أليس هذا هو البطل الحقيقي ..

 

مقال لسيف الإسلام في منتدى همس الليل


فخبروني بربكم أليس هذا هو البطل الحقيقيّ ؟؟؟

في أحدى حقبات الزمـــان ...... اشتقت يوما إلى زيارة إحدى بلدان الشيشان

فإذا المنازل هدمت وحرقت ..... وإذا الدمار يقبع تحن أعمدة الدخـــــــــــان

وإذا بطفل جاثيا بيت الحطام

قد ملئ عينيه مزيج من الحزن والغضب والوعيد بالانتقام .

فدنوت منه وقلت من ؟ قال : أنا الطفل هشام . ومن أنت ؟ قلت : أخ لك من بلاد الإسلام

قال : وما الذي أتى بكم إلى بلادنا وذكركم بحالنا وكيف هجرت أعينكم المنام ؟؟ !

ولما هجرتم الملاهي والمقاهي والخيام ؟؟!

أو لستم أبطال الملاعب والنوادي والمسارح والمعازف والقيان ؟؟

أولم تغمضوا عنّا الأعين وتصمّوا عنّا الآذان ؟

أوليس في الشيشان إخوان لكم يستنصرون .. يستصرخون ؟ فهل بدا شيء جديد ؟

أوليس فيكم من رشيد ؟

طأطأت رأسي في خجل وقلت له :

مهلا هشام فورب هذا الكون ما نسيناكم وما نعمت أعيننا بالمنام

قسما بربي إن خلفي فتية كرهوا الحياة بذلة وهوان . قد هجروا الأزواج والأولاد . وجابوا البلاد وطافوا بالوهاد . يتلمسون صيحة ( حيّ على الجهاد ) . حبسهم العذر وليس لهم شيء من الأمر .

وسيأتي يوم يا هشام ينفجر فيه البركان .. ويموج فيه الطوفان .. ويقتلع فيه

الطغيان .. وتعتلي فوق العروش شريعة الرحمن .

فلا تنزعج ليل الشقاء سينجلي ......... والفجر سوف يزف صوت البلبل

وستحمل الدنيا مشاعل نصرنـا ........... في كفها ويدك كل مضلـــــــــــل

وسيعلو صوت الحق في جنبات الكون . ولكن صبرا هشام

قال : جزيت خيرا . أثلجت صدري بكلماتك .وشددت أزري بهمساتك

وقويت عزمي بإشاراتك

قلت :
أيا هشام إني عائد إلى بلاد الإسلام فهل تحب أن أحمل إليهم منك رسالة .

أو أبلغهم عنك مقالة ؟

قال : نعم عندي رسالتان الأولى إلى أمّة الإسلام والثانية إلى شباب الإسلام

قلت : فماذا تحب أن أقول لأمّة الإسلام ؟

قال : أبلغ منّي السلام إلى أمّة الإسلام . وقل لهم :

يا أمّتي ما خاب من .......... بزمام خالقه اعتصم

ما كان ربك غافــــــلا ......... وهو العزيز المنتقـم

لو شاء أهلك من طغى ....... لو شاء دمّر من ظلم

فرعون أهلكه ولــــــــم ....... تعجزه عـــاد أو ارم

قل لهم : والله ما يحق لكم الخضوع والانهزامية وقد وصفكم الله بالوسطية

وزكاكم بالخيرية وجعلكم من أمّة خير البرية .

يا أمّتي فلتنفضي عنك الغبار وتستعدّي...... ولتنفري نحو الجهاد بكل إقدام وجــــد

إن الجهاد به نرد لجاجة الخصم الألـــد ..... وبدونه نبقى على ما نحن من أخذ ورد

وقل لكل طفل بريء وكل امرأة ضعيفة وكل شيخ عجوز وكل أمّ ثكلى

اهدءوا بالا واطمئنوا قلبا وطيبوا نفسا واستبشروا خيرا وأملوا فرجا . فان

كان أعداء الله قد

أنزلوا بنا ويلة . فقد أنزلنا بهم الويلات . وان كانوا قد أسالوا من أعيننا

عبرة فقد والله أسلنا من أعينهم العبرات

وان كانوا قد أصابونا بحسرة فورب الكعبة لقد أذقناهم الحسرات

والحسرات حتى تمنوا الموت وكرهوا الحياة

فان كنتم في ريب من قولي فإليكم قول الله أصدق القائلين وأحكم

الحاكمين

{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } { إن تكونوا تألمون فإنهم
يألمون كما تألمون }

