ترجمة مقال خطير نشر في الواشنطن بوست يوضح نظرة أمريكا للمسلمين ..

 

أنقل لإخواني زوار هذا الموقع الرائع ، نص ترجمة لمقال نشر في صحيفة الواشنطن بوست الامريكية ، بتاريخ 2/10/2003م
والهدف هو أن يطلع المسلمون على البرهان القاطع في أن خلاصة النظرة الأمريكية بالنسبة للمسلمين هي أن الاسلام نفسه هو الارهاب بعينه ، وأنهم لن يدعو حرب الاسلام حتى يتبع المسلمون ملتهم تصديقا لقوله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
--------------------------------
صحيفة "الواشنطن بوست" :

العدد (301) ، السنة (126) ، الخميس 2/10/2003م ، القسم (A) ، الصفحتان الأولى والثامنة

نشر الأصولية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية:

مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في شبكة من المساجد والمدارس ، ومواقع الإنترنت الوهابية

بقلم : سوزان شميدت

كاتبة في هيئة تحرير الصحيفة

وساهم في إعداد هذا التقرير مارجوت وليامز محرر التحقيقات في الصحيفة


في العشرين من شهر أغسطس عام 2001م ، وصل صالح بن عبدالرحمن الحصين ، الرجل الذي قد يتم تعيينه في القريب العاجل وزيراً في الحكومة السعودية ويُكلَّف بشؤون حرميها الشريفين ، وصل إلى الولايات المتحدة ليلتقي ببعض قيادات المسلمين السنة الأصوليين الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة .

كان جدول رحلته يشتمل لقاءات واتصالات مع مسؤولين عديدين للهيئات الخيرية التي ترعاها السعودية والتي اُتهمت من قبل بصلتها بمجموعات إرهابية بما في ذلك مؤسسة الإغاثة العالمية التي كانت تتخذ من ولاية إلينوي مقراً لها والتي أغلقتها السلطات الأمريكية السنة الماضية .

لقد التقى بمنشيئ مواقع الإنترنت التي تتهمها السلطات الأمريكية بأنها تروج لأراء رجال دين سعوديين متطرفين مرتبطين بأسامة بن لادن . وكان من ضمن الأئمة في جدول رحلته هذه قيادياً لأحد المراكز الدينية الصغيرة الكائن في مبنى إداري متواري في مدينة فولزتشيرش ، وهو نفس الموقع الذي استخدمه لفترة أحد القياديين الروحيين لمجموعة من رجال المنطقة اُتهموا في شهر يونيه بأنهم جهاديون .

في مساء العاشر من سبتمبر 2001م أقام الحصين في نفس الفندق بمدينة هرندون الذي نزل فيه ثلاثة من الخاطفين السعوديين الذين ارتطموا بطائرة في مبنى وزارة الدفاع في اليوم التالي ، مع أنه ليس هناك دليل بأنه قد أجرى اتصالاً بهم .

إن الحصين ، الذي لم يكن موجوداً للتعليق ، ليس متهماً بارتكاب أعمال خاطئة . ويظل الغرض من لقاءاته ، في الحقيقة ، أمراً غامضاً .

ولكن تنقلاته تشكل خريطة طريق لبعض المجموعات الدينية والخيرية في أمريكا التي تكرس نفسها لنشر الفكر الوهابي، ذلك المنهج الإسلامي المتشدد الصارم المدَّعي الرشاد المهيمن في المملكة العربية السعودية. في الشهور الأخيرة بدأت السلطات تركز على دور رجال الدين الوهابيين المتشددين ومنظماتهم بما في ذلك بعض من أتى الحصين للقائهم هنا محرضاً الأتباع على العنف .

بدعم مالي من المملكة العربية السعودية بنى الوهابيون أو تملكوا المئات من المساجد في أمريكا الشمالية وافتتحوا فروعاً للجامعات السعودية هنا لتدريب الأئمة ، كجزءٍ من الجهد لنشر معتقداتهم التي لا تتسامح مع النصرانية واليهودية و لا حتى المذاهب الإسلامية الأخرى .

