الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك بقية السلف العابد الزاهد (متفرقات من سيرته)

 

كتب الدكتور عبد الله بن قرناس هذه المقالة وأعجبتني فنقلتها


هذا الرجل الكلام في حقه قليل غمرني بفضله واستفدت منه فوائد جمة
ترى أبا عبد الله في الدرس نحيل الجسم متهلل الوجه كثير الذكر لا يفتر لسانه عن الذكر
تسمعه في الدرس يكرر الشهادة ويكثر الذكر والاستغفار حتى والله إن لمجلسه لراحة قل أن تجدها عند شيخ وطمأنية لو بيعت لعدة من غالي الثمن

أبو عبد الله بار بوالدته رحمها الله برا عجيبا
كنا في دورة من دورات الصيف قديما فاعتذر الشيخ أكثر من مرة أتدرون لماذا ؟

لأن والدته منعته ووالدته قد أصابها الخرف .
وقد حصل أن تسمح له ثم تمنعه بعد مجيء طالبه الذي يأتي به إلى الدرس فيقعد وهذا كثير
بل إنه لم يحج إلا بعد موتها _ليست الفريضة_ لمنعها إياه وهي والله قد أصابها الخرف رحمها الله
ولما ماتت قبل سنوات أتى ذاك الزاهد العابد الذي عقمت النساء أن تأتي بمثله إلى قبرها متكئا على عصاه ووقف على شفير القبر فدعا وبكى فأبكى وعلا النحيب في المقبرة وارتفعت الأصوات وبكينا على تفريطنا .

نعم بمثل هذا تنال الإمامة في الدين .


في مسجد الراجحي رأيته مرارا يصلي قبل أن يدخل الخطيب بصلاة ما أحسنها وما أطولها فلله دره .

أبو عبد الله عف اللسان قليل الكلام كثير الذكر ما أدل على كثرة ذكره إلا أن تحضر درسا واحدا لتنقل بك الروح إلى درس من دروس السلف .

ولست مبالغا فيما أقول بين كل كلمة وكلمة يقولها تسبيحة أو تحميدة ودروسه بذلك شاهدة .

# متفرقات #
قرئ عليه قبل أيام حديثا في البخاري عن أنس قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ، ثم رقي المنبر ، فقال في الصلاة وفي الركوع ( إني لأراكم من ورائي كما أراكم) .
فما هالني إلا قول الشيخ حفظه الله بصوت جهوري الله أكبر الله أكبر كررها حديث عجيب حديث عجيب ثم قال : الله قادر على أن يعرضهم بين يديه ولا يلزم وجود عين خلفه .
لما سمعت تكبيره كان تكبيرا صادقا واضحا لامس مني شغاف القلب فهبت الموقف .

من طرائف الشيخ :
الحديث السابق عقب عليه ابن رجب رحمه الله باستدراك جميل على البخاري في إيراده هذه الرواية مرارا وترك رواية قتادة مع أن رواية قتادة على رأي ابن رجب أصح فعلق الشيخ بعد أن سكت هنية قائلا (البخاري كما يقولون أبخص فهو إمام في هذا الشأن)

مما استفدته من دروس الشيخ :

عدم التسرع في الفتيا
عرض أحد السائلين قضية شحصية وبعد أن تأملها الشيخ قال ما عندي شيء تحتاج نظر سأتأملها
وهذا شأن شيخنا ابن باز رحمه الله

في هذا الدرس البساطة غير المتكلفة :
تجد الشيخ يقطع الدرس ليطلب من فلان أن يغلق المكيفات أو يحضر نسخة كذا أو انظر تعليق كذا
هذه لا يكاد يخلو منها درس .

في دروسه النظام وتحديد القراء :
يحاول بعض طلاب العلم أن يقرأ فعندما يقول الشيخ من بقي أو من معنا يقول القارئ فلان فيسمح له أو يقال له لم نسمح لك بالقراءة بعد .

التأصيل العظيم ومن يسمع دروس العقيدة على وجه الخصوص يرى ذلك واضحا جليا .


####

دروس الشيخ خلطة سحرية من الطلاب فتجد طلاب الجامعة وطلاب العلم الكبار وتجد المتوسطين فليس الدرس حكرا على أحد .
ومن العجائب أن يقرأ أحد أكاديميي الجامعة وتلميذه في الكلية معه _يكونون عند الشيخ زملاء_ عند الشيخ ثم يذهب للجامعة ويدرس من بجواره قبل قليل وهذا كثير .

ومن العجائب أيضا أن يقرأ الوالد وولده وولد ولده على الشيخ ثلاثة بطون في فترة واحدة
وقد حصلت لي عندما ذهبت للشيخ فوجدت الوالد سلمه الله عنده ووجدت ابني قد أحضر كتابه أيضا فعجبت وعجب الشيخ من هذه المصادفة

من مواقف الطلاب :
أحد طلاب الشيخ يقرأ في الفتاوى وكثيرا ما يقول له بعض الطلاب لا نفهم من قراءتك شيئا ولا من المقرر شيئا فلعلك لا تأتي أو تغير المتن أي والله بصريح العبارة
وقد تجد مع هذا الدرس في هذا السفر العظيم قارئ للأصول الثلاثة أو القواعد الأربع أو غيرها من المتون المختصرة .


لطلاب العلم أدركوا الكبار قبل أن تندموا حين لا ينفع الندم
إني أعجب عندما أرى طلاب طلاب الشيخ يحضر لهم المئات ومثل هذا الجهبذ ليس عنده إلا نفر يسير .


ملتقى أهل الحديث


الكاتب: أبو عمر السويدي
التاريخ: 25/10/2009