فلا تيأسوا أن تستردوا عزكم ......... فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى

وتجشموا للعز كل عظيمة إنـي ......... رأيت العز صعب المرتقـــى

قلت: سلم لسانك يا هشام .وماذا أنت قائل لشباب الإسلام أيها البطل الهمام ؟

قال : قل لهم

شباب الدين للإسلام عودوا ....... فأنتم مجده وبكم يســــود

وأنتم سر نهضته قديمـــــــا......... وأنتم فجره الباهي السعيد

ذكرهم بآبائهم وأجدادهم ليتعرفوا عليهم على صفحات الكتب وليصاحبوهم في بطون المجلدات .

سجل أحاديث الزمان عن الصحابة لا تذر .... حدثهم عن خالد وأبي عبيدة عن عمر

أيام كنّا سادة الدنيا وأقطاب البشر

قل لهم : المجد لا ينال بالأقوال لن يدرك المجد إلا كل فعّال

شقوا الزحام إلى العلياء واقتحموا....... أخطارها إنّما العلياء أخطـــــــــــــار

اشقوا لتحيوا حياة العــز أو فردوا........ حوض الردى فالردى يحمى به العار


قل لهم قد نزل بأمّتكم ما قد علمتم ودين الله ينتظر النصرة فهل أنتم ناصروه

أم أنكم خاذلوه وعن ركب العزة متخلفون والى الأرض متثاقلون ومن وطأة

المسؤولية متنصلون ؟؟ .

فمن وجدته منهم مصغيا لك واعيا فهؤلاء هم الرجال عليهم تعقد الآمال

وبهم الأمجاد تنال . ومن وجدته منهم لاعبا لاهيا فأولئك ما لهم في الشرف

من إنعام إن هم إلا كالأنعام . فلا تأس عليهم ولا تبكي على أحد منهم فهم

أموات غير أحياء والميت لا يناط به رجاء ولا يرجى منه عطاء .

أمّا أنا و رفاقي فسائرون على دربنا وجهادنا لن نلين ولن نستكين

فطريقنا جاهد فيه { محمّد } صلى الله عليه وسلم حتى أتاه اليقين

وكافح فيه الصديق حتى أخضع المرتدين وأذل الكفر والكافرين

واستشهد فيه حمزة فكان أفضل الشهداء يوم الدين

وقتل فيه زيد وجعفر وابن رواحة فرفع الله ذكرهم في العالمين

فلون الدماء غدا سيصنع من كتابي عزتي

ولسوف نقضي كي تعيش على الكرامة أمّتي

لنشهد من دب فوق الثرى........... وتحت السما عزة المسلم

دعاة إلى الحق لسنا نـرى.......... له فدية دون بذل الــــــدم

فان كان أعداء الله قد تزودّوا بالحقد والغل والطغيان فزادنا التقوى

والإيمان . وان كانوا قد عزموا على خوض المعركة وإعلان العدوان

فأسود الإسلام ينتظرون في الميدان . وان كانوا قد اعتمدوا على المال والعدة و

السلطان فثقتنا بالله الواحد الديان والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا

قوّة إلا بالله العظيم المنّان

قلت :
لله درك يا بطــــــل ......... فبمثلك يضرب المثل
قد صرت أملا لأمّة ......... تاقت لطيف الأمــــل

حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الحق خطاك

وفجأة لاح في الأفق عصبة من الكفرة اللئام وتوجهوا نحو ( هشام )

وانتصب البطل شاهرا سلاحه وتهيأ للوثوب على عدوه في قوة وشجاعة

وإقدام . وعدوت نحوه لأزود عنه وأدب سيفي في أعناق اللئام

فوجدتني أفيق من نومي باكيا .. صارخا وبأعلى صوتي

صبرا هشام ... صبرا هشام ... صبرا هشام

__________________
سيف الاسلام

الكاتب: بادي العتيبي
التاريخ: 01/01/2007