" هناك مجموعة متنامية من الأدلة المقبولة وبحوث خبراء تبرهن على أن الأيدلوجية الوهابية التي تهيمن وتمول وتنعش مجموعات عديدة هنا في الولايات المتحدة، هي في الحقيقة مناقضة لقيم التسامح والفردية والحرية التي نتصورها نحن" هكذا قال السناتور جون كايل (النائب الديموقراطي عن ولاية أريزونا) الذي يترأس لجان استماع عن الوهابية .

ما بدأ على شكل تحقيقات واعية حذرة في كل من أيداهو وميتشجان ونيويورك وفرجينيا الشمالية قد أسفر في الشهور الأخيرة عن مجموعة متعقدة من التحقيقات المتصلة بعضها ببعض . فيحاول المحققون وموظفو مكتب التحقيقات الفيدرالي تحديد ما إذا كان هناك شبكة تربط بين هذه المجموعات هدفها الحث على الجهاد العنيف ، أو التحريض على الحرب المقدسة ، أو تجنيد أناس للقتال ، حسب ما أوردته مصادر مطلعة على جوانب من التحقيقات .

وحتى اليوم ، وُجَّهت مجموعة من الاتهامات إلى 19 شخصاً لهم صلة بهذه المجموعات، سبعة منهم اعترفوا بأنهم مذنبين .

تقوم السلطات أيضاً بالتحقيق في استخدام مواقع الإنترنت والمساجد والجمعيات الخيرية. والمؤتمرات الإسلامية كطرق محتملة للتجنيد. وذكرت المصادر أن السجون الأمريكية ، حيث تصعد العديد من المجموعات جهودها لنشر طريقتهم في الإسلام ببرامج تواصلية تشتمل على توزيع مصاحف وكتب، قد دخلت أيضاً تحت التحقيق والتدقيق .

لقد فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي ملفاً رئيساً عن الشبكة المشتبهة في العام الماضي ، هكذا ذكرت مصادر سلطات فرض القانون ، على الرغم من أن خطى التحقيقات كانت بطيئة في البداية. " لقد كان الاحساس ، أننا نرى الشبكة ، ونعلم أنها موجودة ، ولكنها بعيدة عن متناولنا . إنها ضخمة جداً ولا يعرف أي شخص كيفية أخذها " ، هكذا قال أحد مسؤولي فرض القانون .

نمى التحقيق سريعاً كالفطر بمخبرين ومحققين أُعينوا بوضع أيديهم على معلومات كانت خارجة عن الحدود سابقاً وهي معلومات تجمعت على مدار سنين من تحقيقات استخباراتية غير جنائية، لم يكن يسمح باستخدامها في قضايا جنائية، وهذه ثمرة مكتسبة جزئياً من قانون الوطنية (باتريوت) الأمريكي ، وهو قانون مكافحة الإرهاب الذي تمت المصادقة عليه عقب أحداث 11 سبتمبر2001م .

لقد حمي وطيس التحقيقات في الوقت الذي توترت فيه علاقات واشنطن بالرياض بسبب الاتهامات بأن الحكومة السعودية لم تفعل سوى القليل للسيطرة على الجمعيات الخيرية الضخمة هناك التي أُتهمت بتمويل الإرهاب . و ينكر السعوديون بشدة تمويل الإرهابيين ويقولون إنهم يقومون بملاحقة المنظمات المتهمة بذلك .

امتنعت الحكومة السعودية ، من خلال سفارتها هنا، عن مناقشة أي جانب من جوانب التحقيقات . وقد وافق المسؤولون بالسفارة في شهر أغسطس على إخبار الحصين بطلبنا مقابلته، ولكنهم لم يأتونا بأي رد .

ذكر سالم مرياتي المدير التنفيذي لمجلس الشؤون الإسلامية العامة ، في مقابلة معه إنه " لو جند شخص أُناساً ليذهبوا ويرتكبوا عنفاً ضد أُناسٍ في الخارج لوجبت محاكمته " . ولكنه قال إن سلطات فرض القانون لا يمكنها التعدي على الحريات الدينية التي يكفلها الدستور، " فلا ينبغي استهداف المجموعات بسبب معتقداتها، ولكن يمكن استهدافها إذا كان لها نشاط إجرامي" ، هكذا قال المرياتي .

