خمـــــــس مضيـــــن ،، لشاعــــر الإنتفاضة

 

خمس مضين

عُد للمآثر كم جاوزتَ من قدرٍ
حينَ ارعويتَ عن الأمجادِ تسلوها

وخابَ ظنُّكَ في الأيامِ تكلؤها
بسفـهِ طيشِكَ مُذ انَّبْتَ راويها

أرخْ لنفسكَ للفجارِِ في زمنٍ
هذا سـفيهٌ وذاك النار باغيها

وقل : تجنَّت علـينا مـلةٌ صبئتْ
في عصــرٍ علمنةٍ ؛ فالله راعيها

واقبل سلامَ الخنا في عهرِ مرحلةٍ
تاجُ الملوك بها ينحطُ تسفيها

خمسٌ مضينَ تريكَ العزَّ مفخرةً
فكيفَ نحلمُ في طابا وراعيها

خمسٌ مضيْنَ وخمسٌ مـــن ملايينٍ
في عتمةِ الهجرِِ، حرُّ البعدِ يكويها

وفد ترجلَ في \" جينيف\" يثقلهم
دنُّ الخمورِ فبئسَ الدنُّ ساقيهــا

باعوا الملاجئَ وارتاحوا إلى ابدٍ
ثم اسبطروا بدلِ الكبرِِ تمويهــا

يا عبدَ عبدٍ ستبقى العمرَ منهزماً
لا لن نبيعَ سواكَ اليومَ فابقيها

إنا نسخنا من العيَّاش ما عجزتْ
منكَ المداركُ يا \"بيلين\" فاحصيها

واسجدْ لصنوك في الإجرامِِ واجتمعا
قد كنتَ غِرا فأعطِ القوسَ باريها

خـــمسٌ مضينَ وآلافٌ مــــــــــؤلفةٌ
تجــترُ شوكَ الأسى مراً تغذيها

يا ليتَ نــــــــــازلةََ العدوانِ بــــاقية ٌ
حتى تــُــزَلزلَ أمصارٌ بمن فيها

حتى تُدَكَ عروشُ الـــظلمِ في عنتٍ
وتُســـــلمَ النفسُ اذعاناً لباريها

ويصدرَ الناسُ اشتـــــــاتا تغربلهم
أشطانُ محنتهم أو يُسجروا فيها

قالوا ظلمتَ ، فقلتُ : الظلمُ أن تلدوا
جيلاً خنـــــوعاً عناقَ الذلِ يرخيها

أو أن تنـــاموا على ضيمٍ يسربلكم
أو أنْ تضِنُّوا بنفس خابَ بـــــاغيها

أو أن تقولوا : قبلنا ، ذاك واقعنا
سيمتْ كــــرامتنا ، جفَّتْ مـــآقيها

شعبُ المكارمِ يـــا أطهارُ لا تهنوا
إن المـــــــكارم نعمَ اليومَ باغيها

لا تيــــــأسوا من روحِ الله إن لكم
في جند أحــــمدَ نـــــبراسا وتوجيها

لمَّا استقاموا أحالوا الصخرَ منبجسا
فريعَ كسرى وضجتْ قيصرٌ فيهـــــا

خمسٌ مضينَ فمـــا أعطت لنا مضرٌ
غـــيرَ التــــعامي أذل الله حاديها

هم جـــــــــــاهرونا بغدرٍ قد اعدَ لهُ
فـــــي وكرِ ذلٍ فمن للقدسِ يحميها

خــــــمسٌ مضينَ مع الآلام في كبد
فيها الجماجم تسقي القدس ترويها

فيها الخوانسُ قد جــــــادت بفلذتها
فـي أخت صخرٍ تاسى بل تباريها

فيها الـــفوارسُ قد غارت سنابكها
في لـمعةِ البرقِ لا شيءٌ يجاريها

فيها الليوثُ ليوثُ الحقِِ كاشفةٌ
عن نابِ غضبتها في اللهِ تبريها

خمسٌ مضين فما الأجواءُ هادرةٌ
ولا الجحافلُ من سيناءَ نزجيها

ولا المدافعُ من عمانَ تسندنا
فأي عهرٍ أذلَ العربَ يخزيها

قالوا انتصرنا وفي برليفَ موعدنا
فكيفَ يصدقُ من سيناءَ ساليها

خمسٌ مضينَ فما ناحتْ حمائمها
ندباً سخياً ولا سحت مآقيها

يا قادةَ العجزِ هذي القدسُ تلعنكم
ما لـــم تلبوا نداءً كان يشفيها

هلا رجعتم الى عزٍ يناشدكم
قاصي الديارِ أجيبوا صوت دانيها

يا قادةَ العربِ يا اشباهَ مسخرةٍ
مهما بنيتم فريحُ الحقِ تذروها

يا قادةَ العربِ لستم للعلا مثلاً
خلُّوا المكارمَ قد حنَّت لداعيها

يا قادةَ العربِ بئسَ العصرُ عصركمُ
عصرُ البغاةِ زنيمُ القومِ راعيها

لسنا نناشدكم في قبلةٍ هُتِكت
فالحرُ يأبى من الأنذال توجيها

انتم رعاعٌ رعاديدٌ رويبضةٌ
لا خيرَ فيكم فتيهوا في العمى تيها

هذي العراقُ عراقُ العزِّ وا ألمي
في زحمةِ الموتِ مَن يسقي روابيها

هذي العراقُ عراقُ المجدِ سابحةٌ
في بحــرِ موتٍ وقد أذوتْ مغانيها

والرومُ تنهشها من كل ناحيةٍ
كأنــــــها قصـعةٌ والذئبُ حاميـــــها

ذَلتْ عناقٌ لنا من بطشِ شِرذمةٍ
فأيـــنَ يا أمــةَ الملـــيارِ ماضيـــــها

خمسُ مضينَ وجندُ الله ماضيةٌ
في غضبـةِ الحــقِ ما كلتْ نواصيها

تزدانُ عزاً معَ الأيامِ ما خضعتْ
للـذلِ يومــــــاً فكيفَ الخطبُ يثنيها

خمسٌ مضينَ فأضحى الشعبُ منتصراً
ورايةُ الحقِ قد بانت معاليها

خمسٌ مضينَ فبانَ الطيبُ من خبثٍ
والقدسُ تشمخُ والأحرار تفديها

لله دَرُكِ يا قدساهُ من وطنٍ
حطينُ أولها جالوتُ ثانيها

طابَ اللقاءُ أذاً في جنةٍ وُعِدتْ
للمتقينَ رضيُّ النفسِ راضيها

والله انبتنا في بقعةٍ شرُفت
بالمخلصينَ فهل نسلو روابيها

يا ربُ مكن لنا من بعد مكربةٍ
واحفظ دياراً لنا من بطشِ عاديها

الشاعر رمضان عمر

الكاتب: رمضان عمـــــر
التاريخ: 01/01/2007