في أحدى حقبات الزمـــان ...... اشتقت يوما إلى زيارة إحدى بلدان الشيشان
فإذا المنازل هدمت وحرقت ..... وإذا الدمار يقبع تحن أعمدة الدخـــــــــــان
وإذا بطفل جاثيا بيت الحطام
قد ملئ عينيه مزيج من الحزن والغضب والوعيد بالانتقام .
فدنوت منه وقلت من ؟ قال : أنا الطفل هشام . ومن أنت ؟ قلت : أخ لك من بلاد الإسلام
قال : وما الذي أتى بكم إلى بلادنا وذكركم بحالنا وكيف هجرت أعينكم المنام ؟؟ !
ولما هجرتم الملاهي والمقاهي والخيام ؟؟!
أو لستم أبطال الملاعب والنوادي والمسارح والمعازف والقيان ؟؟
أولم تغمضوا عنّا الأعين وتصمّوا عنّا الآذان ؟
أوليس في الشيشان إخوان لكم يستنصرون .. يستصرخون ؟ فهل بدا شيء جديد ؟
أوليس فيكم من رشيد ؟
طأطأت رأسي في خجل وقلت له :
مهلا هشام فورب هذا الكون ما نسيناكم وما نعمت أعيننا بالمنام
قسما بربي إن خلفي فتية كرهوا الحياة بذلة وهوان . قد هجروا الأزواج والأولاد . وجابوا البلاد وطافوا بالوهاد . يتلمسون صيحة ( حيّ على الجهاد ) . حبسهم العذر وليس لهم شيء من الأمر .
وسيأتي يوم يا هشام ينفجر فيه البركان .. ويموج فيه الطوفان .. ويقتلع فيه
الطغيان .. وتعتلي فوق العروش شريعة الرحمن .
فلا تنزعج ليل الشقاء سينجلي ......... والفجر سوف يزف صوت البلبل
وستحمل الدنيا مشاعل نصرنـا ........... في كفها ويدك كل مضلـــــــــــل