الوهابية والإرهابيون :

أخذت الوهابية جذورها في صحراء شبه الجزيرة العربية سنة 1740م على يدي محمد بن عبدالوهاب الذي سعى لتطهير ما رآه هو فساد أثر في الإسلام وأراد أن يعود به إلى مبادئه الأرثوذكسية (التقليدية القديمة) . تحت هذه المبادئ، يعتبر غير الوهابيين كفاراً، وأن الفشل في الالتزام بالمعتقدات يجلب عقوبة مغلظة. الكنيسة والدولة كيان واحد .

وجدت الوهابية حليفاً قوياً في محمد بن سعود ، الزعيم البدوي الذي بفضل فتوحاته انتشرت الوهابية في أرجاء شبه الجزيرة العربية وأسست الحكم لعدة قرون لبيت سعود . ولكن عندما فتحت ثروة النفط السعودية على الغرب في القرن العشرين ، أصبح بعض رجال الدين الوهابيين المتطرفين معارضين لأسرة مالكة لم يعودوا يرونهم حماة للدين، بل مرتدين منحلين .

يصف بعض المسؤولين الأمريكيين الوهابية المدعومة سعودياً بأنها " ساحة " فلسفية استخدمها الإرهابيون لتبرير الحرب المقدسة . " لقد استفادت القاعدة من الدعوة الفكرية المدعومة من قبل الدولة حول العالم " ، هكذا قال جوان زاراتى كبير مسؤولي وزارة الخزانة ، الذي تبوأ مكتبه دوراً قيادياً في مراقبة أموال ممولي الإرهابيين والذي يضغط على الحكومة السعودية لملاحقتهم أيضاً .

إحدى المنظمات الرئيسة قيد التحقيقات الآن في الولايات المتحدة هي مجموعة وصمتها السفارة السعودية بأنهم متطرفون مسلمون، هي منظمة التجمع الإسلامية لأمريكا الشمالية (إيانا) التي تتخذ من ميتشجان مقراً لها . والمشرف الفني على موقعها على الإنترنت هو ابن أخ صالح الحصين، سامي عمر الحصين، متخصص علم الكمبيوتر، و المعتقل في أيداهو بتهمة أنه لم يصرح بصلته مع الإيانا حين تعبئة استمارات الهجرة .

تُعتبر الإيانا ، حسبما تقول السلطات الأمريكية في إجراءات المحاكمة في أيداهو ، محرك قوي لمجموعات تروج للتعاليم والفتاوى الدينية –أوامر تؤيد القيام بالعنف ضد الولايات المتحدة – والتي أصدرها اثنان من رجال الدين السعوديين المتطرفين .

رجلي الدين هما سفر الحوالي وسلمان العودة ، سبق وأن وُصما في محاكمة محاولة التفجير الأولى لمركز التجارة العالمية ، بأنهما المستشاران الروحيان لابن لادن . وقد سُجن كلاهما لتطرفهما خلال التسعينيات من القرن العشرين في المملكة العربية السعودية .

يركز المحققون الأمريكيون على الانتماءات المتشابكة بين المنظمات والأفراد التي لها صلات بالإيانا ، التي أنشأت اثنا عشر أو أكثر من مواقع الإنترنت التي غرضها ، حسبما ذكر المحققون في الأوراق المقدمة للمحكمة في أيداهو، " نشر العقائد الإسلامية المتطرفة التي تهدف إلى ترسيخ تعليم وتجنيد الأعضاء والتحريض على أعمال العنف والإرهاب " .

وحسب شهادة مكتب التحقيقات الفيدرالي في تلك المداولات ، فإن الحصين قد زار الوهابيين والسلفيين – وهم الوهابيون غير السعوديين – في كل من نيويورك وميتشجان وشيكاغو وكندا ، والأكثر أهمية ، شمال فرجينيا، التي هي مركز نشاط للمنظمات الدينية المدعومة سعودياً والتي لها نفوذ عريض في ترويج المذهب السلفي في المساجد والمؤتمرات وحول العالم على شبكة الإنترنت .

