمات الناس وتواضعوا لهم [وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ]، وإياكم والكبر فإنه بضاعة السفهاء و[حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَىْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ]، واحذروا العجب فهو داء الأمم ومبطل الطاعات ومفرق الجماعات فإن النصر من عند الله تعالى وحده.

ولا بد من الإصلاح الدائم والشامل؛ للنفوسِ والأحوال والأقوال والأعمال، كما ورد على لسان النبي شعيب (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، مع مراقبة للعمل وتقويم متواصل، وتقدير المصالح والمفاسد واعتبار المقاصد، فالتقويم الدقيق والقرارات الرشيدة والإصلاح المستمر والمحافظة على سلامة المقاصد ووضوح الرؤية والتركيز على الهدف ضمانات لجودة العمل وحسن السيرة.

اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله فاللهم جنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وتمم لنا نصرك وأيّدنا بقوتك وألف بين قلوبنا واحفظنا بحفظك وتقبل قتلانا شهداء عندك وكن للمستضعفين والثكالى وتول بعنايتك أمر الأسارى واقصم ظهور الظالمين والمعتدين واغفر لنا ولجميع المسلمين وصل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


أمير الجيش الإسلامي في العراق
الجمعة:12 صفر 1433 هـ
الموافق:6 كانون الثاني 2012 م


الكاتب: محب الجيش الإسلامي في العراق
التاريخ: 20/01/2012