شبابنا رائعون ولكن سرعان ما يُُُُُُُُُستغلون

 

شبابنا رائعون ولكن سرعان ما يُُُُُُُُُستغلون

شبابنا يحبون الخير ويسعون إليه، وعندهم طاقة هائلة في الإيمان والوقت والعلم وحتى المال نسأل الله تبارك وتعالى أن يباركهم ويوفقهم ويحبب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان ويجعلهم من الراشدين..

وبعض أهل السوء يحاول استغلالهم ثم يتخلى عنهم، وهذه قصة حقيقية وددت أن أسطرها ليستفيد منها الجميع الدروس والعبر:

شاب تعرف على شخص يكبره بعقدين أثنى عليه كثيرا، ثم عرض عليه المشاركة في مشروع بحجة أن الراتب لن يكفي والناس كلهم جربوا حظهم في التجارة، وأنت الذي سيباشر المشروع إلى آخر هذه الإسطوانة، وهو لا يملك رأس المال فقام بالاستدانة من فلان وثان وثالث، وهذا الشخص محبوب لو طلب لن يردوه أبدا.

ثم بعد ذلك بدأ يقص عليه القصص.. البضاعة تحتاج إلى أموال إضافية؛ لأن الأسعار ارتفعت، ثم رسوم إضافية وهكذا واستمر على ذلك لمدة 3 سنوات حتى وصل المبلغ إلى ما يزيد عن مئتي ألف دينار، واستدان من البنوك الربوية من أغلب من في المسجد واستحيى أن يصلي في المسجد حتى لا يراه أحد، وسرق من حساب والده وإخوانه وزملاؤه في العمل كل يطالبه!

وسألته لماذا لم تخبر أحداً من أقاربك أو تتوقف؟ فقال: الناس يحسدونني أو يرفضون ماقمت به، وعن عدم التوقف عن إرسال الأموال إلى الشخص برر موقفه بقوله: إن عندي أملاً أن أُرجع الأموال أو أغلبها.

فقام والده بعرضه على طبيب نفسي وجاء بمشايخ يقرؤون عليه ظانا أن به مس، فهذه القصة بها دروس كثيرة.

- لا يقدم أحد على شيء إلا بعد استشارة من يكبره سنا أو استشارة صاحب خبرة.

- الاستخارة فهي صلاة شرعت لتطبق في كل مجالات الحياة المستقبلية.

- الابتعاد عن الشوك: فالحرف الأول (ش) شراكة، والثاني (و) وكالة، والثالث (ك) كفالة، وزاد بعضهم (س) سلف.

- لاتدخل في عالم الدين؛ لأنه هم بالليل وذل في النهار ويجر إلى المحرمات، فالشاب استدان ثم تعود على الدين من الآخرين، ثم غرق في الديون وذهب إلى البنوك الربوية ثم الاستدانه من المصلين، ثم ترك الصلاة في المسجد، ثم تعلم الكذب، ثم وقع شيكات بدون رصيد للضمان، ثم تعلم السرقة على والده وإخوانه وزوجته وهكذا، واستخرج بطاقات ذهبية وفضية وغيرها.

فأصبح أنانياً في التفكير ووصل به الحد أن يقول لزوجته تصرفي بأي وسيلة لجلب المال!

- إذا أعطيته مالاً إلى أجل فاكتبه عند محامٍ، لتعرف مدى صدق الرجل؛ لأنه سيهرب ولن يأتيك.

- ثم إذا دخلت في مشروع اعرف كل شيء عن طريق الكتاب ودراسة الجدوى، فالقانون كما يقال: لا يحمي المغفلين، واعرف مالك وما عليك ولا تُحرج أو تغلبك العاطفة، واعرف جميع الخطوات وما هي مسؤوليتك وما دورك وما دوره وهكذا.

- ضع في ميزانك هل ما تقوم به يرضي ربك وضمن الإطار المشروع، وهل سيزيدك إصرارا على المضي قدما في الحلال أم أنك بدأت تتساهل في الخوض واقتراف المحرمات؟

نسأل الله السلامة في القول والقصد والعمل.




الكاتب: أم محمد
التاريخ: 09/03/2008