التقى الحصين بممثلي الإيانا في مدينة آن آربر بولاية ميتشجان ، حسب شهادة المحكمة التي أدلى بها مايكل جنيكنو موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي في أيداهو. ففي أوراق المحكمة ، وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي صالح الحصين بأنه داعم مالي للإيانا ، وهو تأكيد رسخه محامي ابن أخيه في أيداهو.

في الشهور الأخيرة ، تم اعتقال تسعة عشرة شخصاً ممن شملتهم التحقيقات على أنهم جزء من التحريات ، وتوجيه التهم إليهم ، من ضمنهم باسم ك . خفاجي ، الرئيس السابق للإيانا ، والذي اعترف بالتهم الموجهة إليه منذ أسبوعين بالتزوير في الشؤون المصرفية في المحكمة الفيدرالية في ديترويت . وفي سيراكيوز ، تم توجيه التهم إلى خمسة أشخاص يعملون بفرع الإيانا يسمى " مساعدة المحتاجين " ، بواسطة السلطات الفيدرالية ، بارسال أموال إلى العراق مما يُعتبر خرقاً للعقوبات الاقتصادية الأمريكية على ذلك البلد .

وفي فرجينيا الشمالية ، تم توجيه التهم إلى أحد عشر شخصاً في شهر يونيه بتهمة التدريب على شن الجهاد مع مجموعة إرهابية باكستانية ، وقد زيدت التهم الموجهة لسبعة منهم الأسبوع الماضي لتشمل التآمر لدعم منظمات إرهابية من ضمنها القاعدة . أما الأربعة الآخرين ، فقد سبق وأن اعترفوا بتهم أقل من ذلك وهي تهم مخففة تشمل حيازة أسلحة وتآمر .

الاتهام يزعم أن علي التميمي، المرشد الروحي لهؤلاء الرجال ، والمرتبط منذ زمن طويل بالإيانا ، قد أخبر أعضاء من الجماعة في شهر سبتمبر 2001م بأن الوقت قد حان لهم " لـ ... الانضمام إلى المجاهدين المنخرطين في الجهاد العنيف في كشمير والشيشان وأفغانستان أو إندونيسيا " وأن " القوات الأمريكية أهداف مشروعة للجهاد " .

دافع محامو الدفاع في القضية بأن هؤلاء الرجال مستهدفون على نحو جائر لأنهم مسلمون .

لقد أنكر التميمي أنه سمح بقتل الأمريكيين. ولم تُوجه إليه تهم ، رغم أن محاميه قال إنه يتوقع أن يتم توجيه الاتهام إلى التميمي .

عندما فتش رجال مكتب التحقيقات منزل التميمي في مدينة فيرفاكس في الربيع الماضي، اشتملت الأشياء التي تم ضبطها على الأوراق الشخصية المتعلقة بخفاجي ، والتي يحتفظ بها التميمي على سبيل الوديعة . لقد مثل الإثنان الإيانا في مؤتمر المرأة العالمي الذي عُقد في سنة 1995م في بكين حيث اتخذا خطاً مضاداً للحركة النسوية الغربية ودافعا عن ختان المرأة الذي يُمارس في بعض المجتمعات الإسلامية .

يحاول المحققون في الوكالات الفيدرالية المتعددة اكتشاف وتصنيف صلات وعلاقات الشبكة التي تبدو أنها لا تُعد ولا تُحصى والتي يعود بعضها ويرجع إلى نفس المبنى المكتبي الكائن في 360 شارع واشنطن ، في مدينة فولز تشيرش ، حيث اعتاد التميمي على إلقاء المحاضرات في دار الأرقم ، وهو نفس المركز الديني الذي يتردد عليه إمام سلفي آخر معروف عالمياً ، هو جعفر إدريس ، الذي توجد محاضراته ، مثل محاضرات التميمي، على مواقع الإنترنت المتطرفة في كل أنحاء العالم ، بما في ذلك مواقع الشبكة الخاصة بالإيانا .

إدريس هو رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة في فيرفاكس ، وهي مركز لـ " التعليم عن بُعد " يستخدم الإنترنت لترويج التعاليم السلفية . وقد تلقت الجامعة تمويلاً من الإيانا ، حسب سجلات الضرائب .

