::.. الهجمات العنترية على الثورات العربية ..::

 

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد النبى الأمين و أله و صحبه أجمعين


أما بعد

فيا أيها الإخوة الكرام و الأخوات الفضليات

و بعد


أن بعض الأشخاص لهم قراءة فى الأحداث الجارية فى الدول العربية خلافاً لما نراه أو بمعنى أوضح ما يراه الكثرة المتكاثرة من المسلمين و المشهود لهم بالفطنة و الذكاء و قراءة الاحداث على ما يراه كل الناس على وجهها الصحيح

و لإوضح ذلك مثلاً الثورة المصرية قد أتى بعض الناس بصور لمندسين يهود ليثبتوا بها أن الثورة قامت بفعل اليهود و الأمريكان و كذلك فى ليبيا و مؤخراً فى سوريا و دندنوا حولها

أن الثورات العربية قامت بفعل اليهود و أن الثوار اقل ما يقال عنهم أنهم باعوا بلادهم بحسن نية أو بسوء نية

و أول رد على هذا الكلام الضحك اللا منتهى و البكاء المفجع على ما وصل إليه هؤلاء النفر

و الرد الثانى ان الشعوب العربية أخذت على الخنوع و الذل و حينما إستيقظت إستكثر عليها البعض تلك الإفاقة و الله أعلم بحسن نية أو بسوء نية و الله أعلم بالنوايا

و لكن هالهم نفرة الشعوب العربية فبادلوها بالهجمات العنترية و راحوا يتخبطون يمنة و يسرا ليحللوا ما أصاب تلك الشعوب النائمة !! و ما الذى أيقظها !!

فوجدوا بعض الصور لليهود فى تلك الثورات فقالوا إذن من فعلها اليهود !!

و إذن الثوار ما هم إلا إما خونة لبلادهم أو مستحمرين !!

و لا يعرفون هؤلاء المساكين أنها إستفاقة من فضل الله و أن الله أفاقهم

فذهبوا يتخبطون مرة إخرى و قالوا إن تلك الثورات لم تقم من أجل الشريعة الاسلامية إذن تلك الثورات قامت على النظام الليبرالى أو العلمانى فهذه الثورات خائنة و عميلة أو قامت من أجل الجوع و ضيق العيش

و سبحان الله ليس لهم قراءة الا نظرية المؤامرة أو التخوين !!

فهيا بنا نتفكر مع بعضنا البعض بصوت عالى و مرتفع و فى هذا البحر الواسع ألا و هو الإنترنت الذى أصابه بعض الناس فأراد به شراً

و لكن و لله الحمد و المنة أننا مستيقظون جميعاً و أن كثرتنا جمعت إن شاء الله على خير

و بالوحى الجماعى بيننا أننا غالبا متفقون فى كثير من المسائل و اننا على يقين أن ملتقايتنا و منتدياتنا مستهدفة

إذا كانت الشعوب العربية مستهدفة !! فما بالكم بملتقى أوبمنتدى من المنتديات !!

و الذى دعانى للرد على أمثال هؤلاء كثرة تلونهم و دخولهم فى بعض المقالات لبعض الإخوة و الأخوات حتى يكتسب الثقة و المحبة و التأييد

و لكن كونوا على حذر من هؤلاء الدسيسة و الدخلاء و لا يخفى عليكم كما أسهبنا مراراً و تكراراً

أن الثورات العربية خرجت للدفاع عن الحق و إزهاق الباطل مع العلم أن من فضل الله على تلك الشعوب أنها لم يكن لها قائد فى أى دولة

بل قامت الشعوب بإختلاف طوائفها و مناهجها لعلة الله أعلم إن كانت صحيحة حتى لا يكون لإحد فضل على أحد و يستفيد منها كل الناس

بمعنى أوضح و أضرب لكم مثلاً فى مصر لا العلمانيين الليبراليين يقولون نحن أصحاب الثورة ولا الإسلاميين على إختلاف أنواعهم و لا النصارى على اختلاف طوائفهم

و كنا جميعا تحت الظلم و القهر و الاستبداد و هذا من فضل الله حتى لا يقول لنا أحد مثل ما قال القذافى

من أنتم ؟؟ و أين كنتم ؟؟!!

يعنى كلنا إشتركنا مسلمين و علمانيين و نصارى فلا ينسب الفضل لإحد دون الأخر الكل إشترك و الكل يكتسب من الثورة بقدر ما أعطى لها

و كذلك فى باقى الدول لذلك سمى البعض ان هذه ليست ثورة إنما هى غضبة أو نفرة المهم أن الطوائف كلها إشتركت

و من الطبيعى و بكثرة أعدادنا اننا قد زدنا عن الخمسة و سبعين مليوناً فيدخل بيننا اليهودى بحجة انه يناصر الثورة او ناشط حقوقى او مراقب دولى
او مراسل صحفى حتى تنطلى علينا فكرة الذين قاموا بالثورة هم اليهود أليس هذا كلام مضحك مبكى ؟!!

فنقول لهم كلا و الف كلا فإن اليهود أحباب و مناصرين لمعظم حكام الدول العربية ان لم يكونوا كلهم

و هذا لا يخفى على من له عقل او القى السمع و هو شهيد فإننا نعترف نحن المصريين ان مبارك كان حبيباً و حليفاً للصهاينة اليهود و الامريكان الاعداء

و بفضل الله عز وجل وحده اعطوه درساً اليماً و مؤلماً و تركوه يعانى سكرات الموت و باعوه بإبخس الأثمان كما فعل النصارى مع حاكم عكا

و هذا جزاء كل حاكم يمد يده للامريكان او اليهود على سبيل الخيانة و يبيع شعبه و يشترى بذلك الامريكان و اليهود

و حتى لا نطيل انا على يقين ان هذا الكلام معلوم بوضوح جدا لدى الكثير من الاخوة و الاخوات الاذكياء الذين يقرؤن الواقع قراءة صحيحة

و اما الذين يلقون بالشبه فى كل مكان سواء كانوا روافض او اتباع النظم الحاكمة فالقاعدة العريضة عندنا

اننا لا ناخذ الناس بالشبهه لابد ان يكون هناك يقيناً تام حتى نحاسبهم على ذلك اليقين و هذا عين الانصاف مع المخالفين فى الافكار و الاراء

فإن قراءة الأحداث المتلاحقة إختلف الناس فى رؤيتها بين مؤيد و معارض و بين متهم للشعوب و للثورات و بين مؤيد لها

و ان هذا الوضع الجديد لا يلقى عند بعض الناس قبولاً فوجب علينا ان نتحمل قليلاً و ان يصبر بعضنا على بعض دون يخون احدنا الأخر

هذه رؤيتى و الله اعلم ان كانت صحيحة أو غير ذلك

و الله من وراء القصد و الهادى سواء السبيل


الكاتب: عمرو المصرى
التاريخ: 06/07/2011