اقرأ ما كتبه ابن كثير رحمه الله عام ٧١٧ه سيجعلك تحس بقشعريرة ! |
|
ما الذي حدث في 717 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين ..... أما بعد :
إن فئات الشر التي تفوقت في ظلمها ليست وليدة الحاضر ،وليست بدعا من الطغيان،بل لها جذور ضاربة في أحقاب التاريخ وإن كانت تتفاوت كما قال طرفة :
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا .... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وأنا أقول : حنانيك بعض الشر أعظم من بعض ، تأملت واقع إخواننا في الشام المباركة وما يجري عليهم من ظلم وعسف قل نظيره في دينهم وأعراضهم وكل ضرورياتهم الخمس !!
عجبت وأنا أتابع كغيري مقاطع الشبيحة النصيرية وهم يعذبون إخواننا ويجبرونهم على الكفر وتأليه النطفة القذرة بشار الأسد ، وعجبي من مبالغة هؤلاء الجلاوزة في سبهم لله تعالى والمجاهرة بذلك وإرغام العباد عليه في مشاهد لو رآها أبو جهل لقف شعر رأسه !!... ما أحلم الله .
أحبتي الكرام :
إن المشهد السوري الآن قد تكرر عام 717هـ !! نعم تكرر وبتفاصيله .... يا للعجب !! لكن :
كانت النهاية والعاقبة لأهل الإيمان وتحقق وعد الله الذي لا يتخلف (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)_ سورة الروم_ 47_ وأنا سأعرض هذا المشهد التاريخي الذي وقعت أحداثه في الشام قبل سبعة قرون لأنشر التفاؤل في نفوسكم ونفوس إخواننا في الشام ، وخذوا هذه القطعة التاريخية وقارنوها بواقعنا ،وستجدون التشابه التام،وحينها ستعلمون بأن الفجر قريب وبأن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا .
كنت أقرأ في تاريخ ابن الكثير البداية والنهاية في المجلد السابع صفحة 495_ 496 فذهلت لما ذكره ابن كثير رحمه الله حيث يقول :
وفي هذه السنة _ 717هـ _خرجت النصيرية عن الطاعة، وكان من بينهم رجل سموه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله، وتارة يدعى علي بن أبي طالب فاطر السموات والأرض– تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا – وتارة يدعي أنه محمد بن عبد الله صاحب البلاد، وخرج يكفر المسلمين، وأن النصيرية على الحق، واحتوى هذا الرجل على عقول كثير من كبار النصيريين الضلال، وعُيّن لكل إنسان منهم مائة ألف وبلادًا كثيرة ونيابات، وحملوا على مدينة جبلة فدخلوها وقتلوا خلقًا من أهلها، وخرجوا منها يقولون: لا إله إلا علي، ولا حجاب إلا محمد، ولا باب إلا سلمان، وسبوا الشيخين، وصاح أهل البلد "واا إسلاماه واا سلطاناه واا أميراه" ، فلم يكن لهم يومئذ ناصر ولا منجد، وجعلوا يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل، فجمع هذا الضال الأموال فقسمها على أصحابه وأتباعه قبحهم الله أجمعين، وقال لهم : لم يبق للمسلمين ذكر ولا دولة ولو لم يبق معي سوى عشرة نفر لملكنا البلاد كلها، ونادى في تلك البلاد إن المقاسمة بالعشر لا غير ليرغب فيه، وأمر أصحابه بخراب المساجد واتخاذها خمارات، وكانوا يقولون لمن أسروه من المسلمين: قل لا إله إلا علي، واسجد لإلهك المهدي الذي يحي ويميت حتى يحقن دمك، ويكتب لك فرمان، وتجهزوا وعملوا أمورًا عظيمة جدًّا، فجردت إليهم العساكر فهزموهم وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا وجمعاً غفيرا ،وقتل المهدي أضلهم، ويوم القيامة يكون مقدمهم إلى عذاب السعير كما قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ . . . . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) _ الحج :3،9_ انتهى كلامه رحمه الله .
قلت : سنكتب ونؤرخ لشبيحة العصر ونهايتهم القريبة بإذن الله كما فعل ابن كثير،فإن فصول ظلمهم قد اكتملت ولم يبق إلا وعد الله والله لا يخلف الميعاد .
كتبه
بندر فهد الايداء
22/2/1433هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
717+717 = 1434 هـ
نحن في 1433 هـ
سبحان الله