لم يستجب إدريس ولا غيره في الجامعة لطلبات إجراء مقابلات معهم، ولكنهم كانوا ضمن الذين كان سيقابلهم الحصين حسب جدوله ، هكذا ذكرت المصادر العليمة برحلته .

وذكرت نفس المصادر أن من ضمن جدول الحصين زيارة المسؤولين في رابطة العالم الإسلامي ، وهي منظمة تعمل تحت مظلة الأعمال الخيرية وتبلغ ميزانيتها عدة بلايين من الدولارات ومقرها المملكة العربية السعودية ، وتوجد مكاتبها في 360 شارع واشنطن . وقد امتنع مسؤولو رابطة العالم الإسلامي عن إجراء مقابلات معهم .

لقد داهم موظفي وزارة الخزانة مكتب رابطة العالم الإسلامي في شهر مارس 2002م كجزء من التحقيقات عن شبكة مدينة هرندون من المؤسسات الخيرية والشركات الممولة من السعودية والمتهمة بارتباطاتها بالقاعدة وحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطينتين . وقد كانت رابطة العالم الإسلامي وفرعها منظمة الإغاثة العالمية موضع تحريات واستجوابات تتعلق بالتمويلات الإرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى عديدة .

كان جدول الحصين أيضاً أن يلتقي مع مسؤولين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، وهي منظمة خيرية سعودية ضخمة يترأسها وزير الحكومة السعودية للشؤون الإسلامية، حسبما ذكرت المصادر العليمة بالتحقيقات . مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي الكائن في شارع ليزبرج بايك في مدينة فولز تشيرش سجله ابن شقيق بن لادن، عبدالله بن لادن، وكان يديره حتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م .

ضغط المسؤولون في إدارة الرئيس بوش على الحكومة السعودية لتكبح وتلاحق كل من رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي ، حسبما ذكرت مصادر سلطات فرض القانون الفيدرالية ، وكلاهما متهمان في القضايا المدنية التي رفعتها أُسر ضحايا الهجمات .

أنكر ماهر حنانيا محامي الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الولايات المتحدة أن يكون للندوة علاقات بالإيانا وقال إن الحصين لم يقابل مسؤولين في الندوة خلال وجوده في الولايات المتحدة . ولم توجه اتهامات جنائية للندوة في أي دولة بأنها تدعم الإرهاب ، حسبما ذكر المحامي. اعترف بأن مكتب الندوة هنا قد خضع لتحريات وملاحقات مكتب التحقيقات الفيدرالي ، ولكنه قال إنه حتى آلان " لم يعثر مكتب التحقيقات الفيدرالي على أي شيئ مخالف ... وحسب علمنا فقد أغلق مكتب التحقيقات الفيدرالي ملفه عن الندوة " ، ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي على ذلك .

دفعت شهادات مجلس النواب الأخيرة المتعلقة بخالد مشعل ، أحد قيادي حماس الذي امتدح المفجرين الانتحاريين ، الذي تحدث في مؤتمر عقدته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في شهر أكتوبر 2002م في الرياض ، دفعت إلى مطالبة الكونجرس بأن تجمد إدارة الرئيس بوش أرصدة االندوة . قال حنانيا إنه حين كان مشعل يتحدث في المؤتمر ، فإن هذا دليل فقط على أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تشجع حرية التعبير ، حيث إن الندوة ، كما ذكر حنانيا ، لا " تتحمل تبعة تفكيره أو سياساته " .

المتحدثون البارزون الآخرون في ذلك المؤتمر ضم العودة وإدريس وصالح الحصين .

بدأت مؤتمرات الإيانا في الولايات المتحدة تلفت تحقيقات الباحثين في مجال الإرهاب وذلك منذ عقد مضى وذلك بسبب فكرهم الوهابي والسلفي المحض ، فحسب "مشروع التفتيش"، وهو مجموعة بحثية عن الإرهاب تراقب المتطرفين الإسلاميين، فإن شخصاً يعمل مجنِداً رئيساً في القاعدة اسمه عبدالرحمن الدوسري ، تحدث ثلاث مرات في ثلاث مؤتمرات للإيانا في بداية التسعينات من القرن الفائت .

ذكر مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة إنهم يعتقدون أن بعض المؤتمرات الإسلامية وكذلك مواقع الإنترنت التي تروج للإسلام المتطرف، ما هي إلا أدوات ومنابر في الولايات المتحدة لتجنيد وتمويل المجموعات الإلاهابية .

وإلى حين أن تم تحوير موقع الإيانا Islamway.com على شبكة الإنترنت هذا العام ، فقد كانت تعرض أشرطة فيديو باللغة العربية فيها صور لمناظر معارك جهادية . فشريط " شهداء البوسنة " يضم صوراً وتعليقات لأعضاء القاعدة ، ويظهر المتهمون من أعضاء القاعدة في فيلم مماثل آخر بعنوان " عمليات بدر " .

لقد أغلقت الحكومة الأمريكية مواقع إنترنت عديدة كانت تروج للإرهاب، ولكن سرعان ما تظهر مواقع جديدة .

تلقت الإيانا مبلغ ثلاثة ملايين دولار منذ 1995م ، حسب ما ذكرته ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي في المحاكم ، معظمها من الخارج ، منها مبلغ 100000$ من صالح الحصين . ويقوم موظفو الحكومة الرسميون بتتبع تمويلات الإيانا والمجموعات ذات العلاقة .

" إنه أكبر بكثير من كونه أموالاً يجمعونها، إنه الدعوة والتجنيد وتطريف الأفراد في هذه الدولة وفي الأماكن الأخرى في كل أنحاء العالم " ، حسبما قال ماثيو ليفيت ، أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ، والذي يعمل حاليافي معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى .

اتهام التزوير في تأشيرات السفر في قضية أيداهو ضد سامي الحصين تقول بأنه كان يدير موقعاً على الإنترنت مرتبط بالإيانا يعبر فيه بصراحة عن دفاعه عن الهجمات الانتحارية واستخدام الطائرات كأسلحة. وتؤكد الأوراق المقدمة إلى المحكمة من قبل الحكومة أن موقع الإيانا على شبكة الإنترنت نشر فتوى أصدرها العودة في 19 يونيه 2001م " حث ودافع فيها عن التفجيرات الإنتحارية " ، وأنه بعد شهرين من ذلك ، في 16 أغسطس ، نشر موقع الإيانا على الإنترنت في كندا " دعوة للجهاد " .

" لو أن الشيخ العودة رفع راية تقول " اذهب لتقتل العسكريين " فإن المؤمن الحق يأخذ ذلك على أنه أمر بتنفيذ العمل " ، حسبما ذكر أحد المسؤولين العاملين في التحقيقات .

قال ديفيد نيفين ، محامي سامي الحصين ، إن العودة والحوالي " عنصران مُعتبران " في المملكة العربية السعودية ، ولا يحضان على العنف . وذكر نيفين إن صالح الحصين كان داعماً للإيانا ، ولكنه غير ذا منصب في المنظمة . وامتنع عن مناقشة زيارة الحصين للولايات المتحدة ، سوى أنه قال " إنها زيارة مستقلة لا تمت بصلة على الإطلاق بأي عمل غير لائق " .

بعد خمسة شهور من رحلته ، تقلد الحصين منصب الرئيس العام للمسجد الحرام ومسجد النبي، وهي وظيفة تجعله ينخرط في الشؤون الإدارية للجمعيات الخيرية في المملكة .

للحصين خلفية في الجمعيات الخيرية المدعومة سعودياً. فسجلات المؤسسات في فرجينيا تبين أنه خلال التسعينيات من القرن الفائت ، كان مديراً لمؤسسة سَار SAAR ، وهي منظمة خيرية تقبع في مركز يضم مجموعة زاحفة ومتوسعة من المؤسسات والمعاهد والشركات الإسلامية والمجموعات الدينية التي تخضع للتحقيقات الفيدرالية بتهمة علاقاتها بالمنظمات الإرهابية . وقد تعرضت مكاتب سَار SAAR في شمال فرجينيا إلى حملة مداهمات في سنة 2002م، مستهلة أوسع حملة حكومية على مستوى الدولة حتى آلان في التهم الموجهة بتمويل الإرهاب، وفي الأسبوع الماضي تم توجيه الاتهام لعبدالرحمن العمودي ، وهو ناشط مسلم بارز يتبع شبكة سَار SAAR ، بالقيام بأعمال غير قانونية مع ليبيا .

أكدت نانسي ليوك ، محامية اثنين من كبار مسؤولي منظمة سَار SAAR التي تم حلها، أن هناك شخص اسمه صالح الحصين قد عمل مديراً لتلك المنظمة ، ولكن موكليها لم يعرفا بأهميته في المملكة العربية السعودية.

السفارة السعودية توزع المصاحف مجاناً :

كان من ضمن جدول الحصين أيضاً خلال رحلته في فرجينيا لقاءً مع رئيس المؤسسة الإسلامية في أمريكا، وهي منظمة تقع في منطقة سبرنجفيلد ، وتدير مدرسة ومسجداً وبرنامج تواصل نشط مع المساجين، وقد كانت توزع حوالي أربعين مصحفاً يومياً تزودها بها السفارة السعودية، حسبما ذكرت المتحدثة نارمين سليم.

تضم مجموعة المؤسسين إدريس ، وشيخ سعودي بسيط وغامض بشكل محير اسمه إبراهيم بن كليب . ولقد اختارت المؤسسة موقعاً حيوياً لمستودعات ، فقط على بعد ياردات من نقطة امتزاج الطريق السريع 395 بالطرق الأخرى، والذي منه يتم توصيل رسالة المؤسسة "نشر رسالة الإسلام في جميع أرجاء الولايات المتحدة والعالم أجمع "

لقد زار مقر المؤسسة الإسلامية في أمريكا رجال دين وهابيين وسلفيين معروفين. وممن تحدث هناك التميمي ، وسراج وهاج الذي يعمل إماماً في نيويورك والذي كان متآمراً بدون تهمة في محاولة تفجير مبنى مركز التجارة العالمي في سنة 1993م .

إن أكثر جوانب رحلة الحصين تآمراً قد تكون أيضاً جاءت بمحض الصدفة: إقامته القصيرة في فندق قرب مطار دالاس الدولي الذي كان يسكن فيه ثلاثة من خاطفي طائرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، وهي الليلة التي سبقت ارتطامهم بطائرة الرحلة 77 في مبنى وزارة الدفاع . ففي تلك الليلة ، العاشر من سبتمبر 2001م ، أقام كل من هاني حنجور وخالد المحضار ونواف الحازمي في نفس الفندق ، فندق ماريوت ريزيدنت إن .

قام رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي بفحص أشرطة الفيديو الخاصة بالفندق وأجروا مقابلات مع الموظفين ، ولكنهم لم يجدوا أي إشارة تدل على أن الحصين والخاطفين قد تقابلوا ، حسبما ذكرت مصادر فرض القانون. وبعد وقوع الهجمات ، قام أحد رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء مقابلات مع نزلاء الفندق، بما فيهم الحصين وزوجته ، ولكنه لم يحصل على شئ .

وحسب الشهادة التي قدمها للمحكمة جنيكنو موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي بداية هذا العام ، فإن المقابلة قُطعت عندما قام الحصين بـ " التظاهر بالصرع ، مما دفع المحققين إلى الإسراع بأخذه إلى المستشفى ، حيث لم يجد الأطباء الذين فحصوه هناك أي علة لديه " .

وقال جنكينو أن موظفة مكتب التحقيقات الفيدرالي أوصت بأن الحصين " لا يجب تركه يذهب حتى تتم مقابلة متابعة أخرى معه " ولكن " توصيتها ، لأي سبب كان ، لم يتم إتباعها " ، هكذا قال .

في 19 سبتمبر ، وهو اليوم الذي استُئونفت فيه الرحلات الجوية ، غادر الحصين وزوجته إلى المملكة العربية السعودية .



(انتهت ترجمة المقال

الكاتب: أسامة الكابلي
التاريخ: 01/01/2007